طرح سؤال بحث

التصنيفات

· عرض جميع التصنيفات

· أسئلة عقائدية
· أسئلة فقهية
· أسئلة حول فضل الله

· الصفحة الرئيسية

أسئلة فقهية: موت الدماغ والموت الشرعي

هل يتحقق الموت الشرعي بموت الدماغ؟!

.
الجواب:
أولاً: إننا إذا شككنا في تحقق الموت بمجرد موت الدماغ، فالعقلاء يحتمون الحكم بلزوم استمرار التعامل معه على أساس أنه حي حتى يثبت موته.
ثانياً: إن ما تترتب عليه الآثار الشرعية هو الموت التام المستغرق. أما الموت الدماغي فلا يكفي لترتب تلك الآثار، ولأجل ذلك لا يجوز أن نبدأ بتشريح جثة الميت بمجرد موت دماغه، وكذا لا يجوز قطع أي من أعضائه، كيده مثلاً، أو أن تقلع عينه، حتى لو أوصى بها لغيره ـ لو صحت الوصية ـ ولا أن تقسم تركته، ولا تبدأ عدة زوجته. ولعل ذلك يرجع إلى استصحاب بقاء الحياة الذي أشرنا إليه، أو إلى أن الموت الذي تترتب عليه الآثار هو هذا الموت الذي يعرفه الناس، أما موت الدماغ فلا يسمونه موتاً.
ثالثاً: هناك حالات ميؤوس منها، مثل حالة العمى، ثم نجد أن الله عز وجل يعيد للأعمى بصره بدعاء، أو بكرامة للإمام [عليه السلام]، وقد يشفى مريض السرطان بابتهال وتهجد. فلماذا لا يعيد الله الدماغ إلى الحياة بدعاء أيضاً؟!
ولو جاز التعامل مع الميت دماغياً معاملة الميت، فلماذا لا يتعامل مع المشلول والأعمى بنفس هذا المنطق أيضاً فتقلع عين الأعمى، وتقطع أعضاء المشلول؟!.. وكل جارحة تعطلت في الإنسان لماذا لا تقتلع، وتستعمل.. لصالح إنسان آخر؟!..
رابعاً: إن هذه الحالات المستعصية تشكل ابتلاء للناس؛ ليظهر مدى تحملهم وقد قال تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ)( سورة العنكبوت: الآية 2). كما أن ذلك يحمل معه مثوبة للمريض ولأهله فلماذا يحرمون منها.
والخلاصة:
أن الله سبحانه قد تعامل مع الناس على أساس أن النفس الذي يتردد في صدر كل إنسان هو حق له ـ وقد عودنا: أنه ما دامت هناك أدنى درجة من الحياة، فإن الله سبحانه يستجيب الدعاء فيه للبشر العاديين.. وقد أفسح المجال للإنسان أيضاً ليستعمل قدراته العلمية فقد ينجح ـ في آخر لحظة ـ في إعادة الحياة للدماغ باكتشاف علاج ناجح لهذه الحالة.. فإن جميع الاحتمالات والخيارات تبقى مفتوحة أمام الإنسان ما لم تحدث الوفاة والموت التام لكل شيء.
والحمد لله رب العالمين..

  • آخر تحديث: 2005-12-18 15:22
  • الكاتب:

    إعداد نسخة للطبع إبلاغ صديق