أدعيته في التحرز من المنصور

- لم يمر على العلويين دور أسوأ ، ولا أبشع ، من عهد المنصور الدوانيقي ، فقد جهد هذا الطاغية السفاك في ظلمهم ، والتنكيل بهم ، وقد صب جام غضبه ، على الصغير والكبير ، ولم تسلم من شره ، حتى السيدات ، من العلويات ، وقد حاول عدة مرات ، الفتك بالامام ، ولكن الله أنجاه من شره ، ببركة أدعية الإمام ، وفي ما يلي تلك الأدعية :

- سافر المنصور الدوانيقي ، إلى بيت الله الحرام ، فلما انتهى إلى يثرب ، أمر حاجبه الربيع ، بإحضار الإمام الصادق ، لاغتياله ، ولما مثل عنده عرف قصده ، وما بيته له من الشر ، فدعا الله تعالى ، بهذا الدعاء الجليل ، فأنجاه منه ، وهذا نصه :

" اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين ، ويا ملجأ الخائفين ، ويا صريخ المستصرخين ، ويا غياث المستغيثين ، ويا منتهى غاية السائلين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، يا أرحم الراحمين ، يا حق ، يا مبين ، يا ذا الكيد المتين ، يا منصف المظلومين من الظالمين ، يا مؤمن أوليائه من العذاب المهين ، يا من يعلم خافيات الأعين ، وخافيات لحظ الجفون ، وسرائر القلوب ، وما كان وما يكون ، يا رب السماوات والأرضين ، والملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين ، ورب الإنس والجن أجمعين ، يا شاهدا لا يغيب ، يا غالبا غير مغلوب ، يا من هو على كل شئ رقيب ، وعلى كل شئ حسيب ، ومن كل عبد رقيب ، ولكل دعوة مستجيب ، يا إله الماضين ، والغابرين ، والجاحدين ، وإله الصامتين ، والناطقين ، ورب الأخيار المنيبين . يا الله ، يا رباه ، يا عزيز ، يا حكيم ، يا غفور ، يا رحيم ، يا أول ، يا قديم يا شكور ، يا قاهر ، يا عليم ، يا سميع ، يا بصير ، يا لطيف ، يا خبير ، يا عالم ، يا قدير ، يا قهار ، يا غفار ، يا جبار ، يا خالق ، يا رازق ، يا فاتق ، يا واثق ، يا صادق ، يا أحد ، يا ماجد ، يا صمد يا رحمن ، يا فرد ، يا حنان ، يا منان ، يا سبوح ، يا قدوس ، يا رؤوف ، يا مهيمن ، يا حميد ، يا مجيد ، يا مبدئ يا معيد ، يا ولي ، يا علي ، يا غني ، يا قوي ، يا بارئ ، يا مصور ، يا مقتدر ، يا باعث ، يا وارث ، يا متكبر ، يا عظيم ، يا باسط ، يا سلام ، يا مؤمن ، يا وتر ، يا معطي ، يا مانع ، يا ضار ، يا نافع ، يا مفرق يا جامع ، يا حق ، يا مبين ، يا حي ، يا قيوم ، يا ودود ، يا معيد ، يا طالب ، يا غالب ، يا مدرك ، يا جليل ، يا مفضل ، يا كريم ، يا متفضل ، يا متطول ، يا أواب ، يا سمح ، يا فارج الهم ، يا كاشف الغم ، يا منزل الحق ، يا قائل الصدق ، يا فاطر السماوات والأرض ، يا عماد السماوات والأرض ، يا ممسك السماوات والأرض ، يا ذا البلاء الجميل ، والطول العظيم ، يا ذا السلطان الذي لا يذل ، والعز الذي لا يضام ، يا معروفا بالاحسان ، يا موصوفا بالامتنان ، يا ظاهرا بلا مشافهة ، يا باطنا بلا ملامسة ، يا سابق الأشياء بنفسه ، يا أولا بلا غاية ، يا آخر بلا نهاية ، يا قائما بلا انتصاب ، يا عالما بلا اكتساب ، يا ذا الأسماء الحسنى ، والصفات المثلى ، والمثل الاعلى ، يا من قصرت عن وصفه ألسن الواصفين ، وانقطعت عنه أفكار المتفكرين ، وعلا وتكبر عن صفات الملحدين ، ول وعز عن عيب العائبين ، وتبارك وتعالى عن كذب الكاذبين ، وأباطيل المبطلين ، وأقاويل العادلين ، يا من بطن فخبر ، وظهر فقدر ، وأعطى فشكر ، وعلا فقهر ، يا رب العين والأثر ، والجن والبشر ، والأنثى والذكر ، والبحث والنظر ، والقطر والمطر ، والشمس والقمر ، وشاهد النجوى ، وكاشف الغم ، ودافع البلوى ، وغاية كل شكوى ، يا نعم النصير ، والمولى ، يا من هو على العرض استوى ، له ما في السماوات ، وما في الأرض ، وما بينهما ، وما تحت الثرى ، يا منعم ، يا محسن ، يا مجمل ، يا كافي يا شافي ، يا محيي يا مميت ، يا من يرى ، ولا يرى ، ولا يستعين بسناء الضياء ، يا محصي عدد الأشياء ، يا عالي الجد ، يا غالب الجند ، يا من له على كل شئ يد ، وفي كل شئ كيد ، يا من لا يشغله صغير عن كبير ، ولا حقير عن خطير ، ولا يسير عن عسير ، يا فاعل بغير مباشرة ، يا عالم من غير معلم ، ويا من بدأ بالنعمة قبل استحقاقها ، والفضيلة قبل استيجابها ، يا من أنعم على المؤمن والكافر ، واستصلح الفاسد والصالح عليه ، وودد المعاند والشارد عنه ، يا من أهلك بعد البينة ، وأخذ بعد قطع المعذرة ، وأقام الحجة ، ودرأ عن القلوب الشبهة ، وأقام الدلالة ، وقاد إلى معاينة الآية ، يا بارئ الجسد ، وموسع البلد ، ومجري القوت ، ومنشر العظام بعد الموت ، ومنزل الغيث ، يا سامع الصوت ، وسابق الفوت ، يا رب الآيات ، والمعجزات ، من مطر ونبات ، وآباء وأمهات ، وبنين وبنات ، وذاهب وآت ، وليل داج ، وسماء ذات أبراج ، وسراج وهاج ، وبحر عجاج ، ونجوم تمور ، ومياه تغور ، ومهاد موضوع ، وستر مرفوع ، ورياح تهب ، وبلاء مدفوع ، وكلام مسموع ، ويقظة ومنام ، وسباع وأنعام ، ودواب وهوام ، وغمام وأكمام ، وأمور ذات نظام ، من شتاء وصيف ، وربيع وخريف ، أنت يا رب خلقت هذا ، فأحسنت ، وقدرت فأتقنت ، وسويت فأحكمت ، ونبهت على الفكرة ، فأنعمت ، وناديت الاحياء فأفهمت ، فلم يبق علي إلا الشكر لك والذكر لمحامدك ، والانقياد لطاعتك ، والاستماع للداعي إليك ، فإن عصيتك فلك الحجة ، وإن أطعتك فلك المنة ، يا من يمهل فلا يعجل ويعلم فلا يجهل ، ويعطي فلا يبخل ، يا أحق من عبد ، وحمد وسئل ، ورجي واعتمد ، أسألك بكل اسم مقدس ، مطهر ، مكنون اخترته لنفسك ، وكل ثناء عال رفيع ، كريم رضيت به مدحة لك ، وبحق كل ملك قربت منزلته عندك ، وبحق كل نبي أرسلته إلى عبادك ، وبكل شئ جعلته مصدقا لرسلك ، وبكل كتاب فضلته وفصلته ، وبينته وأحكمته ، وشرعته ، ونسخته ، وبكل دعاء سمعته فأحببته ، وعمل رفعته ، وأسألك بكل من عظمت حقه ، وأعليت قدره ، وشرفت بنيانه ، ممن أسمعتنا ذكره ، وعرفتنا أمره ، وممن لم تعرفنا مقامه ، ولم تظهر لنا شأنه ممن خلقته ، من أول ما ابتدأت به خلقك ، وممن تخلقه إلى انقضاء الدهر ، وأسألك بتوحيدك الذي فطرت عليه العقول ، وأخذت به المواثيق ، وأرسلت به الرسل وأنزلت عليه الكتب ، وجعلته أول فروضك ، ونهاية طاعتك ، فلم تقبل حسنة إلا معها ، ولم تغفر سيئة إلا بعدها ، وأتوجه إليك بجودك ، وكرمك ، وعزك وجلالك ، وعفوك وامتنانك ، وتطولك ، وبحقك ومجدك الذي هو أعظم من حقوق خلقك ، وأسألك يا الله ، يا الله يا الله ، يا رباه ، يا رباه ، يا رباه ، يا رباه . . وأرغب إليك خاصا وعاما ، وأولا وآخرا ، وبحق محمد صلى الله عليه وآله ، الأمين رسولك سيد المرسلين ، ونبيك إمام المتقين ، وبالرسالة التي أداها ، والعبادة التي اجتهد فيها ، والمحنة التي صبر عليها ، والمغفرة التي دعا إليها ، والديانة التي حض عليها ، منذ وقت رسالتك إياه إلى أن توفيته ، وبما بين ذلك من أقواله الحكيمة ، وأفعاله الكريمة ، ومقاماته المشهودة ، وساعاته المعدودة أن تصلي عليه كما وعدته من نفسك ، وتعطيه أفضل ما أمل من ثوابك ، وتزلف لديك منزلته وتعلي عندك درجته ، وتبعثه المقام المحمود ، وتورده حوض الكرم والجود ، وتبارك عليه بركة عامة ، خاصة نامية ، زاكية عالية دائمة ، لا انقطاع لدوامها ، ولا نقيصة في كمالها ، ولا مزيد إلا في قدرتك عليها ، وتزيد بعد ذلك مما أنت أعلم به ، وأقدر عليه ، وأوسع له ، وتؤتي ذلك ، حتى يزداد في الايمان به بصيرة ، وفي محبته ثباتا وحجة ، وعلى آله الطيبين الأخيار ، المنتجبين الأبرار ، وعلى جبرائيل وميكائيل والملائكة المقربين ، وحملة عرشك أجمعين ، وعلى جميع النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وعليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته . اللهم ، إني أصبحت لا أملك لنفسي ، ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ، ولا نشورا قد دنا مصرعي ، وانقطع عذري ، وذهبت مسألتي وذل ناصري ، وأسلمني أهلي ، وولدي ، بعد قيام حجتك علي ، وظهور براهينك عندي ، ووضوح دلائلك لدي .

اللهم ، إنه قد أكد الطلب ، وأعيت الحيل إلا عندك ، وانغلقت الطرق ، وضاقت المذاهب ، إلا إليك ، ودرست الآمال ، وانقطع الرجاء ، إلا منك ، وكذب الظن ، وأخلفت العدات إلا عدتك اللهم ، إن مناهل الرجاء لفضلك مترعة ، وأبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة ، والاستغاثة لمن استغاث بك مباحة ، وأنت لداعيك موضع إجابة ، وللصارخ إليك ولي الإغاثة ، والقاصد إليك يا رب قريب المسافة ، وأنت لا تحجب عن خلقك ، إلا أن تحجبهم الأعمال السيئة دونك ، وما أبرئ نفسي منها ، ولا أرفع قدري عنها ، إني لنفسي يا سيدي لظلوم ، وبقدري لجهول ، إلا أن ترحمني ، وتعود بفضلك علي ، وتدرأ عقابك عني ، وترحمني ، وتلحظني بالعين ، التي أنقذتني بها من حيرة الشك ، ورفعتني من هوة الكفر ، وأنعشتني من ميتة الجهالة ، وهديتني بها من الأنهاج الجائرة .

اللهم ، وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة ، وإخلاص نية ، وقد دعوتك بعزم إرادتي ، وإخلاص طويتي ، وصادق نيتي ، فها أنا ذا مسكينك ، بائسك ، أسيرك ، فقيرك ، سائلك ، منيخ بفنائك ، قارع باب رجائك ، وأنت أنس الآنسين لأوليائك ، وأحرى بكفاية المتوكلين عليك ، وأولى بنصر الواثق بك ، وأحق برعاية المنقطع إليك ، سري إليك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، أنا عاجز ، وأنت قدير ، وأنا صغير وأنت كبير ، وأنا ضعيف وأنت قوي ، وأنا فقير وأنت غني ، إذا أوحشتني الغربة ، أنسي ذكرك ، وإذا صعبت علي الأمور استجرت بك ، وإذا تلاحقت علي الشدائد أملتك ، وأين يذهب بي عنك ، وأنت أقرب من وريدي ، وأحصن من عديدي وأوجد في مكاني وأصح في معقولي ، وأزمة الأمور كلها بيدك ، صادرة عن قضائك ، مذعنة بالخضوع لقدرتك ، فقيرة إلى عفوك ، ذات فاقة إلى قارب من رحمتك ، وقد مسني الفقر ونالني الضر ، وشملتني الخصاصة ، وأغرتني الحاجة ، وتوسمت بالذلة ، وعلتني المسكنة ، وحقت علي الكلمة ، وأحاطت بي الخطيئة ، وهذا الوقت الذي وعدت به أولياءك فيه الإجابة ، فامسح ما بي بيمينك الشافية ، وانظر لي بعينك الراحمة ، وأدخلني في رحمتك الواسعة ، وأقبل علي بوجهك ذي الجلال والاكرام ، فإنك إذا أقبلت على أسير فككته ، وعلى ضال هديته ، وعلى حائر آويته ، وعلى ضعيف قويته ، وعلى خائف آمنته . اللهم ، إنك أنعمت علي فلم أشكر ، وابتليتني فلم أصبر ، فلم يوجب عجزي عن شكرك منع المؤمل من فضلك ، وأوجب عجزي عن الصبر على بلائك كشف ضرك ، وأنزال رحمتك ، فيا من قل عند بلائه صبري فعافاني ، وعند نعمائه شكري فأعطاني ، أسألك المزيد من فضلك ، والايزاع لشكرك ، والاعتداد بنعمائك في أعفى العافية ، وأسبغ النعمة إنك على كل شئ قدير .

اللهم ، لا تخلني من يدك ، ولا تتركني لقاءا لعدوك ، ولا لعدوي ، ولا توحشني من لطائفك الخفية ، وكفايتك الجميلة ، وإن شردت عنك فارددني إليك ، وإن فسدت عليك فأصلحني لك ، فإنك ترد الشارد ، وتصلح الفاسد ، وأنت على كل شئ قدير . اللهم ، هذا مقام العائذ بك ، اللهم ، لذني بعفوك ، المستجير بعز جلالك ، قد رأى أعلام قدرتك ، فأره آثار رحمتك ، فإنك تبدئ الخلق ثم تعيده ، وهو أهون عليك ، ولك المثل الاعلى في السماوات والأرض وأنت العزيز الحكيم . اللهم ، فتولني ولاية تغنيني بها ، عن سواها ، وأعطني عطية لا أحتاج إلى غيرك معها ، فأنها ليست ببدع من ولايتك ، ولا بنكر من عطيتك ، ولا بأولى من كفايتك ، إدفع الصرعة ، وأنعش السقطة ، وتجاوز عن الزلة ، وأقبل التوبة ، وارحم الهفوة ، ونج من الورطة ، وأقل العثرة ، يا منتهى الرغبة ، وغياث الكربة ، وولي النعمة ، وصاحبي في الشدة ، ورحمن الدنيا والآخرة ، أنت الرحيم فإلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أو عدو يملك أمري ، إن لم تك علي ساخطا فما أبالي ، غير أن عفوك لا يضيق عني ، ورضاك ينفعني ، وكنفك يسعني ، ويدك الباسطة تدفع عني ، فخذ بيدي من دحض المزلة فقد كبوت ، وثبتني على الصراط المستقيم ، واهدني وإلا غويت ، يا هادي الطريق ، يا فارج المضيق ، يا إلهي بالتحقيق ، يا جاري اللصيق ، يا ركني الوثيق ، يا كنزي العتيق ، أحلل عني المضيق واكفني شر ما أطيق ، وما لا أطيق ، إنك حقيق ، وبكل خير خليق ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، وذا العز والقدرة ، والآلاء والعظمة ، يا أرحم الراحمين ، وخير الغافرين ، وأكرم الأكرمين ، وأبصر الناظرين ، ورب العالمين ، لا تقطع منك رجائي ، ولا تخيب دعائي ، ولا تجهد بلائي ، ولا تجعل النار مأواي ، واجعل الجنة مثواي ، وأعطني من الدنيا سؤلي ومناي ، وبلغني من الآخرة أملي ورضاي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار يا أرحم الراحمين ، إنك على كل شئ قدير ، وبكل شئ محيط ، وأنت حسبي ، ونعم الوكيل والمعين . "  .

وأنت ، إذا وضعت يدك ، على أية فقرة من هذا الدعاء العظيم ، وجدت فيه قبل جمال الألفاظ ، روعة الايمان ، فهو يمثل تمثيلا صادقا ، انقطاع الامام إلى الله وتمسكه به ، والتجائه إليه في جميع أحواله وشؤونه ، بالإضافة إلى تعظيمه الله تعالى ، وتبجيله ، فلم يبق كلمة فيها تقديس لله إلا حفل بها هذا الدعاء الذي هو من ذخائر أدعية أهل البيت .

وحكى هذا الدعاء ، مدى فزع الإمام ، من المنصور الطاغية الجلاد ، فقد استجار الامام ، من شره بهذا الدعاء ، وقد وقاه الله وأنجاه منه ، وصرف عنه كيده ، فلم يتعرض له بمكروه .

- ولم يكن المنصور طيب النفس ، وإنما غليظ النفس حقودا ، فقد أترعت نفسه الشريرة ، بالبغض والعداء للإمام الصادق ، وقد عزم على قتله حينما رجع من الحج ، فقد أوعز إلى حاجبه الربيع باحضاره ، وهو يرعد ويبرق ، ويتهدد ويتوعد ولما مثل الامام عنده ، قابله بحفاوة وتكريم ، ثم انصرف عنه فبهر الربيع ، وقال للامام : بأبي أنت وأمي ، يا ابن رسول الله إني لم أشك فيه ساعة دخولك عليه ، أن يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت ؟ قال عليه السلام إني قلت : " حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي الله الذي لم يزل حسبي ، حسبي الله ونعم الوكيل . اللهم ، أحرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بعزك ، واكفني شره بقدرتك ، ومن علي بنصرك ، وإلا هلكت وأنت ربي ، اللهم ، إنك أجل وأخير مما أخاف وأحذر ، اللهم ، إني أدرأ بك في نحره ، وأعوذ بك من شره ، وأستكفيك إياه ، يا كافي موسى فرعون ، ومحمدا صلى الله عليه وآله الأحزاب ، الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا . وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، وأولئك الذين طبع الله على قلوبهم ، وسمعهم ، وأبصارهم ، وأولئك هم الغافلون ، لا رم أنهم في الآخرة هم الأخسرون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ، ومن خلفهم سدا ، فأغشيناهم ، فهم لا يبصرون .

وصرف الله عنه ، كيد المنصور ببركة هذا الدعاء .

وقد روي أنه دعا بدعاء آخر أسماه : دعاء الجيب ، وهو يقي من حمله البلية والخوف وهذا نصه :

" اللهم ، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك علي ، أنت ثقتي ورجائي ، رب ، كم نعمة أنعمت بها علي ، قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها ، قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني ، على الخطايا ، فلم يفضحني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا ، ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا ، أسألك أن تصلي على محمد وآله كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم ، إنه عبد من عبادك ، ألقيت عليه سلطانا من سلطانك ، فخذ سمعه ، وبصره ، وقلبه ، إلى ما فيه صلاح أمري ، وبك أدرأ في نحره وأعوذ بك من شره ، اللهم ، أعني بديني على دنياي ، وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، إغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما لا ينقصك ، إنك أنت الوهاب ، يا إلهي أسألك فرجا قريبا ، ورزقا واسعا ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك الشكر على العافية ، ودوام العافية ، وأسألك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، برحمتك يا أرحم الراحمين .

" قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ، وقال طاش كسرى : وأنا الفقير الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ، فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح .

 - وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما يراه ، ويسمعه ، من إجماع المسلمين ، على تعظيم الإمام الصادق ، والاعتراف له بالفضل ، فأخذ يبغي له الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من يثرب ، أقام بالربذة ، التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبو ذر الغفاري ، وكان فيها الإمام الصادق ، فأوعز المنصور إلى إبراهيم ابن جبلة . يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ، ودفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى قائلا : " اللهم ، أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه القريب ، ويشمت به العدو ، وتعييني فيه الأمور ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، رغبة فيه إليك عمن سواك ، ففرجته ، وكشفته ، وكفيتنيه ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حسنة ، ومنتهى كل حاجة ، فلك الحمد كثيرا ، ولك المن فاضلا . " وحينما دخل على الطاعية السفاك دعا الله قائلا :

" يا إله جبرائيل ، وإسرافيل ، وإله إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ومحمد ، تولني في هذه الغداة ، وعافني ولا تسلط علي أحدا من خلقك بشئ لا طاقة لي به . .

" وصاح الطاغية بالامام ، متهما له بأنه ينازعه في سلطانه ، قائلا : : " أما والله لأقتلنك . " .

فقال له الامام برفق : " ما فعلت ؟ فأرفق فوالله لقما أصحبك . " .

وخلى المنصور سبيله ، إلا أنه أوجس في نفسه خيفة من قوله : " فوالله لقلما أصحبك " وخاف أنه قد عناه بذلك ، فأوعز إلى عيسى بن علي يسأله عن ذلك ، فأجابه : إنه عنى نفسه ، وأنه هو الذي ، يفارق الحياة عما قريب . . قال إبراهيم بن جبلة : فخرجت ، فوجدت الإمام جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له من خدمات ، وكان يدعو الله بهذا الدعاء :

" الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني ، وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني ، وإن كنت بخيلا حين يستقرضني ، والحمد لله الذي أستوجب الشكر علي بفضله ، وإن كنت قليلا شكري ، والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ، ولم يكلني إلى الناس يهينونني ، فرضيت بلطفك يا رب لطفا ، وبكفايتك خلفا ، اللهم ، يا رب ما أعطيتني مما أحب ، فاجعله قوة لي فيما تحب ، اللهم ، وما زويت عني مما أحب ، فاجعله قواما ، اللهم ، إعطني ما أحب ، واجعله خيرا لي ، اللهم ، ما غيبت عني من الأمور ، فلا تغيبني عن حفظك ، وما فقدت ، فلا أفقد عونك ، وما نسيت ، فلا أنسى ذكرك ، وما مللت فلا أمل شكرك ، عليك توكلت حسبي الله ونعم الوكيل . . "

- وثقل الإمام الصادق ، على المنصور ، وذلك لذيوع فضله ، وانتشار علومه ، فأوعز إلى إبراهيم بن جبلة بإشخاصه من يثرب إليه ، ومضى إبراهيم في مهمته ، يقطع البيداء ، حتى انتهى إلى الإمام ، فعرفه بالامر ، فتسلح بالأدعية ، والتضرع إلى الله ، أن يصرف عنه كيد المنصور ، وينجيه من شره ، وكان من أدعيته التي رواها إبراهيم ما يلي :

- روى إبراهيم بن جبلة قال : لما بلغته برسالة المنصور ، سمعته يدعو بهذا الدعاء : " اللهم ، أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، واتكالي في كل أمر نزل بي ، عليك ثقتي ، وبك عدتي ، كم من كرب تضعف فيه القوى ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه القريب ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، راغبا فيه إليك ، عمن سواك ففرجته ، وكشفته ، فأنت ولي كل نعمة ، ومنتهى كل حاجة ، لك الحمد كثيرا ، ولك المن فاضلا . . "

- قال إبراهيم : ولما قدمت للامام راحلته ليركب ، سمعته يدعو بهذا الدعاء : " اللهم ، بك أستفتح ، وبك أستنجح ، وبمحمد أتوجه ، اللهم ، أذلل لي حزونته وكل حزونة ، وسهل لي صعوبته وكل صعوبة ، وارزقني ، من الخير فوق ما أرجو ، واصرف عني من الشر فوق ما أحذر ، فإنك تمحو ما تشاء ، وتثبت ، وعندك أم الكتاب . "

- قال إبراهيم : ولما دخلنا الكوفة ، صلى ركعتين ، ورفع يديه إلى السماء ، ودعا بهذا الدعاء : " اللهم ، رب السماوات ، وما أظلت ، ورب الأرضين السبع ، وما أقلت ، والرياح وما ذرت ، والشياطين وما أظلت ، والملائكة وما عملت ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن ترزقني خير هذه البلدة ، وخير ما فيها ، وخير أهلها ، وخير ما قدمت له ، وأن تصرف عني شرها ، وشر ما فيها ، وشر أهلها ، وشر ما قدمت له . "

وببركة هذه الأدعية ، وشدة الانقطاع إلى الله ، صرف الله عنه ، بغي المنصور وكيده ، فلم يعرض له بسوء ، بعد ما كان مصمما على قتله .

- وصمم المنصور ، على اغتيال الإمام الصادق ، فأشخصه من يثرب إلى بغداد ، وأمر حاجبه الربيع ، أن يأتي به في غلس الليل على الحالة التي يجده فيها ، فأوعز الربيع ، إلى ولده وكان فظا غليظا بمداهمة الامام ، وحمله على ما هو عليه إلى المنصور ، وسارع في مهمته ، فوجد الامام ماثلا أمام الله يصلي ، وعليه قميص ، ومنديل قد أئتزر به ، فحمله إلى المنصور ، فلما رآه انتهره ، وقابله ، بأقسى القول ومره ، وانتضى سيفا كان معه أراد قتله ، والامام يعتذر منه ، وقد دعا الإمام بهذا الدعاء : " اللهم ، احرسني ، بعينك التي لا تنام ، واكنفني ، بركنك الذي لا يضام ، واغفر لي بقدرتك علي ، رب لا أهلك ، وأنت الرجاء ، اللهم ، أنت أعز وأكبر مما أخاف وأحذر ، بالله أستفتح ، وبالله أستنجح ، وبمحمد رسول الله أتوجه ، يا كافي إبراهيم نمرود ، وموسى فرعون ، إكفني ما أنا فيه ، الله ، الله ربي ، لا أشرك به شيئا ، حسبي الرب من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي المانع من الممنوعين ، حبسي من لم يزل حسبي ، حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . " وأفرج المنصور ، عن الإمام عليه السلام ، وبهر الربيع مما رأى ، فتبع الإمام ، وطلب منه أن يعلمه الدعاء الذي نجا به ، من شر المنصور فعلمه هذا الدعاء .

- لما استشهد البطل العظيم ، ذو النفس الزكية ، سعى بعض المرتزقة ، من باعة الضمير إلى المنصور ، فأخبروه بأن الإمام الصادق ، كان يبعث مولاه المعلى بن خنيس ، بجباية الأموال من شيعته ، وكان يمد بها ذا النفس الزكية ، ليواصل حربه للمنصور ، فتميز الطاغية غيظا ، وورم أنفه ، وكتب إلى عمه داوود بن علي ، عامله على يثرب ، بإشخاص الامام إليه ، ولا يتأخر في ذلك ، ولما انتهت إليه الرسالة ، استدعى الامام وعرفه بالحال ، فنهض الإمام ، إلى مسجد جده رسول الله ، فصلى ركعات ودعا بهذا الدعاء : " يا من ليس له ابتداء ، ولا انتهاء ، يا من ليس له أمد ، ولا نهاية ، ولا ميقات ، ولا غاية ، يا ذا العرش المجيد ، والبطش الشديد ، يا من هو فعال لما يريد ، يا من لا تخفى عليه اللغات ، ولا تشتبه عليه الأصوات ، يا من قامت بجبروته الأرض والسماوات ، يا حسن الصحبة ، يا واسع المغفرة ، يا كريم العفو ، صل على محمد وآل محمد ، واحرسني في سفري ومقامي ، وانتقالي بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يضام . اللهم ، إني أتوجه في سفري هذا ، بلا ثقة مني لغيرك ، ولا رجاء يأوي بي إلا إليك ، ولا قوة لي أتكل عليها ، ولا حيلة ألجأ إليها ، إلا ابتغاء فضلك ، والتماس عافيتك ، وطلب فضلك ، وإجراءك لي على أفضل عوائدك عندي . اللهم ، وأنت أعلم بما سبق لي ، في سفري ، هذا ، مما أحب وأكره ، فمهما أوقعت عليه قدرك ، فمحمود فيه بلاؤك ، منتصح فيه قضاؤك ، وأنت تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب . اللهم ، فاصرف عني مقادير كل بلاء ، ومقضي كل لأواء ، وابسط علي كنفا من رحمتك ، ولطفا من عفوك ، وتماما من نعمتك ، حتى تحفظني فيه ، بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين ، وخلصته من ستر كل عورة ، وكفاية كل مضرة ، وصرف كل محذور ، وهب لي فيه ، أمنا وإيمانا ، وعافية ، ويسرا ، وصبرا وشكرا ، وأرجعني فيه سالما إلى سالمين برحمتك ، يا أرحم الراحمين .

" وتسلح الإمام بهذا الدعاء ، وسافر إلى بغداد ، فالتقى بالطاغية المنصور ، وصرف عنه كيده ، وسلمه من شره .

- : وأجمع رأي المنصور ، على قتل الإمام عليه السلام ، وقد أعرب عن عزمه ، إلى صاحب سره محمد بن عبد الله الإسكندري ، فقد قال له :يا محمد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة أو يزيدون وقد بقي سيدهم ، وإمامهم ، فقال له محمد : " من ذلك ؟ .

" جعفر بن محمد الصادق . "

فعدله محمد عن فكرته ، وقال له : " يا أمير المؤمنين إنه رجل أنحلته العبادة ، واشتغل بالله عن طلب الملك والخلافة . . " فنهره المنصور ، وقال له : " علمت أنك تقول : بإمامته ، ولكن الملك عقيم ، وقد آليت على نفسي إن لا أمسي عشيتي هذه ، أو أفرغ منه . " .

ودعا أحد جلاديه ، وأمره بقتل الإمام إذا حضر عنده ، ثم أحضر الإمام ، وقد احتجب ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، الذي هو من ذخائر أدعية أئمة أهل البيت ، فصرف الله عنه كيده ، وأنجاه منه ، وهذا نصه :

" لا إله إلا الله أبدا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله تلطفا ورفقا ، لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .

أعيذ نفسي وشعري ، وبشري ، وديني ، وأهلي ومالي وولدي ، وذريتي ، ودنياي ، وجميع من أمره يعنيني ، من شر كل من يؤذيني ، أعيذ نفسي ، وجميع ما رزقني ربي ، وما أغلقت عليه أبوابي ، وأحاطت به جدراني ، وجميع ما أتقلب فيه من نعم الله عز وجل وإحسانه ، وجميع أخواني ، وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات بالله العلي العظيم ، وبأسمائه التامة الكاملة ، المتعالية ، المنيفة الشريفة ، الشافية الكريمة ، الطيبة الفاضلة ، المباركة الطاهرة ، المطهرة ، العظيمة ، المخزونة ، المكنونة ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأم الكتاب ، وفاتحته وخاتمته ، وما بينهما من سور شريفة ، وآيات محكمات ، وشفاء ورحمة ، وعوذة وبركة ، وبالتوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن العظيم ، وبصحف إبراهيم وموسى ، وبكل كتاب أنزله الله عز وجل ، وكل رسول أرسله إليه ، وبكل برهان أظهره الله عز وجل ، وبآلاء الله وعزة الله ، وقدرة الله ، وجلال الله ، وقوة الله ، وعظمة الله ، وسلطان الله ، ومنعة الله ، ومن الله ، وحلم الله ، وعفو الله ، وغفران الله ، وملائكة الله ، وكتب الله ، وأنبياء الله ، ورسل الله ، ومحمد رسوله صلى الله عليه وآله ، وأعوذ بالله من غضب الله وعقابه ، وسخط الله ونكاله ، ومن نقمته ، وإعراضه ، وصدوده ، وخذلانه ، ومن الكفر والنفاق ، والحيرة والشرك ، في دين الله ، ومن شر يوم الحشر والنشور ، والموقف والحساب ، ومن شر كل كتاب سبق ، ومن زوال النعمة ، وحلول النقمة ، وتحول العافية ، وموجبات الهلكة ، ومواقف الخزي ، والفضيحة ، في الدنيا والآخرة ، وأعوذ بالله العظيم ، من هوى مرد ، وقرين سوء مكد ، وجار مؤذ ، وغنى مطغ ، وفقر منس ، وأعوذ بالله العظيم من قلب لا يخشع ، ودعاء لا يسمع ، وعين لا تدمع ، وبطن لا يشبع ، ومن نصب واجتهاد يوجبان العذاب ، ومن مرد إلى النار ، وسوء المنظر ، في النفس ، والأهل ، والمال ، والولد ، وعند معاينة ملك الموت ، وأعوذ بالله العظيم ، من شر كل دابة ، هو آخذ بناصيتها ، ومن شر كل ذي شر ، ومن شر ما أخاف وأحذر ، ومن شر فسقة العرب والعجم ، ومن شر فسقة الجن والإنس والشياطين ، ومن شر إبليس ، وجنوده ، وأشياعه ، وأتباعه ، ومن شر السلاطين وأتباعهم ، ومن شر ما ينزل من السماء ، وما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الأرض ، وما يخرج منها ، ومن كل سقم وآفة ، وغم وفاقة وعدم ، ومن شر ما في البر والبحر ، ومن شر الفساق ، والفجار ، والدعار ، والحساد ، والأشرار والسراق ، واللصوص ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم . اللهم ، إني احتجز بك ، من شر كل شئ خلقته ، وأحترس بك منهم .

وأعوذ بالله العظيم من الحرق ، والغرق والشرق ، والهدم ، والخسف ، والمسخ والجنون ، والحجارة ، والصيحة ، والزلازل ، والفتن ، والعين ، والصواعق ، والجذام ، والبرص ، والآفات ، والعاهات ، وأكل السبع وميتة السوء ، وجميع أنواع البلايا ، في الدنيا والآخرة ، وأعوذ بالله العظيم ، من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون والأنبياء المرسلون ، وخاصة مما استعاذ به رسولك محمد ، وسلم ، أسألك أن تعطيني ، من خير ما سألوا ، وأن تعيذني من شر ما استعاذوا ، وأسألك من الخير كله ، عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، بسم الله ، وبالله ، والحمد لله ، واعتصمت بالله ، وألجأت ظهري إلى الله ، وما توفيقي إلا بالله ، وما شاء الله ، وأفوض أمري إلى الله ، وما النصر إلا من عند الله ، وما صبري إلا بالله ، ونعم القادر الله ، ونعم النصير الله ، ولا يأتي بالحسنات إلا الله ، وما يصرف السيئات إلا الله ، ولا يسوق الخير إلا الله ، وإن الامر كله بيد الله ، وأستكفي بالله ، وأستعين بالله ، وأستقيل الله ، وأستغيث بالله ، وصلى الله على محمد رسول الله وعلى أنبياء الله ، وعلى رسل الله ، وملائكة الله ، وعلى الصالحين ، من عباد الله ، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ، إن الله قوي عزيز ، لا يضركم كيدهم شيئا ، إن الله بما يعملون محيط ، واجعل لنا من لدنك وليا ، واجعل لنا من لدنك نصيرا ، إذا هم قوم أن يبسطوا إليك أيديهم فكف أيديهم عنكم ، والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، وزادكم في الخلق بسطة ، له معقبات من بين يديه ، ومن خلفه ، يحفظونه من أمر الله ، رب أدخلني مدخل صدق ، وأخرجني مخرج صدق ، وأجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ، وقربناه نجيا ، ورفعناه مكانا عليا ، سيجعل لهم الرحمن ودا ، وألقيت عليك محبة مني ، ولتصنع على عيني ، إذ تمشي أختك فتقول : هل أدلكم على من يكفله ، فرجعناك إلى أمك ، كي تقر عينها ولا تحزن ، وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ، وفتناك فتونا ، لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، لا تخف إنك من الآمنين ، لا تخف إنك أنت الاعلى ، لا تخاف دركا ولا تخشى ، لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ، لا تخف إنا منجوك وأهلك ، وينصرك الله نصرا عزيزا ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شئ قدرا ، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ، ولقاهم نصرة وسرورا ، وينقلب إلى أهله مسرورا ، ورفعنا لك ذكرك ، يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله .

ربنا أفرغ علينا صبرا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين ، الذين قال لهم الناس ، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا ، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ، لم يمسسهم سوء ، ربنا ظلمنا أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا ، وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراما ، إنها ساءت مستقرا ومقاما ، ربنا ما خلقت هذا باطلا ، سبحانك ، فقنا عذاب النار ، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل ، وكبره تكبيرا ، وما لنا ألا نتوكل على الله ، وقد هدانا سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المتوكلون ، إنما أمره ، إذا أراد شيئا ، أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ ، وإليه ترجعون ، أو من كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نورا ، يمشي به في الناس ، هو الذي أيدك بنصره ، وبالمؤمنين ، وألف بين قلوبهم ، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم ، إنه عزيز حكيم .

سنشد عضدك بأخيك ، ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما ، بآياتنا ، أنتما ومن اتبعكما الغالبون ، على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، إني توكلت على الله ، ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، فستذكرون ما أقول لكم ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ، حسبي الله . لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، رب مسني الضر ، وأنت أرحم الراحمين . لا إله إلا أنت ، سبحانك ، إني كنت من الظالمين .

بسم الله الرحمن الرحيم

آلم ، الله لا إله إلا هو ، الحي القيوم ، آلم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ، ولا نوم ، له ما في السماوات ، وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده ، إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه ، إلا بما شاء ، وسع كرسيه السماوات والأرض ، ولا يؤده حفظهما ، وهو العلي العظيم .

لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ، ويؤمن بالله ، فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها ، والله سميع عليم ، شهد الله ، أنه لا إله إلا هو ، والملائكة ، وأولو العلم ، قائما بالقسط . لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الاسلام ، قل : اللهم ، مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شئ قدير ، تولج الليل في النهار ، وتولج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت ، وتخرج الميت ، من الحي ، وتزرق من تشاء بغير حساب ، ربنا لا تزغ قلوبنا ، بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب ، لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله ، لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ، إن ربنا لغفور شكور ، الذي أدخلنا دار المقامة ، من فضله ، لا يمسنا فيها نصب ، ولا يمسنا فيها لغوب ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين ، فلله الحمد ، رب السماوات والأرض ، رب العالمين ، وله الكبرياء في السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم ، فسبحان الله حين تمسون ، وحين تصبحون ، وله الحمد في السماوات والأرض ، وعشيا وحين تظهرون ، يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، ويحيي الأرض ، بعد موتها ، وكذلك تخرجون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ ، وإليه ترجعون ، إن ربكم الله ، الذي خلق السماوات والأرض ، في ستة أيام ثم استوى على العرش .

يغشى الليل النهار ، يطلبه حثيثا ، والشمس والقمر ، والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ، ادعوا ربكم تضرعا ، وخيفة ، إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، وادعوه خوفا وطمعا ، إن رحمة الله قريب من المحسنين ، الذي خلقني ، فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ، ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتني ثم يحيين ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ، واجعل لي لسان صدق في الآخرين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لأبي إنه كان من الضالين ، ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ، وجعل الظلمات ، والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا ، إن إلهكم لواحد ، رب السماوات والأرض ، وما بينهما ، ورب المشارق ، إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ، وحفظا من كل شيطان مارد ، لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ، ويقذفون من كل جانب دحورا ، ولهم عذاب واصب ، إلا من خطف الخطفة ، فأتبعه شهاب ثاقب ، يا معشر الجن والإنس ، إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض ، فأنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان . فبأي آلاء ربكما تكذبان . يرسل عليكما شواظ من نار ، ونحاس ، فلا تنتصران ، بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله ، فاطر السماوات والأرض ، جاعل الملائكة رسلا ، أولي أجنحة ، مثنى وثلاث ، ورباع ، يزيد في الخلق ، ما يشاء ، إن الله على كل شئ قدير ، ما يفتح الله للناس ، من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده ، وهو العزيز الحكيم ، إن الفضل بيد الله ، يؤتيه من يشاء ، والله واسع عليم ، يختص برحمته من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ، وننزل من القرآن ، ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا . أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه ، وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، أفلا تذكرون ، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ، وسمعهم ، وأبصارهم ، وأولئك عن الغافلون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ، ومن خلفهم سدا ، فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه أنيب ، ولا تحزن عليهم ، ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا ، والذين هم محسنون ، وقال الملك : إئتوني به أستخلصه لنفسي . فلما كلمه قال : إنك اليوم لدينا مكين أمين ، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ، فسيكفيكهم الله ، وهو السميع العليم ، إني توكلت ، على الله ربي ، وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، وإلهكم إله واحد ، لا إله إلا هو ، الرحمن الرحيم ، ذلكم الله ربكم خالق كل شئ ، فاعبدوه ، وهو على كل شئ وكيل ، قل هو ربي ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت وإليه مآب ، يا أيها الناس اذكروا ، نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله ، يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو ، فأنى تؤفكون ؟ ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين .

هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين . الحمد لله رب العالمين ، رب المشرق والمغرب ، لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا . ربنا أفرغ علينا صبرا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين ، لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ، هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة ، هو الرحمن الرحيم ، هو الله ، لا إله إلا هو الملك القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز الجبار ، المتكبر ، سبحان الله عما يشركون ، هو الله ، الخالق ، البارئ ، المصور ، له الأسماء الحسنى ، يسبح له ما في السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم ، بسم الله الرحمن الرحيم . قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، بسم الله الرحمن الرحيم .

قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، بسم الله الرحمن الرحيم . قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس .

اللهم ، من أراد بي شرا ، وبأهلي شرا ، وبأسا ، وضرا ، فاقمع رأسه ، واصرف عني سوءه ، ومكروهه ، واعقد لسانه ، واحبس كيده ، واردد عني إرادته ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما هديتنا به من الكفر ، أفضل ما صليت ، على أحد من خلقك . وصل على محمد وآل محمد ، كما ذكرك الذاكرون ، واغفر لنا ، ولآبائنا ، ولأمهاتنا ، وذرياتنا ، وجميع المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الاحياء منهم والأموات ، وتابع بيننا ، وبينهم بالخيرات ، إنك مجيب الدعوات ، ومنزل البركات ، ودافع السيئات ، إنك على كل شئ قدير . اللهم ، إني أستودعك ، ديني ودنياي ، وأهلي ، وأولادي ، وعيالي ، وأمانتي ، وجميع ما أنعمت به علي ، في الدنيا والآخرة ، فإنه لا يضيع صنايعك ، ولا تضيع ودايعك ، ولا يجيرني منك أحد ، اللهم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار . . " .

لقد احتجب الإمام ، وتسلح بهذا الدعاء الشريف ، لحمايته من فرعون هذه الأمة ، الذي جهد في ظلم عترة النبي ، والتنكيل بهم ، وببركة هذا الدعاء ، صرف الله عن الامام ، بغي المنصور وكيده ، ومن الجدير بالذكر ، أن هذا الدعاء ، من أجل أدعية أهل البيت ، وقد قال فيه الشيخ ابن الفضل بن محمد : إن هذا الدعاء ، من أسنى التحف ، وأجل الهبات ، فمن وفقه الله عز وجل لقراءته ، صبيحة كل يوم ، حفظه الله ، من جميع البلايا ، وأعاذه من شر مردة الجن ، والانس ، والشياطين ، والسلطان الجائر ، ومن شر الأمراض والآفات ، والعاهات كلها ، وهو مجرب بشرط أن يخلص لله عز وجل .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>