/صفحة 3/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... الفضيحة
محاكمة كتاب هوامش نقدية في رده على
كتاب مأساة الزهراء (ع)
محمد مرتضـى
دَار السِّـيرة بـَـيروت ـ لبـــــنان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 4/

حقوق الطبع محفوظـة
الطبعة الأولى
تشرين الأول ـ1997م. الموافق رجب ـ 1418هـ.ق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 5/

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً والصلاة والسلام على رسوله محمد (ص) وعلى آله الطيبين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

أما بعد..

فإن هذه السطور لا تمثل دفاعاً عن كتاب (مأساة الزهراء) ولا عن مؤلفه "العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى الحسينى العاملي"؛ لأن المؤلف أو الكاتب لا يحتاج إلى ذلك ولأن الأفكار الصحيحة والمتينة والموثقة لا تحتاج إلى من يدافع عنها إلا من باب الانتصار للحق والذب عنه؛ إذ أن متانتها وحقانيتها خير شاهد حي يقوم بهذه المهمة.

بل إن هذه السطور تمثل تفنيداً لما احتوت عليه بعض الكتب والآراء التي صدرت بصورة رد في غلاف "نقدي" على كتاب "مأساة الزهراء" ونعني به تحديداً كتاب “هوامش نقدية”لمؤلفه السيد محمد الحسيني (1).

وحتى لا يقال كيف يمكن التوفيق بين القول بأن هذه السطور لا تمثل دفاعاً عن كتاب معين ثم القول إنها تفنيد لآراء حول كتاب "مأساة الزهراء". ألا يمثل هذا تناقضاً صريحاً؟

نقول: ليس الهدف الدفاع الشخصي عن احد كما أسلفنا، فلو أن الآراء التي وردت في كتـاب "هوامش نقدية" تحتوي على الحـد الأدنى من الموضوعية والأمــانـة العلمية التي تقتضي دقة النقل وعدم التدليس والافتراء لما كانت ثمة حاجة للكتاب.

ـــــــــــــــ

(1) كاتب عراقي ـ مدير جلسة (ندوة السبت) في حوزة المرتضى التابعة للسيد محمد حسين فضل الله في دمشق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 6/

وثمة فرق كبير ـ كما لا يخفى على القارىء الكريم ـ بين الدفاع الأعمى الدال على التعصب للشخص أو الرأي أو الفكرة وبين الكشف عن مواضع التضليل والتحريف والتزييف كما سيرى القارئ.

 أضف إلى ذلك، أننا رأينا بأن السكوت على مؤلفات كهذه له أخطاره العديدة ليس أقلها تكريس التحريف والتزوير في مواضيع تاريخية لها مساس بالعقيدة أو في مواضيع تتناول مسلمات المذهب المختلفة، كنهج للدفاع عن الأشخاص.

وعلى أي حال فان ثمة نقاطاً ينبغي إيضاحها قبل البدء "ليحيا من حي عن بينة ويموت من مات عن بينة ".

أولاً: لا شك في أن الحوار العلمي والنقد البناء يثري الفكر مطلق فكر،شرط الالتزام بالضوابط العلمية والأخلاقية، أما أن يتحول الحوار إلى تجريح وافتراء وتحريف للكلام عن مواضعه عن عمد وإصرار، فانه لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن توضع هذه الحالة في خانة الحوار العلمي.

ثانياً: من المؤسف بل من العجيب أن يقوم السيد الحسيني في كتابه بما ذكرناه من تدليس وتحريف ثم يدعي أن غرضه "تصحيح مسار الحوار وفقاً للضوابط الشرعية والمعايير الأخلاقية والأصول العلمية" (1)

ولا يكتفي بذلك بل يختبئ خلف شعارات كبيرة، وكلمات فضفاضة؛ ليزعم انه كتب ما كتب انطلاقاً من تكليفه الشرعي وبداعي تنزيه الزهراء(ع) وتنزيه مقام الإمامة المتمثلة في وصي رسول الله.(2)

ثالثاً: والمفارقة العجيبة انه في الوقت الذي يزعم فيه حرصه على تنزيه مقام الإمامة والخلافة ينسى أن يقف ولو لمرة واحدة ليحاكم أقوال "العلامة السيد محمد حسين فضل الله" الذي يعتبر الإمامة من المتحول حينما قال:

ـــــــــــــــ

(1) هوامش نقدية: ص 5

(2) هوامش نقدية ص 6

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 7/

" في داخل الثقافة الإسلامية... هناك المتحول الذي يتحرك في عالم النصوص الخاضعة في توثيقها ومدلولها للاجتهاد مما لم يكن صريحاً بالمستوى الذي لا مجال لاحتمال الخلاف فيه ولم يكن موثقاً بالدرجة التي لا يمكن الشك فيه...كالخلافة والإمامة والحسن والقبح العقليين.."(1)

ولم يكتف بذلك بل قال حول بيعة الغدير وتنصيب الرسول (ص) لعلي عليه السلام: "فالقضية ربما كانت من خلال طبيعة الكلمات مجالاً لأن النبي (ص) مثلاً أراد بأذهان الناس يصير شك...أما لماذا لم يكتب النبي كتاباً كان النبي في ذلك الوقت يريد للتجربة أن تتحرك".(2)

فهل النبي(ص) هو الذي لم يكتب كتاباً أم أن القوم منعوه من ذلك حيث قال عمر: إن النبي ليهجر؟!وهل أن النبي هو الذي قصر في بيان أمر الإمامة، وتعمد أن يوقع الناس في الشك؟!!!

ولم يقتصر السيد فضل الله على قوله هذا بل قال في مكان آخر:

"...وهكذا انطلق رسول الله (ص) ليؤكد مسألة القيادة من بعده حتى لا تكون حركة المسلمين في فراغ بعد أن ينتقل(ص) إلى الرفيق الأعلى، ولكن المسلمين فهموا القضية بطريقة معينة ففرضت الأوضاع الجديدة نفسها والتي أوجدها خارج دائرة توجيهات رسول الله (ص)...فأبعد علي(ع)؟(3)

فهل القضية عند السيد فضل الله هي فهم خاطئ من قبل الذين غصبوا الخلافة؟!! أي إنهم اجتهدوا فأخطأوا ؟!!!

ولماذا كان فهمهم صحيحاً عندما بايعوا علياً(ع) بأمرة المؤمنين ؟! ولماذا تحول هذا الفهم الذي حصل لهم فور وفاة رسول الله(ص)؟!! ولماذا؟... ولماذا؟...

وبعد كل ما تقدم فهل يصح الادعاء بأن هوامش السيد الحسيني هدفها تنزيه الزهراء(ع) وتنزيه الإمامة ؟! وأين هو عن تنزيه مقام الإمامة عن كثير من المقولات الفاسدة والخطرة والتي ستأتي الإشارة إلى بعض منها في محله ؟!!

ـــــــــــــــ

(1) مقالة الأصالة والتجديد للسيد محمد حسين فضل الله مجلة المنهاج:العدد الثاني ص60.

(2) محاضرة مسجلة للسيد محمد حسين فضل الله.

(3) فصل: الحبيب المصطفى من كتاب الإنسان والحياة للسيد محمد حسين فضل الله: ص257.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 8/

 وهل أبقى هؤلاء "إمامةً" حتى ينزهوها ؟! اللهم إلا إذا كانت إمامة من غصب الخلافة واستحل حرم رسول الله (ص) ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل من أقاويل فقد بتنا لا نستبعد شيئاً !!

رابعاً: سيلاحظ القارئ اعتماد الكاتب على الطبعة الأولى من كتاب، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) "للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي".

وهي المطبوعة عام 1400هـ. الموافق لعام 1980م. وإهماله المتعمد للطبعة الثانية المطبوعة عام 1415هـ. الموافق لعام 1995 م. على إن الطبعة الثانية هي الأولى بالاعتماد؛ حيث صرح المصنف في مقدمتها بأن فيها إضافات وتصحيحات هامة.

خامساً: إن الظروف التي رافقت نشر كتاب السيد الحسيني، ابتداءً من مكان طبعه، مروراً بالدعم المادي الكبير له المتمثل بتوزيعه مجاناً في كثير من الأماكن، وصولاً إلى الدعاية الإعلامية الكبيرة التي تجسدت باستضافة الكاتب في إحدى الإذاعات الخاصة المملوكة لمن أسماهم في مقابلته المذكورة ببعض "الأكابر" وهم الذين استهدف كتاب " مأساة الزهراء " آراءهم بالدرجة الأولى، مع إعادة إذاعة هذه المقابلة الإذاعية أربع مرات خلال أسبوع واحد، هذا بالإضافة إلى الدعاية اليومية المشيرة إلى أن شريط نص المقابلة أصبح جاهزاً لمن يريد الحصول عليه بمن فيهم "الناشئة "، وهذا الأمر لم تجدهم خصّوا به أحداً من الكتّاب، فكل ذلك يدل وبشكل قاطع وجازم بأن هؤلاء " الأكابر " الذين أراد السيد الحسيني الدفاع عن آرائهم يتبنون كتاب " هوامش نقدية " رغم كل ما فيه وبشكل كامل. ويعتبرونه وافياً بالدفاع عن آرائهم وإثباتها وعليه فإن ما يرد على الكتاب يرد على متبنيه بطريقة أو بأخرى.كل ذلك مضافاً إلى أن السيد محمد حسين فضل الله قد راجع الكتاب بنفسه وأجرى بعض التعديلات عليه خاصة لجهة التخفيف من حدة اللهجة فيه كما يزعمون ورغم ذلك فإن الكتاب مليء بالسباب والشتائم وبعيد كل البعد عن الأمانة العلمية والأخلاق الإسلامية وهو ما سيلاحظه القارئ بالنصوص والأدلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 9/

على أن الإشكال ليس في دعم الكتاب مادياً أو الاطلاع عليه بل وتبنيه في حد ذاته شرط أن يكون الكتاب يملك الحد الأدنى من المواصفات الموضوعية والأمانة العلمية، وإنما المشكلة والمأخذ على ذلك أن يكون شخصاً يحتل مركزاً كالعلامة السيد فضل اللّه يتبنى كتاباً يحتوي على هذا الكم الهائل من الفضائح العلمية كالتزوير والتحريف وغيره. كما سنبين للقارىء الكريم.

وأخيراً بقي أن نشير إلى بعض القضايا المنهجية المعتمدة في هذا الكتاب:

إعتمدنا في كتابنا هذا على ملاحقة السيد الحسيني في كتابه من بدايته إلى نهايته وذلك عبر عرض النص بحرفيته، ثم مناقشته، وإبداء الملاحظات عليه، وإظهار تناقضاته، وكشف تحريفاته وتدليساته.

ولذلك فإن القارئ سيلاحظ توثيقاً دقيقاً للنصوص وذلك رغبة منا في الأمانة العلمية بهدف طمأنة القارئ.

عدم اعتماد النقل بالمعنى حفاظاً على المصداقية العلمية باستثناء بعض الموارد غير الأساسية دون الإخلال بمضمونها وبمقصود الكاتب.

عدم اجتزاء النصوص إلا عند اكتمال المعنى لاسيما في النصوص الكبيرة وذلك حرصاً على فهمه بشكل كامل، بعيداً عن التأويل والفهم الخاطئ.

وضع النصوص المنقولة حرفياً بين مزدوجين "..."

الإشارة إلى المصادر في الهامش المخصص لها بعد ترقيمها.

الاعتماد في الإشارة إلى النصوص ومصادرها على المختصرات التالية:

  ج = جزء              ص = صفحة           ط = طبعة

اعتمدنا في كتاب " الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) " للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى على كلا الطبعتين: الأولى وهي المعتمدة عند السيد الحسيني، وعلى الطبعة الثانية الجديدة وذلك حرصاً على المزيد من الدقة والأمانة العلمية، ونشير في الهامش إلى الطبعة المعتمدة عند كل نص نعرضه.

سيجد القارئ في نهاية هذا الكتاب بعض الملحقات التي وضعناها في خدمته، بهدف الزيادة في توثيق الكتاب، وما ورد فيه، علماً بأن هذه الملحقات متوفرة عند

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 10/

عدد لا بأس به من الأخوة المتواجدين في مدينة قم المقدسة وفي لبنان بل إن بعضها قد انتشر وتداوله الكثيرون بشكل واسع لاسيما وان بعض الملحقات سيلقي الضوء على كثير من الحقائق الهامة التي يستفيد القارئ منها، وتزيد الصورة لديه وضوحاً ونقاءً.

ومن الله نستمد العون وعليه نتوكل إنه ولى المؤمنين..

                   محمد مرتضى         24رجب 1418هـ.

                                        25 /11/1997م.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/صفحة 11/