الزيارة الثالثة
روى السيّد عبد الكريم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال: لما وافيت مع جعفر الصادق
(عليه السلام) الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي: ياصفوان الجمال أنخ الراحلة
فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين (عليه السلام) فأنختها ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبه
وتحفّى وقال لي: إفعل مثل ما أفعله.
ثم اخذ نحو الذّكوة (النجف) وقال: قصّر خطاك وألقِ ذقنك نحو الأَرض فإنه يكتب لك
بكل خطوة مائة ألف حسنة ويمحي عنك مائة ألف سيئة وترفع لك مائة ألف درجة وتقضى لك
مائة ألف حاجة ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل ثمَّ مشى ومشيت معه على
السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذَّكوات (التلول) فوقف (عليه
السلام) ونظر يمنةً ويسرةً وخط بعكازته فقال لي: اطلب فطلبت فإذا أثر القبر ثم أرسل
دموعه على خده وقال: [ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ].
وقال: [ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ
عَلَيْكَ أَيُّها النَّبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ
الرَّشِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ
ياوَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيَرَةَ الله عَلى
الخَلْقِ أَجْمَعِينَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ الله وَخاصَّةُ الله وَخالِصَتِهِ،
السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ
وَخازِنَ وَحْيِهِ ].
ثم انكب على القبر وقال: [ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ
بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يابابَ المَقامِ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يانُورَ الله
التَّامَّ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله وَعَنْ رَسُولِ الله صَلّى
الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ماحُمِّلْتَ وَرَعَيْتَ ما اسْتُحْفِظْتَ وَحَفِظْتَ
مااسْتَوْدِعْتَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حَرامَ الله وَأَقَمْتَ
أَحْكامَ الله وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ الله وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى
أَتاكَ اليَّقِينُ صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ ].
ثم قام (عليه السلام) فصلى عند الرأس ركعات وقال: ياصفوان من زار أمير المؤمنين
(عليه السلام) بهذه الزيارة وصلى بهذه الصلاة ورجع إلى أهله مغفُوراً ذنبه مشكوراً
سعيه ويكتب له ثواب كل من زاره من الملائكة قلت: ثواب كل من يزوره من الملائكة ؟
قال: بلى يزوره في كل ليلة سبعون قبيلة. قلت كم القبيلة؟ قال: مائة ألف ثم خرج من
عنده القهقري وهو يقول:
[ ياجَدَّاهُ ياسَيِّداهُ ياطَيِّباهُ ياطاهِراهُ لاجَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ
مِنْكَ وَرَزَقَنِى العَوْدَ إِلَيْكَ وَالمُقامَ فِي حَرَمِكَ وَالكَوْنَ مَعَكَ
وَمَعَ الاَبْرارِ مِنْ وُلْدِكَ صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى المَلائِكَةِ
المُحْدِقِينَ بِكَ ].
قال صفوان: ياسيدي أتاذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة وأدلهم على هذا القبر
فقال: نعم، وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.
الزيارة الرابعة
روي في (مستدرك الوسائل) عن كتاب (المزار القديم) عن مولانا الباقر (عليه السلام)
قال: ذهبت مع أبي إلى زيارة قبر جدّي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
في النجف فوقف أبي عند القبر المطهر وبكى وقال:
[ السَّلامُ عَلى أَبِي الأَئِمَّةِ وَخَلِيلِ النُبُوَّةِ وَالمَخْصُوصِ
بِالاُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الإيْمانِ وَمِيزانِ الاَعْمالِ وَسَيْفِ
ذِي الجَلالِ، السَّلامُ عَلى صالِحِ المُؤْمِنِينَ وَوارِث عِلْمِ النَّبِيِّينَ
الحاكِمِ فِي يَوْمِ الدِّينِ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى، السَّلامُ عَلى
حُجَّةِ الله البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ ونِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ،
السَّلامُ عَلى الصِّراطِ الواضِحِ وَالنَّجْمِ اللائِحِ وَالإمام النّاصِحِ
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ].
وزاد قائلاً: [ أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلى الله وَذَرِيعَتِي وَلِي حَقُّ مُوالاتِي
وَتَأْمِيلِي فَكُنْ شَفِيعِي إِلى الله عَزَّوَجَلَّ فِي الوُقُوفِ عَلى قَضاء
حاجَتِي وَهِي فَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَاصْرِفْنِي فِي مَوْقِفِي هذا
بِالنُّجْحِ وَبِما سَأَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اللّهُمَّ
ارْزُقْنِي عَقْلاً كامِلاً وَلُبَّاً راجِحاً وَقَلْباً زَكِيّاً وَعَملاً
كَثِيراً وَأَدَباً بارِعاً وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لِي وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ
بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ].
الزيارة الخامسة
روي عن الكليني عن أبي الحسن الثالث الإمام علي بن محمد النقي (عليه السلام) قال:
تقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام): [ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله
أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَأَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ صَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتَ
حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيْتَ الله وَأَنْتَ شَهِيدٌ عَذَّبَ
الله قاتِلَكَ بِأَنْواعِ العَذابِ وَجَدَّدَ عَلَيْهِ العَذابَ جِئْتُكَ عارِفاً
بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ أَلقى
عَلى ذلِكَ رَبِّي إِنْ شاءَ الله ياوَلِيَّ الله إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً
فَاشْفَعْ لِي إِلى رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله مَقاماً مَعْلوماً وَإِنَّ
لَكَ عِنْدَ الله جاهاً وَشَفاعَةً وَقَدْ قَالَ الله تَعالى وَلا يَشْفَعُونَ
إِلاّ لِمَنْ ارْتَضى ].
الزيارة السادسة
رواها جمع من العلماء منهم الشيخ محمد ابن المشهدي قال: روى محمد بن خالد الطيالسي
عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان الجمّال وجماعة من أصحابنا إلى الغري فزرنا
أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي
عبد الله (عليه السلام) وقال: نزور الحسين بن علي (عليه السلام) من هذا المكان من
عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال صفوان: وردت ها هنا مع سيدي الصادق (عليه
السلام) ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدعاء ثم قال لي: ياصفوان تعاهد هذه الزيارة وادع
بهذا الدعاء وزر علياً والحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة فإني ضامن على الله لكل
من زارهما بهذه الزيارة ودعاء بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وأنّ
سعيه مشكورٌ وسلامه واصلٌ غير محجوب وحاجته مقضية من الله بالغاً ما بلغت.أقول: سياتي تمام الخبر في فضل هذا العمل بعد دعاء صفوان في زيارة عاشوراء (ص 462)،
وزيارة الأمير (عليه السلام) هي هذه الزيارة، استقبل قبره وقل:[ السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفْوَةَ اللهِ،
السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ اللهِ، السَّلامُ عَلى مَنْ اصْطَفاهُ الله
وَاخْتَصَّهُ وَاخْتارَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخَلِيلَ الله ما
دَجا اللَّيْلُ وَغَسَقَ وَأَضاءَ النَّهارُ وَأَشْرَقَ، السَّلامُ عَلَيْكَ
ماصَمَتَ صامِتٌ وَنَطَقَ ناطِقٌ وَذَرَّ شارِقٌ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلى مَوْلانا أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صاحِبِ
السَّوابِقِ وَالمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ وَمُبِيدِ الكَتائِبِ، الشَّدِيدِ البَأْسِ
العَظِيمِ المِراسِ المَكِينِ الاَساسِ ساقِي المُؤْمِنِينَ بِالكَأْسِ مِنْ حَوْضِ
الرَّسُولِ المَكِينِ الاَمِينِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ النُهى وَالفَضْلِ
والطَّوائِلِ وَالمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ، السَّلامُ عَلى فارِسِ المُؤْمِنِينَ
وَلَيْثِ المُوَحِّدِينَ وَقاتِلِ المُشْركِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ
العالَمِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَنْ أَيَّدَهُ الله
بِجِبْرائِيلَ وَأَعانَهُ بِمِيكائِيلَ وَأَزْلَفَهُ فِي الدَّارَيْنِ وَحَباهُ
بِكُلِّ ماتَقِرُّ بِهِ العَيْنُ، وَصَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ
وَعَلى أَوْلادِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعَلى الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ
أَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنْكَرِ وَفَرَضُوا عَلَيْنا الصَّلَواتِ
وَأَمَرُوا بِإِيْتاءِ الزَّكاةِ وَعَرَّفُونا صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ وَقِرائةِ
القُرْآنَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبَ الدِّينِ
وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ اللهِ، السَّلامُ
عَلَيْكَ ياعَيْنَ الله النَّاِظَرَه وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَأُذُنَهُ الواعِيَةَ
وَحِكْمَتَهُ البالِغَةَ وَنِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ وَنِقْمَتَهُ الدَّامِغَةَ،
السَّلامُ عَلى قَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، السَّلامُ عَلى نِعْمَةِ الله عَلى
الاَبْرارِ وَنِقْمَتِهِ عَلى الفُجَّارِ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ المُتَّقِينَ
الاَخْيارِ، السَّلامُ عَلى الاَصْلِ القَدِيمِ وَالفَرْعِ الكَرِيمِ، السَّلامُ
عَلى الثَّمَرِ الجَنِيِّ، السَّلامُ عَلى أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى
شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ المُنْتَهى، السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةَ الله وَنُوحٍ
نَبِيِّ الله وَإِبْراهِيمَ خلِيلِ الله وَمُوسى كَلِيمِ الله وَعِيْسى رُوحِ الله
وَمُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله وَمَنْ بَيْنَهُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، السَّلامُ عَلى نُورِ
الأنْوارِ وَسَلِيلِ الاَطْهارِ وَعَناصِرِ الاَخْيارِ، السَّلامُ عَلى وَالِدِ
الأَئِمَّةِ الاَبْرارِ، السَّلامُ عَلى حَبْلِ الله المَتِينِ وَجَنْبِهِ
المَكِينِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أَمِينِ الله فِي أَرْضِهِ
وَخَلِيفَتِهِ وَالحاكِمِ بِأَمْرِهِ وَالقَيِّمْ بِدِينِهِ وَالنَّاطِقِ
بِحِكْمَتِهِ وَالعامِلِ بِكِتابِهِ أَخِي الرَّسُولِ وَزَوْجِ البَتُولِ وَسَيْفِ
الله المَسْلُولِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الدَّلالاتِ وَالآياتِ الباهِراتِ
وَالمُعْجِزاتِ القاهِراتِ وَالمُنْجِي مِنَ الهَلَكاتِ الَّذِي ذَكَرَهُ الله فِي
مُحْكَمِ الاياتِ فَقالَ تَعالى: وَإِنَّهُ فِي اُمِّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيُّ
حَكِيمٌ، السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيّ وَوَجْهِهِ المُضِيِ وَجَنْبِهِ
العِليِّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلى حُجَجِ الله وَأَوْصِيائِهِ
وَخاصَّةِ الله وَأَصْفِيائِهِ وَخالِصَتِهِ وَاُمَنائِهِ وَرَحْمَةُ الله
وَبَرَكاتُهُ، قَصَدْتُكَ يامَوْلايَ يا أَمِينَ الله وَحُجَّتَهُ زائِراً عارِفاً
بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُتَقَرِّباً إِلى الله
بِزِيارَتِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ الله رَبِّي وَرَبِّكَ فِي خَلاصِ رَقَبَتِي
مِنَ النَّارِ وَقَضاء حَوائِجِي حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ].
ثم انكب على القبر وقبله وقل: [ سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ
وَالمُسْلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ـ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَالنَّاطِقِينَ
بِفَضْلِكَ وَالشَّاهِدِينَ عَلى أَنَّكَ صادِقٌ أَمِينٌ صِدِّيقٌ ـ عَلَيْكَ
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ أَشْهَدُ
لَكَ ياوَلِيَّ الله وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالبَلاغِ وَالاِداءِ، وَأَشْهَدُ
أَنَّكَ جَنْبُ الله وَبابُهُ وَأَنَّكَ حَبِيبُ الله وَوَجْهُهُ الَّذِي يُؤْتى
مِنْهُ وَأَنَّكَ سَبِيلُ الله وَأَنَّكَ عَبْدُ الله وَأَخُو رَسُولِهِ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلى الله عَزَّوَجَلْ بِزِيارَتِكَ
راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ رَقَبَتِي مِنَ
النَّارِ مُتَعَوِّذا بِكَ مِنَ النَّارِ هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي
احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ
اسْتَشْفِعُ بِكَ يامَوْلايَ وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلى الله لِيَقْضِيَ بِكَ
حَوائِجِي فَاشْفَعْ لِى ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلى الله فَإِنِّي عَبْدُ الله
وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ الله المَقامُ المَحْمُودُ وَالجَّاهُ
العَظِيمُ وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ
المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ المُرْتَضى وَأَمِينِكَ الاَوْفى وَعُرْوَتِكَ الوُثْقى
وَيَدِكَ العُلْيا وَجَنْبِكَ الاَعْلى وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلى
الوَرى وَصِدِّيقِكَ الاَكْبَرِ وَسَيِّدِ الأَوْصِياء وَرُكْنِ الأوْلِياءِ
وَعِمادِ الأصْفِياء، أَمِيرِ المُوْمِنِينَ وَيَعْسوبِ الدِّينِ وَقُدْوَةِ
الصَّالِحِينَ وإِمامِ المُخْلِصِينَ المَعْصُومِ مِنَ الخَلَلِ المُهَذَّبِ مِنَ
الزَّلَلِ المُطَهَّرِ مِنَ العَيْبِ المُنَزَّه مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ
وَوَصِيِّ رَسُولِكَ البائِتِ عَلى فِراشِهِ وَالمُواسِي لَهُ بِنَفْسِهِ وَكاشِفِ
الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ وَآيَةً
لِرِسالَتِهِ وَشاهِداً عَلى اُمَّتِهِ وَدِلالَةً عَلى حُجَّتِهِ وَحامِلاً
لِرايَتِهِ وَوِقايةً لِمُهْجَتِهِ وَهادِياً لاُمَّتِهِ وَيَداً لِبِأْسِهِ
وَتاجاً لِرَأْسِهِ وَباباً لِسِرِّهِ وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ حَتّى هَزَمَ جُيُوشَ
الشِّرْكِ بِإِذْنِكَ وَأَبادَ عَساكِرَ الكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي
مَرضاةِ رَسُولِكِ وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِكَ، فَصَلِّ اللّهُمَّ عَلَيْهِ
صَلاةً دائِمَةً باقِيَةً ].ثم قل: [ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَ الله وَالشِّهابَ الثَّاقِبَ وَالنُّورَ
العاقِبَ ياسَلِيلِ الأطْيابِ ياسِرَّ الله إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله تَعالى
ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي وَلا يَأْتِي عَلَيْها إِلاّ رِضاهُ فَبِحَقِّ
مَنْ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ كُنْ لِي إِلى الله
شَفِيعاً وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً وَعَلى الدَّهْرِ ظَهِيراً فَإِنِّي عَبْدُ الله
وَوَلِيُّكَ وَزائِرُكَ صَلّى الله عَلَيْكَ ].
ثم صل ست ركعات صلاة الزيارة وادع بما شئت وقل: [ السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ
المُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ الله أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَّ اللَّيْلُ
وَالنَّهارُ ].ثم توجه إلى جانب قبر الحسين (عليه السلام) وأشر إليه وقل: [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا
أَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله أَتَيْتُكُما زائِراً
وَمُتَوَسِّلاً إِلى الله تَعالى رَبِّي وَرَبِّكُما وَمُتَوَجِّها إِلى الله
بِكُما وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما إِلى الله فِي حاجَتِي هذِهِ . (ـ وادع إلى آخر دعاء
صفوان ـ) إِنَّهُ قَرِيبٌ مجيب ].ثم استقبل القبلة وادع من أول دعاء: [ ياالله ياالله ياالله يامُجِيبَ دَعْوَةِ
المُضْطَرِّينَ وَياكاشِفَ كَرْبِ المَكْرُوبِينَ...إِلى .. وَاصْرِفْنِي بِقَضاء
حاجَتِي وَكِفايَةِ ماأَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي
ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ].
ثم التفت إلى جانب قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وقل: [ السَّلامُ عَلَيْكَ
ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، والسَّلامُ عَلى أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ مابَقِيتُ
وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، لا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي
لِزِيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ الله بَيْنِي وَبَيْنَكُما ].
أقول: قد ذكرنا سابقاً أن دعاء صفوان هو الدعاء المعروف بدعاء علقمة وسيذكر في
زيارة عاشوراء (ص766).
الزيارة السابعة
رواها السيد ابن طاووس في كتاب (مصباح الزائر) فقال: اقصد باب السلام أي باب الروضة
المقدسة للأمير (عليه السلام) حيث يرى الضريح المقدس فقل "أربعاً وثلاثين مرة ": [
الله أَكْبَرُ]، وقل:
[ سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ
وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداء وَالصِّدِّيقِينَ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ
المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلى نُوحٍ نَبِيِّ
اللهِ، السَّلامُ عَلى إِبْراهِيمَ خلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَلِيمِ
اللهِ، السَّلامُ عَلى عِيْسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ
العَلِيَّ وَصِراطِهِ السَّوِيَّ، السَّلامُ عَلى المُهَذَّبِ الصَّفِيِّ،
السَّلامُ عَلى أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله
وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى خالِصِ الاَخِلا، السَّلامُ عَلى المَخْصُوصِ
بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، السَّلامُ عَلى المَوْلُودِ فِي الكَعْبَةِ المُزَوَّجِ فِي
السَّماء، السَّلامُ عَلى أَسَدِ الله فِي الوَغى، السَّلامُ عَلى مَنْ شُرِّفَتْ
بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الحَوْضِ وَحامِلِ اللّواءِ، السَّلامُ
عَلى خامِسِ أَهْلِ العَباءِ، السَّلامُ عَلى البائِتِ عَلى فِراشِ النَّبِيِّ
وَمُفْدِيهِ بِنَفْسِهِ مِنَ الأَعْداء، السَّلامُ عَلى قالِعِ بابِ خَيْبَرَ
وَالدَّاحِي بِهِ فِي الفَضاءِ، السَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الفِتْيَهِ فِي
كَهْفِهِمْ بِلِسانِ الأنْبِياءِ، السَّلامُ عَلى مُنْبِعِ القَلِيبِ فِي الفَلا،
السَّلامُ عَلى قالِعِ الصَّخْرَهِ وَقَدْ عَجَزَ عَنْها الرِّجالُ الاَشِداءِ،
السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الثُّعْبانِ عَلى مِنْبَرِ الكُوفَةِ بِلِسانِ الفُصَحاءِ،
السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الذِّئْبِ وَمُكَلِّمِ الجُمْجُمَةِ بِالنَّهْرَوانِ
وَقَدْ نَخِرَتِ العِظامُ بِالبِلا، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الشَّفاعَةِ فِي يَوْمِ
الوَرى وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى الإمام الزَّكِي حَلِيفِ
المِحْرابِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ المُعْجِزِ الباهِرِ وَالنَّاطِقِ بِالحِكْمَةِ
وَالصَّوابِ، السَّلامُ عَلى مَنْ عِنْدَهُ تَأْوِيلُ المُحْكَمِ وَالمُتَشابِهِ
وَعِنْدَهُ اُمُّ الكِتابِ، السَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ حِينَ
تَوارَتْ بِالحُجابِ، السَّلامُ عَلى مُحْيي اللَيْلِ البَهِيمِ بِالتَّهَجُّدِ
وَالاكْتِئابِ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ
المُعْجِزاتِ، السَّلامُ عَلى مَنْ عَجِبَ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الحُرُوبِ
مَلائِكَةُ سَبْعِ سَماواتٍ، السَّلامُ عَلى مَنْ ناجى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ
يَدَيْ نَجْواهُ صَدَقاتٍ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ الجُيُوشِ وَصاحِبِ الغَزَواتِ،
السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ ذِئْبِ الفَلَواتِ، السَّلامُ عَلى نُورِ الله فِي
الظُّلُماتِ، السَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَضى ما فاتَهُ مِنَ
الصَّلَواتِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ الوَصِيِّينَ،
السَّلامُ عَلى إِمامِ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلى وَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّنَ،
السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّينِ، السَّلامُ عَلى عِصْمَةِ المُؤْمِنِينَ،
السَّلامُ عَلى قُدْرَةِ الصَّادِقِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ
عَلى حُجَّةِ الاَبْرارِ، السَّلامُ عَلى أَبِي الأَئِمَّةِ الاَطْهارِ، السَّلامُ
عَلى المَخْصُوصِ بِذِي الفِقارِ، السَّلامُ عَلى ساقِي أَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ
النَّبِيِّ المُخْتارِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ما اطَّرَدَ اللَيْلُ
وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلى النَّبَأ العَظِيمِ، السَّلامُ عَلى مَنْ أَنْزَلَ
الله فِيهِ وَإِنَّهُ فِي اُمِّ الكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيُّ حَكِيمٌ، السَّلامُ
عَلى صِراطِ الله المُسْتَقِيمِ، السَّلامُ عَلى المَنْعُوتِ فِي التَّوْراةِ
وَالاِنْجِيلِ وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ].
ثُمَّ انكب عَلى الضريح وَقبّله وَقل:
[ يا أَمِينَ الله ياحُجَّةَ الله ياوَلِيَّ الله ياصِراطَ الله زارَكَ عَبْدُكَ
وَوَلِيُّكَ اللائِذُ بِقَبْرِكَ وَالمُنِيخُ رَحْلَهُ بِفِنائِكَ المُتَقَرِّبُ
إِلى الله عَزَّوَجَلَّ وَالمُسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى الله زِيارَةَ مَنْ هَجَرَ
فِيكَ صَحْبَهُ وَجَعَلَكَ بَعْدَ الله حَسْبَهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الطُّورُ
وَالكِتابُ المَسْطُورُ وَالرِّقُّ المَنْشُورُ وَبَحْرُ العِلْمِ المَسْجُورِ
ياوَلِيَّ الله إِنَّ لِكُلِّ مَزُورٍ عِنايَةً فِي مَنْ زارَهُ وَقَصَدَهُ
وَأَتاهُ وَأَنا وَلِيُّكَ وَقَدْ حَطَطْتُ رَحْلِي بِفنائِكَ وَلَجَأْتُ إِلى
حَرَمِكَ وَلُذْتُ بِضَرِيحِكَ لِعِلْمِي بِعَظِيمِ مَنْزِلَتِكَ وَشَرَفِ
حَضْرَتِكَ، وَقَدْ أَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي رُقادِي فَما
أَجِدُ حِرْزاً وَلا مَعْقِلاً وَلا مَلْجأً إِلَيْهِ إِلاّ الله تَعالى
وَتَوَسُّلِي بِكَ إِلَيْهِ وَاسْتِشْفاعِي بِكَ لَدَيْهِ، فَها أَنا ذا نازِلٌ
بِفِنائِكَ وَلَكَ عِنْدَ الله جاهٌ عَظِيمٌ وَمَقامٌ كَرِيمٌ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ
الله رَبِّكَ يامَوْلايَ ].
ثم قبّل الضريح واستقبل القبلة وقل:
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ ياأَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَياأَبْصَرَ
النَّاظِرِينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ وَيا أَجْوَدَ الاَجْوَدِينَ بِمُحَمَّدٍ
خاتَمِ النَّبِيِّنَ رَسُولِكَ إِلى العالَمِينَ وَبِأَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ
الاَنْزَعِ البَطِينِ العالِمِ المُبِينَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ
وَالحُسَيْنِ الإماميْنِ الشَّهِيدَيْنِ وَبِعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ
العابِدِينَ وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ باقِرِ عَلْمِ الأوَّلِينَ وَبِجَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ زَكِيِّ الصِّدِّيقِينَ وَبِمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ المُبِينِ
وَحَبِيسِ الظَّالِمِينَ وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضا الاَمِينِ وَبِمُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ الجَوادِ عَلَمِ المُهْتَدِينَ وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ
الصَّادِقِ سَيِّدِ العابِدِينَ وَبِالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ العَسْكَرِي وَلِيّ
المُؤْمِنِينَ وَبِالخَلَفِ الحُجَّةِ صاحِبِ الأمْرِ مُظْهِرِ البَراهِينَ أَنْ
تَكْشِفَ ما بِي مِنَ الهُمُومِ وَتَكْفِينِي شَرَّ البَلاءِ المَحْتُومِ
وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذاتِ السَّمُومِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
]. ثم ادع بما شئت وودعه وانصرف.
أقول: روى السيد عبد الكريم بن طاووس فى كتاب (فرحة الغري) أنّ زين العابدين (عليه
السلام) ورد الكوفة ودخل مسجدها وبه أبو حمزة الثمالي وكان من زهّاد أهل الكوفة
ومشايخها فصلّى ركعتين. قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته، فدنوت لأسمع ما يقول
فسمعته يقول: [ إِلهِي إِنْ كانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي
أَحَبِّ الاَشْياءِ إِلَيْكَ… ]، (وهو دعاء معروف).
أقول: الدعاء سيأتي في أعمال جامع الكوفة وسنروي هناك أن أبا حمزة قال: ثم أتى
(عليه السلام) الإسطوانة السابعة فخلع نعليه ووقف فرفع يديه إلى حيال أذنيه وكبّر
تكبيرة قفّ لها كل شعرة في بدني فصلّى أربع ركعات يحسن ركوعها وسجودها ثم دعا
بدعاء: [ إِلهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ... ] إلى آخر الدعاء.
وعلى الرواية التي نحن بصددها الان ثم نهض (عليه السلام) قال أبو حمزة فتبعته إلى
مناخ الكوفة فوجدت عبداً أسود معه نجيب وناقة فقلت ياأسود من الرجل ؟ فقال: أو يخفى
عليك شمائله ؟ هو علي بن الحسين (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِما). قال أبو حمزة
فأكببت على قدميه أقبلهما فرفع رأسي بيده وقال: لا يا أبا حمزة إنّما يكون السجود
للهِ عزَّ وجلَّ. فقلت: يابن رسول الله ما أقدمك إلينا ؟
قال: ما رايت أي الصلاة في مسجد الكوفة ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه ولو
حبوا أي ولو شق عليهم السير غاية المشقّة فكانوا كالاطفال قبلنا يقوون على المشي
فيحبون زحفاً على أيديهم وبطونهم. ثم قال هل لك أن تزور معي قبر جدي علي بن أبي
طالب؟ قلت: أجل فسرت في ظل ناقته يحدّثني حتى أتينا الغريين وهي بقعة بيضاء تلمع
نوراً فنزل عن ناقته ومرّغ خديه عليها وقال ياأبا حمزة هذا قبر جدّي علي بن أبي
طالب ثم زاره بزيارة أولها: [ السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيِّ وَنُورِ
وَجْهِهِ المُضِي…]. ثم ودعه ومضى إلى المدينة ورجعت إلى الكوفة.
أقول: كنت آسف على ترك السيد هذه الزيارة في كتاب (الفرحة) وكنت أفتش عنه فتصفحت
لذلك كل زيارة مروية للأمير (عليه السلام) علني أعثر على زيارة تبدأ بالجملة
السابقة فلم أجد سوى هذه الزيارة الشريفة وهي قد افتتحت بما افتتحت بها الجملة
السابقة وهي كلمة: السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيِّ، واختلفت عنها في العطف
وهو: ونور وجهه المضي، فلعل هذه هي تلك الزيارة وهذا الاختلاف يسير لايكترث به.
فإن قلت: لم يكن بدء هذه الزيارة كلمة: [ السَّلامُ على اسم الله الرضيَّ ] بل
كلمة: [ سلام الله وسلام ملائكته ]، أجبنا أن مايتقدم على الكلمة المذكورة من
السلام فهي بمنزلة الإستئذان والإسترخاص والزيارة نفسها إنما تبدأ من كلمة: [
السَّلامُ على اسم الله الرَّضي ]، ويشهد على مانقول المقابلة بين هذه الزيارة
والزيارة الواردة في يوم الميلاد وهما تتشابهان غاية التشابه فلاحظهما لتعرف ذلك.
واعلم أن هذه الجملة مع مافيها من العطف ولكن من دون كلمة نور قد ذكرت في الزيارة
السادسة وفي زيارة يوم الميلاد ولكن لافي بدئهما بل في خلالهما والله العالم
وبالجملة حسبنا من الزيارات المطلقة هذه الزيارات السبع ومن يبتغي أكثر منها فليزره
(عليه السلام) بالزيارات الجامعة وليزره بما سنذكرها من الزيارة المبسوطة ليوم
الغدير وليغتنم الزائر زيارة الأمير (عليه السلام) والصلاة في حرمه الطاهر فالصلاة
عنده تعدل مائتي ألف صلاة.
وعن الصادق (عليه السلام): أن من زار إماما مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب
له حجة وعمرة وقد ألمحنا في كتاب (هدية الزائر) إلى مالجوار قبر أمير المؤمنين
(عليه السلام) من الفضل، وذلك أن حفظ المجاور حق الجوار وهذا شرط بالغ العسر
والمشقة فلا يتيسر لكل أحد والمقام لايقتضي البسط فليراجع من شاء الكتاب الفارسي
(كلمه طيبه).
وداع الأمير (عليه السلام)
فإذا شئت وداعه فودعه بهذا الوداع الذي أورده العلماء تلو ما ذكروه من الزيارة
الخامسة:
[ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ أَسْتَودِعُكَ الله
وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، آمنّا بِالله وَبِالرُّسُلِ وَبِما
جأَتْ بِهِ وَدَعَتْ إِلَيْهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ،
اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاهُ فِإِنْ
تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي ماشَهِدْتُ عَلَيْهِ
فِي حَياتِي ؛ أَشْهَدُ أَنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِياً وَالحَسَنَ
وَالحُسَيْنَ وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ
وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالحُجَّةَ بْنَ الحَسَنِ
صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَئِمَّتِي، أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ
وَحارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ وَمَنْ رَدَّ عَلَيْهِمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ
الجَّحِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا أَعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ
بُراءُ وَأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ الله
وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَمَنْ شَرِكَ فِيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ
قَتْلَهُم، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ أَنْ
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ
وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ
وَالحُجَّةِ، وَلاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ فَإِنْ جَعَلْتَهُ
فَاحْشُرْنِي مَعَ هؤُلاءِ المُسَمَّينَ الأئِمَّةِ، اللّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنا
لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالمُناصَحَةِ وَالمَحَبَّةِ وَحُسْنِ المُؤَازَرَهِ
وَالتَّسْلِيمِ ].
المقصد الثاني
في زيارات الأمير (عليه السلام) المخصوصة وهي عديدة:
* أولها: زيارة يوم الغدير *
وقد روي عن الرضا (عليه السلام) أنّه قال لابن أبي نصر: يابن أبي نصر أينما كنت
فاحضر يوم الغدير عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) فإن الله تعالى يغفر لكل مؤمن
ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستّين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وفي
ليلة القدر وفي ليلة الفطر. الخبرواعلم أنهم قد خصّوا هذا اليوم الشريف بعدة
زيارات:
الأولى: زيارة (أمين الله)، وقد جعلناها الثانية من الزيارات (المطلقة) وهي قد سلفت
(ص 606).
الثانية: زيارة مروية بأسناد معتبرة عن الإمام علي بن محمد النقي (عليه السلام) قد
زار (عليه السلام) الأمير (عليه السلام) يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم
وصفتها كما يلي: إذا أردت ذلك فقف على باب القبّة المنوّرة واستأذن، وقال الشيخ
الشهيد تغتسل وتلبس أنظف ثيابك وتستأذن وتقول: [ اللّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلى
بابٍ... ] وهذا هو الإستئذان الأول الذي أثبتناه في الباب الأول (ص 548).
ثم ادخل مقدماً رجلك اليمنى على اليسرى وامش حتى تقف على الضريح واستقبله واجعل
القبلة بين كتفيك وقل:
[ السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله خاتَمِ النَّبِيِّنَ وَسَيِّدِ
المُرْسَلِينَ وَصَفْوَةِ رَبِّ العالَمِينَ أَمِينِ الله عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ
أَمْرِهِ وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى
ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ.
السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ
وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ
الوَصِيِّينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّنَ وَوَلِيَّ رَبِّ العالَمِينَ وَمَوْلايَ
وَمَوْلى المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ
يامَوْلايَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ياأَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَسَفِيرَهُ عَلى
خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ البالِغَةَ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يادِينَ الله
القَوِيمَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبَأُ
العَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيِهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَنْهُ يَسْأَلُونَ، السَّلامُ
عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آمَنْتَ بِالله وَهُمْ مُشْرِكونَ وَصَدَّقْتَ
بِالحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ وَعَبَدْتَ الله
مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ صابِراً مُحْتَسِبا حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ ؛ أَلا
لَعْنَةُ الله عَلى الظَّالِمِينَ.