[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يامَنْ لاتَراهُ العُيُونُ وَلاتُحِيطُ بِهِ
الظُّنُونُ وَلايَصِفُهُ الواصِفُونَ وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلاتُفْنِيهِ
الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ وَمَكايِيلَ البِحارِ وَوَرَقَ الاَشْجارِ
وَرَمْلَ القِفارِ وَما أَضائَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ
اللَيْلُ وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ وَلاتُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً وَلا
أَرْضٌ أَرْضاً وَلاجَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا بَحْرٌ مافِي قَعْرِهِ،
وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ
خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ
أَلْقاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ
فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَمَنْ بَغانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ
وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ، اللّهُمَّ ادْخِلْنِي فِي
دِرْعِكَ الحَصِينَةِ وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الواقِي يامَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ
شَيٍْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيٌْ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا
وَالآخِرةِ وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي ياشَفِيقُ يارَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي
المَضِيقَ وَلاتُحَمِّلْنِي ما لا اُطِيقُ، اللّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ
الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
ياعَلِيُّ ياعَظِيمُ أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلى قَضائِها قَدِيرٌ وَهِي
لَدَيْكَ يَسِيرٌ وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ فَمُنَّ بِها عَلَيَّ ياكَرِيمُ إِنَّكَ
عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ].
ثم تسجد وتقول: [ إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ
وَاغْفِرْها ياكَرِيمُ ].
ثم تقلب خدك الأيمن وتقول: [ إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ
افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ماأَنا أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ
الرَّاحِمينَ ].
ثم تقلب خدك الأيسر وتقول: [ اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ
فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ ].
ثم تعود إلى السجود وتقول: [ إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ
وَاعْتَرَفَ ].
أقول: هذا الدعاء إلى كلمة: وَاغْفِرْها ياكَرِيمُ، هو الدعاء الوارد في كتاب
(المزاد القديم) في عمل مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام) في أعمال صحن مسجد
السهلة.
أعمال محراب أمير المؤمنين (عليه السلام): ثم صلّ في المكان الذي ضرب فيه أمير
المؤمنين (عليه السلام) ركعتين كل ركعة بالفاتحة وسورة من السور فإذا سلّمت وسبّحت
فقل:
[ يامَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ يامَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ
بِالجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ وَالسَّرِيرَةَ ياعَظِيمَ العَفْوِ
ياحَسَنَ التَّجاوُزِ ياواسِعَ المَغْفِرَةِ ياباسِطَ اليَّدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ
ياصاحِبَ كُلِّ نَجْوى يامُنْتَهى كُلِّ شَكْوى ياكَرِيمَ الصَّفْحِ ياعَظِيمَ
الرَّجاءِ ياسَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما
أَنْتَ أَهْلُهُ ياكَرِيمُ ].
مناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام)
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ
مَنْ أَتى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ يَعضُّ الظَّالِمُ
عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ: يالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً،
وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ يَوْمَ يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ
بِالنَّواصِي وَالأقْدامِ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ يَوْمَ لايَجْزِي وَالِدٌ عَنْ
وَلَدِهِ وَلامَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ الله حَقُّ،
وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ يَوْمَ لايَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ
اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ وأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ لا تَمْلِكُ
نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ، وَأَسْأَلُكَ الأمانَ يَوْمَ
يَفِرُّ المَرءُ مِنْ أَخِيهِ وَاُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ
امْرِيٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وَأَسْأَلُكَ الاَمانَ يَوْمَ
يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ
وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَميعاً ثُمَّ
يُنْجِيهِ كَلاًّ إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلْشَّوى.
مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ وَهَلْ يَرْحَمُ العَبْدُ
إِلاّ المَوْلى، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ المالِكُ وَأَنا المَمْلُوكُ وهَلْ
يَرْحَمُ المَمْلُوكَ إِلاّ المالِكُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ العَزِيزُ وَأَنا
الذَّلِيلَ وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلاّ العَزِيزُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ
أَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَخْلُوقَ إِلاّ الخالِقُ،
مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ العَظِيمُ وَأَنا الحَقِيرُ وهَلْ يَرْحَمُ الحَقِيرُ
إِلاّ العَظِيمُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ القَوِيُّ وَأَنا الضَّعِيفُ وَهَلْ
يَرْحَمُ الضَّعِيفَ إِلاّ القَوِيُّ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنا
الفَقِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الفَقِيرَ إِلاّ الغَنِيُّ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ
المُعْطِي وَأَنا السَّائِلُ وَهَلْ يَرْحَمُ السَّائِلُ إِلاّ المُعْطِي، مَوْلايَ
يامَوْلايَ أَنْتَ الحَيُّ وَأَنا المَيِّتُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَيِّتَ إِلاّ
الحَيُّ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الباقِي وَأَنا الفانِي وَهَلْ يَرْحَمُ
الفانِيَ إِلاّ الباقِي، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنا الزَّائِلُ
وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلاّ الدَّائِمُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ
الرَّازِقُ وَأَنا المَرْزُوقُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْزُوقَ إِلاّ الرَّازِقُ،
مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الجَوادُ وَأَنا البَخِيلُ وهَلْ يَرْحَمُ البَّخِيلَ
إِلاّ الجَوادُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ المُعافِي وَأَنا المُبْتَلى وَهَلْ
يَرْحَمُ المُبْتَلى إِلاّ المُعافِي، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الكَبِيرُ وَأَنا
الصَّغِيرُ وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ إِلاّ الكَبِيرُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ
أَنْتَ الهادِي وَأَنا الضَّالُّ وهَلْ يَرْحَمُ الضَّالَ إِلاّ الهادِي، مَوْلايَ
يامَوْلايَ أَنْتَ الرَّحْمنُ وَأَنا المَرْحُومُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْحُومَ
إِلاّ الرَّحْمنُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ السُّلْطانُ وَأَنا المُمْتَحَنُ
وَهَلْ يَرْحَمُ المُمْتَحَنَ إِلاّ السُلْطانُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ
الدَّلِيلُ وَأَنا المُتَحَيِّرُ وَهَلْ يَرْحَمُ المُتَحَيِّرَ إِلاّ الدَّلِيلُ،
مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ وَهَلْ يَرْحَمُ
المُذْنِبَ إِلاّ الغَفُورُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ الغالِبُ وَأَنا
المَغْلُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَغْلُوبَ إِلاّ الغالِبُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ
أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ وَهَلْ يَرْحَمُ المَرْبُوبَ إِلاّ الرَّبُّ،
مَوْلايَ يامَوْلايَ أَنْتَ المُتَكَبِّرُ وَأَنا الخاشِعُ وَهَلْ يَرْحَمُ
الخاشِعَ إِلاّ المُتَكَبِّرُ، مَوْلايَ يامَوْلايَ ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ
وَارْضَ عَنِّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ ياذا الجُودِ وَالاِحْسانِ
وَالطَّوْلِ وَالامْتِنانِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ].
أقول: روى السيّد ابن طاووس عنه (عليه السلام) بعد هذه المناجات دعاءً طويلاً
موسوما بدعاء (الامان) لا يسعه المقام.
وتدعو أيضاً في هذا المقام بما سنذكره عقيب الصلاة في مسجد زيد بن صوحان إن شاء
اللهِ.
واعلم أنا قد ألمحنا في كتاب هدية الزائر إلى الخلاف في تعيين المحراب الذي ضرب فيه
أمير المؤمنين (عليه السلام) هل هو المحراب المعروف، أم المحراب المتروك ؟ وقلنا
هناك: إن غاية الاحتياط هي أن تؤدّى الاعمال في كلا الموضعين أو أن تؤدّي في
المعروف تارة وفي المتروك أخرى.
أعمال دكة الصادق (عليه السلام): ثم امض إلى مقام الصادق (عليه السلام) وهو قريب من
مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) فصلّ عليها ركعتين فإذا سلمت وسبّحت فقل:
[ ياصانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَياجابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ وَياحاضِرَ كُلِّ مَلاً
وَياشاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَياشاهِداً غَيْرَ غائِبٍ
وَياغالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَياقَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ وَيامُؤْنِسَ كُلِّ
وَحِيدٍ وَياحَيّاً حِينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ، يامُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ
الاَحْياءِ القائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ]. ثم ادع بما أحببت.
أقول: قد قلنا فيما مضى ونعيد الحديث أن ما في كتاب (المزار القديم) وما هو المشهور
بين الناس في ترتيب أعمال هذا الجامع هو أن تؤخر عن عمل هذا المقام أعمال دكة
القضاء وبيت الطست، ونحن قد جارينا كتاب (مصباح الزائر) و(البحار) وغيرهما
فاثبتناها بعد أعمال الاسطوانة الرابعة ولك إذا شئت أن توافق المشهور فتؤدي الان
بعد فراغك من سائر الاعمال ماأوردناه هناك إن شاء الله تعالى.
ذكر صلاة الحاجة في جامع الكوفة: عن الصادق (عليه السلام) من صلى في جامع الكوفة
ركعتين يقرأ في كل ركعة [ الحمد والمعوّذتين والاخلاص والكافرون والنصر والقدر]
و[سبّح اسم ربّك الاعلى] فإذا سلّم سبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثم سأل الله
ماشاء قضى الله حاجته واستجاب دعاءه.
أقول: الذي اثبتناه من الترتيب في السور يوافق رواية السيد ابن طاووس في (المصباح)،
وفي رواية الطوسي في الامالي قد أخّر ذكر سورة القدر عن سورة سبّح اسم، ومراعاة
الترتيب لعلها غير لازمة فيجزي أن يتبع الحمد بهذه السور السبع والله العالم.
* زيارة مسلم بن عقيل (قدس الله روحه ونور ضريحه) *
فإذا فرغت من أعمال جامع الكوفة فامض إلى قبر مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وقف
عنده وقل:
[ الحَمْدُ للهِ المَلِكِ الحَقِّ المُبِينِ المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ
الطَّاغِينَ المُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّماواتِ
وَالأَرَضِينَ المُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سائِرُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلّىْ الله
عَلى سَيِّدِ الأنامِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الكِرامِ صَلاةً تَقَرُّ بِها أَعْيُنُهُمْ
وَيَرْغَمُ بِها أَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ
الله العَلِيِّ العَظِيمِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ
المُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ
الشُّهداء وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ
عَلَيْكَ يامُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ
].
[ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ
بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ،
وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ المُجاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى لَقِيتَ الله
عَزَّوَجَلَّ وَهُوَ عَنْكَ راضٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله
وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي نُصْرَةِ حُجَّةِ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ حَتّى أَتاكَ
اليَقِينُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ
النَّبِيِّ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ
المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ الله عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ
أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما
صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. وَلَعَنَ الله مَنْ
قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ
وَلَعَنَ الله مَنْ افْتَرى عَلَيْكَ وَلَعَنَ الله مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ
وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ الله مَنْ بايَعَكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ
وَأَسْلَمَكَ وَمَنْ أَلَّبَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي
جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدِ المَوْرُودُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ
قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ الله مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ زائِراً
عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسَلِّما لَكُمْ تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ وَنُصْرَتِي لَكُمْ
مُعَدَّهٌ حَتّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا
مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ
وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ،
قَتَلَ الله اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسُنِ ].وجعل هذه الكلمات في المزار الكبير بمنزلة الاستئذان وقال بعد ذكرها: ثم ادخل وادن
من القبر وعلى الرواية السابقة أشر إلى الضريح ثم قل:[ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ
وَلاِ مِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، الحَمْدُ
للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالسَّلامُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلى رُوحِكَ
وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى مامَضى عَلَيْهِ البَدْرِيُّونَ
المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله المُبالِغُونَ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ وَنُصْرَةِ
أَوْلِيائِهِ ؛ فَجِزاكَ الله أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ
جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ
وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ
غايَةَ المَجْهُودِ حَتّى بَعَثَكَ الله فِي الشُّهداء وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ
أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها
غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي العِلِّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً،
أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ وَأَنَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى
بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ،
فَجَمَعَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِل
المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ].
ثُمَّ صَلِّ ركعتين فِي جانب الرأس واهدهما إلى جنابه، ثُمَّ قل: [ اللّهُمَّ صَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَدَعْ لِي ذَنْباً ... ].وهذا هو الدعاء الذي يدعى به في مرقد العباس وسيأتي ذكره (ص 733) فإذا شئت أن تودعه
فودعه بالوداع الذي سيذكر في ذيل زيارة العباس (عليه السلام) (ص735).
* زيارة هاني بن عروة (رحمة الله ورضوانه عليه) *
تقف عند قبره وتسلم على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتقول:
[ سَلامُ الله العَظِيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ ياهانِي بْنَ عُرْوَةَ السَّلامُ
عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ النَّاصِحُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمير
المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ
قُتِلْتَ مَظْلُوماً فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ وَحَشا
قُبُورَهُمْ ناراً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ الله وَهُوَ راضٍ عَنْكَ بِما
فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهداء
وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ بِما نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ
مُجْتَهِداً وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي ذاتِ الله وَمَرْضاتِهِ ؛ فَرَحِمَكَ الله
وَرَضِيَ عَنْكَ وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَجَمَعَنا
وَإِيَّاكُمْ مَعَهُمْ فِي دارِ النَّعِيمِ وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله
وَبَرَكاتُهُ ].
ثم صلّ ركعتين واهدهما إلى هاني وادع لنفسك بما شئت وودّعه بما تودع به مسلم (قدس).
الفصل السادس
في فضل مسجد السهلة وأعماله
وأعمال مسجد زيد (قدس سره)
ومسجد صعصعة
إعلم أنّه ليس في تلك البقاع مسجد يضاهي مسجد السهلة فضلاً وشرفاً بعد مسجد الكوفة،
وهو بيت إدريس (عليه السلام) وإبراهيم (عليه السلام) ومنزل الخضر (عليه السلام)
ومسكنه.
وعن أبي بصير عن الصادق (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: قال لي: يا أبا
محمد كأنّي أرى نزول القائم صلوات الله عليه في مسجد السهلة بأهله وعياله ويكون
منزله.
وما بعث الله نبياً إِلاّ وقد صلّى فيه. والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله
(صلّى الله عليه وآله وسلم) ومامن مؤمن ولا مؤمنة إِلاّ وقلبه يحن إليه وفيه صخرة
فيها صورة كل نبي، وما صلّى فيه أحد فدعاً الله بنيّة صادقة إِلاّ صرفه الله بقضاء
حاجته، وما من أحد استجاره إِلاّ أجاره الله مما يخاف منه.
قلت: هذا لهو الفضل.
قال: نزيدك ؟ قلت: نعم. قال: هو من البقاع التي أحبّ الله أن يدعى فيها، وما من يوم
ولا ليلة إِلاّ والملائكة تزور هذا المسجد يعبدون الله فيه. أما إنِّي لو كنت
بالقرب منكم ماصلّيت صلاة إِلاّ فيه. يا أبا محمد مالم أصف أكثر.
قلت: جعلت فداك لايزال القائم (عليه السلام) فيه أبداً ؟ قال: نعم… الخ.
وأما أعمال مسجد السهلة
فمن المسنون فيه الصلاة ركعتين بين العشائين عن الصادق (عليه السلام) ماصلاها مكروب
ودعا الله إِلاّ فرج الله كربته.
وعن بعض كتب الزيارة أنه إذا أردت أن تدخل المسجد فقف على الباب وقل:
[ بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وَإِلىالله وَماشاءَ الله وَخَيْرُ الاَسَّماء
للهِ تَوَكَّلْتُ عَلى الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ
العَظِيمِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اللّهُمَّ
إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ
يَدَيْ حَوائِجِي فَاجْعَلْنِي، اللّهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيها في الدُّنْيا
وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً
وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَرِزْقِي بِهِمْ مَبْسُوطاً وَدُعائِي بِهِمْ
مُسْتَجاباً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ
الكَرِيمِ نَظْرَةً رَحِيمَةً أسْتَوْجِبُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ
لاتَصْرِفْهُ عَنِّي أَبَداً بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يامُقَلِّبَ
القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ وَدِينِ نَبِيِّكَ
وَوَلِيِّكَ وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَكَ
طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَأقْبِلْ
بِوَجْهِكَ إِلَيَّ وَأَقْبِلْ بِوَجْهِي إِلَيْكَ ].
ثم اقرأ [ آية الكرسي] و[ المعوّذتين] و[سبّح الله…] "سبع مرّات" واحمده "سبعاً"
وهلّل "سبعاً" وكبّر "سبعاً"، أي كرّر كلّ جملة من: [ سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ
للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ] "سبع مرات".
ثم قل: [ اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ماهَدَيْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى
مافَضَّلْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ماشَرَّفْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ
بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَنِي، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتِي وَدُعائِي وَطَهِّرْ
قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ
].
وقال السيد ابن طاووس(رض): إذا أردت أن تمضي إلى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب
والعشاء الآخِرة من ليلة الأَربعاء وهو أفضل من غيره من الاوقات. فإذا أتيته فصلّ
المغرب ونافلتها ثم قم فصلّ ركعتين تحية المسجد قربة إلى الله تعالى فإذا فرغت
فارفع يديك إلى السماء وقل:
[ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ
الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ
إِلاّ أَنْتَ القابِضُ الباسِطُ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُدَبِّرَ
الاُمُورِ وَباعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ أَنْتَ وَارِثُ الأَرضِ وَمَنْ عَلَيْها،
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ وَأَنْتَ الله لا
إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذا
دُعِيتَ بِهِ أَجِبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ
عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى
نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي
حاجَتِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ، ياسامِعَ الدُّعاءِ ياسَيِّداهُ يامَوْلاهُ
ياغِياثاهُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَو اسْتَأْثَرْتَ
بِهِ فِي عَلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السَّاعَةَ يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ
ياسَمِيعَ الدُّعاءِ ].
ثم اسجد واخشع وادع الله بما تريد ثم صلّ في الزاوية الغربية الشمالية ركعتين وهي
موضع دار إبراهيم الخليل (عليه السلام) حيث كان يذهب منها إلى قتال العمالقة فإذا
فرغت من الصلاة فسبح ثم قل بعد ذلك: [ اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ
الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ماكانَتْ
الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ
أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ]. ثم تصلي ركعتين في الزاوية الغربية الآخِرى التي هي في سمت
القبلة.
ثم ترفع يديك فتقول: [ اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ
مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي
بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ].
ثم اهو إلى السجود وضع خدّيك على التراب ثم امض إلى الزاوية الشرقية فصلّ ركعتين
وابسط يديك وقل: [ اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ
وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي
دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ
وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ
وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلاتُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلاتَحْرِمْنِي
حِينْ أَرْجُوكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ].
أقول: نقل عن كتاب غير معروف من كتب الزيارات أنّه: ثم تمضي إلى الزاوية الشرقية
الآخِرى وتصلي هناك ركعتين وتقول:
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ياالله أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي
خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ فِيهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ
قَدِيرٌ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائِي وَاسْمَعْ نَجْوايَ ياعَلِيُّ ياعَظِيمُ
ياقادِرُ ياقاهِرُ ياحَيّاً لايَمُوتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلا تَفْضَحْنِي عَلى
رُؤُوسِ الاَشْهادِ وَاحْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاتَنامُ وَارْحَمْنِي
بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلى الله عَلى سَيِّدِنا
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ يارَبَّ العالَمِينَ ].
ثم تصلّي في البيت الذي في وسط المسجد ركعتين وتقول:
[ يامَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ يافَعَّالاً لِما يُرِيدُ
يامَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحُلْ
بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يؤُذْيِنا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، ياكافِي مِنْ كُلِّ
شَيٍْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيٌْ اكْفِنا المُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا
وَالآخِرةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ]. ثم ضع جانبي وجهك على التراب.
أقول: هذه البقعة الشريفة تعرف في العصر الحاضر بمقام الإمام زين العابدين (عليه
السلام) وقال في كتاب (المزار القديم): إنّه يدعى فيها بعد الصلاة ركعتين بدعاء: [
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يامَنْ لاتَراهُ العُيُون...] الخ، والدعاء قد سلف في
أعمال دكة باب أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة فراجعه هناك (ص 675).
ويقرب من هذه البقعة موضع يعرف بمقام المهدي (عليه السلام)، ومن المناسب فيه زيارته
(عليه السلام)، ونقل عن بعض كتب الزيارات أنّه ينبغي أن يزور الزائر هنا قائماً على
قدميه بهذه الزيارة: [ سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ... ] الخ، وهذه
هي الاستغاثة السالفة في الفصل السابع من الباب الأول من الكتاب (ص 226) نقلا عن
كتاب (الكلم الطيب) فلا نعيدها وقد عدّها السيد ابن طاووس من الزيارات التي يزار
بها في السرداب المقدّس بعد الصلاة ركعتين. الصلاة والدعاء في مسجد زيد (رض)