ـ الروايات التي تتحدث عن مظلوميتها متضافرة ومستفيضـة.

ـ روايات المظلومية تكاد تكون متواترة..

ـ هل كشف دار فاطمة، أم كشف بيتها؟!..

ـ حرق الدار لم يتأكد له.

ـ كسر الضلع لم يتأكد له.

ـ إسقاط الجنين لم يتأكد له.

ـ لطم خد الزهراء(ع) لم يتأكد له.

ـ ضرب الزهراء(ع) لم يتأكد له.

ـ مظالم الزهراء الأخرى لم تتأكد له أيضاً.

ـ المفيد شكك في وجود ولد اسمه (محسن).

ـ المفيد يشكك في إسقاط الجنين ونحن نوافقه.

ـ كثير ممن هجم على دارها كان قلبه ينبض بمحبتها.

ـ المتيقن هو كشف دار فاطمة والتهديد بالإحراق.

 

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"ولا نجازف إذا قلنا: إن الروايات التي تتحدث عن مظلوميتها متضافرة ومستفيضة، بل تكاد تكون متواترة" [ الزهراء القدوة ص107]

ويقول:

"ولأجل هذه المحبة والقدسية التي يحملها المجتمع المسلم للزهراء (ع) رأينا أنه عندما هجم على دارها من هجم بقصد الإساءة وهّددوا بإحراق البيت كان الاستنكار الوحيد أن في البيت فاطمة، ولم يقولوا: إن في البيت علياً، ولا الحسنين، ولا زينب، بل إن فيه فاطمة، ما يدل على أنها كانت تعيش في عمق وجدان المسلمين، وتستحوذ على محبتهم، حتى إن كثيراً ممّن هجم على دارها مع المهاجمين كان قلبه ينبض بمحبتها. ولهذا انصرف باكياً عندما سمع صوتها . وهكذا وجدنا المسلمين تفاعلوا مع خطبتها، التي خطبتها بعد وفاة الرسول(ص)، وغصب الـخلافة، ومصادرة فدك، وتأثروا كثيراً لكلامها، حتى أنه لم ير الناس أكثر باك ولا باكية منهم يومئذ"[ الزهراء القدوة ص160و161]

ويقول:

"هناك بعض الحوادث التي تعرضت لها مما لم تتأكد لنا بشكل قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها، وضربها.. ونحو ذلك مما نقل إلينا من خلال روايات يمكن طرح بعض علامات الاستفهام حولها، إما من ناحية المتن وإما من ناحية السند. وشأنها شأن الكثير من الروايات التاريخية.

ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان الله عليهم، كالشيخ المفيد الذي يظهر منه التشكيك في مسألة إسقاط الجنين، بل في أصل وجوده، وإن كنا لا نوافقه على الثاني.. ولكننا لم نصل إلى حد النفي لهذه الحوادث، كما فعل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قده) بالنسبة لضربها، ولطم خدها، لأن النفي يحتاج إلى دليل، كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل، ولكن القدر المتيقن من خلال الروايات المستفيضة بل المتواترة تواتراً إجمالياً هو الاعتداء عليها من خلال كشف دارها، والهجوم عليه والتهديد بالإحراق، وهذا كان للتدليل على حجم الجريمة التي حصلت.. هذه الجريمة التي أرقت حتى مرتكبيها، ولذا قال الخليفة الأول لما دنت الوفاة ليتني لم أكشف بيت فاطمة، ولو أعلن علي الحرب [ الزهراء القدوة ص109و110]

ويقول:

"ان الشيخ المفيد ـ رحمه الله ـ في كتاب الإرشاد يشكك في وجود محسن فيقول: وينقل بعض الشيعة أنه أسقطت ولدأً سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو حمل محسنا؛ فعلى قول هذه الطائفة من الشيعة يكون أولاد علي (ع) ثمانية وعشرين ولـداً" [ جوابه لآية الله التبريزي رقم 17]

ونقول:

1ً ـ قد ذكرنا فيما سبق نصاً من الكتاب الذي يقول عنه:

"أصبح هذا الكتاب (الزهراء القدوة) يمثل كل فكري في سيدة نساء العالمين". [ الزهراء القدوة ص6]

غير أن الحقيقة هي أن الأمر ليس كذلك، فلدينا الكثير مما قاله حول الزهراء، ولم نجد له أثراً في هذا الكتاب، بل ربما نجد فيه ما يعاكسه ويناقضه، وهو القائل: إن أفكاري ما تزال أفكاري وأنا ملتزم بها.

مما يعني: أنه ملتزم بما في هذا الكتاب، وملتزم أيضاً بغيره مما قاله حول السيدة الطاهرة عليها السلام في الإذاعات وأجهزة التلفاز، أو سجلته الصحف والمجلات واحتفظت به أجهزة التسجيل (الكاسيت، والفيديو) وغير ذلك.

2ً ـ إن الحديث المستفيض هو الذي رواه في كل طبقة أزيد من ثلاثة رواة.

والخبر المستفيض لا يخرج عن كونه من أخبار الآحاد أيضاً.

والملفت أنه قد أصر على عدم بلوغ أحاديث مظلومية الزهراء حد التواتر، وقوله: " بل تكاد تكون متواترة" شاهد على هذا الإصرار..

ومن الواضح:

أولاً: أن السيد فضل الله يشترط في حجية الأخبار التاريخية، وغيرها ـ ما عدا الأحكام ـ أن تكون مفيدة للقطع، وبدون ذلك فلا حجية لها. فأخبار مظلوميتها على رأيه لا تفيد في إثباتها، لأنها مستفيضة، أي أنها ثلاث روايات أو أزيد، ولكنها لم تصل إلى حد التواتر المفيد للقطع..

ثانياً: إن ما ذكرناه في كتاب مأساة الزهراء من نصوص حديثية عن المعصومين، ومن نصوص تاريخية، وغيرها، وهي من الكثرة بحيث استغرقت أكثر صفحات الجزء الثاني، وهي تعد بالعشرات والمئات.. ليست متواترة وحسب، وإنما هي مجموعة تواترات تضاف إلى بعضها البعض.

ثالثاً: إننا حين نستوضح من السيد فضل الله عن المظلومية التي يقصدها، ويبخل علينا بالحكم بتواتر نصوص إثباتها، فانه سيجيب: إنه يقصد فقط جمع الحطب والتهديد بالإحراق. ولعله يضيف إلى ذلك أيضاً غصب فدك وغصب الخلافة. أما ما عدا ذلك، فهو يشك فيه.. غير أنه اعترف في هذا النص بكشف دار فاطمة، وهو ما كان ينكره في السابق..

فإذا كان هذا المقدار من المظلومية (وهو جمع الحطب والتهديد بالإحراق)، لم تصل رواياته إلى درجة التواتر الذي هو حجة عنده، فكيف بما سواه مما جرى عليها صلوات الله وسلامه عليها؟!

3 ـ يلاحظ: أنه إنما اعترف بكشف (دارها) ولم يقل بيتها، وان كان حين ذكر كلام أبي بكر حول هذا الأمر، نجد أن تعبير أبي بكر قد جاء أدق وأوضح من كلام السيد فضل الله فقد قال أبو بكر: (بيت فاطمة) ولم يقل: (دار فاطمة..) لأن الدخول للدار قد لا يصاحبه دخول البيت.

4 ـ إن هذا النص الذي ذكرناه ـ وهو الذي نقلناه من كتاب "الزهراء القدوة" وقد هذب إلى أقصى الدرجات يوضح: أنه لا يزال مصراً على تشكيكاته بما جرى على الزهراء من مظالم.. ويوضح أيضاً: أن إنكاره لا ينحصر بأمر كسر الضلع وحسب، وإنما يتعداه إلى مختلف مفردات مظلوميتها عليها الصلاة والسلام.

5 ـ إن مراجعة علامات الاستفهام والأدلة التي طرحها السيد فضل الله ، وقد ذكرنا شطراً كبيراً منها في هذا الفصل تعطينا: أن ما جعله مبرراً للتشكيك في إحراق الباب والضرب، وإسقاط الجنين هو نفسه من أسباب التشكيك حتى في جمع الحطب، وفي حدوث أدنى تعرض بالسوء للزهراء عليها السلام.. فإذا جرّت باؤه هناك، فلا بد أن تجرّ في سائر الموارد..

فقد احتج بأن للزهراء، مكانة كبيرة لدى المسلمين. تمنع من حدوث هذه الأمور..

فإذا كانت هذه المكانة تمنع من الإحراق ومن كسر الضلع، وإسقاط الجنين و و.. فإنها تمنع أيضاً جمع الحطب، ومن التهديد بالإحراق. وتمنع أيضاً من كشف (دارها) على حد تعبيره..

واستدل أيضاً ـ بأن الذين جاء بهم عمر لمهاجمة بيتها كانت قلوبهم مملوءة بحبها، فكيف نتصور أن يهجموا عليها كما ذكره في إذاعة تابعة له..

وهذا بالذات يقال بالنسبة لجمع الحطب، والتهديد، فان قلوبهم كانت مملوءة بحبها فكيف نتصور أن يكشفوا دارها. أو أن يجمعوا الحطب، أو أن يهددوا بإحراق البيت..

وهكذا الحال بالنسبة للعديد من أدلته التي ذكرنا في هذا الكتاب شطراً منها..

وإذا كان هؤلاء الأشخاص على حد تعبيره في كتاب للإنسان والحياة ـ قد فهموا كلام النبي حول تعيين من يقوم بالأمر بعده بطريقة معينة، فكان إبعاد علي عليه السلام عن الخلافة نتيجة هذا الفهم الذي يعذر فيه صاحبه، فإن النتيجة تصبح واضحة وجلية.. ولا حاجة بنا إلى قول أكثر من ذلك.

6 ـ وأما بالنسبة لما ذكره هذا البعض فيما اعتبره رداً على آية الله التبريزي حول كلام الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد عن تعداد أولاد أمير المؤمنين عليه السلام.. فهو غريب وعجيب، إذ إن من البديهي عند أهل العلم والإطلاع: أن من يطلق عليهم اسم (الشيعة) كانوا عدة فرق، كالإسماعيلية، والزيدية، والإمامية، والفطحية، والمعتزلة وغيرهم، فلا يحق للشيخ المفيد أن يقول: إن الشيعة يقولون بكذا.. إذا كانت بعض فرقهم لا تقول به، بل عليه أن يقول: (ومن الشيعة من يقول الخ..) ولأجل ذلك نجده قد عبّر بهذا التعبير بالذات.

فما معنى أن ينسب إلى الشيخ المفيد التشكيك بأصل وجود المحسن؟!!

العودة