الصفحة 215
محمود: كان البلخي الواعظ كثيراً ما يدمن في مجالسه سبّ الصحابة، فحضرت مرّةً مجلسه فقال: بكت فاطمة (عليها السلام) يوماً من الأيام، فقال لها علي (عليه السلام): " يا فاطمة! لم تبكين عليّ؟ أأخذت فيئك، أغصبتُك حقّك، أفعلتُ..! أفعلتُ..! وعدّ أشياء مما يزعم الروافض أن الشيخين فعلاها في حقّ فاطمة (عليها السلام).

قال: فضجّ المجلس بالبكاء من الرافضة الحاضرين(1).

ورواه الصفدي (المتوفى 764) مختصراً فقال: قال علي (عليه السلام) يوماً لفاطمة (عليها السلام)وهي تبكي: لم تبكين؟ أأخذت منك فدك [فدكاً]، أغصبت حقّك، أفعلت.. كذا، أفعلت.. كذا(2)؟

أقول: ولعلّ رواية البلخي لهذه الأُمور وأمثالها كانت سبب تضعيفه ورميه بالعظائم!

88 ـ ابن حجر الهيثمي (المتوفى 974)

[86] قال ـ عند ذكر شبهات الشيعة ـ:... ألا ترى إلى قولهم [أي الشيعة]: إن عمر قاد عليّاً (عليه السلام) بحمائل سيفه وحصر فاطمة (عليها السلام) فهابت فأسقطت ولداً اسمه المحسن(3).

وذكره العصامي المكّي(4) (المتوفى 1111)

وأحمد زيني دحلان(5). (المتوفى 1304)

وقريب منه ما ذكره الشيخ عبد الله بن فارس التازي المغربي(6) (القرن

____________

1. لسان الميزان: 5/217 ـ 218.

2. الوافي بالوفيات: 3/344.

3. الصواعق المحرقة: 51.

4. سمط النجوم العوالي: 2/295.

5. الفتح المبين، بهامش السيرة النبوية: 1/87.

6. المناظرة والمعارضة في ردّ الرافضة: 182.


الصفحة 216
العاشر)

89 ـ رسول بن محمّد (من قدماء أهل السنة)

[87] قال: قول الإمامية: إن علياً (عليه السلام) كان في بيته فجاءه عمر ليأخذ منه البيعة لأبي بكر، فناداه من الباب، فخرجت إليه فاطمة (عليها السلام) فقالت ـ من داخل الباب ـ: " يا عمر أي شيء تريد من علي (عليه السلام)؟! وهو ساكن في بيته، لا تعلق به بأحد، وهو ليس صاحب الحل والعقد قاعد في داره، فلا تتعرض له، فغضب عمر لذلك فضرب الباب برجله وكسره، ووقع من كسره رضّ في بطن فاطمة (عليها السلام)، ووقع سقط من فاطمة (عليها السلام) اسمه: محسن، ودخل الدار وأوقع حبلاً في عنق علي (عليه السلام)فجرّه إلى أبي بكر فأخذ منه البيعة لأبي بكر كرهاً وجبراً(1).

90 ـ محمد بن رسول الشريف الحسيني الموسوي البرزنجي (القرن الحادي عشر)

[88] قال: الخامس:.. إنهم قالوا: إنّ عمر بن الخطاب ذهب إلى دار علي ـ وهو مندس فيها من خوف عمر!! ـ فدخل عليه وأخرجه من الدار وقاده بحمايل سيفه، وخافت فاطمة (عليها السلام) منه.. وأسقطت ولداً اسمه: المحسن(2).

____________

1. نصيحة الشيعة الإمامية، ص 45.

2. النواقض للروافض والنواقض: 41.


الصفحة 217

روايات الشيعة وأقوالهم

91 ـ سليم بن قيس الهلالي (المتوفى 76 أو 90)

[89] روى ضمن ـ رواية تقدّم ذكرها(1) ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنك أوّل من يحلقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنّة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ويكسر ضلع من أضلاعك.. لعن الله قاتلك ولعن الله الآمر والراضي والمعين والمظاهر عليك وظالم بعلك وابنيك(2) ".

[90] وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): ".. فلمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه ـ وأنا مشغول برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغسله ودفنه ـ ثم شغلت بالقرآن فآليتُ يميناً أن لا أرتدي إلاّ للصلاة حتى أجمعه في كتاب ففعلت، ثم حملت فاطمة (عليها السلام) وأخذت بيدي الحسن والحسين (عليهما السلام) فلم أدعْ أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلاّ ناشدتهم الله وحقّي، ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من جميع الناس إلاّ اربعة رهط: الزبير، وسلمان، وأبوذر، والمقداد، ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به، أمّا حمزة ; فقتل يوم أُحد، وأما جعفر، فقتل يوم مؤتة وبقيت بين جلفين جافين ذليلين حقيرين العباس وعقيل، وكانا قريبي العهد بكفر، فأكرهوني وقهروني، فقلت كما قال هارون لأخيه يـ ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا

____________

1. راجع الفصل الأول.

2. كتاب سليم: 2/907.


الصفحة 218
يَقْتُلُونَنِي )(1) فلي بهارون أُسوة حسنة، ولي بعهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليّ حجّة قوّية... إن القوم حين قهروني واستضعفوني وكادوا يقتلونني لو قالوا لي: نقتلك البتة.. لامتنعت [كذا] من قتلهم إيّاي، ولو لم أجد غير نفسي وحدي، ولكن قالوا: إن بايعت كففنا عنك وأكرمناك وقرّبناك وفضّلناك وإن لم تفعل قتلناك، فلمّا لم أجد أحداً بايعتهم، وبيعتي إياهم لا تحقّ لهم باطلاً ولا توجب لهم حقّاً "(2).

ورواه عنه الشيخ الديلمي(3) (المتوفى 771)

[91] وقال سليم:.. فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عمّاله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار ولم يغرم قنفذ العدوي شيئاً(4). فلقيت علياً صلوات الله عليه فسألته عمّا صنع عمر، فقال: " هل تدري لم كفّ عن قنفذ ولم يغرمه شيئاً؟ " قلت: لا، قال: " لأنه هو الّذي ضرب فاطمة (عليها السلام) بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج "(5).

[92] وروى أبان عن سليم قال: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس فيها إلا هاشميّ غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمّد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة.

فقال العباس لعلي (عليه السلام): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذاً كما أغرم جميع

____________

1. الأعراف (7): 150.

2. كتاب سليم: 128، عنه بحار الأنوار: 29/468 ـ 469.

3. إرشاد القلوب: 395 ـ 396.

4. خ. ل: وقد كان من عمّاله وردّ عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عُشره ولانصف عشره.

5. كتاب سليم: 134 (الطبعة المحقّقة: 2/673 ـ 674)، عنه بحار الأنوار: 30/302.


الصفحة 219
عمّاله؟!

فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله، ثم أغرورقت عيناه بالدموع، ثم قال: " شكر له ضربة ضربها فاطمة (عليها السلام) بالسوط فماتت وفي عضدها أثره كأنّه الدملج "(1).

[93] وروى ابن أبي عياش عنه قال: كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ومعنا جماعة من شيعة علي (عليه السلام) فحدثنا، فكان فيما حدّثنا أن قال:

يا إخوتي! توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم توفي، فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدّوا وأجمعوا على الخلاف.

واشتغل علي بن أبي طالب (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى فرغ من غسله وتكفينه وتحنطيه ووضعه في حفرته، ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن همّته الملك، لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبره عن القوم، فافتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين، فلم يبق إلاّ علي (عليه السلام)وبنوهاشم وأبو ذر والمقداد وسلمان، في أُناس معهم يسير.

فقال عمر لأبي بكر: يا هذا! إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته، فأقسم عليه فجلس، ثم قال: يا قنفذ! انطلق فقل له: أجب أبا بكر، فأقبل قنفذ فقال: يا علي! أجب أبا بكر، فقال علي (عليه السلام): " إني لفي شغل عنه، وما كنت بالّذي أترك وصيّة خليلي وأخي وانطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور.. " فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر، فوثب عمر غضبان، فنادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً، ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي ـ وفاطمة (عليها السلام) قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها، ونحل جسمها في وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فأقبل عمر حتّى ضرب الباب ثم نادى: يابن أبي طالب! افتح الباب.

____________

1. كتاب سليم: 134 (الطبعة المحقّقة: 2/675)، عنه بحار الأنوار: 30/303.


الصفحة 220
فقالت فاطمة (عليها السلام): " يا عمر! ما لنا ولك.. لا تدعنا وما نحن فيه؟ " قال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم.

فقالت: " يا عمر! أما تتّقي الله عزّ وجلّ تدخل على بيتي وتهجم على داري؟ " فأبي أن ينصرف، ثم عاد عمر بالنار فأضرمها في الباب، فأحرق الباب، ثم دفعه عمر، فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت: " يا أبتاه! يا رسول الله!.. " فرفع السيف وهو في غمده فَوَجأ به جنبها، فصرخت، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فصاحت: " يا أبتاه! " فوثب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بتلابيب عمر، ثمّ هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته، وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصى به من الصبر والطاعة، فقال: " والذي أكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة يابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي ".

فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتّى دخلوا الدار، وسلّ خالد بن الوليد السيف ليضرب به علياً (عليه السلام)، فحمل عليّ (عليه السلام) بسيفه، فأقسم على عليّ، فكف. وأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر وعمّار وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعواناً لعلي (عليه السلام)، حتى كادت تقع فتنة فأخرج علي (عليه السلام) وتبعه الناس وأتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمّار وبريدة، وهم يقولون: ما أسرع ما خنتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم.

وقال بريدة بن الحصيب الأسلمي: يا عمر! أتيت على أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّه وعلى ابنته فتضربها وأنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به. فرفع خالد بن الوليد السيف ليضرب بريدة ـ وهو في غمده ـ فتعلّق به عمر ومنعه من ذلك، فانتهوا بعلي (عليه السلام) إلى أبي بكر ملبباً.. ثمّ ذكر تهديده بالقتل وإكراهه

الصفحة 221
على البيعة، كما في روايته عن سلمان(1).

[94] وعن عبد الله بن عباس ـ بعد ذكر قصدهم قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)وندامة أبي بكر في الصلاة، وقوله له: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك ـ:

وجاء الزبير والعباس وأبو ذر والمقداد وبنو هاشم واخترطوا السيوف وقالوا: والله لا ينتهون حتى يتكلم ويفعل، واختلف الناس وماجوا واضطربوا، وخرجت نسوة بني هاشم فصرخن وقلن: يا أعداء الله!.. ما أسرع ما أبديتم العدواة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته! ولطال ما أردتم هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم تقدروا عليه، فقتلتم ابنته بالأمس، ثم تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه وابن عمّه ووصيّه وأبا ولده، كذبتم وربّ الكعبة، وما كنتم تصلون إلى قتله.. حتى تخوّف الناس أن تقع فتنة عظيمة(2).

[95] وروى سليم، عن سلمان رضوان الله عليه:.. قال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع، فإنا لسنا في شيء حتى يبايع، ولو قد بايع أمنّاه، فأرسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتاه الرسول فقال له ذلك، فقال له علي (عليه السلام): " سبحان الله! ما أسرع ما كذبتم على رسول الله! إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري ".

وذهب الرسول فأخبره بما قال له، فقال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر..! فأتاه فأخبره بما قال.

فقال علي (عليه السلام): " سبحان الله! ما والله طال العهد فينسى، والله إنه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلا لي، ولقد أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهو سابع سبعة ـ، فسلّموا عليّ بإمرة المؤمنين، فاستفهم هو وصاحبه من بين السبعة، فقالا: أمر من الله

____________

1. كتاب سليم: 249 (الطبعة المحقّقة: 2/763 ـ 865)، عنه بحار الأنوار: 28/297 ـ 300.

2. كتاب سليم، ص 257، عنه بحار الأنوار: 28/306.


الصفحة 222
ورسوله؟ فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم حقاً من الله ورسوله، إنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وصاحب لواء الغرّ المحجّلين، يقعده الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءه الجنّة وأعداءه النار.. " فانطلق الرسول فأخبره بما قال، فسكتوا عنه يومهم ذلك.

قال: فلما كان الليل حمل علي (عليه السلام) فاطمة (عليها السلام) على حمار، وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام)، فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقّه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل غيرنا أربعة، فإنّا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدّنا بصيرة في نصرته.

فلما أن رأي على (عليه السلام) خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه، لزم بيته.

فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع؟ فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع، غيره وغير هؤلاء الأربعة، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما، فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً، فهو رجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء، احد بني عدي بن كعب، فأرسله وأرسل معه أعواناً وانطلق فاستأذن على عليّ (عليه السلام)فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر ـ وهما جالسان في المسجد والناس حولهما ـ، فقالوا: لم يؤذن لنا، فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن..! فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة (عليها السلام): " أُحرّج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن.. " فرجعوا وثبت قنفذ، فقالوا: إنّ فاطمة قالت.. كذا وكذا، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.

فغضب عمر، وقال: ما لنا وللنساء؟ ثم أمر أُناساً حوله بتحصيل الحطب، وحلموا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل عليّ (عليه السلام) ـ وفيه علي وفاطمة وابناهما (عليهم السلام) ـ ثم نادى عمر ـ حتى أسمع علياً وفاطمة ـ: والله لتخرجن

الصفحة 223
ـ يا علي! ـ ولتبايعنّ خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار.

فقامت فاطمة (عليها السلام) فقالت: " يا عمر! ما لنا ولك؟ " فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم، فقالت: " يا عمر! أما تتّقي الله تدخل على بيتي؟ " فأبي أن ينصرف، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه فدخل، فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت: " يا أبتاه! يا رسول الله! " فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها، فصرخت: " يا أبتاه! " فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت: " يا رسول الله: لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ".

فوثب عليّ (عليه السلام) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما أوصاه به، فقال: " والّذي كرم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة يابن صهاك! لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك لا تدخل بيتي.. " فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه ـ لما قد عرف من بأسه وشدّته ـ، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع، فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار.. فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار عليّ (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه [كذا].

فألقوا في عنقه حبلاً، وحالت بينهم وبينه فاطمة (عليها السلام) عند باب البيت، فضربها قنفذ... بالسوط، فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها مثل الدملج من ضربته...، ثم انطلقوا بعلي (عليه السلام) يُتَلُّ(1)، حتى انتهى به إلى أبي بكر، وعمر قائم

____________

1. التلّ: الدفع، ومنه حديث: القاتل يُتَلّ برّمته إلى اولياء المقتول، مجمع البحرين: 5/328.


الصفحة 224
بالسيف على رأسه.

وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأُسيد بن خضير، وبشير بن سعد.. وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.

قال: قلت لسلمان: أدَخَلوا على فاطمة بغير إذن؟

قال: إيّ والله وما عليها خمار، فنادت: " يا أبتاه! يا رسول الله! فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تتَفَقَّأ في قبرك.. " ـ تنادي بأعلى صوتها ـ فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون!!! ما فيهم إلا باك، غير عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وعمر يقول: إنّا لسنا من النساء ورأيهنّ في شيء.

قال: فانتهوا بعلي (عليه السلام) إلى أبي بكر، وهو يقول: " أما والله لو وقع سيفي في يدي، لعلمتم أنكم لم(1) تصلوا إلى هذا أبداً، أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم ولو كنت أستمسك من أربعين رجلاً لفرّقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواماً بايعوني ثم خذلوني.. " ولما أن بصر به أبو بكر صاح: خلّو سبيله، فقال علي (عليه السلام): " يا أبا بكر! ما أسرع ما توثبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بأيّ حق.. وبأيّ منزلة.. دعوت الناس إلى بيعتك؟! ألم تبايعني بالأمس بأمر الله وأمر رسول الله؟ " وقد كان قنفذ... ضرب فاطمة (عليها السلام) بالسوط، حين حالت بينه وبين زوجها، وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها، ودفعها فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنيناً من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت ـ صلى الله عليها ـ من ذلك شهيدة.

قال: ولما انتهى بعلي (عليه السلام) إلى أبي بكر انتهره عمر، وقال له: بايع ودع عنك

____________

1. وفي الاحتجاج: لن تصلوا.


الصفحة 225
هذه الأباطيل..! فقال له علي (عليه السلام): " فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ " قالوا: نقتلك ذلاً وصغاراً..!

فقام عمر فقال لأبي بكر ـ وهو جالس فوق المنبر ـ: ما يجلسك فوق المنبر؟ هذا جالس محارب، لا يقوم فيبايعك، أو تأمر به فنضرب عنقه؟

والحسن والحسين (عليهما السلام) قائمان، فلما سمعا مقالة عمر بكيا، فضمّهما إلى صدره، فقال: " لا تبكيا.. فوالله ما يقدران على قتل أبيكما.. " ثم قال: قم يابن أبي طالب فبايع، فقال (عليه السلام): " فإن لم أفعل؟ " قال: إذاً والله نضرب عنقك.. فاحتجّ عليهم ثلاث مرّات، ثم مدّ يده من غير أن يفتح كفّه فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه، فنادى علي (عليه السلام) ـ قبل أن يبايع والحبل في عنقه ـ: " يـ ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ).. "(1).

ورواه الشيخ الطبرسي (القرن السادس) مع اختلاف في بعض المواضع(2).

وعماد الدين الطبري (القرن السابع) مع زيادات من سائر الروايات(3).

وأبو سعيد حسن بن حسين الشيعي السبزواري (القرن الثامن) قريباً منه مرسلاً(4).

وعلي بن داود الخادم الاسترآبادي(5) (القرن الحادي عشر)

والعلامة الملا مهدي النراقي (المتوفى 1209) مع زيادات(6).

____________

1. كتاب سليم: 82 (الطبعة المحقّقة: 2/584 ـ 588)، عنه بحار الأنوار: 28/266 ـ 267. والآية في سورة الأعراف (7): 150.

2. الاحتجاج: 1/82 ـ 89، عنه بحار الأنوار: 28/266 ـ 267.

3. كامل بهائي: 1/304 ـ 308.

4. راحة الأرواح: 59 ـ 60.

5. أنساب النواصب: 42.

6. محرق القلوب: 31 ـ 33.


الصفحة 226
[96] وروى سليم عن طلحة بن عبيد الله، ضمن كلام له خطاباً لأمير المؤمنين (عليه السلام):.. يوم أتوه بك وفي عنقك حبل(1).

ورواه الطبرسي (القرن السادس) هكذا: يوم أتوه بك بعتل [تقاد] وفي عنقك حبل، فقالوا لك: بايع(2)..

92 ـ أبو مخنف لوط بن يحيى (المتوفى 158)

[97] قال ـ ما ترجمته ـ: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اعلم يا علي! إني إذ أرتحل عن هذه الدنيا الدنية، فتنسى الأُمة ما يجب عليهم من حقوقي، وأوّل من يخاصمك أبو بكر بن أبي قحافة.. ثم عمر، فإنه يخرق كتاب فدك، ويركل برجله على بطن ابنتي فاطمة (عليها السلام) فيسقط المحسن (عليه السلام).. ثم يجعلون الحبل في عنقك ويأتون بك إلى المسجد فيقال لك: بايع وإلاّ نقتلك(3).. "

93 ـ أبو هاشم إسماعيل بن محمّد الحميري(4) (المتوفى 173)

[98] قال:

ضربت واهتضمت من حقّها وأُذيقت بعده طعم السلع
قطع الله يدي ضاربها ويد الراضي بذاك المتبع
لا عفا الله له عنها ولا كفّ عنه هول يوم المطلع(5)

____________

1. كتاب سليم: 117 (2/649)

2. الاحتجاج: 1/150، عنه بحار الأنوار: 31/416.

3. ترجمة بحر الأنساب: 1 ـ 2 فارسي، (مخطوط).

4. سيّد الشعراء من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) ولقي الإمام الكاظم (عليه السلام).

5. الصراط المستقيم: 3/13.


الصفحة 227
ونسب ابن شهرآشوب المازندراني (المتوفى 588) الأبيات إلى العوني(1).

[99] وقال الحميري:

توفّي النبيّ عليه السلام فلما تغيب في الملحد
أزالوا الوصية عن أقربيه إلى الأبعد الأبعد الأبعد
وكادوا مواليه من بعده فيا عين جودي لا تجمدي(2)
وقال:

إنها أسرع أهل بيته ولحاقاً بي فلا تفشي الجزع
فمضى واتبعته والها بعد غيض(3) جرّعته ووجع(4)

94 ـ علي بن جعفر العريضي(5) ابن الإمام الصادق (عليه السلام) (القرن الثالث)

[100] عن أخيه موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام):

" إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة.. "(6).

ورواه ثقة الاسلام الكليني(7) (المتوفى 329)

95 ـ عيسى بن المستفاد الضرير (القرن الثالث)

[101] [روى في كتاب الوصيّة] ضمن رواية تقدّم ذكرها(8) عن

____________

1. مثالب النواصب: 420.

2. المناقب:، 2/211.

3. كذا، والظاهر: غيظ.

4. المناقب: 3/362.

5. قيل: توفي سنة 210 وقيل بل أدرك الإمام أبا الحسن الهادي (عليه السلام) المستشهد 254.

6. مسائل عليّ بن جعفر: 325.

7. الكافي: 1/458.

8. راجع الفصل الأوّل.


الصفحة 228
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا عليّ! ما أنت صانع لو قد تأمّر القوم عليك بعدي، وتقدّموا عليك، وبَعث إليك طاغيتُهم يدعوك إلى البيعة ثم لُبّبتَ بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل.. مذموماً مخذولاً محزوناً مهموماً، وبعد ذلك ينزل بهذه [أي بفاطمة (عليها السلام)]الذلّ؟! " رواه عنه الشيخ هاشم بن محمد(1) (القرن السادس)

والسيد علي بن طاووس(2) (المتوفى 664)

وروى العلامة البياضي (المتوفى 877) قطعة منها(3).

[102] وفي رواية ـ تقدّم ذكرها(4) ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ".. إنّما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم... أما والله لينتقمنّ الله ربّي وليغضبن لغضبك، فالويل.. ثم الويل.. ثم الويل.. للظالمين " ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

رواه عنه الشيخ هاشم بن محمّد(5) (القرن السادس)

والسيد علي بن طاووس(6) (المتوفى 664)

وروى العلامة البياضي(7) (المتوفى 877) قطعة منها.

[103] وجاء في ضمن رواية تقدّم ذكرها(8) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي! ويل لمن ظلمها.. وويل لمن ابتزّها حقها.. وويل لمن هتك حرمتها.. وويل لمن أحرق بابها.. وويل لمن آذى خليلها.. وويل لمن شاقها وبارزها.. "

____________

1. كتاب الوصية، عنه مصباح الأنوار: 271.

2. الطرف: 42 ـ 43 عنه بحار الأنوار: 22/492.

3. الصراط المستقيم: 2/94.

4. راجع الفصل الأوّل.

5. كتاب الوصية، عنه مصباح الأنوار: 275 ـ 276.

6. الطرف: 38 ـ 41 عنه بحار الأنوار: 22/490.

7. الصراط المستقيم: 2/93.

8. راجع الفصل الأوّل.


الصفحة 229
رواه عنه الشيخ هاشم بن محمّد(1) (القرن السادس)

والسيد علي بن طاووس(2) (المتوفى 664)

وروي العلامة البياضي (المتوفى 877) قطعة منها(3).

[104] وفي رواية تقدّم ذكرها(4) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي! تفي بما فيها.. على الصبر منك، وعلى كظم الغيظ، وعلى ذهاب حقي(5) وغصب خمسك، وانتهاك حرمتك. " فقال: " نعم يا رسول الله.. " فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا محمّد! عرّفه انّه ينتهك(6) [كذا] الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.. " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل، حتى سقطت على وجهي(7)، وقلت: نعم، قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة، وعطلت السنن، ومزّق الكتاب، وهدمت الكعبة، وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط،.. صابراً محتسباً أبداً حتى أقدم عليك. " ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأعلمهم مثل ما

____________

1. كتاب الوصية، عنه مصباح الأنوار: 268 ـ 269.

2. الطرف: 30 ; عنه بحار الأنوار: 22/485.

3. الصراط المستقيم: 2/92 ـ 93.

4. راجع الفصل الأوّل.

5. خ. ل: حقّك.

6. أي: تستحلّ، راجع مجمع البحرين ـ نهك ـ.

7. من عرف سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحالاته وشؤونه يعلم أنه لا يخاف من الموت والقتل كيف وهو المقدام في كل كربهة وشدّة. أليس هو القائل: والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّه؟ فتغير حاله (عليه السلام) إنّما يكون لأجل هتك حرمته وهي حرمة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).


الصفحة 230
أعلم أمير المؤمنين، فقالوا مثل قوله.. فختمت الوصية.

فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (عليه السلام)؟

فقال: " نعم والله شيئاً شيئاً.. وحرفاً حرفاً.. أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: ( إِنّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْء أَحْصَيْناهُ فِي إِمام مُبِين )(1). والله لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام): " أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ " فقالا: " بلى وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا. " رواه عنه ثقة الاسلام الكليني(2) (المتوفى 329)

والشيخ هاشم بن محمّد(3) (القرن السادس)

والسيد علي بن طاووس(4) (المتوفى 664)

وروى العلامة البياضي (المتوفى 877) قطعة منها(5).

[105] وروي عيسى بن المستفاد، عن أبي الحسن الكاظم، عن أبيه (عليهما السلام)عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ".. ألا إنّ فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله "، قال عيسى: فبكى أبو الحسن (عليه السلام) طويلاً، وقطع بقيّة كلامه وقال:

" هتك والله حجاب الله.. هتك والله حجاب الله.. هتك والله حجاب الله.. يا أمّه ـ صلوات الله عليها ـ ".

رواه عنه السيد علي بن طاووس(6) (المتوفى 664)

____________

1. يس (36): 12.

2. الكافي: 1/281 ; بحار الأنوار: 22/479.

3. كتاب الوصية، عنه مصباح الأنوار: 267 ـ 268.

4. الطرف: 22 ـ 24. والقسم الأخير منه: 28 ـ 29.

5. الصراط المستقيم: 1/91 ـ 92.

6. الطرف: 19، عنه بحار الأنوار: 22/477.


الصفحة 231

96 ـ الشيخ ابن أبي زينب النعماني (القرن الثالث)

[106] قال: وقد فُعل بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما دعاها إلى الوصية بأن تدفن ليلاً ولا يصلّي عليها أحد من أُمّة أبيها إلاّ من سمّته.. فلو لم يكن في الإسلام مصيبة، ولا على أهله عار ولا شنار، ولا حجة فيه لمخالف لدين الاسلام الاّما لحق فاطمة (عليها السلام) حتى مضت غضبى على أُمة أبيها ودعاها ما فعل بها إلى الوصية بأن لا يصلّي عليها أحد منهم ـ فضلاً عما سوى ذلك ـ لكان عظيماً فظيعاً منبّهاً لأهل الغفلة إلاّ من طبع الله على قلبه وأعماه، لا ينكر ذلك ولا يستعظمه ولا يراه شيئاً، بل يزّكي المضطرّ لها إلى هذه الحالة ويفضّله عليها وعلى بعلها وولدها ويعظّم شأنه عليهم ويرى أن الذي فعل بها الحقّ ويعدّه من محاسنه(1).

97 ـ الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي (القرن الثالث)

[107] روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا فاطمة!... فماترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجّته على الخلائق..؟! "(2)

98 ـ عبد السلام بن رغبان بن حبيب المعروف بـ: ديك الجن (المتوفى 236)

[108] قال في قصيدة العاملة:

إنّ عتيقاً وأبا حفص معا لأيّ أمر صنعا ما صنعا

____________

1. الغيبة: 48 ـ 47 (ص 31 طبعة اخرى).

2. تفسير الفرات: 172، عنه بحار الأنوار: 44/265.