بداية:

إننا نذكر في هذا الفصل طائفة من مقولات السيد محمد حسين فضل الله الرامية إلى إنكار ما جرى على الزهراء مثل:

ألف: ضربهم لها بالسوط.

ب: إحراق باب بيتها.

ج: كسر ضلعها.

د: إسقاط جنينها.

هـ: دخول بيتها.

و: عصرها بين الباب والحائط.

ز: لطم خدها.

ح: رضيت عن الشيخين.

ط: استشهادها.

ي: الهجوم على بيتها.

ك: ظهور ومعرفة قبرها.

ل: بل هو يقول:

"أن الذين جاء بهم عمر كانت قلوبهم مملوءة بحب الزهراء، فكيف نتصور أن يهجموا عليها.."

ونذكر من كلماته ما يلي:

 

ـ أنا لا انفي كسر ضلع الزهراء لكنني غير مقتنع بذلك.

ـ النفي يحتاج إلى دليل كما الإثبات يحتاج إلى دليل.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"أنا لا أنفي قضية كسر الضلع، ولكنني أقول: إنني غير مقتنع بذلك. وكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل. كذلك النفي يحتاج إلى دليل".

ويقول في أجوبته على آية الله التبريزي:

"إنني لم أنكر ذلك لأن الإنكار يحتاج إلى دليل وليس عندي دليل على النفي" [جوابه على آية الله التبريزي ج17]

ونقول:

إن ما ذكره السيد فضل الله لا يمكن قبوله منه، وذلك للأسباب التالية:

1 ـ إن مقولات السيد فضل الله تظهر أنه غير مقتنع بأي شيء مما جرى على الزهراء ؛ لأنه يدعي: أن حبهم للزهراء، ومكانتها، ولان ضرب المرأة عيب وغير ذلك من تعللات واهية، يمنع من حدوث كسر الضلع وإسقاط الجنين، والضرب، وإحراق البيت وغير ذلك..

2 ـ إن السيد فضل الله الذي هو غير مقتنع لم يزل يجهد عبر مختلف وسائل الإعلام التي تقع تحت اختياره، وفي أية فرصة تسنح له.. لزرع الشك في نفوس الناس.. ولم يزل يحشد ما يراه أدلة وشواهد على عدم صحة ذلك، تحت ستار إثارة علامات استفهام.. فلماذا هذا الحرص منه على إقناع الآخرين بعدم صحة ذلك؟!

3 ـ إن مهمة العالم هي أن يحلّ المشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم الفكرية، خصوصاً فيما يطلبه الناس منه، ويرون أنه هو المسؤول عنه، ويدخل في دائرة اختصاصه.. فإما أن يثبت لهم الأمر الذي يتحدث عنه بدليل، أو ينفي بدليل، أو يطلب لنفسه إجازة، يحزم فيها أمره إلى جانب هذا الإثبات، أو مع ذلك النفي. وليس من حقه أن يثقف الناس بمشكوكاته..

4 ـ إن الرجل العادي إذا أعرب عن شكه، فالناس يعتبرون شكه ناشئاً عن عدم علمه. أما إذا كان المعرب عن شكه يقول للناس إني عالم، ويتصدى لما يتصدى له العلماء، فان الناس سيرون أن شكه شك علمي، وهو يساوق عدم ثبوت الحقيقة إلى درجة النفي والإنكار.

 

ـ أنا لا أتفاعل مع أحاديث كسر ضلع الزهراء.

ـ أنا لا أتفاعل مع أحاديث ضرب الزهراء على خدها.

ـ يتحفظ على أحاديث ضربها وكسر ضلعها.

ـ ضربها وكسر ضلعها وإسقاط جنينها لا يتصل بالعقيدة.

ـ لا يهمني كسر ضلع الزهراء أو لم يكسر.

ـ القول بكسر ضلعها أو عدمه لا يمثل له أية سلبية أو إيجابية.

يقول السيد فضل الله عن كسر ضلع الزهراء:

"قـلـت: أنا استبعد ذلك، ولا أتفاعل مع الكلمة نفسها" [ الزهراء المعصومة ص56]

ويقول السيد فضل الله:

"سواء كسر ضلع الزهراء أو لم يكسر، فان ذلك لا يقع في دائرة اهتماماتي". [ للإستماع إضغط هنا]

ويقول:

"أنا ليست القضية من المهمات التي تهمني، سواء قال القائلون: إن ضلعها كسر، أو لم يقل القائلون. هذا لا يمثل بالنسبة لي أية سلبية، أو أية إيجابية، هي قضية تاريخية. تحدثت عنها في دائرة خاصة، ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق ولكن الذين يصطادون في الماء العكر حاولوا أن يجعلوا منها قضية للتشهير.. وإلا.. فهذه القضية ليست من المهمات التي اهتم بإثباتها ونفيها، لا من ناحية علمية، ولا من ناحية سياسية..". [ للإستماع إضغط هنا]

ويقول:

"أنا لا أتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول بأن القوم كسروا ضلعها، أو ضربوها على وجهها، أو ما إلى ذلك. إنني أتحفظ في كثير من هذه الروايات".[ للإستماع إضغط هنا]

 

ويقول:

"قلت: إني لا أتفاعل. بمعنى أن لدي علامات استفهام لا بد من الإجابة عنها بطريقة علمية"

ونقول:

إننا نجد أنفسنا في غنى عن تحديد مواضع الخلل في الأقاويل السابقة، ولكننا مع ذلك نذكر القارئ الكريم بما يلي:

1 ـ إذا كان كسر ضلع الزهراء، وكذلك ضربها، وإسقاط جنينها لا يقع في دائرة اهتمامات هذا البعض، فلماذا هو مهتم بحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب من اجل تشكيك الناس بهذا الأمر؟!

2 ـ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا سأل ـ حسبما يدعي هو ـ السيد شرف الدين عن هذا الأمر في أوائل الخمسينات، أي قبل ما يقرب من خمسين عاماً من هذا التاريخ؟!..

3 ـ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته.. فلماذا كان مهتماً ببحث هذا الأمر؟! حسبما سجله في رسالة منه أرسلها إلى إيران، لجعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414 هـ. فهو يقول:

"إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع، كنت أحاول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع".

ويقول فيها أيضاً:

"كنت آنذاك أحاول البحث في الروايات حول.. هذا الموضوع وقد عثرت أخيراً على نص في البحار الخ.." [رسالة بخط يده أرسلها للسيد جعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414هـ 1 2]

وثمة عبارات أخرى تفيد هذا المعنى في الرسالة نفسها.

4 ـ إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا ناقش كل العلماء في هذا الأمر في إيران وغيرها.. على حد تعبيره؟!

5 ـ إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا يدعو العلماء لدراسة هذا الأمر؟! ويقول في رسالته للسيد جواد الكلبايكاني:

"كنت في ذلك الوقت في حالة بحث تاريخي حول الموضوع"

ويقول فيها أيضاً:

"لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخياً، من جهة السند، ومن جهة المتن، ومن خلال بعض التحليلات التاريخية، فكان الجواب في ذلك المجتمع النسائي مختصراً وسريعاً على نحو إثارة الاحتمال. ولكنني عثرت في أبحاثي بعد ذلك على كثير من النصوص الخ.." [جوابه على آية الله التبريزي]

6 ـ وإذا كانت المسألة لا تدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا يكتب للسيد الكلبايكاني أيضاً:

"إني اعتقد أن علينا أن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية، قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت؟!"

ويقول في نفس الرسالة المنشورة والتي كتبها بخط يده أيضاً:

"إنني أدعو جميع اخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق ؛ لأن ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب، وهو الطريقة المثلى لتأكيد كل تراثنا بالطريقة المثلى، على أساس الحق والواقع"[ جوابه على آية الله الكلبيكاني]

 

7 ـ لماذا لا يهتم السيد فضل الله لكسر ضلع الزهراء، وضربها، وإسقاط جنينها، ويهتم لأحد ابنائه لو فرض ـ لا سمح الله ـ أنه جرح، واحتاج إلى طبيب؟!..

8 ـ هل السيد فضل الله لا يهتم لكل قضايا التاريخ، أم أن عدم اهتمامه هذا يختص بضرب الزهراء، وكسر ضلعها وحسب، رغم ما لهذه القضية من ارتباط بكثيرٍ من الشؤون العقائدية والإسلامية..

9 ـ لماذا يهتم النبي (ص) والائمة الطاهرون بما يجري على الإمام الحسين عليه السلام، وبما يجرى على الزهراء؟! ولا يهتم السيد فضل الله به؟..

10 ـ إن الذين ضربوا الزهراء، وكسروا ضلعها، وأسقطوا جنينها وو.. قد تصدوا لأعظم واخطر مقام بعد الرسول، وهو مقام الخلافة له صلى الله عليه وآله وسلم.. ومعرفة واقع هؤلاء مفيد جداً لكل مسلم يريد أن يعيش الإسلام بكل صفائه وحيويته ونقائه.. فليس هذا الأمر سخيفاً، ولا تافها.. وليس هو من قبيل معرفة تاريخ الآشوريين، أو الكلدان، وغيرهم من الشعوب التي بادت.

11 ـ إن السيد فضل الله الذي لا يهتم لضلع الزهراء، مهتم جداً بالتأكيد على أن الذين هاجموا الزهراء كانوا يحبونها، ويحترمونها، ويجلونها، فكيف يهاجمونها، فضلاً عن أن يضربوها، أو أن يكسروا ضلعها، أو أن يسقطوا جنينها، أو أن يحرقوا بابها؟!.. على حد تعابيره..

12 ـ ما معنى قوله:

"إن ضرب الزهراء.. و و.. لا يمثل عنده أية سلبية، أو إيجابية؟!"

وما معنى أن لا يهتم بإثبات أو نفي هذه القضية، لا من ناحية علمية، ولا من ناحية سياسية؟!..

13 ـ إن السيد فضل الله يحاول التقليل من خطورة مقولاته التي أطلقها، فيقول:

"هي قضية تاريخية تحدثت عنها في دائرة خاصة، ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق".

ونقول:

أولاً: إن الحديث عن هذه القضية قد كان في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، أمام كاميرا الفيديو، وأجهزة ضبط الصوت. وفي مجتمع نسائي مفتوح.. فهل ذلك دائرة خاصة، وليس حديثاً في الهواء، الطلق؟!

ثانياً: إن خطأ هذه المقولات، وخطورتها، لا يدفعه ولا يرفعه أن يكون السيد محمد حسين فضل الله قد أطلقها في الهواء الطلق، أو في دائرة خاصة..

ثالثاً: سواء أكان قد قالها في دائرة خاصة، أو في الهواء الطلق، فان إصراره عليها، وحرصه على إقناع الناس بها عبر إذاعة تابعة له.. وحتى عبر قنوات التلفاز حتى الإقليمية منها وبغير ذلك من وسائل.. يفرغ هذا التبرير من محتواه، ويسقطه عن الصلاحية لتبرير أي شيء.

العودة