المقدمة

بقلم: العلامة الجليل السيد محمد بحر العلوم

بين يدي القراء الكرام كتاب جليل، يعتبر من المصادر القيمة في موضوعه ومؤلف هذا الكتاب هو:

أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، أبو منصور. وتكاد تجمع المصادر على هذا القدر من اسمه ونسبه، إلا ابن شهرآشوب فقد ذكره على الوجه التالي " أحمد بن أبي طالب " (1).

وحذا حذوه الشيخ المجلسي عند ذكره كتاب الاحتجاج، واعتقد أن الشيخ يوسف البحراني حاول توجيه رأي ابن شهرآشوب بقوله: " وقد يعبر عنه بابن أحمد بن أبي طالب الطبرسي، والظاهر أنه من باب الاختصار في النسب فلا يتوهم التعدد " (2).

ولم تحدد لنا المصادر سنة ولادته، كما لم تحدد لنا سنة وفاته، غير أن الحجة الثبت شيخنا المحقق اغا بزرك الطهراني يستنتج سنة وفاته من معاصريه وتلامذته ويعده ممن أدركوا أوائل القرن السادس الهجري، بدليل أنه أستاذ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب الذي توفي سنة 588 هـ عن مائة سنة إلا عشر أشهر، فهو من أهل الخامسة الذين أدركوا أوائل السادسة أيضا (3).

ويتجه لغير هذا الرأي كل من عمر رضا كحاله (4)، وإسماعيل باشا (5)

____________

(1) معالم العلماء: 25

(2) كشكول البحراني: 301 - 1

(3) الذريعة إلى تصانيف الشيعة: 281 - 1

(4) معجم المؤلفين 10 - 2

(5) إيضاح المكنون ذيل كشف الظنون: 31 - 1


الصفحة 4
ويعتقدان بأنه توفي في حدود سنة 620 هـ.

ولقد روى مترجمنا عن جماعة، منهم أبو جعفر مهدي بن الحسن بن أبي حرب الحسيني المرعشي (1).

وروى عنه رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب، الذي صرح بذلك في كتابه (2) بقوله: " شيخي أحمد بن أبي طالب ".

وكان موضع اعتماد الشهيد في شرح الإرشاد، فكثير ما نقل فتاواه وأقواله (3) وذكره أعلام المترجمين بكل ما يدل على مكانته العلمية، فقد أثنى عليه السيد ابن طاووس، ووصفه الحر العاملي بأنه " عالم فقيه فاضل، محدث، ثقة " وتحدث عنه الشيخ يوسف البحراني بقوله: " الفاضل، العالم، المعروف، كان من أجل العلماء، ومشاهير الفضلاء " (4) واعتبره الخونساري به: " من أجلاء أصحابنا المتقدمين " (5) وأورد ترجمته عمر رضا كحاله فوصفه بأنه: " فقيه مؤرخ " (6) ومن هذه الفقرات المعدودة نستطيع أن نعرف مكانة مترجمنا العلمية ومدى الثقة التي كان يتسم بها.

ودللت المصادر المترجمة له بأنه مؤلف قدير، له عدة كتب، فإلى جانب كتاب (الاحتجاج) الذي نحن بصدده خلف الكتب التالية، وهي:

1 - الكافي في الفقه، أو (الكافي من فقه الشيعة).

____________

(1) مهدي بن الحسن بن أبي الحرب المرعشي، عده المحقق الوحيد من أجلاء الطائفة، ومن مشايخ الإجازة من مشايخ الطبرسي، وقد وصف بالعالم العابد العادل الموثق، يروي عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستى عن أبيه عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي. راجع (رجال المامقاني: 261 - 3، وكشكول البحراني: 301 - 1)

(2) معالم العلماء: 25

(3) كشكول البحراني: 302 - 1، وأعيان الشيعة: 99 - 9

(4) كشكول البحراني: 301 - 302 - 1

(5) روضات الجنات: 19 - 1

(6) معجم المؤلفين: 10 - 2

الصفحة 5
2 - تاريخ الأئمة عليهم السلام.

3 - فضل الزهراء عليها السلام.

وهذه الكتب وإن لم نعثر عليها فقد أورد ذكرها كل من ابن شهرآشوب والشيخ عباس القمي، والسيد محسن الأمين العاملي، وعمر رضا كحاله، وإسماعيل باشا (1).

4 - مفاخرة الطالبية.

وقد ذكر هذا الكتاب كل من ابن شهرآشوب. والسيد الأمين العاملي (2).

5 - كتاب الصلاة.

وانفرد بذكر هذا الكتاب ابن شهرآشوب (3).

6 - تاج المواليد.

وانفرد بذكر هذا الكتاب السيد محسن الأمين العاملي (4) وقال: " ينقل عنه السيد النسابة أحمد بن محمد بن المهنا بن علي بن المهنا العبيدلي المعاصر للعلامة الحلي في كتابه " تذكرة النسب " ولكن الشيخ أحمد بن أبي ظبية البحراني في كتابه " عقد اللآل في مناقب النبي والآل " نسبه إلى أمين الإسلام أبي علي فضل ابن الحسن الطبرسي صاحب التفسير، فقد وقع اشتباه في نسبة الكتاب المذكور أما من العبيدلي، أو البحراني، وكونه من العبيدلي القريب من زمن المؤلف بعيد ".

ولقد وقع نظير هذا الاشتباه الذي يشير إليه المرحوم السيد الأمين، اشتباه آخر في كتاب الاحتجاج نفسه.

فقد نسب بعض المؤلفين كتاب الاحتجاج إلى أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب تفسير مجمع البيان.

____________

(1) راجع: معالم العلماء 25، والكنى والألقاب: 404 - 2، وأعيان الشيعة 100 - 9، ومعجم المؤلفين 10 - 2 وإيضاح المكنون: 213 - 1، 166 و 259 - 2

(2) معالم العلماء: 25، وأعيان الشيعة: 100 - 9

(3) معالم العلماء: 25

(4) أعيان الشيعة: 100 - 9

الصفحة 6
وفي صدد إثبات هذا الكتاب لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي قال الشيخ يوسف البحراني: " ويظهر من كتاب المجلى لابن أبي جمهور الأحسائي أن كتاب الاحتجاج للشيخ أبي الفضل الطبرسي. قال في أول البحار بعد نسبة كتاب الاحتجاج لأحمد بن أبي طالب: وينسب هذا الكتاب إلى أبي علي الطبرسي وهو خطأ، بل هو تأليف أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، كما صرح به السيد ابن طاووس في كتاب كشف المحجة " (1).

وقال الخونساري: " وقد غلط صاحب الغوالي، والمحدث الاسترآبادي غلطا فاحشا يبعد عن مثلهما غاية البعد في نسبة (كتاب الاحتجاج) إلى الشيخ أبي علي الطبرسي صاحب التفسير، مع أن بينهما بونا بعيدا، وتصريح جمهور الأصحاب وإسنادهم عنه وإليه على خلاف ذلك جدا " (2).

وقطع السيد الأمين بالاشتباه، وأضاف بأن صاحب رياض العلماء قال: قد توهم بعضهم بأن الاحتجاج لصاحب مجمع البيان أبي علي الفضل الطبرسي، وهو توهم فاسد " (3).

وأكد البحراني على صحة نسبة هذا الكتاب لأبي منصور أحمد بن علي الطبرسي، ونقل عنه السيد الأمين عن اللؤلؤة قوله: " غلط جملة من متأخري أصحابنا في نسبة كتاب الاحتجاج إلى أبي علي الطبرسي " (4).

وأدرج كل من الحجة الشيخ اغا بزرك الطهراني، وإسماعيل باشا، وعمر رضا كحاله اسم هذا الكتاب في قائمة مؤلفات أبي منصور الطبرسي (5).

ولعل الاشتباه الذي نشأ مرجعه إلى اشتراكهما في لقب واحد، وعصر واحد كما صرح بذلك الشيخ البحراني بقوله: " وإن كان عصرها متحدا، وهما شيخ

____________

(1) الكشكول: 301 - 1

(2) روضات الجنات: 19 - 1

(3) أعيان الشيعة: 100 - 9

(4) الكشكول: 301 - 1 وأعيان الشيعة: 100 - 9

(5) الذريعة: 281 - 1 ومقدمة تفسير التبيان هـ - 1 ومعجم المؤلفين: 10 - 2 وإيضاح المكنون: 31 - 1

الصفحة 7
ابن شهرآشوب وأستاداه، وظني أن بينهما قرابة " (1).

وإذا كنا ونحن في صدد التفريق بين هاتين الشخصيتين لاشتراكهما في لقب واحد فمن الجدير أن نذكر عددا من أعلام الشيعة يشتركون في هذه النسبة أيضا، وهم:

1 - أبو منصور، أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، والمعروف بصاحب كتاب (الاحتجاج). وهو الذي نحن بصدد الحديث عنه.

2 - أبو علي، الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، صاحب (تفسير مجمع البيان)، المتوفى سنة 545 هـ.

3 - أبو نصر، الحسن بن الفضل بن الحسن، رضي الدين، صاحب كتاب (مكارم الأخلاق وقد وصفته المصادر بأنه: كان فاضلا فقيها، محدثا جليلا.

4 - أبو الفضل، علي بن الحسن بن الفضل بن الحسن، صاحب كتاب (مشكاة الأنوار) الذي ألفه تتميما لكتاب والده مكارم الأخلاق (2).

5 - أبو علي، محمد بن الفضل الطبرسي. هكذا ذكر الحر العاملي، ووصفه بأنه " كان عالما صالحا عابدا، يروي ابن شهرآشوب عنه، عن تلامذة الشيخ الطوسي " (3).

6 - الشيخ حسن بن علي بن محمد علي بن الحسن الطبرسي، المعاصر للخواجة نصير الدين الطوسي (4).

7 - الحاج ميرزا حسين بن العلامة محمد تقي النوري الطبرسي صاحب كتاب (مستدرك الوسائل) المتوفى عام 1320.

وهناك عدد آخر ولكننا اخترنا المشهورين منهم.

والطبرسي: نسبة إلى طبرستان، وهي التي تعرف بمازندران، بل قد يقال:

طبرستان على جميع تلك البلاد، حتى يشمل استراباد، وجرجان، ونحوها، وهي واقعة على طرف بحر الخزر، وتعرف ببحيرة طبرستان.

____________

(1) الكشكول: 301 - 1، وأعيان الشيعة: 100 - 9

(2) راجع تراجم هؤلاء المذكورين في الكنى والألقاب 409 - 2

(3) أمل الآمل: مادة محمد

(4) أعيان الشيعة 98 - 9

الصفحة 8
وطبر: بالفارسية الفاس، وهي من كثرة اشتباك أشجارها لا يسلك فيها الجيش إلا بعد أن يقطع بالطبر الأشجار من بين أيديهم.

وأستان: الناحية بالفارسي، فسميت طبرستان، أي ناحية الطبر.

ونقل عن صاحب تاريخ قم المعاصر لابن العميد: أن طبر معرب، وهي ناحية معروفة بحوالي قم، وأن الطبرسي (أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي) وسائر العلماء المعروفين قد كانوا أهل هذه الناحية (1).

والكتاب الذي نحن بصدده، يعتبر من المصادر المحترمة في بابه، ولعلنا نستطيع من خلال الفقرات التي سنوردها - والتي تتضمن آراء الأعلام فيه - نلمس مدى أهميته، ووزنه العلمي.

قال البحراني: " قال المجلسي في أول البحار إنه قال في الفصل الثاني: وكتاب الاحتجاج وإن كان أكثر أخباره مراسيل لكنه من الكتب المعروفة، وقد أثنى السيد ابن طاوس على الكتاب وقد أخذ عنه أكثر المتأخرين " (2).

وقال الخونساري: و " كتاب الاحتجاج معتبر معروف بين الطائفة، مشتمل على كل ما اطلع عليه من احتجاجات النبي والأئمة، بل كثير من أصحابهم الأمجاد مع جملة من الأشقياء المخالفين " (3).

وقال الشيخ اغا بزرك الطهراني: وفي الكتاب " احتجاجات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام وبعض الصحابة، وبعض العلماء، وبعض الذرية الطاهرة، وأكثر أحاديثه مراسيل إلا ما رواه عن تفسير العسكري عليه السلام، كما صرح به في أوله بعد الخطبة، فهو من الكتب المعتبرة التي اعتمد عليها العلماء الأعلام: كالعلامة المجلسي، والمحدث الحر، وأضرابهما " (4).

ومن خلال هذه الفقرات نستفيد بأن الكتاب بمجموعه موضع اعتماد الأعلام والباحثين، بالرغم من أن أكثر أحاديثه مراسيل، إلا أن الثقة الكبيرة التي يتمتع

____________

(1) كشكول البحراني 302 - 303 - 1 وأعيان الشيعة: 97 - 98 - 9

(2) الكشكول 301 - 1

(3) روضات الجنات: 19 - 1

(4) الذريعة: 281 - 1


الصفحة 9
بها مؤلف الكتاب، زرعت في نفوس المؤلفين الاعتماد عليه، والنقل عنه دون تمحيص وتحقيق، وتدقيق في أسناد الأخبار والأحاديث.

أما البواعث التي دعت المؤلف لتأليف هذا الكتاب، فقد حدثنا الطبرسي نفسه عنها، فقال:

" ثم إن الذي دعاني إلى تأليف هذا الكتاب عدول جماعة من الأصحاب عن طريق الحجاج جدا، وعن سبيل الجدال، وإن كان حقا وقولهم: " إن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام لم يجادلوا قط، ولا استعملوه، ولا للشيعة فيه إجازة، بل نهوهم عنه، وعابوه "، فرأيت عمل كتاب يحتوي على ذكر جمل من محاوراتهم في الفروع والأصول مع أهل الخلاف، وذوي الفضول، وقد جادلوا فيها بالحق من الكلام، وبلغوا غاية كل مرام، وأنهم عليهم السلام إنما نهوا عن ذلك الضعفاء والمساكين من أهل القصور عن بيان الدين، دون المبرزين في الاحتجاج الغالبين لأهل اللجاج، فإنهم كانوا مأمورين من قبلهم بمقاومة الخصوم، ومداولة الكلوم، فعلت بذلك منازلهم وارتفعت درجاتهم وانتشرت فضائلهم " (1).

إذا فالمؤلف اندفع إلى تأليف هذا الكتاب بدافع العقيدة لينير للمتخبطين بطريق الغواية، نور الهداية والخير، ويبسط ما وسعه المجال عن جميع ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وآله وآل بيته عليهم السلام وأتباعهم، وليكشف لذوي اللجاج مدى المكانة العالية، والمقام السامي، التي تتمتع بها هذه الصفوة.

أما منهج الطبرسي في تأليف كتابه الاحتجاج، فقد أوضحه لنا نفسه في مقدمة كتابة المذكور " يقول:

" وأنا ابتدئ في صدر الكتاب بفصل ينطوي على ذكريات من القرآن التي أمر الله تعالى بذلك أنبياءه بمحاجة ذوي العدوان، ويشتمل أيضا على عدة أخبار في فضل الذابين عن دين الله القويم، وصراطه المستقيم بالحجج القاهرة، والبراهين الباهرة، ثم نشرع في ذكر طرف من مجالات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، وربما

____________

(1) الاحتجاج: 4

الصفحة 10
يأتي في أثناء كلامهم كلام جماعة من الشيعة، حيث تقتضي الحال ذكره ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قال ليس في الاشتهار على حد ما سواه، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره لأن جميع ما رويت عنه عليه السلام إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها عليه السلام في تفسيره " (1).

ولقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات في إيران والنجف، غير أن هذه الطبعة التي بين أيدينا - وهي من نتاج مطبعة النعمان الغراء - قد تميزت عن سابقاتها بمميزات هامة.

أولا - من حيث التعليق والفهرسة:

فقد تصدى الأخ الفاضل السيد محمد باقر الخرسان لتحقيقها والتعليق عليها، وترجمة الأعلام الواردة فيها، وشرح الكلمات اللغوية، ووضع فهارس لها بالإضافة إلى تقسيمها جزئين. الأمر الذي دل على قابلية الأخ الخرسان في مضمار التحقيق والتعليق، والجهد الذي صرفه في هذا الكتاب، والذي يبشر عن مستقبل زاهر يبعث بالأمل والتقدير وإني أرجوا مخلصا له ذلك.

ثانيا - من حيث الاخراج والطباعة:

وفي هذا المضمار أقدر للأخ الأديب حسن الشيخ إبراهيم صاحب مطبعة النعمان اهتمامه الكبير في إخراج هذا الكتاب بهذه الحلة القشيبة، والطباعة الأنيقة والتي يتجلى فيها كل مظاهر الخدمة الصادقة، والاخلاص العميق في إبراز هذه الكتب بصورة تتناسب وهذا العصر الذي تقدمت فيه كل الأمور إلى الأحسن.

وفي الختام ادعوا الله عز وجل أن يوفق المعلق والناشر لخدمة الدين الإسلامي ويأخذ بيدهما إلى ما يصبوان إليه من الجزاء الأوفر من محمد صلى الله عليه وآله وعلي وأنجاله الغر الميامين الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا. وهو المسدد للصواب.

محمد السيد علي بحر العلوم     
النجف الأشرف في 18 / 12 / 1385

____________

(1) الاحتجاج: 4

الصفحة 1

الإحتجاج



تأليف
أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب
الطبرسي

الصفحة 2

الصفحة 3
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتعالي عن صفات المخلوقين، المنزه عن نعوت الناعتين، المبرأ مما لا يليق بوحدانيته، المرتفع عن الزوال والفناء بوجوب إلهيته، الذي استعبد الخلائق بحمد ما تواتر عليهم من نعمائه، وترادف لديهم من حسن بلائه، وتتابع من أياديه وعواطفه، وتفاقم من مواهبه وعوارفه، جم عن الاحصاء عددها، وفاق عن الإحاطة بها مددها، وخرست ألسن الناطقين بالشكر عليها عن أداء ما وجب من حقها لديها.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يثقل بها ميزان العارفين وتبيض بها وجوههم يوم الدين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى خاتم الرسل والأنبياء وسيد الخلائق كلهم والأصفياء، وأن وصيه علي بن أبي طالب عليه السلام خير وصي وصي وخير إمام ولي، وأن عترته الطاهرة خير العترة الأئمة الهادية الاثنا عشر أمناء الله في بلاده وحججه على عباده، بهم تمت علينا نعمته وعلت كلمته، اختارهم للبرية إظهارا للطفه وحكمته وإنارة لأعلام عدله ورحمته فانزاحت بهم علة العبيد، وزهق باطل كل مستكبر عنيد، بأن عصمهم من الذنوب وبرأهم من العيوب حفظا منه للشرائع والأحكام، وسياسة لهم وهيبة لأهل المعاصي والآثام، وزجرا عن التغاشم والتكالب، وردعا عن التظالم والتواثب، وتأديبا بهم لأهل العتو والعدوان، ودفعا لما تدعو إليه دواعي الشيطان، ولم يهملهم سدى بلا حجة فيهم معصوم إما ظاهر مشهور أو غائب مكتوم، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الحجة، ولا يلتبس عليهم في دينه المحجة، ولم يجعل إليهم اختياره لعلمه بأنهم لا يعلمون أسراره، ولأنه عز وجل متعال عن فعل شئ لا يجوز عليه مثل تكليف ما لا يهتدي العباد إليه، وقد نزه نفسه عن أن يشرك به أحدا في الاختيار

الصفحة 4
حيث قال: " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " سبحان الله تعالى عما يشركون.

ثم إن الذي دعاني إلى تأليف هذا الكتاب عدول جماعة من الأصحاب عن طريق الحجاج جدا وعن سبيل الجدال وإن كان حقا، وقولهم: " إن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام لم يجادلوا قط ولا استعملوه ولا للشيعة فيه إجازة بل نهوهم عنه وعابوه "، فرأيت عمل كتاب يحتوي على ذكر جمل من محاوراتهم في الفروع والأصول مع أهل الخلاف وذوي الفضول، قد جادلوا فيها بالحق من الكلام وبلغوا غاية كل مرام، وأنهم عليهم السلام إنما نهوا عن ذلك الضعفاء والمساكين من أهل القصور عن بيان الدين دون المبرزين في الاحتجاج الغالبين لأهل اللجاج، فإنهم كانوا مأمورين من قبلهم بمقاومة الخصوم ومداولة الكلوم، فعلت بذلك منازلهم وارتفعت درجاتهم وانتشرت فضائلهم. وأنا ابتدئ في صدر الكتاب بفصل ينطوي على ذكر آيات من القرآن التي أمر الله تعالى بذلك أنبياءه بمحاجة ذوي العدوان ويشتمل أيضا على عدة أخبار في فضل الذابين عن دين الله القويم وصراطه المستقيم بالحجج القاهرة والبراهين الباهرة، ثم نشرع في ذكر طرف من مجادلات النبي والأئمة عليه وعليهم السلام، وربما يأتي في أثناء كلامهم كلام جماعة من الشيعة حيث تقتضي الحال ذكره، ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره، لأن جميع ما رويت عنه عليه السلام إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها عليه السلام في تفسيره.

والله المستعان فيما قصدناه وهو حسبي ونعم الوكيل.


الصفحة 5

فصل


في ذكر طرف مما أمر الله
في كتابه من الحجاج والجدال
بالتي هي أحسن وفضل أهله

قال الله تبارك وتعالى في كتابه مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وآله: " وجادلهم بالتي هي أحسن " (1).

وقال عز من قائل: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " (2) وقال الله تعالى: " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم " الآية (3).

وقال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام أيضا لما احتج علي على عبدة الكوكب المعروف بالزهرة وعبدة الشمس والقمر جميعا بزوالها وانتقالها وطلوعها وأفولها وعلى حدوثها وإثبات محدث لها وفاطر إياها: " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " إلى قوله تعالى: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " (4) وغير ذلك من الآيات التي فيها الأمر بالاحتجاج، وسيأتي ذكر شرحها في مواضعها إنشاء الله تعالى.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا ".

وأما الأخبار في فضل العلماء فهي أكثر من أن تعد أو تحصى، لكنا نذكر طرفا منها:

فمن ذلك ما حدثني به السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب

____________

(1) النحل: 125.

(2) العنكبوت: 46.

(3) البقرة: 258.

(4) الأنعام: 75 - 83.

الصفحة 6
الحسيني المرعشي (1) رضي الله عنه، قال حدثني الشيخ الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد ابن أحمد الدوريستى (2) رحمه الله عليه، قال حدثني أبي محمد بن أحمد (3) قال حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (4) رحمه الله، قال حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي (5)، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار (6) - وكانا من الشيعة

____________

(1) السيد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي عالم عابد، يروي عنه الطبرسي صاحب الاحتجاج بحق روايته عن أبيه عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه ويروي هو عن جعفر بن محمد.. العيسى الدوريستى. أعيان الشيعة 48 / 121.

(2) أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستى الرازي من أكابر علماء الإمامية، من بيت العلم والفضل، كثير الرواية، كان مشهورا في جميع الفنون، معظما في الغاية عند نظام الملك الوزير. والدوريستى نسبة إلى دوريست قرية من قرى الري يقال لها الآن (درشت) الكنى والألقاب 2 / 408.

(3) أبو جعفر محمد بن أحمد بن العباس العبسي الدوريستى من ولد حذيفة بن اليمان العبسي الصحابي، يروي عن الصدوق ويروي عنه ولده جعفر بن محمد. أعيان الشيعة 43 / 266.

(4) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، شيخ الحفظة رئيس المحدثين، ولد بدعاء مولانا صاحب الأمر عليه السلام، له نحو من ثلاثمائة مصنف ورد بغداد سنة 355 وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، مات بالري سنة 381 الكنى والألقاب 1 / 212.

(5) محمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر، الراوي لتفسير الإمام العسكري عليه السلام، شيخ ابن بابويه، روى عنه كثيرا في الفقيه والتوحيد وعيون أخبار الرضا عليه السلام، وترضى عنه وترحم عليه شرح مشيخة الفقيه ص 100.

(6) أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار قال الإمام العسكري عليه السلام لوالديهما: " خلفا على ولديكما لأفيدهما العلم الذي يشرفهما الله تعالى به "، ومن هذا الكلام يظهر عظيم منزلتهما وثقتهما بعكس ما رماهما

=>


الصفحة 7
الإمامية - قالا حدثنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام، قال حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أشد من يتم اليتيم الذي انقطع من أمه وأبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى (1).

وبهذا الإسناد عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به (2) جاء يوم القيامة على رأسه تاج من نور يضئ لجميع أهل العرصات، وحلة لا تقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها، ثم ينادي مناد " يا عباد الله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد، ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان " فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا، أو أوضح له عن شبهة.

وبهذا الإسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام قال: قال الحسين ابن علي (3) فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب (4) في رتبة الجهل يخرجه من جهله ويوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه

____________

<=

بعضهم بالضعف لأن من علمه الإمام علما يشرفه الله تعالى به لا يعقل كونه غير عدل.

تنقيح المقال 2 / 305.

(1) الرفيق: جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين. وفي بعض النسخ " الرفيع الأعلى ".

(2) حبوناه: أعطيناه بلا عوض.

(3) في بعض النسخ " الحسن بن علي ".

(4) الناشب: الواقع فيما لا مخلص منه.

الصفحة 8
كفضل الشمس على السها.

وبهذا الإسناد عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري قال: قال الحسين بن علي عليهما السلام: من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه قال الله عز وجل: أيها العبد الكريم المواسي لأخيه أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعيم.

وبهذا الإسناد عنه عليه السلام قال: قال محمد بن علي الباقر عليهما السلام: العالم كمن معه شمعة تضئ للناس، فكل من أبصر بشمعته دعا بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار، والله يعوضه عن ذلك لكل شعرة لمن اعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار (1) على الوجه الذي أمر الله عز وجل به، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة يصليها من بين يدي الكعبة.

وبهذا الإسناد عنه عليه السلام قال: قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام:

علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته والنواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم.

وعنه عليه السلام بالإسناد المتقدم قال: قال موسى بن جعفر عليهما السلام: فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه

____________

(1) القنطار: قيل هو ألف ومائتا أوقية، وقيل مائة وعشرون رطلا، وقيل هو ملء مسك ثور ذهبا، وقيل ليس له وزن عند العرب، وفسر القنطار من الحسنات في حديث مذكور في معاني الأخبار وغير بألف ومائتي أوقية، وأوقية أعظم من جبل أحد.

الصفحة 9
أشد على إبليس من ألف (1) عابد لأن العابد همه ذات نفسه فقط وهذا همه مع ذات نفسه ذوات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته، فلذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد وألف ألف عابدة.

وعنه عليه السلام قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: يقال للعابد يوم القيامة: " نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت مؤنتك فادخل الجنة ".

ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ووفر عليهم نعم جنان الله تعالى وحصل لهم رضوان الله تعالى، ويقال للفقيه: " يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك "، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما (2) - حتى قال عشرا - وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين (3).

وعنه عليه السلام قال: قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام: من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسارى في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودلائل أئمتهم ليحفظوا عهد الله على العباد بأفضل الموانع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء، وفضلهم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.

وعنه عليه السلام قال: قال علي بن محمد عليهما السلام: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما

____________

(1) في بعض النسخ " ألف ألف عابد ".

(2) الفئام: الجماعة الكثيرة من الناس، وقد فسر في بعض الأحاديث بمائة ألف.

(3) الصرف: الفضل، يقال " لهذا صرف على هذا " أي فضل.

الصفحة 10
يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل.

وعنه عليه السلام قال: يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم، على رأس كل واحد منهم تاج بهاء قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل علموه ومن حيرة التيه أخرجوه إلا تعلق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلى العلو حتى تحاذي بهم فوق الجنان، ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار أستاديهم ومعلميهم وبحضرة أئمتهم الذين كانوا إليهم يدعون، ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه وأصمت أذنه وأخرس لسانه وتحول عليه أشد من لهب النيران، فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية فيدعونهم (1) إلى سواء الجحيم.

وقال أيضا أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: إن محبي آل محمد صلى الله عليه وآله مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء، وهم الذين سكنت جوارحهم وضعفت قواهم من مقاتلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ويسفهون أحلامهم، ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم يسلطهم على الأعداء الظاهرين النواصب وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتى يهزموهم عن دين الله يذودوهم (2) عن أولياء آل رسول الله صلى الله عليه وآله حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم، قضى الله تعالى بذلك قضاءا حقا على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله.

وقال أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام: قال علي بن أبي طالب عليه السلام من قوى مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه (3)

____________

(1) الدع: الدفع بعنف.

(2) الذود: الطرد والمنع.

(3) أفحمه: اسكته