أسماء وألقاب الزهراء

 ألقاب بنت المصطفى كثيرة * نظمت منها نبذة يسيرة سيدة إنسية حوراء * نورية حانية عذراء كريمة رحيمة شهيدة * عفيفة قانعة رشيدة شريفة حبيبة محترمة * صابرة سليمة مكرمة صفية عالمة عليمة * معصومة مغصوبة مظلومة ميمونة منصورة محتشمة * جميلة جليلة معظمة حاملة البلوى بغير شكوى * حليفة العبادة والتقوى حبيبة الله وبنت الصفوة * ركن الهدى وآية النبوة شفيعة العصاة أم الخيرة * تفاحة الجنة والمطهرة سيدة النساء بنت المصطفى * صفوة ربها وموطن الهدى قرة عين المصطفى وبضعته * مهجة قلبه كذا بقيته حكيمة فهيمة عقيلة * محزونة مكروبة عليلة عابدة زاهدة قوامة * باكية صابرة صوامة عطوفة رؤوفة حنانة * البرة الشفيقة الأنانة والدة السبطين دوحة النبي * نور سماوي وزوجة الوصي بدر تمام غرة غراء * روح أبيها درة بيضاء واسطة قلادة الوجود * درة بحر الشرف والجود ولية الله وسر الله * أمينة الوحي وعين الله مكينة في عالم السماء * جمال الآباء شرف الأبناء درة بحر العلم والكمال * جوهرة العزة والجلال قطب رحى المفاخر السنية * مجموعة المآثر العلية مشكاة نور الله والزجاجة * كعبة الآمال لأهل الحاجة ليلة قدر ليلة مباركة * ابنة من صلت به الملائكة قرار قلب أمها المعظمة * عالية المحل سر العظمة مكسورة الضلع رضيضة الصدر * مغصوبة الحق خفية القبر.

أم أبيها عن الإمام الباقر أنه قال إن فاطمة كانت تكنى : أم أبيها  نقف مع هذا الحديث لكي نستلهم منه المعاني الرائعة والجميلة التي تضمنها بين طياته ، فكلمة أم أبيها كلمة عذبة أفضل ما تفوهت به حنجرة رسول الله عندما قال مرحبا بأم أبيها ، فهذه الكلمة رغم أنها صغيرة ولكنها في نفس الوقت كبيرة مملوءة بالحب والأمل والعطف وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة ، لذا نرى لا بد من تسليط الأضواء على هذه الكلمة لكي نستخلص روائع الفكر من هذا الحديث الشريف الذي قلده رسول الله لابنته فاطمة فجعل جيدها يشع نورا لمن أراد أن يستضئ من نور معرفته .

ولقد ورد في صحاح اللغة العربية أن معنى كلمة أم هو الأصل كما هو معروف في لسان القرآن الكريم حيث عبر عن مكة المكرمة * ( أم القرى ) * أي أصل القرى في الجزيرة العربية ، ومنها انطلقت روح الحياة لكي تغذي القرى ومن حولها وتقوم برعايتها ، وذلك لما لها من مكان وموقع جغرافي في قلب الجزيرة العربية مما جعلها قطب الرحى لبقية القرى . .

وعلى هذا الأساس نفهم معنى هذا الحديث " أم أبيها " حيث نستطيع تفسير بأن فاطمة كانت مصدر ذرية رسول الله ومنبع نسله وهذا ينطبق ويتماشى مع تفسير الكوثر الذي هو مصدر ذرية رسول الله . أقول : إن في التأمل في حياة فاطمة واستقراء حياتها في ظل رعاية أبيها رسول الله نجد عدة معاني وتفاسير تجعل هذا الحديث وهذه الكلمة أم أبيها كنظرية ولها تطبيقات عديدة في حياة الصديقة الطاهرة وعلى هذا الأساس نرى الوقوف مع هذا الحديث مما يزيدنا معرفة في فاطمة ويجعلنا نتقرب من الأسرار التي كانت تحيط بحياتها الشخصية وإليك بعض التفاسير والمعاني الرائعة لهذه الكلمة : * إن التدقيق في حياة الرسول مع ابنته فاطمة يجعلنا نفهم معنى أم أبيها حيث أن الزهراء كانت تقوم بمداراة أبيها رسول الله ورعايته أفضل ما تكون المراعاة بالنسبة لأم لولدها وفي قبال ذلك كان الرسول يحترمها كما يحترم الولد أمه ، وهذا نجده جليا وواضحا في سيرته الشريفة وعلاقته بالبضعة الطاهرة حيث كان الرسول ينادي بالزهراء عندما تقبل عليه : مرحبا بأم أبيها ، ويقدم لها ضروب الاحترام وألوان التعظيم ، حتى وصل الأمر إلى أن يقوم لها إجلالا وتعظيما ويأخذ يدها ويقبلها ثم يجلسها إلى جانبه ويقبل عليها بكليته ، وكان إذا يقبلها يقول : أشم منها رائحة الجنة .

إن رسالة نبينا محمد لا بد لها من امتداد يمثلها في كافة جوانبها ويعطيها التفسير الصحيح ، وهذا لم نجده إلا من خلال الامتداد الطبيعي للرسول المتمثل في ذريته من فاطمة ، لذا كان الرسول يقول : " حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا " أي إن الحسين ابني وامتدادي الطبيعي فهو قرة عيني وثمرة فؤادي وفي نفس الوقت أنا من حسين ، وعليه فإن هذا الحديث يحدد المفهوم الذي أراده من هذا الحديث أي بدقة متكاملة وبتمعن نرى أن هذا الأمر يعني استمرار الرسالة السماوية وإحياء معالم الدين والعقيدة إنما هو بوجود الحسين وذرية فاطمة من الأئمة المعصومين ، لذلك قيل إن الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء وهذا ما نراه في التضحية التي قدمها الحسين يوم عاشوراء حيث أرخص الغالي والنفيس لإحياء شجرة الرسالة المحمدية في كل جوانبها فغذاها بدمه ودم عيالاته من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حتى الطفل الرضيع .

وعلى هذا الأساس يكون معنى أم أبيها إن استمرار الإسلام وبقاء رسالة السماء وحفظ القرآن الكريم وعقائده مناهجه إنما يكون بواسطة فاطمة الزهراء ومن خلال ذريتها ، وهذا ما كان يراه الرسول  في فاطمة من خلال تطلعه إلى آفاق المستقبل الذي سيكون لولد فاطمة فكان يكرمها ويحترمها ويقول لها مرحبا بأم أبيها .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>