باب مولد الحسين بن على عليهما السلام

ولد الحسين بن علي عليهما السلام في سنة ثلاث وقبض عليه السلام في شهر المحرم من سنة إحدى وستين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله في خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله وهو على الكوفة وكان على الخيل التي حاربته وقتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلا يوم الاثنين لعشر خلون من المحرم، وامه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.

1 - سعد وأحمد بن محمد جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قبض الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشورا وهو ابن سبع وخمسين سنة.

2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبدالرحمن

[464]

العرزمي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا.

3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا(1) ".

4 - محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر والزيات، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله امتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله امتي من بعدي، فعرج ثم هبط عليه السلام فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فقال: قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك، تقتله أمتي من بعدي فارسلت إليه لا حاجة لي في مولود [مني]، تقتله امتك من بعدك، فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت إليه إن قد رضيت، ف‍ " حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتى " فلولا أنه قال: أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة.

___________________________________

(1) الاحقاف: 15 وفى المصحف (احسانا) بدل (حسنا).

[*]

[465]

ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من انثى، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله ودمه(1) ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم عليه السلام والحسين بن علي عليهما السلام.

وفي رواية اخرى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجزئ به ولم يرتضع من انثى.

5 - علي بن محمد رفعه، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم(2) " قال: حسب فرأى ما يحل بالحسين عليه السلام، فقال: إني سقيم لما يحل بالحسين عليه السلام.

6 - أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن محمد بن حمران قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت: يفعل هذا بالحسين صفيك وابن نبيك؟ قال: فاقام الله لهم ظل القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا.

7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميره، عن عبدالملك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزل النصر على الحسين بن علي حتى كان بين السماء والارض ثم خير: النصر أو لقاء الله، فاختار لقاء الله.

8 - الحسين بن محمد قال: حدثني أبوكريب وأبوسعيد الاشج قال: حدثنا عبدالله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبدالله الاودي(3) قال: لما قتل الحسين عليه السلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضة لزينب: يا سيدتي إن سفينة(4) كسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، فهمهم بين يديه حتى وقفه(5) على الطريق والاسد رابض في ناحية(6)، فدعيني أمضي إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا، قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث فرفع رأسه ثم قالت:

___________________________________

(1) لسيدنا العلامة الحجة السيد شرف الدين الجبل عاملى اعلى الله مقامه الشريف في هذا الخبر وامثاله نظر راجع اجوبة موسى جار الله ففيه فوائد جمة.

(2) الصافات: 8 8 - 89.

(3) في بعض النسخ [الازدى]

(4) لقب مولى رسول الله صلى الله عليه واله يكنى ابا ريحانة واسمه قيس وكسر به في البحر يعنى الفلك وابوحارث كنية الاسد.

(5) اى هداه

(6) الربوض للاسد والشاة والبروك في الابل. (في).

[*]

[466]

أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبدالله عليه السلام؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره، قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين عليه السلام، فأقبلت (الخيل؟) فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد - لعنه الله -: فتنة لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا.

9 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي، عن يونس، عن مصقلة الطحان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لما قتل الحسين عليه السلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن و ذهبت فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال: فأمرت بالطعام والاسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين عليه السلام.

قال: واهدي إلى الكلبية جؤنا(1) لتستعين بها على مأتم الحسين عليه السلام فلما رأت الجؤن قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين فقالت: لسنا في عرس، فما نصنع بها؟ ثم أمرت بهن فاخرجن من الدار فلما اخرجن من الدار لم يحس لها حس(2) كأنما طرن بين السماء و الارض ولم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر.

_____________________________

(1) الجؤن كصرد جمع الجؤنة بالضم وهى ظرف للطيب وكأن النساء كن من الجن او كن من الارواح الماضيات تجسدن. (في).

(2) في بعض النسخ [لم يحس لهن حسا]