فلتطهيره النفـوس مـن الشّر | ك عيون الايمان قـد أجـراها |
ولـتنزيههـا مـغرّرة الكـبـ | ـر أقرّ الصّـلاة فـي آنـاها |
ولتزكوا النّفوس والرّزق ينموا | أوجب الخمس ، والزّكاة قضاها |
ولتثبيت جـوهر الصّدق والإخ | لاص في النّفس للصـيام دعاها |
وليعلي برج الشّريعة نادى الـ | ـناس بالـحج داعيـاً إيّـاهـا |
ولـتنسـيقه القـلوب جمـيعاً | شـرعة العـدل سـنّها وبـناها |
وأقـرّت لنـا الاطـاعـة حتـى | يسـتقيم العبـاد فـي مسـراها |
وأمـانـاً لكـم إمـامة أهـل الـ | ـبيت مـن فـرقةٍ تشبّ لظاها |
ولـتعتزّ رايـةُ الله فـــي الار | ض قضـى بالجهاد ضدّ عداها |
ولـتستوجبـوا المـثوبـة أجـراً | جـعل الصّبـر سلّماً لاجـتناها |
وصلاح العمـوم فـي الأمر بالمع | روف والنّهي عـن مسير غواها |
واتّقاءً من غضبة الربّ أوصى ال | بـرّ بالوالـدين مـن يخـشاها |
وصـلات الأرحـام منساة عمـرٍ | ونمـو لجمـع مـن يـرعاها |
ولكم ـ قال ـ فى القصاص حياة | حـفظ الله فـي دمـاه دمـاها |
عرضة العفـو مـن إلـه البرايا | مـن عهـود النّذور قـد وفّاها |
ولحـفظ الحـقوق أن تبخـسوها | للمـوازين قـد قضـى إيفاها |
ولتنزيهكم نهى عـن شـراب الـ | ـخمـر حفظاً للعقل من بلواها |
وحجابـاً لكـم عـن اللعـن لمّـا | حـرّم القـذف للنـساء تياهـا |
وعفافـاً عـن الخيانة فـي الما | ل بترك السّـرقات قـد وصّاهـا |
ولكـي تخلصـوا العبـادة حقّـاً | حـرّم الشّـرك والرّيـاء نـزاها |
فاتّقـوا الله ربّكـم حـقّ تقـوى | واحذروا النّـار جمـرها ولظاها |
لا تموتوا إلاّ على شـرعة الأس | لام ، واستعصموا جميعاً عـراها |
وأطيعوا ـ بفعل مـا أمـر اللّ | ه ، وبالتّـرك للمناهـى ـ الألها |
ثـمّ قالـت وجـلجلت : أيّها النّا | س ، ورجّ المكـان رجع صداها |
أيّها النّاس وآعلمـوا أنّـي الزّه | راء ، بنت الهادي المبشّر طـه |
وأعـيد المقـال عـوداً وبـدءا | خير ذكـرى لمن وعى ذكراها |
حاش قولي من غلطةٍ وتعالى ال | فـعل منّي بـأن يـشط تيـاها |
قـد تجّنبت غلـطةً واشـتباها | وتـوثّقت حگـــمة وانـتباها |
جاءكم للهـدى رسـول ومن أن | فسكـم جـاء مرشـداً أهـداها |
ماعـناها عـلى النبـّي عـزيز | وحـريص بـكلّ خـيرٍ أتـاها |
فلقـد بلّـغ الـرّسـالة لـلّـ | ـه ، وأعـلى إنذار من عـاداها |
وعلى المشـركين مال فاقصى | عـن طـريق العباد شـرّ أذاها |
ضـارباً كـاهل التـجبّر منهم | سـدّ أكظـامهم عـلى مجـراها |
وعلى حكمة وأحسـن وعـظ | كـان يدعـوا إلى سـبيل هداها |
كلّمـا قـام هيـكل صنمـىّ | هدّه مـن يـد النبـيّ عصـاها |
ينكت الهام من رؤس ضـلالٍ | قـد غـواها عـن ربّها طغواها |
أيّ بـرّ بالمـؤمنين رحيـم | أيّ حصـن لعـزّها وحمـاهـا |
فــإذا مـاعـرفتموه جليّـاً | ونسبتم خـير الـورى أزكاهـا |
دون نسوانكـم أبـي تجـدوه | وكـفتنـي مـزيّـة أولادهــا |
وهو من دونكم أخ لإبن عمّي | وكـفته فضــيلة يـولاهــا |
ولنعم الّــذي إليـه انتسبنا | حينمـا الرّب للنفــوس براها |
فــعليه والـه الله صــلّى | وعــليه السّــلام لايتنـاهى |
ذاك حـتّى الجموع ولّت جميعاً | هـزم الله جـيشها وقـواهـا |
وتولّت أدبـارها واستغاث الـ | جيش أولى صـفوفه أخـراها |
وانجلى اللّيل عـن منار صباح | وروى الحـقّ اسفرت مـرآها |
والشياطين حـين قام زعيم ال | ـدين بالنطق خـرّست أفواها |
ووشـيظ النفـاق طـاح وحلّت | عقد الكـفر والشّقـاق عـراها |
بشفا حـفرةٍ مـن النّـار كـنتم | مذقة الشـرب مجّها مـن دناها |
نهزة الطّامعين جاعـوا وللعج | لان فـى الدّرب قبسة أوراها |
ومداسا كـنتم لركـب السّرايا | أي هونٍ عـلى الّذي ساراهـا |
إذ تـقتّون ورقــة أو قـديداً | وتشفّون خبط طـريق مـياها |
ومـن الذّل خـاسئون هـمود | ومـن النـّاس خـائفون أذاها |
خوف من حولكم إذا ما أرادوا | خـطفكم لـيس رادع يـنهاها |
وقضى الله بالنبىّ خلاص الـ | ـعرب مـن بوسها وشرّ بلاها |
فنجوتم إذ ذاك ـ بـعد اللّتيا | والّتي ـ من عذابها وشقاها |
بـعد أن ردّ للفنـاء عـلوجاً | تـتحدّى الكمـاة لا تخشاها |
بهما صـدّت السـّبيل عـليه | وذئـابـاً لـيعربٍ أرداهـا |
ومن أهل الكتاب كـلّ عـتىّ | مارد ردّ ضرّهـا وضـراها |
كلّمـا أوقدوا إلى الحرب ناراً | أطـفأ الله عزّ شأناً ـ لظاها |
أو نبا لـلرّجيم قـرن وإمّـا | فـتح المشـركون للشّر فاها |
قـذف المـصطفى أخاه عليّاً | فى خصمّ الأهوال وسط لهاها |
لا يولّى أو أن بأخمص رجلي | ه لأصماخ كبريـاها يطـاها |
سيفه يخمد الحروت ولـو لا | سـيفه ذو الفقـار دام بقـاها |
تلك ذات مكدودة النّفس في اللـ | ـه ، وفي أمره ارتهان قواها |
وعـلي للمصطفى لمعة الضّو | للـضوء أو لـمن أدنـاهـا |
سيّد المـؤمنين في أولياء الـ | ـلّه ، كـالبدر نيّراً في سماها |
نـاصح الفـعل ، كـادحاً ومجداً | همّة النفس فـي رضا مولاها |
حين أنتم في رفرف العيش غرقى | فـي حيـاةٍ خصيبةٍ مرعـاها |
فـي جنـان مـن النـعيم وداع | تستطيبون ـ آمنين ـ جنـاها |
ولأخبـارنـا مسـامـع رصـدٍ | ضدّنـا أم لنـا تـدور رحاها |
قـد تـربّصتموا بنـا أيّ بـلوى | سـوف تكـفى برأسنـا بلواها |
فـبسوح القتــال سـرج فـرارٍ | وبأرض النّزال مـن أخـزاها |
ثمّ لمّـا الاله خـار لذات الـ | ـمصطفى دار قربه أخراها |
دارة الأنبياء والرّسل مأوى ال | أصفياء الكرام دون سـواها |
سـلّ فـيكم سلّ النفّاق وأبدى | كلّما كان في النّفوس اختفاها |
سـمل الديـن ثـوبه وعـليه | غـيّرت كـلّ عروةٍ مرساها |
وغدى السّاكت الغـويّ نـطوقاً | والخمول الرديّ فـي أعلاها |
واستوى كـلّ مـبطل ذا هديرٍ | يـتخطّى بـعجبه مسعـاها |
وأطـلّ الشّيطـان ممّا تـخفّى | رأسـه هـاتفاً بكـم أنهيـاها |
فـراكــم مـطوّعـّين لـديه | مسـتجيبين دعـوةً أبـداهـا |
وخفـافاً مبــادرين ركـضتم | حينمـا فـتنة الهـوى القـاها |
وغضــاباً مـحمّسين وثـبتم | حينما جـمرة الحمـاس حماها |
فنيـاقاً لـغيركـم قـد وسـمتم | ووردتم لـمن سـواكـم مياها |
كلّ هذا والـعهد مـنه قـريب | وجروح الفراق رحب فضـاها |
قـبل أن تسكـن النفوس ولمّا | يقبر المـصطفى بطى ثراها |
وزعمتم : خـوف أفتتانٍ بدرتم | فلعمري سقطتموا فـي لهاها |
سـعر الله للعصــاة جـحيما | قـد أحاطت بنارها نـزلاها |
كيف هيهـات مـنكم ثـمّ أنّى | يؤفك القوم عن سبيل نجاها |
ومنـارات ذكره لـيس يـخفى | نورها للّذي استنار ضيـاها |
زاهـرات الأحكـام لا تـتخفّى | باهرات الأعلاملا لا تعماها |
واضحـات أوامـراً لائحات | تـلكم الزّاجرات عـن أهواها |
أو خلّتفتموا الكتـاب وراكـم | رائد العـالمين درب هـداها ؟ |
أبغير القـران حكما رضيتم ؟ | أم عن الذّكر قد رغبتم سفاها ؟ |
بـئس للظـالمين ذاك بـديلاً | كـيف بالدّون بدّلت أزكـاها ؟ |
وبـغير الإسلام مـن دان ديناً | فهو في الخاسرين فـأي أخراها |
أبـداً لـيس يـقبل الله مـنه | شرعة غـير مـابها وصّـاها |
ثـمّ لـم تـلبثوا هنـالك إلاّ | ريث أن يسـتقرّ من ولاّها |
نفرة الحكم تسـتريح وتخبوا | وتسير الأحداث في مجراها |
فتقودوا السّواد سلساً عـلينا | وتثيروا بوجهنـا غـوغاها |
وبصدر الثّارات تورون ناراً | وتهيجون جمرهـا ولظـاها |
وهناك الشّيطـان ألقى إليكم | دعوة الشّـر فانطلقتم وراها |
فسعيتم تطفون أنوار دين ال | لّه من بعد مـا استتمّ ضياها |
سنن المصطفى الأمين قصدتم | مـحو آثـارها .. وهدم بناها |
وتسـّرون خسـوة في ارتغاءٍ | وتـراون الـعـيون سـواها |
ولآل النـبيّ تـمشون مكـرا | مشي مـن يختمر إلى ضرّاها |
مثل وخز السّنان منكم صبرنا | أو كـحزّ المـدى تحمّلنـاها |
وتصدّوننـا افــتراءً وزوراً | عـن مـواريث ربّنا أعطاها |
أفـمن جـاهليّةٍ قـد تـولّت | تبتغون الأحكام بـعد جـلاها |
أترى من يكون أحسن في الحك | م مـن الله أو أشـدّ نـزاها |
إنّمـا يـعقل الحــقيقة قـوم | أيقنوا أنّهـا سـبيل نجـاها |
أفلا تـعلمون بـل قـد تـجلّى | إنّني بنته كشـمس ضحـاها |
أيّها المسلمون بنت رسـول الـ | ـلّه فـي إرثها يـردّ ادّعاها |
أو فـي الذّكـر آيـة يـابن تيم | نزلت فـيك دوننـا معنـاها |
حـظوة الإرث مـن أبـيك تليها | وأنا مـن أبي فـلا أولاهـا |
فلقد جئت إن زعمت فـريّا | سترى ساعة الحساب جزاها |
أكتاب السّماء عمداً تركـتم | أم ترى قد تركتموه اشتبـاها |
هاكم من نـصوصه أجلاها | إن أردتم إلى إلى هداه هداها |
لسليمان إرث داود أضـحى | سورة النّمل أرّخت ذكـراها |
قال فيما قد قصّ عن زكريّا | قصّة بـينت لكـم مغزاهـا |
ربّ هب لي من البنين وليّاً | وارثاً لي جنى الحياة وراها |
وقـضى الله أنّ بعض أولي الأر | حـام أولى بالبعض إذ أولاها |
كـلّ أنثى لها مـن الإرث حـق | أنّما للذّكـور مـثلا عطـاها |
وعـلى التّاركين خـيراً وقـربى | أن يوصّوا بـخيرهم قربـاها |
وزعمتم في الإرث مـالي نصيب | أجـتنيه أو حـظوة أولاهـا |
أو خـصّـصتمـوا بآيــة إرثٍ | وزوى الله والــدي معنـاها |
أم ترى لـيس والدي وأنـا مـن | ملّةٍ واحـد المـرام أتّجـاها |
أو انتم من والـدي وبن عمّي | بمعاني القرآن مـن أدراها |
هاك مخطـومة بـدون عناءٍ | واستلمها مـرحولة طرفاها |
فستلقاك يـوم حشـرك فانظر | أىّ وزرٍ من الحرام علاها |
إنّما الموعد الحساب ونعم الـ | حكم الله والمـدافـع طـه |
ساعة الحشر إذ تدوى صداها | يخسر المبطلون في ملقاها |
ثـمّ لا تـنفع النـّدامـة نفساً | ذكّرت ثمّ خالفت ذكـراها |
ولأنبـائها بـذات صبـاح | مسـتقّر إلى هنـاك انتهاها |
وغداً تـعلمون مـن يتلظّى | بعذابٍ يخزيه فـي أخـراها |
ثمّ مالت بطرفها طرف الأن | صار والقوم في عظيم كراها |
مـعشر النّصر والنّقيبة إيهاً | بـالأعضاد مـلّةٍ وقـواهـا |
أيّها الحاضنون راية دين ال | لّه تحمون عزّهـا وعلـاها |
عجباً هـذه الغـميزة والغف | لة مـن جمعكم بحقّى أراها |
مالكم عـن ظلامتى فـي منامٍ | لا تـردّون ضـرّهـا وأذاهـا |
يحفظ المرء فـي بنيه ـ أماكا | ن يقول الرّسول ـ من يرعاها |
فـلعجلان ذا إهـالة ! فـانظر | كيف سرعـان مـا قلبتم بناها |
ولكــم طـاقة وقـوّة رهـطٍ | لـلّتي قـد طـلبت منكم أداها |
اتـقولون قـد تــوفي طـه | فـاندفعتم الى الـورا عقبـاها |
فـلقد جـلّت المـصيبة واللّـ | ـه ، وهدّت من الجميع قواها |
وقـد استنهر الفـتيق عـريضاً | مثلمـا اسـتنفق الرّتيق وراها |
غاب والأرض أظلمت وادلهمّت | ونجوم السـّماء غـار ضياها |
وعروش الآمال مالت وزالـت | عـن قـلوب المـؤمّلين مناها |
خشعت ذروة الجبال وضـاعت | حرمـات الإسـلام بـعد إباها |
وأزيـلت بـموته وأبـيحت | حـرمة كــان ربّنـا أغلاها |
تلك والله ـ في النّوازل ـ عظمى | وقعةٍ لـن يكرّ مـثل بــلاها |
وهي عظمى مصيبةٍ لن يرى الدّهـ | ـر قـريناً لهـا ولا أشبـاهـا |
لـيس مـن بائقات سـود اللّيالي | مثل ما عجّلت عليكم ـ سـواها |
ولـقد أعـلن الكتـاب السّماويـ | ـيّ بأحداثها وسـوء انقضـاها |
وعـليكم تـتلى صبـاحاً مسـاءً | آيـة الـردّة الــّتي أنبـاهـا |
ولـقبل النّــبي مـاحـلّ قـدماً | بـالنبيين مـن عـظيم بـلاها |
فـصل حكـــم مـقرّرٍ وبـلايا | حـتّم الله مـن قـديم قضـاها |
إنّما المصطفى الأمين رسول | قـد خلت قـبل بعثه أنبياها |
أفإن مـات أو تـوفّي قـتلا | لانـقلبتم إلـى الوراء وراها |
ولمن يـنقلب عـلى عـقبيه | ولـولّي فـلن يـضرّ الإلها |
وسيجزي الّذي أتاه شـكوراً | جنّة الخـلد نـعمة ورفـاها |
يـابـنى قـ يلة النّجدة إيهاً | أوهل أهضمنَ في إرث طه |
ولأنتم بمسمع مـن نـدائي | وبـمرآي جـمعكم وقـواها |
تتغشّاكـم الدعـاوة للنّصـ | ـر ، وينمى لسمعكم أنباها |
ولانـتم ذو عـدّةٍ ولـديكم | عدد تتّقى العـدى بأسـاها |
فـأداة وقـوّة لا تـبـارى | وسلاح وجـنّة لاتضـاهى |
أسكوت ودعوة الحقّ صكّت | سور آذانكم ودوّى صـداها |
أجمود ودعوة العدل هـزّت | مجد تاريخكم ورنّ نـداهـا |
أولستم على الصّلاح عرفتم | وبسيف الكفاح فـي هيجاها |
نـخبة النّاصرين للحقّ كنتم | خيرة المصطفى الّتى استصفاها |
أولستم قاتلتم العـرب حـتّى | ردّ بأسـائها بـصدر أســاها |
وتـحمّلتم المتـاعب دهـراً | وتـحمّلتموا عــظيم عنـاها |
وتنـاطحتموا بـدون تـوانٍ | أمـم الأرض فـي بعيد قراها |
وصددتم مكـافحين عـلوجاً | بـهما لاتخـاف مـن يلقـاها |
فلنا الأمر حيث كنّا ، ومنكـم | حيث كنتم ـ إطاعة عشنـاها |
ذاك حتّى رحى الشّريعة دارت | حـين دارت بنا مدار رحاها |
حلب الدّهر درّ خيراً وغاضت | نعرة الشّرك وانتهى غوغاها |
وخبى الكـفر والشّقاق وقرّت | فـورة الإفك وانمحى غلواها |
وهـدير الهـرج استقرّ وقامت | نظم الدّيـن فـي أتمّ بنـاها |
كـيف بعد البيان حـرتم وأنّى | قـد نكصتم إلى الوراء تياها |
كـيف أخـفيتموا الولاية سرّاً | بـعد إعلانها ورفـع لـواها |