دعاؤه في الحجب من الأعداء

- : كان الإمام الصادق ، يدعو بهذا الدعاء الجليل ، ويتسلح به عن أعدائه . وهذا نصه : " يا من إذا استعديت به أعاذني ، وإذا استجرت به عند الشدائد أجارني ، وإذا استغثت به عند النوائب ، أغاثني ، وإذا استنصرت به على عدوي نصرني ، وأغاثني .

اللهم إليك المفزع ، وأنت الثقة ، فاقمع عني من أرادني ، وأغلب لي من كادني ، يا من قال : " إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، يا من نجى نوحا من القوم الظالمين ، يا من نجى لوطا من القوم الفاسقين ، يا من نجى هودا من القوم العادين ، يا من نجى محمدا من القوم الكافرين ، نجني من أعدائي ، وأعدائك ، بأسمائك ، يا رحمن يا رحيم ، لا سبيل لهم على من تعوذ بالقرآن ، واستجار بالرحيم الرحمن ، الرحمن على العرش استوى ، إن بطش ربك لشديد ، إنه هو يبدئ ويعيد ، وهو الغفور الودود ، ذو العرش المجيد ، فعال لما يريد ، فإن تولوا ، فقل : حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . . " .

وحكى هذا الدعاء ، مدى ما كان يعانيه الإمام ، من المحن والآلام ، من أعدائه البغاة ، الذين كانوا يبغون له الغوائل ، ويحيكون المؤمرات للفتك به ، وهؤلاء من الأسرة العباسية ، التي ناصبت أهل البيت عليهم السلام ، العداء حينما تسلمت قيادة الحكم ، وقد أسرفت إلى حد بعيد في ظلمهم وقهرهم .

- الدعاء الذي يعوذ به نفسه : وكان الإمام الصادق ، يعيذ نفسه من شرور القوم الظالمين ، بهذا الدعاء الجليل ، وقد جعله حرزا لولده الإمام الكاظم عليه السلام وهذا نصه بعد البسملة . " بسم الله ، لا إله إلا الله أبدا حقا ، حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، لا إله إلا الله تلطفا ورفقا ، لا إله إلا الله ، بسم الله ، والحمد لله ، اعتصمت بالله ، وألجأت ظهري إلى الله ، ما شاء الله ، ولا قوة إلا بالله ، وما توفيقي إلا بالله ، ونعم القادر الله ونعم المولى الله ، ونعم النصير الله ، ولا يأتي بالحسنات إلا الله ، ولا يصرف السيئات إلا الله ، وما بنا من نعمة فمن الله ، وإن الامر كله لله وأستكفي بالله ، وأستعين بالله ، وأستقيل الله ، وأستغفر الله ، وأستغيث الله ، وصلى الله على محمد رسول الله ، وعلى أنبياء الله ، وعلى ملائكة الله ، وعلى الصالحين من عباد الله " إنه من سليمان ، وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي واتوني مسلمين " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ، إن الله قوي عزيز ، لا يضركم كيدهم إن الله بما يعلمون محيط ، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .

إذا هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ، فكف أيديهم عنكم ، واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، ويسعون في الأرض فسادا ، والله لا يحب المفسدين ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ، وزادكم في الخلق بسطة ، واذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ، له معقبات من بين يديه ، ومن خلفه ، يحفظونه من أمر الله . رب أدخلني مدخل صدق ، وأخرجني مخرج صدق ، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ، وقربناه نجيا ، ورفعناه مكانا عليا ، سيجعل لهم الرحمن ودا ، وألقيت عليك محبة مني ، ولتصنع على عيني ، إذ تمشي أختك فتقول : هل أدلكم على من يكفله ، فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن ، وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ، وفتناك فتونا ، لا تخف إنك من الآمنين ، لا تخف إنك أنت الاعلى ، لا تخاف دركا ولا تخشى ، لا تخف ، نجوت من القوم الظالمين ، لا تخف إنا منجوك وأهلك ، لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ، وينصرك الله نصرا عزيزا ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شئ قدرا ، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ، ولقاهم نضرة وسرورا ، وينقلب إلى أهله مسرورا ، ورفعنا لك ذكرك ، ويحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ، ربنا أفرغ علينا صبرا ، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، الذين قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم ، فاخشوهم فزادهم إيمانا ، فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ، لم يمسسهم سوء ، واتبعوا رضوان الله ، والله ذو فضل عظيم ، أو من كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نورا ، يمشي به في الناس ، هو الذي أيدك بنصره ، وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ، سنشد عضدك بأخيك ، ونجعل لكما سلطانا ، فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن تبعكما الغالبون ، على الله توكلنا ، ربنا افتح بيننا ، وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، إني توكلت على الله ، ربي ، وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ، فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ، فأن تولوا ، فقل : حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، رب مسني الضر ، وأنت أرحم الراحمين . لا إله إلا أنت ، سبحانك إني كنت من الظالمين ، آلم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون . الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، وعنت الوجوه للحي القيوم ، وقد خاب من حمل ظلما ، فتعالى الله الملك الحق ، لا إله إلا هو رب العرش الكريم ، فلله الحمد ، رب السماوات ، ورب الأرض ورب العالمين ، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ، وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ، وفي آذانهم وقرا ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ، ولوا على أدبارهم نفورا ، أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه بعد الله أفلا تذكرون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهو لا يبصرون ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه أنيب ، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وقال الملك أئتوني به أستخلصه لنفسي ، فلما كلمه قال : إنك اليوم لدينا مكين أمين ، وخشعت الأصوات للرحمن ، فلا تسمع إلا همسا ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم . لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون . هو الله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة ، هو الرحمن الرحيم ، هو الله لا إله إلا هو ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ ، المصور ، له الأسماء الحسنى ، يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ، ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا ، وترحمنا ، لنكونن من الخاسرين ، ربنا ، اصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراما ، ربنا ، ما خلقت هذا باطلا سبحانك ، فقنا عذاب النار ، وقل : الحمد لله ، الذي لم يتخذ ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل ، وكبره تكبيرا ، وما لنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المتوكلون ، إنما أمره إذا أراد شيئا ، أن يقول له : كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون . اللهم ، من أرادني ، وأهلي ، وولدي ، وأهل حزانتي بشر أو ضر فاقمع رأسه ، واعقل لسانه ، والجم فاهه ، وحل بيني وبينه كيف شئت ، وأنى شئت ، إجعلنا منه ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم ، في حجابك الذي لا يرام ، وفي سلطانك الذي لا يستضام ، فإن حجابك منيع ، وجارك عزيز ، وأمرك غالب ، وسلطانك قاهر ، وأنت على كل شئ قدير .

اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، أفضل ما صليت على أحد من خلقك ، وصل على محمد وآل محمد ، كما هديتنا به من الضلالة ، واغفر لنا ، ولآبائنا ، ولأمهاتنا ، ولجميع المؤمنين ، والمؤمنات ، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات ، إنك مجيب الدعوات ، وأنت على كل شئ قدير .

اللهم ، إني أستودعك نفسي ، وديني وأهلي ، ومالي ، وعيالي ، وأهل حزانتي وخواتيم عملي ، وجميع ما أنعمت به علي ، من أمر دنياي ، وآخرتي ، فإنه لا يضيع محفوظك ، ولا ترزأ ودائعك ، قل : إني لن يجيرني ، من الله أحد ، ولن أجد من دونه ملتحدا ، اللهم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، وصلى الله على محمد وال محمد أجمعين .

" أرأيتم ، هذا الايمان العميق ، الذي انفجر كالبركان ، في مناجاة الامام ودعائه مع الله تعالى ؟ ! أرأيتم ، هذا الترابط البديع ، بين بنود هذا الدعاء ، الذي رصعه بآيات من الذكر الحكيم ، من سور مختلفه ، ومضامين متحدة ، يلمس في كل فصل من فصولها ، الاعتصام الوثيق بالله ، الذي بيده جميع مجريات الاحداث ؟ ! أرأيتم ، كيف تسلح الإمام ، واحتجب بهذا الدعاء ، ليجيره الله من أعدائه ، والباغين عليه ؟ ! إن هذا الدعاء ، صفحة مشرقة ، من صفحات الايمان ، الذي تفاعل مع عواطف الامام ، ومشاعره ، فكان لا يرى إلا الله ، يرجوه ويلوذ به ، ويستجير به .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>