الصفحة 364
سماء الدنيا) (وأن اله يُرى) (وأن الله يضع قدمه) وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى. أي لا نكيفها ولانحرفها بالتأويل. فنقول معناها كذا، ولا نرد منها شيئاً)(1)..

هذه هي منجيتهم مع الأحاديث، لا يردون منها شيئاً ويصدقون بكل شيء، وما يتذرعون به من تبريرات واهية، تضحك الثكلى، لأن إثبات هذه الأحاديث هو عين إثبات التجسيم والتشبيه، وقد تطرف بعضهم من الحشوية، وأثبت فعلاً الجسمية لله سبحانه وتعالى.

قال الشهرستاني: (أما مشبهة الحشوية فقد أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة، وأن المسلمين المخلصين يعانقونه سبحانه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة إلى حد الإخلاص)(2).

نماذج من أحاديث التجسيم:

وإليك مجموعة الروايات كنموذج وليس للحصر، وقد اخترتها من كتاب اسنة الذي رواه عبد الله من أبيه أحمد بن حنبل وكتاب التوحيد لابن خزيمة:

1ـ روى عبد الله بن أحمد بإسناده قال: قال رسول الله (ص): (حك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره قال: قلت: يا رسول الله أو يضحك الرب؟ قال: نعم. قلت لم نعدم من رب يضحك خيراً)(3) وغيرها من الروايات التي تثبت الضحك لله سبحانه وتعالى.

2ـ (قال عبد الله: قرأت على أبي.. ثم ذكر الإسناد إلى سعيد بن جبير: أنهم يقولون: إن الأرواح ما ياقوته، لا أدري أقال حمراء أم لا؟ وأنا

____________

1- في عقائد الإسلام ـ من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص155.

2- الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص105.

3- كتاب السنة ص54.


الصفحة 365
اقول سعيد بن جبير يقول: إنها كنت من زمردة وكتابتها الذهب وكتبها الرحمن بيده ويسمع أهل السموات صرير القلم)(1).

3ـ قال: حدثني أبي.. بإسناده عن أبي عطاق قال: (كتب الله التوارة لموسى بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة في الألواح من در، يسمع صريف القلم ليس بينه وبينه إلا الحجاب)(2).

فهل تفهم من هذه الروايات غير التجسيم المحض والتشبيه الظاهر، كذب من يؤمن بهذه الأحاديث ولا يتخيل ربه ويتصوره بل هم يتصورونه ويتوهمونه.

وقد حدث يوماً نقاش بين أخي وأحد مشايخ الوهابية ـ الذين هم الامتداد الطبيعي لعقائد الحنابلة ـ وكان النقاش يدور حلول الصفات الإلهية، فينزه أخي الله عن هذه الصفات، وثبت له بكل الطرق فساد تلك المعتقدات، ولكن من غير جدوى، وأخيراً وجه له أخي سؤالاً قائلاً:

إذا أثبت له سبحانه هذه الصفات من مكان وجهه، ويدين ورجلين وعينين.. وإلى آخر ما يصفون به ربهم ألا يمكن أن يتصوّره الإنسان ويتخيله؟ بل حتماً يتخيله لأن نفس الإنسان مجبولة على التصور والتخيل بعد الوصف، فكان جوابه مفصحاً عن تمام عقيدته في التجسيم والتصوير، قال: (تخيله وتصوره ولكن لا تخبر به..!!

فقال له أخيك ما هو الفرق بين أن تضع أمامك صنماً وتعبده، وبين أن تتخيل صنماً وتعبده؟

فقال: هذا كلام الروافض قبحهم الله، يؤمنون بالله ولا يصفونه بهذه الصفات، فهم يعبدون رباً غير موجود..

____________

1- كتاب السنة ص76.

2- المصدر السابق.


الصفحة 366
قال له أخي: إن الله الحق هو الذي لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار لا يؤين بأين ولا يكيف بكيف، ولا يقالله لما وكيف لأنه هو الذي اين الاين وكيف الكيف، فكل ما لا تتصوره هو الله، وكل ما يتصور هومخلوق، فقد تعلمنا من ائمة أهل البيت عليهم السلام قولهم: (كل ماتصورتمه في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم، مردود عليكم) فتمام معرفة الله هوبالعجز عن معرفته.

فقال غاضباً: نحن نثبت ما اثبته الله لنفسه وكفى.

ثم انظر كيف اثبتوا لله سبحانه أصبعاً، قاتلهم الله، ثم يثبتون من الأصابع الخنصر ومن الخنصر ـ والعياذ بالله ـ المفل، كما ذكر ابن خزيمة في كتاب التوحيد، قال بإسناده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): لما تجلى ربه للجبل رفع خنصره وقبض على مفصل منها فانساخ الجبل، فقال له حميد: أتحدث بهذا؟ فقال: حدثنا أنس عن لنبي (ص) وتقول لا تحدث به؟(1).

وروى ابن حنبل عن أبيه مثل هذا الخبر بإسناده عن أنس، عن النبي (ص): (فلما تجلى ربه للجبل قال هكذا.. وأشار بطرف الخنصر يحكيه)(2).

ماذا تفهم من هذا أيها القارئ اللبيب؟

أثبتوا لله يداً ولليد أصبعاً، ومن الأصابع الخنصر، ثم قالوا للخنصر مفصل..!!! وقِفْ عند ذلك حتى نكمل لك الصورة.

فقد أثبتوا أن لله ذراعين وصدراً، قال عبد الله حدثني أبي.. وذكر الإسناد عن عبد الله بن عمرو قال: خلقت الملائكة من نور الذراعين والصدر)(3).

____________

1- كتاب التوحيد ص113.

2- كتاب السنة ص65.

3- المصدر السابق ص190.


الصفحة 367
وقال بإسناده عن أبي هريرة عن رسول الله (ص): (إن غلظ جلد الكافر اثنان وسبعون ذراعاً بذراع الجبار، وضرسه مثل ذلك)(1).

ويفهم أيضاً من هذا الحديث بالإضافة إلى الصدر والذراعين أن الراعين لهما طول محدد، وإلا لا يمكن أن يكونا مقياساً للطول.

ولم يقفوا عند هذا الحد بل جعلوا لله رجلاً.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): (يُلقى في النار فتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه أو رجله عليها فتقول: قط قط)(2).

وروى ابن خزيمة عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) قال: (وأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله فيها، فتقول قط قط، فهنالك تمتلئ)(3).

وبعد ذلك تعال معي أيها القارئ الكريم لكي ترى أنهم تجاوزوا ذلك وأثبتوا لله نفساً، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده إلى أبي بن كعب قال: (لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن)(4).

فماذا تبقى حتى تكتمل الصورة، وخاصة بعدما أثبتوا له وجه. هل الكلام والصوت؟!

قد أثبتوه بل شبهوه بصوت الحديد..

قال عبد اله بن أحمد بسنده: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا)(5).

____________

1- المصدر السابق.

2- المصدر السابق ص184.

3- المصدر السابق ص184.

4- السنة ص190.

5- السنة ص71.


الصفحة 368
ثم أثبتوا لله ثقلاً ووزناً ولذلك يسمع الكرسي صوت أطيط إذا جلس عليه، وإذا لم يكن له وزن فما معنى الأطيط؟

روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن عمر قال: (إذا جلس على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد)(1) أي كصوت سرج الناقة بالراكب الثقيل.

وقال بإسناده إلى عبد الله بن خليفة قال: (جاءت امرأة إلى النبي (ص) فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب، وقال: وسع كرسيه السموات والارض، إنه ليقعد عليه فما يفضل منه غلا قيد أربع اصابع وإن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا رُكب)(2).

وزاد بن خزيمة: (من ثقله)(3).

وتكتمل الصورة الدرامية بذلك فيكون الله إنساناً له من الصفات ما للإنسان من جسمية ومحدودية وأعضاء وتراكيب، وهذا هو الظاهر وإن تنكروا عليه بل صرحوا بأكثر من ذلك:

جاء في الحديث خلق الله آدم على صورته طوله سبعون ذراعاً.

ويثبتون له إمكانية الرؤية والنظر إليه، كما روى ابن خزيمة بإسناده إلى ابن عباس أن النبي (ص) قال: (رأيت ربي في أحسن صوره، فقال: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك، قال: فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: يا رب لا أدري، قال: فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب)(4).

____________

1- السنة ص79.

2- السنة ص80.

3- التوحيد ص106.

4- التوحيد ص217.


الصفحة 369
وقال بإسناده.. إن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله: هل رأى محمد (ص) ربه؟ فأرسل إليه عبد الله بن عباس: أن نعم. فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله عن كيف رآه؟ قال: فأرسل أنه رآه في روضة خضراء دون فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربة من الملائكة. لك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد)(1).

وهذا غيض من فيض، ونكتفي بهذا القدر من عقائد الحنابلة ومن لف لفهم، في صفات الله سبحانه وتعالى، وتجاوزنا بقية معتقداتهم الأخرى، وما ذكرناه كاف لفضح عقائدهم.

وعندما رأى بعض الحنابلة قبيح ما صنعوا حاولوا أن يبرروا ذلك ويتذرعوا بقولهم: بلا كيف.

وقد اعتمد الأشعري هذا التبرير، فيقول في كتابه الإبانة ص18: 0إن لله سبحانه وجههاً بلا كيف، كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وإن له يدين بلا كيف، كما قال (خلقت بيدي).

وقد صدق فيهم قول الشاعر:


قد شبهوه بخلقه وتخوفواشنع الورى فتستروا بالبلكفه(2)

ومن الواضح لكل صاحب عقل سليم أن هذا التبرير لا يغير في وجه القضية لأن الجهل بالكيفية لا يفيد شيئاً، ولا يرجع إلى معنى صحيح وهو أقرب على الإبهام والألغاز، لأن إثبات هذه الألفاظ بمعانيها الحقيقة هو عين إثبات الكيفية لها، لأن الألفاظ قائمة بنفس كيفيتها، وإجراء هذه الصفات

____________

1- التوحيد ص198.

2- أي بلا كيف.


الصفحة 370
بمعانيها المتعارفة هو عين التجسيم والتشبيه، والاعتذار بقولهم: بلا كيف لا يتعدى أن يكون لقلقة لسان.

وأذكر يوماً كنت أناقش أحد أساتذتي في الجماعة حول أستواء الله على العرش، وعندما ضاق بي ذرعاً قال: نحن نقول ما قاله السلف: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة).

قلت له: لم تزد في الأمر إلا إبهاماً، وفسرت الماء بعد الجهد بالماء.

قال: كيف ـ وقد احتد النقاش.

قلت: إذا كان الاستواء معلوماً، فالكيف أيضاً معلوم.

وإذا كان الكيف مجهولاً، فكذلك الاستواء مجهول ولا ينفصل عنه، فالعلم بالاستواء هو عين العلم بالكيفية، والعقل لا يفرق بين وصف الشيء وبين كيفيته، لأنهما شيء واحد.

فإذا قلت فلان جالس، فعلمك بجلوسه هو علمك بكيفيته فأنت عندما تقول الاستواء معلوم فنفس العلم بالاستواء هو العلم بالكيفية وغلا يكون في كلامك تناقض، بل هو التناقض بذاته. فتكون عالماً بالاستواء وفي نفس الوقت غير عالم بالكيفية.

.. فسكت مدة ولم يحر جواباً، ثم اعتذر أنه على عجل واستأذن وذهب. فكل ما يقولونه من عدم الكيف مع إجراء المعاني الحقيقية للألفاظ هو تناقض وتهافت، وكذلك قولهم أن لله يداً حقيقية، لكن لا كالأيدي كلام ينقض آخره أوله والعكس، لأن اليد بالمعنى الحقيقية لها تلك الكيفية المعلومة، ونفي الكيفية منها هو حذف لحقيتها.

وإذا كانت هذه الألفاظ الجوفاء تكفي لإثبات التنزيه لله عز وجل فيمكن أن يقال، إن لله جسماً بلا كيف ولا كالأجسام وله دم بلا كيف ولحم وشعر.. بلا كيف.


الصفحة 371
حتى قال أحد المشبهة: (إنما استحييت عن إثبات الفرج واللحية واعفوني عنهما واسالوا عما وراء ذلك)شنع الورى فتستروا بالبلكفه(1).

ولا يُفهم من ذلك أننا نؤمن بالتأويل في مثل هذه الايات فلا يجوز تأويل ظاهر الكتاب والسنة بحجة أنها تخالف العقل بل ليس في القرآن والسنة ما يخالف العقل، وما يتبادر من الظاهر أنه مخالف للعقل، ليس بظاهر وإنما يتخيلونه ظاهراً.

وفي مثل هذه الآيات لا يحتاج الامر إلى تأويل، لأن اللغة تنقسم في دلالاتها المعنوية إلى قسمين:

1 ـ دلالة إفرادية.

2 ـ دلالة تركيبية.

فقد يختلف المعنى الإفرادي عن المعنى التركيبي إذا كان هناك قرينة تصرفه إلى ذلك، ويكون موافقاً إذا لم توجد قرينة تصرفه عن المعنى الإفرادي فمثلاً: عندما نقول: أسد ـوهو مفرد ـ يتبادر إلى الذهن ذلك الحيوان المفترس الذي يعيش في الغابة، ويفهم أيضاً نفس هذا المعنى في حالة التركيب إذا لم تكن هناك قرينة مثل قولك: رأيت أسداً يأكل فريسته في الغابة.

ويتغير هذا المعنى تماماً إذا قلنا في الجملة التركيبية:

رأيت أسداً يقود سيارة

فيكون المقصود منه ذلك الرجل الشجاع، وهذا ديدن العرب في فهم الكلام فعندما يقْول الشاعر:


أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةفتخاءُ تنفر من صفير الصافر

____________

1- الشهرستاني ج1 ص105.


الصفحة 372
فلا يمكن أن نفهم منه إلا ذلك الرجل الذي يتظاهر بالشجاعة أمام الضعفاء ويفر جبناً إذا لاقى الأعداء.

والذي يفهم هذا الكلام لا يمكن أن نسميه مؤولاً للنص خارجاً عن ظاهر الكلام.

وهكذا الحال في مثل هذا الآيات، فعنما يقول تعالى مثلاً (يد الله فوق أيديهم) فيكون معنى اليد القدرة من غير تأويل، كالذي يقول وإن كان سلطاناً مقطوع اليد وكذلك في بقية الآيات. نثبت المعنى التركيبي الذي يظهر من خلال بقية السياق ولا نجمد على المعنى الحرفي الفردي من غير تأويل أوتحريف، وهذا هو العمل بالظاهر ولكن الظاهر التي تظهر من بقية السياق.

وهؤلاء الحنابلة يضلون العامة بالظاهر الفردية دون الاجماعية التركيبية.

وبهذه الطريقة تكون ظاهر الكتاب والسنة حجة لا يجوز العدول عنها ولا يجوز لأحد تأويلها، بعد إمعان النظر في القرآن المتصلة والمنفصلة، والذي يحتج بالظاهر الفردية الحرفية فقد ضل وغفل عن كلام العرب.

وقبل أن نودع أحمد بن حنبل وعقائده، أحببنا أن نطلع القارئ الكريم على كلمات أهل البيت وأحاديثهم في صفات الله، لكي تعرف أن هذا النور الذي يصدر من كلماتهم هو من مشكاة القرآن الكريم، وأن عظم المأساة التي تعرض لها الفكر الإسلامي بنتاج طبيعي لابتعادنا عن هذه الكلمات وأئمة أهل البيت، وصدق الإمام الصادق (ع) عندما قال: (لو عرف الناس محاسن كلامنا لأتبعونا).


الصفحة 373
وأنقل إليك هذه الكلمات من كتاب التوحيد للشيخ الصدوق، وهو كتاب ضخم حوى جواهركلمات أهل البيت في باب التوحيد، وأطلب من القارئ الكريم أن يتدير في هذه الكلمات بعين البصيرة والفهم، ثم يقارن بينها ويبن ما جاء في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، أو أي كتاب عند أهل السنة جمعت فيه أحاديث التوحيد وصفات الله سبحانه وتعالى.


الصفحة 374

خطبة رسول الله (ص)

(الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانياً، وفي أزليته متعظماً بالإلهية، متكبراً بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق بشيء مما خلقن ربنا القديم بلطف ربوبيته وبعلم خبره فتق وبأحكام قدرته خلق جميع ما خلق، وبنور الاصباح فلقن فلا مبدل لخلقه، ولا مغير لصنعه، ولا معصب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مستراح عن دعوته ولا زوال لملكه ولا انقطاع لمدته، وهو الكينون أولاً والديموم أبدأً، المحتجب بنوره دون خلقه في الأفق الطامح، والعز الشامخ والملك الباذخ، فوق كل شيء علا، ومن كلا شيء دنا، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى. وهو بالمنظر الأعلى فأحب الاختصاص بالتوحيد إذ احتجب بنوره، وسما في علوه، واستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلقه ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وابتعث فهم النبيين مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من يا عن بينة، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعدما أنكروا، ويوحدوه بالإلهية بعدما عضدوا)(1).

____________

1- التوحيد للشيخ الصدوق ص44 الحديث رقم 4.


الصفحة 375

حديث الرضا (ع)

عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: (قلقيته (ع) على الطريق عند منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق فسمعته يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع.

فتلطفت في الوصول إليه فوصلت فسلمت فرد علي السلام ثم قال: يا فتح من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن اسخط، ومن أسخط الخلاق فقمن أن يسلط عليه سخط المخلوق، وإن الخالق لا يوصف غلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام ن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به؟ جل عما وصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب فينا يه، فهو في بعده قري، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال له: كيف وأين الأين فلا يقال له: أين. إذ هو مبدع الكيفوفية والاينونية. يا فتح كل جسم مغذّى بغذاء إلا الخالق الرزاق، فإنه جسم الأجسام، وهو ليس بجسم ولا صورة، لم يتجزأ، ولم يتناه، ولم يتزايد، ولم يتناقص، مبرء من ذات ما ركب في ذات من جسمه، وهو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الاحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام، ومصور الصور، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق، ولا الرازق من المرزوق، والمنشيء من المنشأ، لكنه المنشيء، فرق بين من جسمه وصورة وشيأه وبينه إذ كان لا يشبهه شيء.


الصفحة 376
قلت: فالله واحد والإنسان واحد، فليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال: أحلت ثبتك الله إنما التشبيه في المعاني فأما في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمى، وذلك أن الإنسان وإن قيل واحد فإنه يخبر أنه جثة واحدة وليس باثنين، والإنسان نفسه ليس بواحد، لأن أعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء مجزأة ليس سواء دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق، فالإنسان واحد في الاسم، لا واحد في المعنى والله جل جلاله واحد لا واحد غيره، ولا اختلاف فيه ولا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف فمن أجزاء مختلفة وجواهر شتى غي أنه الاجتماع شيء واحد.

قلت: فرجت عني فرج اله عنك، غير أنك قلت: السميع البصير، سميع بالاذن وبصير بالعين؟ فقال: إنه يسمع بما يبصر، ويرى بما يسمع، بصير لا بعين مثل عين المخلوقين، وسميع لا بمثل سمع السامعين، لكن لما لم يخف عليه خافية من أثر الذرة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلمات تحت الثرى والبحار قلنا: بصير، لا بمثل عين المخلوقين، ولما لم يشتبه عليه ضروب اللغات ولم يشغله سمع عن سمع قلنا: سميع، لا بمثل سمع السامعين..)(1).

____________

1- المصدر السابق ص61


الصفحة 377

خطبة أمير المؤمنين (ع)

الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء كَوَّن ما قد كان، مُستشهدٍ بحدوث الاشياء على أزليته وبما وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامة، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، ولا له شبه مثال فيوصف بكفية ولم ولم يغب عن علمه شيء فيعلم بحيثية، مبائن لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن الادراك بما ابتدع من تصريف الذوات وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات، محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده وعلى عوامق ناقبات الفكر تكييفه، وعلى غوائص سابحات الفطر تصويره لا تحويه الاماكن لعظمته، ولا تذرعه المقادير لجلالته، ولا تقطعه المقائيس لكبريائه، ممتنع عن الاوهام أن تكتنهه، وعن الأفهام أن تستغرقه وعن الاذهان أن تمثله، قد يئست من استنباط الاحاطة به طوامح العقول، ونضبت عن الاشرة إليه بالاكتناه بحار العلوم، ورجعن بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم، وأحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد، ليس يجنس فتعادله الأجناس، ولا بشبح فتضارعه الأشباح، ولا كالاشياء فتقع عليه الصفات، قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه، وتحيرت الأوهام عن إطاحة ذكر أزليته، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته، مقتدر بالآلاء وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء يُخْلِقه ولا

الصفحة 378
وصف يحيط به، قد خضعت له ثوابت الصعاب في محل تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأشباب في منتهى شواهق اقطارها مستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته وبعجزها على قدرته، وبفطورها على قدمته، وبزوالها على بقائه، فلا لها محيص عن إدراكه إياها، والخروج من إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها ولا امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان الصنع لها آية، وبمركب الطبع عليها دلالة وبحدوث الفطر عليها قدمة وبإحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حد منسوب، ولا له مثل مضروب، ولا شيء عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً..


الصفحة 379

ثانياً: مرحلة ابن تيمية، احمد بن عبد الحليم:

بعد انتشا العقائد الاشعري، التي عمت معظم البلدان الاسلامية حتى أصبحت المذهب الرسمي في الأصول لجمهور المسلمين، قل ذكر ابن حنبل وتحجم مذهبه العقائدي حتى ظهر ابن تيمية الذي ولد سنة 661هـ في بيت المشيخة الحنبلية وفي وحد من أم معاقل الحنابلة في مدينة حران، نشأ في هذه الاسرة وتتلمذ على يد والده الذي أفرد له كرسياً في دمشق بعد هجرته إليها، ودرس على آخرين علوم الحديث والرجال واللغة والتفسير والفقه والأصول، وبعد وفاة والده ترأس ابن تيمية حلقة التدريس، وكانت هذه فرصته ليعيد لعقائد الحنابلة أمجادها، فاستغل هذا المنبر في التكلم في صفات الله، ذاكراً براهين تناصر عقيدة القائلين بالتجسيم، ظهر هذا الامر واضحاً عندما جاب على أسئلة حماه عندما كتبوا غليه يسألونه عن آيات الصفات مثل قوله (الرحمن على العرش استوى) وقوله (ثم استوى إلى السماء) ومثل قوله (ص): (إن قلب ابن آدم بين اصبعين من اصابع الرحمن) فأجابهم برسالة طويلة، سميت بالعقيدة الحموية، كشف فيها عن اعتقاده بالتجسيم والتشبيه، من غير أن يفصح بذلك، تستراً بألفاظ وكلمات لو رفعت لظهر واقع الأمر، فأحدثت هذه الرسالة ضجة في أوساط العلماء، وأنكروا عليه ذلك، فاحتمى بأمير دمشق الذي انتصر له، وينقل ابن كثير في ذلك: (كان وقع في دمشق محنة للشيخ تقي الدين ابن تيمية، وقام عليه جماعة من الفقهاء، وأرادوا إحضاره إلى مجلس القاضي جلال الدين الحنفي فلم يحضر، فنودي في البلد في العقيدة التي كان قد سأله عنها أهل حماه المسماة بـ (الحموية)،

الصفحة 380
فانتصر له الأمير سيف الدين جاعان، وأرسل يطلب الذين قاموا عليهن فاختفى كثير منه، وضرب جماعة ممن نادى على العقيدة فسكت الباقون)(1).

وهكذا سكت العلماء عن العقائد المنحرفة بقوة السلطان، فوجد ابن تيمية مجاله ليتحدث كيف يشاء، وقد نقل لنا شاهد عيان اعتقاد اين تيمية في الله، وهو ذلك الرحالة الشهير ابن بطوطة، فصادف أن حضر يوماً درس اين تيمية في المسجد الأموي، قال: وكنت إذ ذلك بدمشق فحضرت يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع، ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من المنبر.

فعارضه فقيه مالكي، يعرف بابن الزهراء وأنكر عليه ما تكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عممته وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه على دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعززه بعد ذلك(2).

وذكر هذه المقولة لابن تيمية ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ج1 ص154 ويظهر لك جلياً من ذلك تعصبه الشديد للمثبتين للصفات حتى وصل به الحد أن يتشبه بالله سبحانه، وهذا هو الكفر والزندقة بعينه.

وقد تستر على هذه العقائد بقوله أنها عقائد السلف وما جرى عليه أمر المسلمين، فيفتري على السلف ويتستر بهم ليواري سوء عقيدته، مع العلم أن غطاء السلف قد حاول الحنابلة من قبل التلحف به، ولكن من غير جدوى لكثرة المذاهب العقائدية التي كانت قبل أحمد وبعده، وهذه

____________

1- البداية والنهاية ج14 ص5ـ 4، أحداث سنة 698هـ.

2- رحلة ابن بطوطة ص95.


الصفحة 381
الاختلافات تؤكد على عدم وحدة المسلمين على عقيدة واحدة، وكل من المذاهب يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذلك.

ويكذب الشهرستاني ادعاء ابن تيمية لمذهب السلف كما ذكر في الملل والنحل: (ثم إن جماعة من المتأخرين زادوا على ما قاله السلف فقالوا: هذه الايات لا بد من إجرائها على ظاهرها، والقول بتفسيرها كما وردت من غير تعرض للتأويل ولا توقف في الظاهر ـ كما فعل ابن تيمية ـ فوقعوا في التشبيه الصرف، وذلك على خلاف ما اعتقده السلف. ولقد كان التشبيه صرفاً خالصاً في اليهود لا في كلهم، بل لعلها القراء أو القرائين منهم، إذ وجدوا في التوراة ألفاظاً كثيرة تدل على ذلك)(1).

وقد خدع بن تيمية العامة بإطلاقاته الكثيرة مثل قوله: (أما الذي أقوله الآن وأكتبه، وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس: إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويله، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد على ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات يخلاف مقتضاها المفهوم المعروف)(2).

وبهذا الاطلاق يصدّق العوام مقالته، وبقليل من المراجعة في كتب التفاسير المأثورة يظهر لنا كذب ابن تيمية، إما في عدم مراجعته للتفاسير أو في الادعاء بعدم وجود تأويل في آيات الصفات من الصحابة، وأكتفي لك بالشواهد:

____________

1- الملل والنحل ص84.

2- تفسير سورة النور، ابن تيمية ص178 ـ 179.


الصفحة 382
إذا راجعنا تفسير الطبري، والذي يصفه ابن تيمية بقوله: ليس فيه بدعة، ولا يروي عن متهمين(1).

وعندما نراجع فيه آية الكرسي التي اعتبرها ابن تيمية من أعظم آيات الصفات، كما في الفتاوي الكبيرة ج6 ص322.

يورد الطبري روايتين بالإسناد إلى ابن عباس، في تفسير قوله تعالى (وسع كرسيه السموات والارض).

قال: اختف أهل التأويل في معنى الكرسي، فقال بعضهم هو علم الله تعالى ذكره، وذكر من قال ذلك بإسناده عن أن ابن عباس قال: كرسيه علمه.

ورواية أخرى بإسناده عن ابن عباس أيضاً، قال: كرسيه علمه، ألا ترى في قوله (ولا يؤوده حفظهما)(2).

انظر وتعجب، في الكذب المحض، فهو يقول: (أن السلف لم يختلفوا في شيء من الصفات والطبري يقول: (اختلف أهل التأويل) ويطلق ابن تيمية قوله: (لم أجد إلى ساعتي هذه أحداً من الصحابة تأول شيئاً من آيات الصفات) رغم ادعائه أنه راجع مائة تفسير، والطبري يذكر روايتين عن ابن عباس.

وإليك الشاهد الثاني: من نفس تفسير الطبري، في تفسير قوله تعالى: (وهو العلي العظيم).

يقول الطبري: واختلف أهل البحث في معنى قوله (وهو العلي العظيم) فقال بعضهم (يعني بذلك وهوعلي عن النظير والأشباه، أنكروا أن يكون معنى ذلك هو العلي: المكان. وقالوا: غير جائز أن يخلو منه مكان ولا معنى لوصفه بعلو المكان لأن ذلك وصف بأنه في مكان دون مكان)(3).

____________

1- المقدمة في أصول التفسير ص51

2- تفسير الطبري ج3 ص7.

3- تفسير الطبري ج3 ص9.


الصفحة 383
هذا هو قول السلف، ولكن ابن تيمية اختار لنفسه طريقا آخر، فلم يجد من يؤيده فنسبه إلى السلف، فنرى السلف لا يؤمنون بالمكان لله سبحانه، ونرى ابن تيمية يحشد مجموعة من الآيات والأحاديث ليثبت بها مكان الله سبحانه وتعلى في رسالته لأهل حماة، فيصل إلى قوله: (... إن الله سبحانه على العرش استوى، وأنه فوق السماء)(1) ويقصد بذلك المكان.

أما في تفسير ابن عطية الذي يعتبره ابن تيمية أرجح التفاسير فقد أورد ما أورده الطبري من روايات ابن عباس، ثم علق على بعض الروايات التي ذكرها الطبري وتمسك بها ابن تيمية بقوله: (هذه أقوال جهلة مجسمين وكان الواجب ألا تُحكى)(2).

وهذا شاهد أخير في تفسير قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) القصص/88.

وقوله: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) الرحمن/27. التي يثبت بها ابن تيمية الوجه على الحقيقة.

قال الطبري: واختلف في معنى قوله (ألا وجهه) فقال بعضهم معناه كل شيء هالك إلا هو.

وقال آخرون: معنى ذلك إلا ما اريد به وجهه، واستشهدوا بتأويلهم بقول الشاعر


أستغفر الله ذنباً لست محصيهرب العباد إليه الوجه والعمل(3)

ولم يزد على ذلك شيئاً.

____________

1- العقيدة الحموية الكبرآ، مجموع الرسائل الكبرى لابن تيمية ص329 ـ 332.

2- فتح القدير للشوكاني.

3- تفسير الطبري ج2 ص82.


الصفحة 384
وقال البغوي: (إلا وجه) أي إلا هو، وقيل إلا ملكه.

قال ابو العالية: إلا ما أريد به وجهه(1) ولم يزد على ذلك.

وفي الدر المنثور عن ابن عباس قال: المعنى إلا ما يريد به وجهه.

وعن مجاهد: غلا ما أريد به وجهه.

وعن سفيان: إلا ما اريد به وجهه من الأعمال الصالحة.

هذا قول السلف، ولم يزد فيهم واحد على ذلك، فمن أين بعد ذلك لابن تيمية، ن يقول: هذا قول السلف...!

فلا نقول له إلا قوله تعالى: (لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون) آل عمران/61.

(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك ليعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) البقرة/ 159.

.. ولذلك لم يسكت العلماء المعاصرون على قوله، وأفتوا فيه ونفّروا الناس عنه، حتى سجن ومنع من الكتابة داخل السجن، ومات مسجوناً في دمشق لعقائده الفاسدة ولآرائه الشاذة، وقد رد عليها كثير من العلماء والحفاظ، وأرسل إليه الذهبي رسالة يعاتبه فيها على ما جاء به من معتقدات، وهي طويلة نكتفي منها ببعض الشواهد، وقد ذكرها العلامة الاميني بطولها في كتابه الغدير ج7 ص528.. نقلاً عن تكملة السيف الصقيل للكوثري ص190.

: (يا خيبة من اتبعك، فإنه معرض للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطنياً شهوانياً، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه، وفي الباطن عدولك بحاله وقلبه فهل معظم أتباعك إلا بعيد مربوط خفيف العقل.

____________

1- تفسير البغوي.