فلسفة الشريعة الاسلامية

فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق والصيام تثبيتاً للاخلاص ، والحج تشييداً للدين ، والعدل تنسيقاً للقلوب

ــــــــــــــــــــــــــ
فلتطهيره النفـوس مـن الشّر ك عيون الايمان قـد أجـراها
ولـتنزيههـا مـغرّرة الكـبـ ـر أقرّ الصّـلاة فـي آنـاها
ولتزكوا النّفوس والرّزق ينموا أوجب الخمس ، والزّكاة قضاها
ولتثبيت جـوهر الصّدق والإخ لاص في النّفس للصـيام دعاها
وليعلي برج الشّريعة نادى الـ ـناس بالـحج داعيـاً إيّـاهـا
ولـتنسـيقه القـلوب جمـيعاً شـرعة العـدل سـنّها وبـناها


( 66 )

وإطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً للفرقة ، والجهاد عزاً للإسلام ، والصبر معونةً على استيجاب الأجر ، والامر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبرّ الوالدين وقايةً من السخط ،

ــــــــــــــــــــــــــ
وأقـرّت لنـا الاطـاعـة حتـى يسـتقيم العبـاد فـي مسـراها
وأمـانـاً لكـم إمـامة أهـل الـ ـبيت مـن فـرقةٍ تشبّ لظاها
ولـتعتزّ رايـةُ الله فـــي الار ض قضـى بالجهاد ضدّ عداها
ولـتستوجبـوا المـثوبـة أجـراً جـعل الصّبـر سلّماً لاجـتناها
وصلاح العمـوم فـي الأمر بالمع روف والنّهي عـن مسير غواها
واتّقاءً من غضبة الربّ أوصى ال بـرّ بالوالـدين مـن يخـشاها


( 67 )

وصلة الأرحام منماةً للعدد والقصاص حقناً للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة ،

ــــــــــــــــــــــــــ
وصـلات الأرحـام منساة عمـرٍ ونمـو لجمـع مـن يـرعاها
ولكم ـ قال ـ فى القصاص حياة حـفظ الله فـي دمـاه دمـاها
عرضة العفـو مـن إلـه البرايا مـن عهـود النّذور قـد وفّاها
ولحـفظ الحـقوق أن تبخـسوها للمـوازين قـد قضـى إيفاها
ولتنزيهكم نهى عـن شـراب الـ ـخمـر حفظاً للعقل من بلواها
وحجابـاً لكـم عـن اللعـن لمّـا حـرّم القـذف للنـساء تياهـا


( 68 )

وترك السرقة إيجاباً للعفة ، وحرّم الشرك خلاصاً له بالربوبيّة
فأتّقوا الله حقّ تقاته ، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنّه إنما يخشى الله من عباده العلماء .
ثم قالت :

ــــــــــــــــــــــــــ
وعفافـاً عـن الخيانة فـي الما ل بترك السّـرقات قـد وصّاهـا
ولكـي تخلصـوا العبـادة حقّـاً حـرّم الشّـرك والرّيـاء نـزاها
فاتّقـوا الله ربّكـم حـقّ تقـوى واحذروا النّـار جمـرها ولظاها
لا تموتوا إلاّ على شـرعة الأس لام ، واستعصموا جميعاً عـراها
وأطيعوا ـ بفعل مـا أمـر اللّ ه ، وبالتّـرك للمناهـى ـ الألها
ثـمّ قالـت وجـلجلت : أيّها النّا س ، ورجّ المكـان رجع صداها


( 69 )

أعلموا أنّي فاطمة !

أيّها الناس ! إعلموا أني فاطمة ! وأبي محمد ! أقول عوداً وبدءاً ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم

ــــــــــــــــــــــــــ
أيّها النّاس وآعلمـوا أنّـي الزّه راء ، بنت الهادي المبشّر طـه
وأعـيد المقـال عـوداً وبـدءا خير ذكـرى لمن وعى ذكراها
حاش قولي من غلطةٍ وتعالى ال فـعل منّي بـأن يـشط تيـاها
قـد تجّنبت غلـطةً واشـتباها وتـوثّقت حگـــمة وانـتباها
جاءكم للهـدى رسـول ومن أن فسكـم جـاء مرشـداً أهـداها
ماعـناها عـلى النبـّي عـزيز وحـريص بـكلّ خـيرٍ أتـاها


( 70 )

هكذا انقذ الله العرب من الجاهلية

فبلّغ بالرسالة ، صادعاً بالنذارة مائلاً على مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم آخذاً بأكظامهم داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسر الأصنام ، وينكت الهام .

ــــــــــــــــــــــــــ
فلقـد بلّـغ الـرّسـالة لـلّـ ـه ، وأعـلى إنذار من عـاداها
وعلى المشـركين مال فاقصى عـن طـريق العباد شـرّ أذاها
ضـارباً كـاهل التـجبّر منهم سـدّ أكظـامهم عـلى مجـراها
وعلى حكمة وأحسـن وعـظ كـان يدعـوا إلى سـبيل هداها
كلّمـا قـام هيـكل صنمـىّ هدّه مـن يـد النبـيّ عصـاها
ينكت الهام من رؤس ضـلالٍ قـد غـواها عـن ربّها طغواها


( 71 )

بالمؤمنين رؤوف رحيم .
فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزّى إليه صلى الله عليه وآله وسلم .

ــــــــــــــــــــــــــ
أيّ بـرّ بالمـؤمنين رحيـم أيّ حصـن لعـزّها وحمـاهـا
فــإذا مـاعـرفتموه جليّـاً ونسبتم خـير الـورى أزكاهـا
دون نسوانكـم أبـي تجـدوه وكـفتنـي مـزيّـة أولادهــا
وهو من دونكم أخ لإبن عمّي وكـفته فضــيلة يـولاهــا
ولنعم الّــذي إليـه انتسبنا حينمـا الرّب للنفــوس براها
فــعليه والـه الله صــلّى وعــليه السّــلام لايتنـاهى


( 72 )

حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر . حتى تفرّى الليل عن صحبه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق وفهّم بكلمة الاخلاص في نفر من البيض الخماص
وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار مذقة الشارب

ــــــــــــــــــــــــــ
ذاك حـتّى الجموع ولّت جميعاً هـزم الله جـيشها وقـواهـا
وتولّت أدبـارها واستغاث الـ جيش أولى صـفوفه أخـراها
وانجلى اللّيل عـن منار صباح وروى الحـقّ اسفرت مـرآها
والشياطين حـين قام زعيم ال ـدين بالنطق خـرّست أفواها
ووشـيظ النفـاق طـاح وحلّت عقد الكـفر والشّقـاق عـراها
بشفا حـفرةٍ مـن النّـار كـنتم مذقة الشـرب مجّها مـن دناها


( 73 )

ونهزة الطّامع وقبسة العجلان وموطىء الأفدام تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم .
فأنقذكم الله بمحمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ،

ــــــــــــــــــــــــــ
نهزة الطّامعين جاعـوا وللعج لان فـى الدّرب قبسة أوراها
ومداسا كـنتم لركـب السّرايا أي هونٍ عـلى الّذي ساراهـا
إذ تـقتّون ورقــة أو قـديداً وتشفّون خبط طـريق مـياها
ومـن الذّل خـاسئون هـمود ومـن النـّاس خـائفون أذاها
خوف من حولكم إذا ما أرادوا خـطفكم لـيس رادع يـنهاها
وقضى الله بالنبىّ خلاص الـ ـعرب مـن بوسها وشرّ بلاها


( 74 )

بعد اللّتيا والتي ، بعد أن مني
ببهم الرجال وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ،

ــــــــــــــــــــــــــ
فنجوتم إذ ذاك ـ بـعد اللّتيا والّتي ـ من عذابها وشقاها
بـعد أن ردّ للفنـاء عـلوجاً تـتحدّى الكمـاة لا تخشاها
بهما صـدّت السـّبيل عـليه وذئـابـاً لـيعربٍ أرداهـا
ومن أهل الكتاب كـلّ عـتىّ مارد ردّ ضرّهـا وضـراها
كلّمـا أوقدوا إلى الحرب ناراً أطـفأ الله عزّ شأناً ـ لظاها
أو نبا لـلرّجيم قـرن وإمّـا فـتح المشـركون للشّر فاها


( 75 )

دور الامام عليّ (ع) في بناء الاسلام


قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفىء حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه .
مكدوداً في ذات الله مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سيداً في أولياء الله ،

ــــــــــــــــــــــــــ
قـذف المـصطفى أخاه عليّاً فى خصمّ الأهوال وسط لهاها
لا يولّى أو أن بأخمص رجلي ه لأصماخ كبريـاها يطـاها
سيفه يخمد الحروت ولـو لا سـيفه ذو الفقـار دام بقـاها
تلك ذات مكدودة النّفس في اللـ ـه ، وفي أمره ارتهان قواها
وعـلي للمصطفى لمعة الضّو للـضوء أو لـمن أدنـاهـا
سيّد المـؤمنين في أولياء الـ ـلّه ، كـالبدر نيّراً في سماها


( 76 )

مشمراً ناصحاً ، مجدّاً كادحاً .
وأنتم في رفاهيةٍ من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الاخبار وتنكصون عند النزال وتفرّون من القتال .

ــــــــــــــــــــــــــ
نـاصح الفـعل ، كـادحاً ومجداً همّة النفس فـي رضا مولاها
حين أنتم في رفرف العيش غرقى فـي حيـاةٍ خصيبةٍ مرعـاها
فـي جنـان مـن النـعيم وداع تستطيبون ـ آمنين ـ جنـاها
ولأخبـارنـا مسـامـع رصـدٍ ضدّنـا أم لنـا تـدور رحاها
قـد تـربّصتموا بنـا أيّ بـلوى سـوف تكـفى برأسنـا بلواها
فـبسوح القتــال سـرج فـرارٍ وبأرض النّزال مـن أخـزاها


( 77 )

الردّة وبدء المؤامرة
ضد أهل البيت (ع)

فلمّا أختار الله لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النّفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقليّن وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم

ــــــــــــــــــــــــــ
ثمّ لمّـا الاله خـار لذات الـ ـمصطفى دار قربه أخراها
دارة الأنبياء والرّسل مأوى ال أصفياء الكرام دون سـواها
سـلّ فـيكم سلّ النفّاق وأبدى كلّما كان في النّفوس اختفاها
سـمل الديـن ثـوبه وعـليه غـيّرت كـلّ عروةٍ مرساها
وغدى السّاكت الغـويّ نـطوقاً والخمول الرديّ فـي أعلاها
واستوى كـلّ مـبطل ذا هديرٍ يـتخطّى بـعجبه مسعـاها


( 78 )

وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرّة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً ، واحمشكم فألفاكم غضاباً فوسمتم غير إبلكم وأوردتم غير مشربكم .
هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب والجرح لمّا يندمل

ــــــــــــــــــــــــــ
وأطـلّ الشّيطـان ممّا تـخفّى رأسـه هـاتفاً بكـم أنهيـاها
فـراكــم مـطوّعـّين لـديه مسـتجيبين دعـوةً أبـداهـا
وخفـافاً مبــادرين ركـضتم حينمـا فـتنة الهـوى القـاها
وغضــاباً مـحمّسين وثـبتم حينما جـمرة الحمـاس حماها
فنيـاقاً لـغيركـم قـد وسـمتم ووردتم لـمن سـواكـم مياها
كلّ هذا والـعهد مـنه قـريب وجروح الفراق رحب فضـاها


( 79 )

المزاعم الباطلة للمتآمرين


والرسول لمّا يقبر .
ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ألا : في الفتنة سقطوا وإن جهنم محيطة بالكافرين فهيهات منكم !
وكيف بكم ؟ وأنّى تؤفكون ؟ وكتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة ،

ــــــــــــــــــــــــــ
قـبل أن تسكـن النفوس ولمّا يقبر المـصطفى بطى ثراها
وزعمتم : خـوف أفتتانٍ بدرتم فلعمري سقطتموا فـي لهاها
سـعر الله للعصــاة جـحيما قـد أحاطت بنارها نـزلاها
كيف هيهـات مـنكم ثـمّ أنّى يؤفك القوم عن سبيل نجاها
ومنـارات ذكره لـيس يـخفى نورها للّذي استنار ضيـاها
زاهـرات الأحكـام لا تـتخفّى باهرات الأعلاملا لا تعماها


( 80 )

وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، وقد خلّفتموه وراء ظهوركم .
أرغبة عنه تريدون ؟ أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظّالمين بدلا .
ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .

ــــــــــــــــــــــــــ
واضحـات أوامـراً لائحات تـلكم الزّاجرات عـن أهواها
أو خلّتفتموا الكتـاب وراكـم رائد العـالمين درب هـداها ؟
أبغير القـران حكما رضيتم ؟ أم عن الذّكر قد رغبتم سفاها ؟
بـئس للظـالمين ذاك بـديلاً كـيف بالدّون بدّلت أزكـاها ؟
وبـغير الإسلام مـن دان ديناً فهو في الخاسرين فـأي أخراها
أبـداً لـيس يـقبل الله مـنه شرعة غـير مـابها وصّـاها


( 81 )

ثمّ لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها .
ثم أخذتم تورون وقدتها ووتهيّجون جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغويّ ، وإطفاء أنوار الدين الجلىّ ،

ــــــــــــــــــــــــــ
ثـمّ لـم تـلبثوا هنـالك إلاّ ريث أن يسـتقرّ من ولاّها
نفرة الحكم تسـتريح وتخبوا وتسير الأحداث في مجراها
فتقودوا السّواد سلساً عـلينا وتثيروا بوجهنـا غـوغاها
وبصدر الثّارات تورون ناراً وتهيجون جمرهـا ولظـاها
وهناك الشّيطـان ألقى إليكم دعوة الشّـر فانطلقتم وراها
فسعيتم تطفون أنوار دين ال لّه من بعد مـا استتمّ ضياها


( 82 )

التآمر .. عودة ألى الجاهلية


وإخماج سنن النبي الصّفي ،
تسرّون حسواً في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء ونصبر منكم على مثل حزّ المدى ووخز السنان في الحشى .
وأنتم ـ الآن ـ تزعون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهليّة يبغون ؟

ــــــــــــــــــــــــــ
سنن المصطفى الأمين قصدتم مـحو آثـارها .. وهدم بناها
وتسـّرون خسـوة في ارتغاءٍ وتـراون الـعـيون سـواها
ولآل النـبيّ تـمشون مكـرا مشي مـن يختمر إلى ضرّاها
مثل وخز السّنان منكم صبرنا أو كـحزّ المـدى تحمّلنـاها
وتصدّوننـا افــتراءً وزوراً عـن مـواريث ربّنا أعطاها
أفـمن جـاهليّةٍ قـد تـولّت تبتغون الأحكام بـعد جـلاها


( 83 )

القرآن الكريم يفنّد مزاعم
المتامرين في غصب فدك


ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟ أفلا تعلمون ؟ بلى تجلّى لكم كالشمس الضاحية أنى ابنته .
أيها المسلمون ! أأغلب على إرثيه .
ياابن أبي قحافة !
أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟؟

ــــــــــــــــــــــــــ
أترى من يكون أحسن في الحك م مـن الله أو أشـدّ نـزاها
إنّمـا يـعقل الحــقيقة قـوم أيقنوا أنّهـا سـبيل نجـاها
أفلا تـعلمون بـل قـد تـجلّى إنّني بنته كشـمس ضحـاها
أيّها المسلمون بنت رسـول الـ ـلّه فـي إرثها يـردّ ادّعاها
أو فـي الذّكـر آيـة يـابن تيم نزلت فـيك دوننـا معنـاها
حـظوة الإرث مـن أبـيك تليها وأنا مـن أبي فـلا أولاهـا


( 84 )

لقد جئت شيئاً فريّا !! .
أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟
إذ يقول :
« وورث سليمان داود »
وقال ـ فيما إقتصّ من خبر زكريّا ـ إذ قال :
« فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب »

ــــــــــــــــــــــــــ
فلقد جئت إن زعمت فـريّا سترى ساعة الحساب جزاها
أكتاب السّماء عمداً تركـتم أم ترى قد تركتموه اشتبـاها
هاكم من نـصوصه أجلاها إن أردتم إلى إلى هداه هداها
لسليمان إرث داود أضـحى سورة النّمل أرّخت ذكـراها
قال فيما قد قصّ عن زكريّا قصّة بـينت لكـم مغزاهـا
ربّ هب لي من البنين وليّاً وارثاً لي جنى الحياة وراها


( 85 )

وقال : « وأولوا الأرحام بعضم أولى ببعضٍ في كتاب الله » وقال « يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظّ الأنثيين » وقال : « إن ترك خيراً الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقاً على المتقين » . وزعمتم أن لا حظوة لي ! ولا إرث من أبي ! أفخصكم الله بآيةٍ أخرج ابي منها ؟ أم تقولون : إن أهل ملّتين لا يتوارثان ؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملّةٍ واحدةٍ ؟

ــــــــــــــــــــــــــ
وقـضى الله أنّ بعض أولي الأر حـام أولى بالبعض إذ أولاها
كـلّ أنثى لها مـن الإرث حـق أنّما للذّكـور مـثلا عطـاها
وعـلى التّاركين خـيراً وقـربى أن يوصّوا بـخيرهم قربـاها
وزعمتم في الإرث مـالي نصيب أجـتنيه أو حـظوة أولاهـا
أو خـصّـصتمـوا بآيــة إرثٍ وزوى الله والــدي معنـاها
أم ترى لـيس والدي وأنـا مـن ملّةٍ واحـد المـرام أتّجـاها


( 86 )

الانذار

أن انتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي ؟
فدونكها مخطومة مرحولةً تلقاك يوم حشرك .
فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة وعند السّاعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم ، إذ تندمون ،

ــــــــــــــــــــــــــ
أو انتم من والـدي وبن عمّي بمعاني القرآن مـن أدراها
هاك مخطـومة بـدون عناءٍ واستلمها مـرحولة طرفاها
فستلقاك يـوم حشـرك فانظر أىّ وزرٍ من الحرام علاها
إنّما الموعد الحساب ونعم الـ حكم الله والمـدافـع طـه
ساعة الحشر إذ تدوى صداها يخسر المبطلون في ملقاها
ثـمّ لا تـنفع النـّدامـة نفساً ذكّرت ثمّ خالفت ذكـراها


( 87 )

استنهاض الانصار للدفاع من الحق


ولكل نبأ مستقر ، فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ،ويحل عليه عذاب مقيم .
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت :
يا معشر النقيبة ! وأعضاد الملّة ! وحضنة الإسلام :
ما هذه الغميزة في حقي ؟

ــــــــــــــــــــــــــ
ولأنبـائها بـذات صبـاح مسـتقّر إلى هنـاك انتهاها
وغداً تـعلمون مـن يتلظّى بعذابٍ يخزيه فـي أخـراها
ثمّ مالت بطرفها طرف الأن صار والقوم في عظيم كراها
مـعشر النّصر والنّقيبة إيهاً بـالأعضاد مـلّةٍ وقـواهـا
أيّها الحاضنون راية دين ال لّه تحمون عزّهـا وعلـاها
عجباً هـذه الغـميزة والغف لة مـن جمعكم بحقّى أراها


( 88 )

والسّنّة عن ظلامتى ؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي يقول :
« المرء يحفظ في ولده » ؟
سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ذا إهالةٍ ، ولكم طاقة بما أحاول ، وقوة على ما أطلب وأزاول .
أتقولون : مات محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فخطب جليل ، إستوسع وهنه

ــــــــــــــــــــــــــ
مالكم عـن ظلامتى فـي منامٍ لا تـردّون ضـرّهـا وأذاهـا
يحفظ المرء فـي بنيه ـ أماكا ن يقول الرّسول ـ من يرعاها
فـلعجلان ذا إهـالة ! فـانظر كيف سرعـان مـا قلبتم بناها
ولكــم طـاقة وقـوّة رهـطٍ لـلّتي قـد طـلبت منكم أداها
اتـقولون قـد تــوفي طـه فـاندفعتم الى الـورا عقبـاها
فـلقد جـلّت المـصيبة واللّـ ـه ، وهدّت من الجميع قواها


( 89 )

واستنهر فتقه وإنفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته ، وكسفت النجوم لمصيبته ، واكدت الآمال وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته .
فتلك ـ والله ـ النازلة الكبرى

ــــــــــــــــــــــــــ
وقـد استنهر الفـتيق عـريضاً مثلمـا اسـتنفق الرّتيق وراها
غاب والأرض أظلمت وادلهمّت ونجوم السـّماء غـار ضياها
وعروش الآمال مالت وزالـت عـن قـلوب المـؤمّلين مناها
خشعت ذروة الجبال وضـاعت حرمـات الإسـلام بـعد إباها
وأزيـلت بـموته وأبـيحت حـرمة كــان ربّنـا أغلاها
تلك والله ـ في النّوازل ـ عظمى وقعةٍ لـن يكرّ مـثل بــلاها


( 90 )

والمصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله ـ جلّ ثناوه ـ في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم ، هتافاً وصراخاً ، وتلاوة وألحاناً ولقبله ما حلّ بأنبيائه ورسله ، حكم فصل ، وقضاء حتم .

ــــــــــــــــــــــــــ
وهي عظمى مصيبةٍ لن يرى الدّهـ ـر قـريناً لهـا ولا أشبـاهـا
لـيس مـن بائقات سـود اللّيالي مثل ما عجّلت عليكم ـ سـواها
ولـقد أعـلن الكتـاب السّماويـ ـيّ بأحداثها وسـوء انقضـاها
وعـليكم تـتلى صبـاحاً مسـاءً آيـة الـردّة الــّتي أنبـاهـا
ولـقبل النّــبي مـاحـلّ قـدماً بـالنبيين مـن عـظيم بـلاها
فـصل حكـــم مـقرّرٍ وبـلايا حـتّم الله مـن قـديم قضـاها


( 91 )

« وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشّاكرين »
إيهاً بنى قيلة ! أأهضم تراث أبي ؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع

ــــــــــــــــــــــــــ
إنّما المصطفى الأمين رسول قـد خلت قـبل بعثه أنبياها
أفإن مـات أو تـوفّي قـتلا لانـقلبتم إلـى الوراء وراها
ولمن يـنقلب عـلى عـقبيه ولـولّي فـلن يـضرّ الإلها
وسيجزي الّذي أتاه شـكوراً جنّة الخـلد نـعمة ورفـاها
يـابـنى قـ يلة النّجدة إيهاً أوهل أهضمنَ في إرث طه
ولأنتم بمسمع مـن نـدائي وبـمرآي جـمعكم وقـواها


( 92 )

تلبسكم الدعوة ، تشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدّة ، والآداة والقوة ، وعندكم السلاح والجنّة توافيكم الدعوة فلا تجيبون ؟ وتأتيكم الصرخة فلا تعينون ؟ وأنتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير والصلاح

ــــــــــــــــــــــــــ
تتغشّاكـم الدعـاوة للنّصـ ـر ، وينمى لسمعكم أنباها
ولانـتم ذو عـدّةٍ ولـديكم عدد تتّقى العـدى بأسـاها
فـأداة وقـوّة لا تـبـارى وسلاح وجـنّة لاتضـاهى
أسكوت ودعوة الحقّ صكّت سور آذانكم ودوّى صـداها
أجمود ودعوة العدل هـزّت مجد تاريخكم ورنّ نـداهـا
أولستم على الصّلاح عرفتم وبسيف الكفاح فـي هيجاها


( 93 )

والنخبة التي انتخبت ، والخيرة التي اختيرت قاتلتم العرب وتحملتم الكدّ والتعب وناطحتم الأمم ، وكافحتم البهم ، لانبرح أو تبرحون ، نأمركم فتأتمرون .

ــــــــــــــــــــــــــ
نـخبة النّاصرين للحقّ كنتم خيرة المصطفى الّتى استصفاها
أولستم قاتلتم العـرب حـتّى ردّ بأسـائها بـصدر أســاها
وتـحمّلتم المتـاعب دهـراً وتـحمّلتموا عــظيم عنـاها
وتنـاطحتموا بـدون تـوانٍ أمـم الأرض فـي بعيد قراها
وصددتم مكـافحين عـلوجاً بـهما لاتخـاف مـن يلقـاها
فلنا الأمر حيث كنّا ، ومنكـم حيث كنتم ـ إطاعة عشنـاها


( 94 )

حتى إذا دارت بنا رحى الاسلام ، ودرّ حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك ، وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين .
فانّى حرتم بعد البيان ؟ واسررتم بعد الإعلان ؟ ونكصتم بعد الإقدام ؟

ــــــــــــــــــــــــــ
ذاك حتّى رحى الشّريعة دارت حـين دارت بنا مدار رحاها
حلب الدّهر درّ خيراً وغاضت نعرة الشّرك وانتهى غوغاها
وخبى الكـفر والشّقاق وقرّت فـورة الإفك وانمحى غلواها
وهـدير الهـرج استقرّ وقامت نظم الدّيـن فـي أتمّ بنـاها
كـيف بعد البيان حـرتم وأنّى قـد نكصتم إلى الوراء تياها
كـيف أخـفيتموا الولاية سرّاً بـعد إعلانها ورفـع لـواها