13 سنة من عمر الانحراف

إن أول ما ورد على قم المقدسة من أقول السيد محمد حسين فضل الله هو ما يتعلق بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في شريط مسجل قال فيه ( أنا لا أتفاعل مع الكثير مما يقال عن كسر الضلع ) للإستماع إضغط هنا وذلك في شتاء 1414 هـ , فأحدث ذلك موجة عارمة من الاستياء والاستنكار في أوساط أهل العلم وعامة الناس , مما حدا بجماعة من الفضلاء إلى المسارعة في الكتابة إليه , شارحين له حساسية الوضع وخطورة تلك التصريحات الصادرة منه ، وهم : الشيخ هادي آل راضي , الشيخ  حسن الجواهري , الشيخ باقر الإيرواني , حيث اجتمعوا عن آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي في منزله بقم , وشرحوا له خطورة الأمر ولم يستبعدوا تصدي آية الله العظمى الكلبيكاني (قدس سره) لتلك الأقوال ولصاحبها بشكل عنيف ، وكتبوا إلى السيد محمد حسين فضل الله بهذا المضمون وكتب له آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي رسالة مستعجلة بتاريخ 2/جمادي الثانية 1414 يستفسر منه واقع الحال لقراءة نص الرسالة إضغط هنا , وجاء جوابه بتاريخ 3 جمادي الثانية 1414 بما حصل لقراءة رسالة فضل الله اضغط هنا , فأرسل إليه آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي برسالة ثانية حشد فيها مصادر القضية من التاريح والروايات لقراءة نص الرسالة اضغط هنا , فأجاب بأنه لم يكن مطلعاً على المصادر , وأنه بعد اطلاعه عليها بلغ عنده الأمر إلى حد التسالم وضروريات المذهب لقراءة رسالة فضل الله اضغط هنا ، فانتشر هذا الجواب في قم المقدسة وساهم إلى حد كبير في تهدئة الفورة .

إلا أنه عاد وبدأ يتحدث من جديد بنفس النبرة السابقة , مما حدا بالسيد جواد الكلبيكاني إلى كتابة رسالة إليه لقراءة نص الرسالة اضغط هنا , حسب أمر مرجع عصره سماحة آية الله العظمى السيد الكابيكاني (قدس سره) عاتبه فيها على طرح مثل تلك الأمور التي توجب البلبلة والتشويش دون طائل , فأجابه بنحو ما أجاب به على رسالة آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي لقراءة رسالة فضل الله اضغط هنا ، ولكن العجيب أنه في كلام له مسجل بصوته يتجاسر على السيد الكلبيكاني وينكر أصل الرسالة بهذا الصدد للإستماع اضغط هنا وفي تسجل آخر أيضا للإستماع إضغط هنا .

ثم صادف أن زار الجمهورية الإسلامية للمشاركة ببعض المؤتمرات المقامة في طهران , فبادر الشيخ مهدي العطار لدعوته إلى قم لإلقاء محاضرة في مسجد الشهيد الصدر , في محاولة لتلميع صورته بعد التشويه الذي أصابها من جراء تصريحاته حول قضايا الزهراء عليها السلام فاستجاب وجاء إلى قم , وكعادته نزل ضيفاً على آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي ,فاستغل مجموعة من أهل العلم فرصة وجوده في قم ضيفاً على آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي وقصدوه في منزل آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي والتقوا به لمدة تزيد على الساعة ، ودار في الجلسة نقاش صريح وجريء . وهذا مجمل ما جرى في تلك الجلسة من لسان بعض الحاضرين فيها:

كان ذلك في الساعة الواحدة ظهراً من يوم 21 شعبان 1414 هـ وكان الحاضرون هناك: الشيخ محمد مهدي الآصفي والشيخ باقر الإيرواني ، والسيد علاء الموسوي والسيد حسن التبريزي والسيد أحمد الحكيم الخطيب والشيخ مصطفى المنصوري والسيد علي البدري إضافة لآية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي .

- بدأ الشيخ الإيرواني الحديث قائلاً : لقد أخطأوا بدعوتهم إياك لإلقاء محاضرة في مسجد الشهيد الصدر , وأخطأت أنت بقبولك لدعوتهم , فإن الجو خصوصاً بين العراقيين متشنج جداً ولا يستبعد حصول مشاكل واعتداء ز

- فأجاب فضل الله : إني استشرت الإخوة الإيرانيين في ذلك فلم يمانعوا .

- فأجابه الإيرواني : إن الذي ينبغي أن يستشار في هذا الأمر هم العراقيين لا غيرهم لأنهم أعرف بالساحة العراقية في قم.

- فأجابه فضل الله بانتقاد الهجمة التي تعرض لها في قم بسبب حديثه عن كسر الضلع.

وكان مما قاله فضل الله " لا يوجد عالم شيعي أكثر مني شهرة في العالم "

" ان المخابرات الأمريكية والعالمية هي التي أحدثت هذا التحرك ضدي "

" لقد تكلمت حول كسر الضلع على نحو التساؤل وإثارة الاحتمالات العلمية للنقاش ولتحريك الروح العلمية ... لماذا أنتم طلبة ؟! ألا ينبغي لكم أن تبحثوا وتفكروا ؟! ".

- فتكلم الموسوي قائلاً: من الملاحظ وجود منهج في التشكيك في قضايا أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم عندك , لماذا يا ترى ؟!

- فأجاب فضل الله لا يوجد عندي ذلك المنهج , وإنما أريد أن أفتح أبواب التحقيق العلمي , ألا ينبغي أن تفكرًّوا وتبحثوا في الأمور ؟!

- فقال السيد علاء الموسوي : هل تريد للبحث العلمي والتحقيق أن يكون في جميع الأمور ، أم في بعضها دون البعض الآخر؟!

- أجاب فضل الله : بل في جميعها.

- فقال الموسوي : إذن أخبرني عن قول من أقوالك ما هو مستنده العلمي: أخبرني عن قولك عن قبر الزهراء عليها السلام انه عرف , أين هو بالضبط وما هو دليلك على ذلك؟! تسجيل فضل الله بأن الزهراء عليها السلام قد عرف قبرها 

- فلم يحر جواباً , ومرت لحظات من الصمت الحرج ، بادر بعدها آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي محاولاً إنهاء الحرج فقال:

- يقصد أنه لم يعد قبراً من أربعين قبراً , بل هو إما في الروضة أو في البقيع أو في منزلها.

- وعاد يتحدث عن شهرته في العالم , فقاطعه السيد حسين التبريزي قائلاً: سيدنا أنت لست أعظم ولا أشهر في العالم من الشيخ المنتظري .

فقال فضل الله : صحيح .

- فقال التبريزي : فاعلم ان المنتظري انتهى إلى ما انتهى اليه من جراء تعرضه لحق الزهراء عليها السلام في فدك ، وأنا اليوم في نظر الإيرانيين منتظري آخر , إن قول الرسول صلى الله عليه وآله فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني , قول سارٍٍٍٍٍ إلى يوم القيامة .

- فقال فضل الله: إذا كانوا يسبونني فقد سبوا قبلي جدي أمير المؤمنين عليه السلام.

- فأجابه السيد التبريزي: إن الذي سب أمير المؤمنين عليه السلام هم الأمويون ، وأما الذين يسبونك الآن هم الشيعة .

- فقال فضل الله: الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام. نذكر بأن هذا من مفتريات ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) وقد نشر بعض أتباعه من الوهابيين المعاصرين كتيباً في هذا الموضوع.

_ فأجابه المنصوري: بل قتله شيعة آل أبي سفيان.

وفوجئ الحاضرون بهذه الإجابة والتي هي من مقولات الوهابيين التي يطلقونها لمحاربة الشيعة ، واستغربوا صدور ذلك من عالم ( من المفروض أنه شيعي ) بهذا المستوى وحصل شيء بين الأخذ والرد بالمجلس.

فتدخل السيد علاء الموسوي قائلاً: سيدنا لم نحضر لهذا ... إنما جئنا لتطلب منك عدم الاستجابة لدعوة مسجد الشهيد الصدر , لأن ذلك قد يسبب فتنة بين الناس , وإذا كان لا بد من التكلم فليكن ذلك في منتدى جبل عامل للبنانيين .

فلم يوافق فضل الله على ذلك وقال: لكنني لن أقول إلا ما يرضيكم .

- فقال له السيد أحمد الحكيم: بل قل ما يرضي جدتك الزهراء عليها السلام.

وبعد كلمة من هنا وهناك قام  آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي ودعا الجميع لوجبة الغذاء فقام فضل الله للخروج من الحجرة فاعترضه الشيخ مصطفى المنصوري وقال له:

- سيدنا هناك سؤال باقٍ في قلبي أريد منك الإجابة عنه بوضوح وصراحة.

- فقال فضل الله : إسأل.

- فقال المنصوري : هل كسر ضلع الزهراء عليها السلام ثابت ثابت عندك أم لا؟

- فقال فضل الله : المشهور عند الشيعة.

- فقاطعه المنصوري قائلاً: دعنا من المشهور أخبرني عن رأيك أنت؟

- فقال فضل الله: نا لم أحقق في هذا الموضوع . وأردف قائلاً : هذه فتنة.

- فقال المنصوري: أنت أثرتها .

- فقال فضل الله : المخابرات الأمريكية ورائها .

-فقال السيد  علاء الموسوي : بل شيعة الزهراء عليها السلام , والمخابرات الأمريكية قد تستفيد من ذلك كما تستفيد من أي مشكلة أخرى .

وخرج الجميع وانتهى اللقاء .

ورجع فضل الله إلى لبنان واستمرت الأخبار تأتي إلى قم تحمل تصريحات غريبة في المسائل المختلفة في الفقه والعقائد والمعارف الإسلامية .

وبعد أكثر من سنة عاد آية الله لسيد جعفر مرتضى العاملي إلى لبنان واستقر في بيروت نهائياً، مما جعله قؤيباً من أجوائه وتصريحاته ، ومتابعة وضعه عن قرب ودقة ، فاكتشف أن محامل الصحة التي كان يحمل عليها تصريحات فضل الله لم تكن في محلها ، وشعر بمسؤولية شرعية بالتصدي للإنحرافات الكثيرة التي رصدها في أقواله خلال فترة وجيزة.

كما شعر غيره كثير من فضلاء وأساتذة الحوزة أن المسألة ليست مسألة كلمات عابرة وتصريحات عفوية , بل هناك هدفاً معيناً يسعى إليه فضل الله من خلال أسلوب الكر والفر في أحاديثه وأقواله ، فرفعت استفتاءات عديدة إلى المراجع العظام هدفها توضيح الأفكار التي أثار حولها غبار التشكيك.

وأهم تلك الأمور التي وقعت موضوعاً للسؤال هو مظلومية الزهراء عليها السلام فاجاب جمع كبير من المراجع العظام وأساتذة الحوزة العلمية على ذلك مؤكدين حصول مظلوميتها عليها السلام وتواتر ذلك تاريخياً , نذكر أسمائهم تباعاً - بترتيب الحروف الأبجدية, وبالضغط على الاسم ترون فتاوى ومواقف المراجع العظام والعلماء الأعلام موثقة وموقعة ومختومة بختمهم الشريف:

 سماحة المرجع الديني الشيخ أبو الفضل الخونساري النجفي

 سماحة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي

 سماحة المرجع الديني السيد تقي القمي

 سماحة المرجع الديني الشيخ حسين النوري الهمداني

 سماحة المرجع الديني الشيخ حسين الوحيد الخراساني

 سماحة المرجع الديني السيد صادق الروحاني

 سماحة المرجع الديني السيد علوي الگرگاني
 سماحة المرجع الديني السيد علي الخامنئي
 سماحة المرجع الديني السيد علي السيستاني
 سماحة المرجع الديني السيد كاظم الحائري
 سماحة المرجع الديني السيد كاظم المرعشي

 سماحة المرجع الديني السيد محمد الشاهرودي

 سماحة المرجع الديني السيد محمد الشيرازي
 سماحة المرجع الديني السيد محمد صادق الصدر  
 سماحة المرجع الديني الشيخ محمد الفاضل اللنكراني
 سماحة المرجع الديني السيد محمد الوحيدي
 سماحة المرجع الديني السيد محمد باقر الشيرازي
 سماحة المرجع الديني الشيخ محمد تقي بهجت
 سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم
 سماحة المرجع الديني السيد محمد علي المدرسي
سماحة المرجع الديني السيد مهدي المرعشي
 سماحة المرجع الديني الشيخ الميرزا جواد التبريزي
 سماحة المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
 سماحة المرجع الديني السيد يوسف المدني التبريزي
 سماحة آية الله الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم

سماحة العلامة الحجة الشيخ أحمد الأنصاري سبط الشيخ الأعظم

 سماحة العلامة الحجة الشيخ أحمد الپاياني
 سماحة العلامة الحجة السيد أحمد المددي
 سماحة العلامة الحجة الشيخ باقر شريف القرشي
 سماحة العلامة الحجة الشيخ جلال طاهر شمسي
 سماحة العلامة الحجة السيد رضا الصدر  العاملي
 سماحة العلامة الحجة السيد  عباس الكاشاني
 سماحة العلامة الحجة السيد  علي مكي العاملي
 سماحة العلامة الحجة السيد  علي مكي العاملي
 سماحة العلامة الحجة الشيخ  محسن حرم پناهي
 سماحة العلامة الحجة السيد  محمد المددي النجفي
 سماحة العلامة الحجة الشيخ  محمد مهدي الآصفي
 سماحة العلامة الحجة الشيخ  محمد مهدي شمس الدين
 سماحة العلامة الحجة الشيخ مصطفى  الإعتمادي

الحوزة العلمية تدين الإنحراف        

الطبعة الثالثة                

تأليف السيد محمد علي هاشمي  المشهدي

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>