الصفحة 272

[157] وروى عن مروان بن عثمان(1) قال: لما بايع الناس أبا بكر، دخل علي (عليه السلام) والزبير والمقداد بيت فاطمة (عليها السلام) وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطاب: أضرموا عليهم البيت ناراً..! فخرج الزبير ـ ومعه سيفه ـ فقال أبو بكر: عليكم بالكلب فقصدوا نحوه.. فزلت قدمه وسقط إلى الأرض، ووقع السيف من يده، فقال أبو بكر: اضربوا به الحجر.. فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر.

وخرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) نحو العالية، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس فقال: ما شأنك يا أبا الحسن؟ فقال: " أرادوا أن يحرقوا عليّ بيتي وأبو بكر على المنبر يُبايَع له، ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره "، فقال له ثابت: ولا تفارق كفّي يدك حتى أُقتل دونك، فانطلقا جميعاً حتى عادا إلى المدينة، وإذا فاطمة (عليها السلام)واقفة على بابها، وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: " لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم، تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا وصنعتم بنا ما صنعتم، ولم تروا لنا حقّاً "(2).

[158] وروى في زيارتها (عليها السلام): السلام عليك أيّتها البتول الشهيدّة الطاهرة(3).

ورواها القاضي ابن البرّاج(4) (المتوفى 481)

وابن المشهدي(5) (القرن السادس)

والسيد ابن طاووس(6) (المتوفى 664)

____________

1. أبو عثمان الأنصاري، أخرج له البخاري والنسائي، راجع موسوعة رجال الكتب التسعة: 3/532.

2. الأمالي للشيخ المفيد: 49 ـ 50 ; بحار الأنوار: 28/231.

3. المزار: 179 ; المقنعة: 459.

4. المهذّب: 1/277 ـ 278.

5. المزار الكبير: 80 ـ 81.

6. مصباح الزائر: 53.


الصفحة 273
والشيخ الكفعمي(1) (المتوفى 905)

[159] وقال الشيخ المفيد: ولما اجتمع من اجتمع إلى دار فاطمة (عليها السلام) من بني هاشم وغيرهم للتحيّز عن أبي بكر وإظهار الخلاف عليه، أنفذ عمر بن الخطاب قنفذاً وقال له: أخرجهم من البيت، فإن خرجوا وإلا فاجمع الأحطاب على بابه وأعلمهم أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم ناراً.. ثم قام بنفسه في جماعة منهم المغيرة بن شعبة الثقفي وسالم مولى أبي حذيفة، حتّى صاروا إلى باب عليّ (عليه السلام) فنادى: يا فاطمة بنت رسول الله! أخرجي من أعتصم ببيتك ليبايع ويدخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا ـ والله ـ أضرمت عليهم ناراً.. في حديث مشهور(2).

[160] وقال: ولم يحضر دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار، من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك..!!

وأصبحت فاطمة (عليها السلام) تنادي: " واسوء صباحاه! " فسمعها أبو بكر فقال لها: إنّ صباحك لصباح سوء!!!

واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فتبادروا إلى ولاية الأمر واتّفق لأبي بكر ما اتفق لأختلاف الأنصار فيما بينهم، وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخّر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم فيستقرّ الأمر مقرّه، فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان.. وكانت أسباب معروفة تيسر للقوم منها ما راموه.. ليس هذا الكتاب موضع ذكرها فيشرح القول فيها على التفصيل وقد جاءت الرواية.. انه لما

____________

1. البلد الأمين: 278، عنه بحار الأنوار: 10/197 ـ 198.

2. الجمل: 117.


الصفحة 274
تمّ لأبي بكر ما تمّ وبايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ وهو يسوّي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمسحاة في يده ـ فقال له: انّ القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة للأنصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من إدراكهم الأمر، فوضع طرف المسحاة على الأرض ويده عليها ثم قال:

( بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الــم * أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ )(1)(2).

وتقدّمت للشيخ المفيد الروايات المرقّمة: [6]، [8]، [113]، [123]، [130]، [146].

124 ـ مهيار الديلمي (المتوفى 428)

[161] قال:

يابنة الطاهر كم تُقْـ رع بالظلم عصاك
غضب الله لخطب ليلة الطف عراك
ورعى الله غدا قط(3) رعى أمس حماك
مرّ لم يعطفه شكوى(4) ولا استحيا بكاك
واقتدى الناس به بعـ دُ فـأرْدى ولـداك
يا ابنة الراقي إلى السد رة في لوح السكاك

____________

1. العنكبوت (29): 1 ـ 4.

2. الإرشاد: 1/189، عنه بحار الأنوار: 22/519.

3. خ. ل: فظ.

4. خ. ل: شكواك.


الصفحة 275
لهف نفسي وعلى مثـ ـلك فلتبك البواك(1)
كيف لم تقطع يد مـ ـدّ إليك ابن صهاك(2)
فرحوا يوم أهانو ك بما ساء أباك
ولقد أخبرهم أ نّ رضاه في رضاك
دفعا النص على إر ثك لمّا دفعاك
وتعرّضت لقدر تافه وانتهراك
وادّعيت النحلة المشـ ـهود فيها بالصكاك
فاستشاطا ثم ما إن كذبا إن كذباك
فزوى الله عن الرحـ ـمة زنديقا زواك
ونفى عن بابه الوا سع شيطاناً نفاك
رواها عنه ابن أبي الحديد(3) (المتوفى 656)

125 ـ الشريف المرتضى (المتوفى 436)

[162] عن عدي بن حاتم(4) قال: ما رحمت أحداً رحمتي عليّاً حين أُتي به ملبباً، فقيل له: بايع، قال: " فإن لم أفعل؟ " قالوا: إذاً نقتلك، قال: " إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسول الله "،ثم بايع كذا ـ وضم يده اليمنى ـ(5).

ورواه الشيخ الطوسي(6) (المتوفى 460)

____________

1. كذا والظاهر: البواكي.

2. خ. ل: صحاك.

3. شرح نهج البلاغة: 16/235، عنه إثبات الهداة: 2/388.

4. ابن حاتم الطائي وكلاهما مشهوران بالجود والسخاء، من الصحابة ومن السابقين الاوّلين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، له مواقف شكرها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي وفاته بين سنة 67 إلى 69 أقوال، وهو من رجال الصحاح الستّة كما في موسوعة رجال الكتب التسعة: 3/25.

5. الشافي: 3/244.

6. تلخيص الشافي: 3/79، عنه بحار الأنوار: 28/393.


الصفحة 276
وابن حمزة الزيدي(1) (المتوفى 614)

والحسيني الزيدي(2) (المتوفى 670)

[163] وروى عن عدي بن حاتم أيضاً أنّه قال: إنّي لجالس عند أبي بكر إذ جيء بعلي (عليه السلام) فقال له أبو بكر: بايع، فقال له علي (عليه السلام): " فإن أنا لم أُبايع؟ " قال: أضرب الذي فيه عيناك.. فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: " اللّهم اشهد.. " ثم مّد يده فبايعه(3).

ورواه الشيخ الطوسي(4) (المتوفى 460)

والحسيني الزيدي(5) (المتوفى 670)

[164] وقال ـ بعد رواية عدي بن حاتم ـ: وقد روي هذا المعنى من طرق مختلفة وبألفاظ متقاربة المعنى وإن اختلف لفظها وأنه (عليه السلام) كان يقول في ذلك اليوم ـ لما أُكره على البيعة وحذر من التقاعد عنها ـ: " يـ ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِيْنَ )(6) ".

ويردّد ذلك ويكررّه، وذكرُ أكثر ما روي في هذا المعنى يطول فضلاً عن ذكر جميعه، وفيما أشرنا إليه كفاية ودلالة على أنّ البيعة لم تكن عن رضا واختيار(7).

[165] وقال ـ بعد ذكر رواية أنساب الأشراف الماضية المشتملة على إتيان عمر بالنار لإحراق بيتها (عليها السلام) ـ: وهذ الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة

____________

1. الشافي: 4/174.

2. أنوار اليقين: 379.

3. الشافي: 3/244.

4. تلخيص الشافي: 3/79، عنه بحار الأنوار: 28/393.

5. أنوار اليقين: 379.

6. الأعراف (7): 150.

7. الشافي: 3/245 ; تلخيص الشافي: 3/79.


الصفحة 277
وإنما الطريف أن نرويه برواية لشيوخ محدّثي العامّة. ولكنّهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة، وربما تنبّهوا على ما في بعض ما يروونه فكفّوا عنه!! وأيّ اختيار لمن يحرق عليه بابه حتّى يبايع(1)..!!

[166] وله:

برئت إلى الرحمن ممن لفاطم على فدك بالسوط قنّعها قسرا
فماتت وآثار السياط بجنبها ونحلتها غصباً ومقلتها عبرا(2)
وتقدّمت للشريف المرتضى الروايات المرقّمة: [14]، [15] [83]، [111].

126 ـ أبو الصلاح الحلبي (المتوفى 447)

[167] روى عن ابن عبد الرّحمن قال: سمعت شريكاً(3) يقول: ما لهم ولفاطمة (عليها السلام)..؟! والله ما جهزت جيشاً.. ولا جمعت جمعاً، والله لقد آذيا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره(4).

[168] وقال الحلبي:.. وقصدهم علياً (عليه السلام) بالأذى لتخلّفه عنهم والاغلاظ له في الجواب والمبالغة في الوعيد، وإحضار الحطب لتحريق منزله، والهجوم عليه بالرجال من غير إذنه، والإتيان به ملبباً واضطرارهم بذلك زوجته وبناته ونساءه وحامته من بنات هاشم وغيرهم إلى الخروج عن بيوتهم، وتجريد السيوف من حوله، وتوعدّه بالقتل إن امتنع من بيعتهم..(5).

____________

1. الشافي: 3/241 ; تلخيص الشافي: 3/76.

2. أسرار الشهادة: 541.

3. هو شريك القاضي في أيام المهدي العباسي ونقل انه كان فقيهاً فهماً ذكيا فطناً، إلا أنه من قضاة خلفاء الجور، توفى سنة 177.

4. تقريب المعارف: 256 (تحقيق تبريزيان)، عنه بحار الأنوار: 30/390.

5. تقريب المعارف: 233، عنه بحار الأنوار: 30/376.


الصفحة 278
[169] وقال: أما البيعة ;.. إن أُريد الصفقة باليد، فغير نافعة، لا سيما مع كونها واقعة عن امتناع شديد، وتخلّف ظاهر، وتواصل إنكار عليه وتقبيح لفعله، وموالاة مراجعة بتهديد تارة وتخويف أُخرى وتحشيم وتقبيح،.. إلى غير ذلك مما هو معلوم، ودلالة ما وقع على هذا الوجه على كراهية المبايع واضحة(1).

[170] وقال:... ما حفظ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من التظلّم منهم والتصريح والتلويح بتقدّمهم عليه بغير حقّ في مقام بعد مقام، كقوله حين أرادوه بالبيعة لأبي بكر: " والله أنا لا أبايعكم وأنتم أحقّ بالبيعة لي ". وقوله (عليه السلام): " يـ ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُوني وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ).. "(2)(3).

[171] وقال: ورووا عن يعقوب بن عديّ، قال: سئل يحيى بن زيد عنهما ـ ونحن بخراسان وقد التقى الصفّان ـ فقال: هما أقامانا هذا المقام.. والله لقد كانا لئيما جدّهما، ولقد همّا بأمير المؤمنين (عليه السلام) أن يقتلاه.

[172] ورووا، أنه أتي بزيد بن عليّ الثقفي إلى عبد الله بن الحسن ـ وهو بمكة ـ فقال: أنشدك الله أتعلم أنهم منعوا فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ميراثها؟!.

قال: نعم.

قال: فانشدك الله أتعلم أن فاطمة ماتت وهي لا تكلّمهما، وأوصت أن لا يصليا عليها؟!

قال: نعم.

قال: فأنشدك الله أتعلم أنّهم بايعوا قبل أن يدفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واغتنموا

____________

1. تقريب المعارف: 223 ـ 222.

2. تقريب المعارف 237، بحار الأنوار: 30/378.

3. والآية في سورة الأعراف (7): 150.


الصفحة 279
شغلهم؟!

قال: نعم.

قال: وأسألك بالله أتعلم أنّ عليّاً (عليه السلام) لم يبايع لهما حتى أكره؟!

قال: نعم.

قال: فأشهدك أني منهما بريء. وأنا على رأي عليّ وفاطمة (عليهما السلام)...

قال موسى فأقبلت عليه، فقال أبي: أي بني! والله لقد أتيا أمرا عظيما(1)..

وتقدّمت له الروايتان المرقّمتان: [7] و[10].

127 ـ أبو الفتح محمّد بن علي الكراجكي (المتوفى 449)

[173] روى عن مولانا الصادق (عليه السلام): قال جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقّها ويقتلها "(2).

ورواه رضي الدين علي بن يوسف الحلّي(3) (أخو العلامة) (القرن السابع).

والشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي(4) (القرن السابع)

128 ـ الشيخ الطوسي محمد بن الحسن (المتوفى 460)

[174] روى ضمن رواية تقدّم ذكرها(5)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أبكي لذرّيتي وما تصنع بهم شرار أُمتي من بعدي.. كأني بفاطمة بنتي وقد ظلمت بعدي

____________

1. تقريب المعارف: 250 ـ 251، عنه بحار الأنوار: ج 30 ص 386 ـ 387.

2. كنز الفوائد: 63 ـ 64 (طبعة اخرى: 1/150)، عنه بحار الأنوار: 29/346 و 76/355.

3. العدد القوية: 225.

4. الدرّ النظيم: 458.

5. راجع الفصل الأول.


الصفحة 280
وهي تنادي: يا أبتاه! يا أبتاه! فلا يعينها أحد من أُمّتي.. "(1).

[175] وقال: ومما أنكر عليه ضربهم لفاطمة (عليها السلام)، وقد روي أنهم ضربوها بالسياط، والمشهور ـ الذي لا خلاف فيه بين الشيعة ـ أنّ عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت. فسمي السقط: محسناً، والرواية بذلك مشهورة عندهم.

وما أرادوا من إحراق البيت عليها حين التجأ عليها قوم وامتنعوا من بيعته، وليس لأحد أن ينكر الرواية بذلك، لأنّا قد بيّنا الرواية الواردة من جهة العامّة من طريق البلاذري وغيره، ورواية الشيعة مستفيضة به في ذلك(2).

[176] وقال:.. وان أُريد بالبيعة الصفقة وإظهار الرضا، فذلك مما وقع منه (عليه السلام)، لكن بعد مطل شديد، وتقاعد طويل علمهما الخاص والعام ممن روى السير، وانما دعاه إلى الصفقة واظهار التسليم: التقية والخوف على النفس والأهل والإسلام(3).

[177] وروى عن مولانا أبي محمّد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام):

"... اللّهم صلّ على الصدّيقة فاطمة الزكيّة، حبيبة حبيبك ونبيّك، وامّ أحبائك وأصفيائك، التي انتجبتها وفضّلتها واخترتها على نساء العالمين، اللّهم كن الطالب لها ممّن ظلمها واستخفّ بحقّها، وكن الثائر اللّهم بدم أولادها، اللّهم وكما جعلتها امّ ائمة الهدى، وحليلة صاحب اللّواء، والكريمة عند الملأ الأعلى.. فصلّ عليها وعلى اُمّها خديجة الكبرى صلاة تكرم بها وجه أبيها محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتقرّ بها أعين ذرّيتها، وأبلغهم عنّي في هذه الساعة أفضل التحيّة والسلام.."(4).

____________

1. أمالي الطوسي: 1/191، عنه بحار الأنوار: 28/41 ; العوالم: 11/392.

2. تلخيص الشافي: 3/156.

3. تلخيص الشافي: 2/157.

4. مصباح المتهجّد: 401.


الصفحة 281
ورواها السيد ابن طاووس(1) (المتوفى 664).

والشيخ الكفعمي(2) (المتوفى 905).

وتقدّمت له الروايات المرقّمة: [10]، [14]، [15]، [111]، [124]، [126]، [130]، [151]، [162]، [163]، [164]، [165].

129 ـ منصور الفقيه(3)

[178] قال:

تذكّر، فديتك عند الخطوب منال قريش إلى المصطفى
وما نال في مؤتة جعفرا وفي أُحد، حمزة المرتضى
ونال البتول بموت الرسول ونال علياً إمام الهدى(4)

130 ـ القاضي ابن البرّاج (المتوفى 481)

تقدّمت له الرواية المرقّمة: [158].

131 ـ علي بن محمّد العمري النسابة (المتوفى 490)

[179] وقال: ولم يحتسبوا بمحسن لأنه ولد ميتاً، وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة(5).

____________

1. جمال الاسبوع: 486.

2. البلد الأمين: 303 ـ 304 ; بحار الأنوار: 94/74.

3. الظاهر أنّه أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي من تلامذة الشيخ الطوسي. (راجع تنقيح المقال: 3/129).

4. المناقب: 2/214.

5. المجدي في أنساب الطالبيين: 19. وفي نسخة: الرقية بدل الرفسة.


الصفحة 282

132 ـ محمّد بن جرير الطبري الإمامي الصغير (القرن الخامس)

[180] عن أبي جعفر (عليه السلام):.. يقوم قائمناً... ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وذلك الحطب عندنا نتوارثه(1).

[181] وروى عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام)، عن محمّد بن عمار بن ياسر، قال: سمعت أبي يقول:.. وحلمت بمحسن، فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها وإخراج ابن عمّها أمير المؤمنين (عليه السلام) وما لحقها من الرجل أسقطت به ولداً تماماً، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها(2).

[182] وروى عن محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه، عن محمّد بن همام، عن أحمد البرقي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قبضت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة، يوم الثلاثاء، لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة، وكان سبب وفاتها: أن قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها. وكان الرجلان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)سألا أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلمّا دخلا عليها، قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟ قالت: " بخير بحمد الله "، ثم قالت لهما: " ما سمعتما النبي يقول: فاطمة بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد

____________

1. دلائل الإمامة: 242 (ط الحديثة: 455) ; مسند فاطمة (عليها السلام) للطبري، عنه حلية الأبرار: 2/599.

2. دلائل الإمامة: 26 ـ 27 (ط الحديثة: 104) ; نوادر المعجزات: 98 ـ 97 ; كتاب مناقب فاطمة (عليها السلام)عنه مدينة المعاجز: 1/369 ; العوالم: 11/504.


الصفحة 283
آذى الله؟! " قالا: بلى، قالت: " فوالله لقد آذيتماني "، قال: فخرجا من عندها (عليها السلام)وهي ساخطة عليهما(1).

[183] وروى عن محمّد بن هارون بن موسى التعلكبري بسنده عن سعيد بن المسيّب ـ ضمن كتاب طويل جدّاً لعمر بن الخطّاب إلى معاوية بن أبي سفيان ـ يقول فيه عمر: ولقد وثبت وثبة على شهاب بني هاشم، وقرنها الزاهر، وعلمها الناصر، وعدّتها وعددها المسمّى بـ: حيدرة، المصاهر لمحمّد، على المرأة التي جعلوها سيّدة نساء العالمين، يسمّونها: فاطمة.

حتى أتيت دار عليّ وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين وابنيتهما زينب وأُمّ كلثوم والأمة المدعوّة بفضّة ومعي خالد بن وليد وقنفذ مولى أبي بكر ومن صحب من خواصّنا.. فقرعت الباب عليهم قرعاً شديداً. فأجابتني الأمة، فقلت لها: قولي لعليّ: دع عنك الأباطيل! ولا تلج نفسك إلى طمع الخلافة، فليس الأمر لك، الأمر لمن اختاره المسلمون واجتمعوا له..

فقالت الأمة فضّة:.. إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مشغول، فقلت: خلّي عنك هذا وقولي له يخرج وإلاّ دخلنا عليه وأخرجناه كرهاً.

فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب، فقالت: " أيّها الضالّون المكذّبون! ماذا تقولون..؟ وأي شيء تريدون..؟ " فقلت: يا فاطمة! فقالت فاطمه:"ما تشاء يا عمر؟! " فقلت: ما بال ابن عمّك قد أوردك للجواب وجلس من وراءالحجاب؟

فقالت لي: " طغيانك ـ يا شقيّ ـ أخرَجَني وألزمك الحجّة، وكلّ ضالّ

____________

1. دلائل الإمامة: 45 (ط الحديثة: 135 ـ 134)، عنه بحار الأنوار: 43/170 ; العوالم: 11/504.


الصفحة 284
غويّ. " فقلت: دعى عنك الأباطيل وأساطير النساء، وقولي لعليّ يخرج.

فقالت: " لا حبّ ولا كرامة.. أبحزب الشيطان تخوّفني يا عمر؟! وكان حزب الشيطان ضعيفاً ".

فقلت: إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها ناراً على أهل هذا البيت وأُحرق من فيه، أو يقاد عليّ إلى البيعة، وأخذت سوط قنفذ فضربت.

وقلت لخالد بن الوليد: أنت ورجالنا هلمّوا في جمع الحطب، فقلت: إنّي مضرمها.

فقالت: " يا عدوّ الله وعدوّ رسوله وعدوّ أمير المؤمنين..! " فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه، فرمته فتصعّب عليّ فضربت كفّيها بالسوط فألّمها، فسمعت لها زفيراً وبكاءً، فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب فذكرت أحقاد عليّ وولوعه في دماء صناديد العرب، وكيد محمّد وسحره، فركلت الباب وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، وسمعتها وقد صرخت صرخةً حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها، وقالت: " يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك.. آه يا فضّة! إليك فخذيني فقد والله قُتل ما في أحشائي من حمل.. " وسمعتها تُمَخّض وهي مستندة إلى الجدار، فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري، فصفقت صفقةً على خدّيها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض، وخرج عليّ، فلمّا أحسست به أسرعت إلى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما: نجوت من أمر عظيم.

وفي رواية أُخرى: قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي. وهذا عليّ قد برز من البيت وما لي ولكم جميعاً به طاقة.. فخرج عليّ وقد ضربتْ يديها إلى ناصيتها لتَكْشِفَ عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها، فأسبل عليّ عليها مُلاءتها وقال لها: " يا بنت رسول الله! إنّ الله بعث أباكِ رحمةً للعالمين، وايمُ الله لئن

الصفحة 285
كشفتِ عن ناصيتك سائلة إلى ربّك ليهلك هذا الخلق لأجابك حتى لا يبقى على الأرض منهم بشراً، لأنّك وأباك أعظم عند الله من نوح (عليه السلام) الذي غرق من أجله بالطوفان جميع من على وجه الأرض وتحت السماء إلاّ من كان في السفينة، وأهلك قوم هود بتكذيبهم له، وأهلك عاداً بريح صرصر، وأنتِ وأبوكِ أعظم قدراً من هود، وعذّب ثمود ـ وهي اثنا عشر ألفاً ـ بعقر الناقة والفصيل، فكوني ـ يا سيّدة النساء ـ رحمةً على هذا الخلق المنكوس ولا تكوني عذاباً.. " واشتدّ بها المخاض ودخلت البيت فأسقطت سقطاً سمّاه عليّ: محسناً.

وجمعت جمعاً كثيراً، لا مكاثرة لعليّ ولكن ليشدّ بهم قلبي وجئت ـ وهو محاصر ـ فاستخرجته من داره مكرهاً مغصوباً وسقته إلى البيعة سوقاً...

وجئنا نسعى وأبو بكر يقول: ويلك يا عمر! ما الذي صنعت بفاطمة؟! هذا والله الخسران المبين!!!(1).

وروى الكتاب محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (المتوفى 588) بسندين مع اختصار في بعض المواقع(2) وفيه: وطرحت حبلاً أسود في عنقه وسقته إلى البيعة..

ورواه العلامة البياضي (المتوفى 877) في غاية الاختصار بسندين وفيه:

... وادّعاؤه أنّ عليّاً سلّم خلافته بعد أن جرّه إلى سقيفته بحبل في عنقه وأشاع القول ببيعته، وحلف أبوذر أنّ علياً ما أجاب إلى بيعته ولا واحد من عشيرته.

ثم فمن ـ يا معاوية ـ فعل فعلي، واستشاد أحقاد أسالفه غيري؟!

.. وذكر له أنّه إنما قلّده الشام ليتمّ له هذا المرام، وذكر ذلك في

____________

1. دلائل الإمامة ج 2، عنه بحار الأنوار: 8/230 ـ 232 (ط الكمپاني)، 30/290 ـ 295.

2. مثالب النواصب: 371 ـ 374، 418 ـ 419.


الصفحة 286
شعره..(1).

وأشار إليه الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي (المتوفى بعد 1100)(2).

وتقدّمت للطبري الإمامي (القرن الخامس) الرواية المرقّمة: [130]، [136].

133 ـ محمّد بن علي الطرازي (المعاصر للنجاشي المتوفى 450)

[184] روى في كتاب الدعاء والذكر عند ذكر الصلاة على فاطمة الزهراء (عليها السلام)...: " اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته، وصلّ على البتول الطاهرة الصدّيقة المعصومة التقيّة النقيّة الرضيّة المرضيّة الزكيّة الرشيدة المظلومة المقهورة المغصوبة حقّها، الممنوعة إرثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، والمقتول ولدها، فاطمة بنت رسول الله، وبضعة لحمه، وصميم قلبه، وفلذة كبده والنخبة منك له، والتحفة خصصت بها وصيّه، وحبيبة المصطفى، وقرينة المرتضى، وسيّدة النساء، ومبشرة الأولياء، حليفة الورع والزهد، وتفاحة الفردوس والخلد، التي شرّفت مولدها بنساء الجنّة، وسللت منها أنوار الأئمّة، وأرخيت دونها حجاب النبوّة.

اللّهمّ صلّ عليها صلاة تزيد في محلّها عندك، وشرفها لديك، ومنزلتها من رضاك، وبلّغها منّا تحيّة وسلاماً، وآتنا من لدنك في حبّها فضلاً وإحساناً ورحمة وغفراناً، إنّك ذو العفو الكريم.

رواه عنه السيد ابن طاووس(3) (المتوفى 664)

____________

1. الصراط المستقيم: 3/25.

2. مطارح النظر في شرح الباب الحادي عشر: 109.

3. كتاب الدعاء والذكر، عنه الإقبال: 625، عنه بحار الأنوار: 100/200.