ـ (أهل الكتاب) ليسوا كفارا بالمصطلح القرآني.

ـ التوحيد الإيماني لأهل الكتاب.

ثم إن ذلك السيد محمد حسين فضل الله يقول عن كتاب تحدي الممنوع ـ الذي يعتبر نفسه مسئولا عنه:

"إذا كان هناك شخص يترجم الكتاب إلى الإنكليزية، فنحن مستعدون لإجازته في ذلك" [الندوة ج1ص548]

ثم نجد المطران إلياس عودة يقول في مقدمة الكتاب عن النص القرآني فيما يتصل بأهل الكتاب إنه:

"محكم من حيث تمييزه بينهم وبين الكفار، ومن حيث عدم نفيه للتوحيد الإيماني عندهم، إن القرآن لا ينفي التوحيد الإيماني عن المسيحيين، ويعتبر أهل الكتاب عنصرا آخر غير المشركين" [في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ص295]

ويقول السيد محمد حسين فضل الله:

"المسلمون يعتبرون أن المسيحيين يكفرون، باعتبار أنهم يكفرون برسول الله (ص)، ويكفرون بالقرآن، ليس المراد الكفر بالله.

فالقرآن أكد أن المسيحيين يلتقون مع المسلمين في توحيد الله {وقولوا آمنا بالذي انزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون}.

فالمسلم لا يعتبر المسيحي كافرا في مسألة الإيمان بالله، وإن كان يناقشه في تفاصيل هذا الإيمان" [في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ص321]

ويقول:

"ليس معنى أن القرآن يقول عن أهل الكتاب إنهم كافرون: أنه الكفر الذي يخرجهم عن الإيمان بالله، وعن توحيده، ولكن معناه الكفر بالرسول" [في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ص294]

ونقول:

1 ـ قد تحدث القرآن عن كفر النصارى في قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم} سورة المائدة الآية178

ويقول سبحانه: {يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله ورسوله وما أنزل إلينا..} سورة المائدة الآية 59

وقال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من اله إلا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسّن الذين كفروا منهم عذاب اليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صدّيقة كانا يأكلان الطعام، أنظر كيف نبيّن لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرّا ولا نفعا والله هو السميع العليم قـل يا أهـل الكتـاب لا تغلوا في دينكـم غير الحق..} سورة المائدة الآية 73-77

وقال عز وجل: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله} سورة المائدة الآية 116

وقال سبحانه: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل، قاتلهم الله أنّى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} سورة التوبة الآية 30-32

فظهر من الآيات السابقة أن القرآن يعتبر النصارى كفارا بل ومشركين أيضا. لا من حيث كفرهم بالرسول وحسب، وإنما لما يعتقدونه في الألوهية أيضا..

2 ـ أما قوله تعالى: {قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد} فإما هو ناظر لأولئك الذين بقوا على شريعة عيسى عليه السلام، لأن ما يؤمن به المسلمون ليس هو ما عليه المسيحيون بالفعل، وإنما هو ما أنزله الله حقيقة على عيسى(ع).

وإما أن يراد به تقرير الحقيقة التي أكّدها الإسلام، من وجهة نظر الإسلام الذي لا يحكي إلاّ الواقع، وإلاّ الحقيقة.

3 ـ أما ما نقله عنه المطران إلياس عودة من أن القرآن لا يعتبر أهل الشرك كفارا، فهو لا يصح أيضا، وذلك لما ذكرناه من الآيات الصريحة في كفرهم. هذا بالإضافة إلى قوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة}.

فقد حكم الله سبحانه على أهل الكتاب كلهم بالكفر، لأن كلمة (من) هنا بيانية لا تبعيضية، إذ لو كانت تبعيضية لكان عليه أن يقول: (والمشركون) ـ بالرفع ـ إذ إن جرّها يقتضي أن يكون بكلمة (من) المقدرة، فهل يلتزم بأن يكون بعض المشركين مؤمنين؟!.

العودة