الولاية التكوينيّة للأنبياء و الأئمّة عليهم السلام.

*مقولة فضل الله:

يقول عن الولاية التكوينيّة للأنبياء و الأئمّة عليهم السلام ما نصّه:

{أما الولاية على الكون فهي ليست من شأنهم و لا من دورهم لأن الله وحده هو الذي يملك الولاية الخالقيّة و الفعليّة على إدارة نظام الكون كلّه، و ليس لأحد من خلقه شأن فيها!! لا سيّما إذا عرفنا بأن الأنبياء لم يمارسوا الولاية التكوينيّة في أي موقع من مواقعهم!! حتى في مواجهة التحدّيات التعجيزيّة، إلا في موارد الإذن الإلهي الخاص بإصدار المعجزة هنا و هناك، فما معنى ولاية لا يستعملها صاحبها حتى في دفع الضرر عن نفسه و حماية نفسه من الأخطار؟}

(مجلة الثقافة- العدد65 ص74/1996)

جواب الإمام الخميني قدّس سرّه :

{و ثبوت الولاية التكوينية للإمام لا يعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، و لا يجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً و درجة سامية و خلافة تكوينيّة تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون}

(الحكومة الإسلاميّة ص52)

{و أما السالكون على طريق الشريعة مع رفض الأنانية بجملتها و ترك العبوديّة لأنفسهم برمّتها مع طهارتها و عدم التوجه إلى إظهار القدرة و السلطنة و الفرعونيّة، فهم في أعلى مرتبة التوحيد و التقديس و أجلّ مقامات التكثير، و لم يكن التكثير حجاباً لهم عن التوحيد و لا التوحيد عن التكثير لقوّة سلوكهم و طهارة نفوسهم و عدم ظهورهم بالربوبيّة التي هي شأن الرب المطلق، مع أن هيولي عالم الإمكان مسخّرة تحت يد الولي يقلّبها كيف يشاء، و جاء لهم في هذا العالم الكتاب من الله العزيز الذي أخبر عنه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على ما نقل مخاطباً لأهل الجنة من يكون مخاطباً له :من الحي القيوم الذي لا يموت إلى الحي القيوم الذي لا يموت. أما بعد:فإني أقول للشيء كن فيكون و قد جعلتك تقول للشيء كن فيكون، فقال (صلى الله عليه و آله) :فلا يقول أحد من أهل الجنة للشيء كن إلا و يكون.

و من ذلك المقام إباء الأنبياء و المرسلين و الأولياء الراشدين –صلوات الله عليهم أجمعين- عن إظهار المعجزات و الكرامات التي اُصولها إظهار الربوبيّة و القدرة و السلطنة و الولاية في العوالم العالية و السافلة إلا في موارد اقتضت المصلحة لإظهارها، و فيها أيضاً كانوا يصلّون و يتوجّهون إلى رب الأرباب بإظهار الذلة و المسكنة و العبوديّة و رفض العبوديّة و إيكال الأمر إلى بارئه و استدعاء الإظهار عن جاعله و منشأ علّة قدرته، مع أن تلك الربوبيّة الظاهرة بأيديهم (عليهم السلام) هي ربوبيّة الحق جل و علا إلا أنهم عن إظهارها بأيديهم أيضاً يأبون}.

(مصباح الهداية، ص90-92)

العودة منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار