طرح سؤال بحث

التصنيفات

· عرض جميع التصنيفات

· أسئلة عقائدية
· أسئلة فقهية
· أسئلة حول فضل الله

· الصفحة الرئيسية

أسئلة حول فضل الله: لهذا قلدنا السيد فضل الله

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتحبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد فقد وصلتنا رسالتكم التي نأمل أن تكون فاتحة الحوار البناء لرفع كلمة الحق واستعمال الخير وهجران الشر تعليقا على ما جاء في رسالتكم فاننا نود أن نوضح لكم النقاط التالية: اولا:بالنسبة لصفحة رأي العلماء والمراجع فان العقل والمنطق يقول أن عدد العلماء الذين يتبنون رأيا موحدا ليس دليل على صحة رأيهم ولا قلة هذا العدد دليل على خطا هذا الرأي ثانيا:نحن قلدنا السيد فضل الله بناءا علي ميزات كثيرة منها دراسة المسائل لا سيما الجنسية منها دراسة علمية دقيقة كطلبه التقارير الطبية من اشهر الجامعات ومن أشهر الأطباء والله سبحانه وجد القواعد العلمية والكونية التي هي أساس الحياة ومن المعروف أن الطب في لبنان هو أكثر طب تطورا في الشرق الأوسط لكن مراجعنا الأجلاء لا يتعمقون جدا في الناحية العلمية وربما هذا هو سبب فتاواهم ثالثا:بالنسبة الى تحريك الرسول (ص) الزهراء (ع) برجله فقد شرح السيد وجهة نظرة أن هذه حالة عادية بين كل أب وابنته وإذا كان رأي السيد السيستاني وغيره من العلماء أن هذا يشكل إساءة فان رأينا انه لا يشكل أية إساءة ولكل وجهة نظر لا تبرر إخراجه من المذهب ولا تجريده من اجتهاده و مرجعيته ولا تحريم تقليده رابعا:إن الحسين لا يرضى أن نتعب أجسادنا وندميها وتبقى جامدة عقولنا ولا أن نحز رؤوسنا بالسيوف والسكاكين و نذرف دموع الجسد لا دموع العقل والوعي فهل أن حز الرؤوس وإدماء الظهور سيرفع من الحسين وهو في أعلى المنازل أو تحط من يزيد وهو في ادناها فلنشغل عيوننا إلى جانب عقولنا وليس العكس فمعظم هؤلاء الذين يبكون الحسين لا يملكون ربما فكرة صغيرة عن هدف الحسين و ثورة الحسين خامسا- بالنسبة للنهي عن بكاء الحسين فهذا غير صحيح وخير دليل بكاء السيد نفسه في ذكرى عاشوراء و نرجو الاطلاع الشخصي على آراء السيد قبل الحكم عليه أعاذنا الله وإياكم من الزلل والفتن.

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين ذو الخُلق الرفيع العظيم {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4 وقال الله تعالى {لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} وعلى الزهراء أم أبيها سيدة نساء العالمين الكاملة وعلى علي أمير المؤمنين وصي رسول رب العالمين وعلى أولاده الأئمة الهداة الميامين..
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت رسالتك التي تتضمن العديد من النقاط التي يجب الحديث عنها بخصوص السيد محمد حسين فضل الله الذي قال العلماء والمراجع العظام كلمتهم بحقه بناءً على مقولاته الكثيرة الواضح فسادها لدى القاصي والداني، كما كنا قد طلبنا منك أن تقرأ وتسمع ما نشر في الموقع، نطلب منك ذلك من جديد وندعوك إلى التفكير وتشغيل عقلك والمنطق السليم بجانب ومشاعرك عاطفيك وليس العكس في كل هذه الأمور..
اما بالنسبة للنقطة الأولى نقول:
فما قلته بالنسبة إلى العلماء والمراجع أن اجتماعهم على رأي واحد ليس دليل على صوابية رأيهم، فهو غير دقيق، إذ يمكن لأي إنسان أن يدعي ما يريد، إلا أنه لا يمكن أن ينسب ذلك إلى العقل والمنطق، بل العقل والمنطق ـ السليم ـ يقول: بعد أن سلّم أن هؤلاء هم من المراجع والعلماء المبرئ تقليدهم للذمة فلابد من أن ندرك أن هؤلاء لا ينطلقون من فراع ولا من عقدة ولا من خلال عدم التقوى وو..
وحيث يفترض أنهم مراجع وعلماء فإن قولهم لا بد من أن يأخذ به ويكون مورد قبول فلا يمكن أن يتهم كل هؤلاء العلماء والمراجع أنهم مخطئون أو أنهم لم يفهموا ما قاله السيد فضل الله أو أنهم لم يتثبتوا مما قاله، فإن هذه الإتهامات تكون غير مقبولة عند العقلاء وذوي العقول السليمة، وكشاهد على هذا نرى أن نفس السيد فضل يقول عندما يسئل:
كيف يتم إثبات المجتهد حتى يقلد، وإذا أنكر بعض المراجع اجتهاد هـذا العالم فكيف يتم التمييز والتوصل إلى حلّ مثل هذه الحالة الصعبة؟..
فأجاب:
(عندما يشهد العلماء بنفي أو إثبات خاصةً إذا كانوا من المراجع فإن شهادتهم ناشئة عن خبرة وتأمل لأن الإنسان المؤمن العالم المجتهد الورع لا يمكن أن يقول بغير علم، لذلك لا بد للإنسان أن يأخذ بشهادته..)[ راجع: الندوة ج1 ص504.]
أما بالنسبة للنقطة الثانية فنقول:
إذا كنت قد قلدت السيد فضل الله على أساس هذه الأمور التي ذكرتها فلا بد لك من إعادة النظر في كل منهجك وتفكيرك لا سيما وأن هذا الذي ذكرته ليس هو الأساس والمصحح لإجتهاد المرجع وليس هو الملاك لإصدار الفتاوى وذلك لأن ـ كما يقول هو:
(الرأي المستمدّ من القواعد الشرعية في فهم النصوص الدينية في الكتاب والسنة.. فيما يفهمه المجتهد منها وفيما يستوحيه مما ينسجم مع أجواء النص وإيحاءاته فلا يمكن له أن يعطي رأياً في مقابل النص، أو يضع حكماً لم يرد به نص، ولم تفرضه قاعدة فقهية مستمدة من الكتاب والسنة.. حتى العقل الذي اعتبره بعض المجتهدين دليلاً من أدلة الأحكام.. لا بد له أن يتحرك في نطاق الأفكار القطعية التي لا يقترب إليها الشك فيما يستفيده من ملاكات الأحكام.. فلا مكان للحكم العقلي الظني في ذلك من قريب ومن بعيد..)[ من وحي القرآن: الطبعة الأولى، ج 9 ص 212 و 213]
و هنا.. إن كان ـ على سبيل الفرض الجدلي ـ ما تقوله صحيحاً لنا أن نسأل هنا:
هل أن هذه التقارير التي يطلبها من الأطباء هي الحقيقة المطلقة في مجالاتها؟!!
وهل هي من مسلمات والبديهيات في هذه العلوم؟!!
أم هي مجرد نظريات وآراء؟!
بل تجد حولها الكثير الإختلاف بين جامعة هنا وجامعة هناك أو بين طيب هنا وطيب هناك..
وهل هناك ضمانة أن لا تتغير هذه النظريات بين الفينة والأخرى عند المتخصصين؟!!..
وعندما أجاب على سؤال:
لماذا لا يؤكل لحم الأرنب؟
بـ:
(لأن الأحاديث الواردة عندنا عن أئمة أهل البيت، والمروية عن الرسول تقول بحرمته ذكراً كان أو أنثى. ولدينا تحفظ فتوائي حول الموضوع فإن الحرمة ـ عندنا ـ مبنية على الاحتياط).[راجع: الندوة ج1ص 828 وتحديات المهجر ص139]
فهل يا ترى في مثل هذه الفتوى قد أخذ فيها تقارير من الأطباء وأهل الإختصاص؟!! أم أن المنهج الذي يلتزم به ، ويسير عليه هو أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) يقولون: حرام وهو يتحفظ على قول الرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام، فلا يفتي في الفتوى بما قالوه، بل تبقى الفتوى عنده مبنية على الاحتياط؟!
أما بالنسبة نقطة الثالثة فإننا نقول:
1 ـ إن الرسول الكريم قد بعث رحمة للعالمين، ولقد كان ذو خُلق رفيع وعظيم فقد قال الله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم4] وقال الله تعالى: {لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} كما أن سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع سيدة نساء العالمين صلوات الله وسلامه عليها هي على خلاف ذلك تماما، فقد كان (صلى الله عليه وآله) يعاملها بمنتهى التبجيل، والتعظيم والإكرام والاحترام.. حتى لقد روي: (أنه كان إذا دخلت عليه رحب بها، وقبل يديها، وأجلسها في مجلسه) [ راجع سفينة البحارج2ص374]
2 ـ فكيف يمكن نتصور أن الزهراء (عليها السلام) التي هي سيدة نساء العالمين ويرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها والتي لولا وجود علي (عليه السلام) لم يكن لها كفؤ: آدم (عليه السلام) فمن دونه. وكانت تحدث أمها وهي في بطنها، وكانت نوراً محدقاً بالعرش، كيف نتصورها على غاية الجهل بأبسط الأحكام الشرعية وهو لزوم الإستيقاظ لصلاة الصبح؟!..
وهو الحكم الذي يعرفه حتى الأطفال الصغار، فضلاً عن الكبار، فكيف بالمعصومين المكرمين، المنتجبين؟! والمصطفين الأخيار؟!
وهذا هو حرفية ما قاله عندما اعترض عليه أحد اللبنانيين الذين يسكنون في قطر بأنه كيف يصح أن تنام الزهراء عن الصلاة، وهي المرأة المعصومة؟!
فأجابه بقوله:
(لعلها لم تكن تعرف هذا الحكم الشرعي، فأراد النبي (ص) أن يعلمها إياه).
3 ـ إن تقبيح أو تحسين هذا الأمر ليس من شأنك أنت، أو هو، أو السيد السيستاني، أو غيره من العلماء ـ إن وجد ـ بل هو شأن النظرة العرفية التي كانت ولا تزال تقبح مثل هذه الأمور التي إن إرتكبها شخص، ولو بأخس البيوت، وأرذل العادات، تسبب المشاكل فإنه يلحق صاحبه العار ربما مدى العمر بل إلى ما بعده، فأن هذا الفعل والعمل غير مقبول أبداً..
4 ـ لم يدع أحد أن مجرد قوله هذا أو ذاك القول هو السبب في حكم المراجع عليه بما حكموا، بل إن مجموع أرائه الفاسدة بما هي مجموع، لا سيما أن الكثير منها كان خطيراً على مستوى الإعتقاد وكافة المستويات..
أما بالنسبة للنقطة الرابعة فنقول:

أولاً: إن من الواضح: أن جرح ولطم الإنسان نفسه وإيلامها، ليس من قبيل الظلم القبيح ذاتاً، والحرام شرعاً.. إذ لو كان كذلك لم يجز الحكم باستحباب الجرح في بعض الموارد، كالحجامة، والختان، وثقب أذن المولود.
ولم يجز كذلك نتف شعر الحاجبين للمرأة، وغير ذلك مما ورد في الروايات.
فإن الحرام والقبيح لا يصير مستحباً.
كما أنه لو كان ضرراً حراماً، أو كان قبيحاً عقلاً، كالظلم، لم يجز الإقدام عليه، في موارد المعالجة، خصوصاً في الأمور التي هي غير ذات أهمية، كعمليات التجميل، وإزالة البثور عن الجلد.. ونحو ذلك.
بل إن بعض أنواع هذا الجرح، ومستوياته، ليس فيه اقتضاء القبح، بل هو خاضع في حسنه وقبحه للعناوين الطارئة عليه، فقد يحسن، وقد يقبح، وقد يرجح، وقد يكون مرجوحاً..
ثانياً: إن جعل اللطم، والجرح من مصاديق الضرر غير صحيح، فإن للألم مراتب، ولا شك في أن بعض مراتب الألم ليست ضرراً.
بل إن بعض مراتب وموارد الجرح أيضاً، ليست ضرراً فالتعميم على سبيل ضرب القاعدة، والقول بأن الضرر حرام بقول مطلق، في غير محله..
ثالثاً: ما هو الدليل على حرمة الضرر والإيذاء، فإن كان الدليل على حرمة الضرر، هو حكم العقل بوجوب دفع ما يقطع بأن فيه مضرة على الإنسان.. بل حكمه بوجوب دفع الضرر المظنون، بل والمحتمل أيضاً.. فهو أيضاً لا يمكن القبول به، ولا الالتفات إليه..
رابعاً: لا يكفي مجرد الشعور بالخوف والرهبة لدى من يشاهد جرح الرؤوس، لإصدار الحكم بالتحريم.. إذ لو كان ذلك كافياً للزم أن نمنع من ذبح البقر والغنم أيضاً، لأن كثيراً من الناس يتألمون من مشاهدتها وهي تذبح.. كما أن علينا أن لا نقتل القاتل. وأن لا نجلد الزاني، أو أن نرجمه، وأن لا نرضى بقوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}فإن هناك الكثير من الناس يخافون، ويرهبون حالات كهذه، كما أن كثيرين منهم لا يرضون بالالتزام، ولا بإلزامهم بمثل هذه الأمور..
خامساً: إن مسألة العزاء والمواساة والجزع على الإمام الحسين [عليه السلام] وما يمثله من الحضور الدائم، لهذه الشخصية في الوجدان الإنساني، له أثر عظيم في دفع هذا الإنسان باتجاه العمل، والسير نحو الهدف الأسمى، الذي ضحى لأجله [عليه السلام] بكل ما لديه، وبأغلى ما يملك.
وله أثر عظيم أيضاً في ربط الإنسان عاطفياً، ووجدانياً، وإنسانياً بأهل البيت [عليهم السلام]، وتفاعله مع قضاياهم، وتسليمه لهم بكل وجوده، وبكل مشاعره وأحاسيسه، فيحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم..
وهل أعظم من واقعة كربلاء مناسبة يعبر فيها الإنسان عن هذا الارتباط، وتلك العلاقة بهم [عليهم السلام]؟
وقد يكون التعبير عن هذا الحزن والجزع بأشكال وطرق مختلفة، يظهر من خلالها ذلك الشعور الإنساني، الفطري، المرتكز إلى قداسة الأهداف، والى مقام من ضحى من أجلها، ومعرفة منازل كرامته، وقداسة شخصيته، وحساسية موقعه من هذا الدين.
وقد جاءت الأوامر الشرعية لتعطي الإنسان فسحة ومجالاً واسعاً، من خلال تسجيل الأمر بإقامة العزاء على عناوين عامة، مثل: (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).
حيث تركت لكل إنسان، الحرية في اختيار الأسلوب والطريقة التي تناسبه، بشرط أن يكون ذلك وفق أحكام الشرع، وحيث لا يصاحب ذلك أية مخالفة أو إساءة، فإنه لا يطاع الله من حيث يعصى..
فالإنسان هو الذي يختار، كل حسب حاله، وظرفه، وخصوصيته.
فأحياها الشاعر بشعره.
وأحياها الأديب بنثره.
و تارة يكون تعظيم الشعائر بالوسائل والكيفيات التي قررها الشارع مباشرة، وأخرى يكون الأمر الشرعي متعلقاً بعنوان عام، وقد ترك أمر الوسائل والتطبيقات لذلك العنوان، للناس أنفسهم ليبتكروها، كل حسب ظروفه، وطبيعة إمكانياته..
مثال ذلك:
لو أن الشارع أمرك بتعظيم والديك واحترامهما، فعنوان الاحترام هو المأمور به، وأنت الذي تختار، أو تخترع وسيلة ذلك، فتكرمهما بالهدية تارة، وبتقبيل اليدين أخرى، وبإجلاسهما في صدر المجلس ثالثة، وهكذا..
وكذلك حين أمرك بالتحية، فقد تكون تحيتك بالسلام، أو برفع اليد، أو بكلمة مرحباً، أو صباح الخير، أو يوم سعيد، أو برفع القبعة، أو بالتحية العسكرية، أو بضم اليدين مع انحناءة يسيرة، وما إلى ذلك.
وكذلك الحال إذا أمرك بإحياء أمر الحسين [عليه السلام]..
وتارةً يحدد لك هو الوسيلة، كالزيارة، والاغتسال لها، وعقد مجالس العزاء، ونحو ذلك. فلا بد أن تفعل نفس ما أمرك به. ولو أن العالم كله غضب واستاء لذلك، فإن غضبهم واستيائهم لا يعنيك، ولا يمنعك منه احتقارهم، واستهزاؤهم، وشتمهم وأذاهم، وحتى قتالهم لك، لأن الله قد حدد الطريقة، فوجب القيام بها كما أمر سبحانه..
ولهذا فنحن لا نصغي لأي انتقاد منهم لصلاتنا، أو لحجنا، أو لملايين الأضاحي التي نذبحها قرباناً في كل سنة في موسم الحج، أو لرمي الجمرات، أو للطواف، أو غير ذلك..
وتارة يعطي لنا نحن الدور والخيار في اختيار الأسلوب والوسيلة، كما هو الحال في الأوامر الشرعية بتعظيم شعائر الله وإحياء أمرهم [عليهم السلام]..
وفي هذه الحال نقول: إننا قد نوفِّق فيما نختاره من أساليب، وتطبيقات لتلك العناوين، وقد لا يحالفنا التوفيق في ذلك.. بأن كانت بعض المفردات التي نختارها تسيء إلى الهدف، ولا تعطي النتيجة المرجوة أصلاً، أو أنها تعطي النتيجة في هذا المكان، ولا تعطيها في ذلك المكان، أو في هذا الزمان دون ذلك الزمان.
فالأمر إذن بالنسبة إلى اختيار الأسلوب والوسيلة يكون متوقفاً على النتيجة، وما يترتب عليها، لا على نفس العمل من حيث هو..
وعلى هذا نقول: إن موضوع جرح الرؤوس، وضرب الظهور بالسلاسل، قد يختلف الحكم فيه بحسب الأحوال، والأزمان، والأمكنة، فيكون مورداً للأحكام الشرعية الخمسة: «الإباحة، والوجوب، والاستحباب، والكراهة، والحرمة».
فقد يكون هذا العمل مستحباً هنا، ومكروهاً هناك، وقد يكون واجباً هنا، ومحرماً هناك.
ومن الطريف أن نذكر هنا: أن نفس السيد فضل الله في حين لا يبيح جرح الرأس في عاشوراء قد أجاز الملاكمة وغيرها من الألعاب القتالية الخطرة، والتي لا شك في تأثيرها السلبي على سلامة الأشخاص، وعلى حياتهم. والمسوغ لذلك عنده هو أن لهذه المباريات غرضاً عقلائياً!!
أما قولك أن الحسين عليه السلام لا يرضى بذلك وعلينا أن لا نذرف دموع الجسد فنقول لك: أنسيت قولك أن السيد فضل الله نفسه يبكي في ذكرى عاشوراء؟! فهل تدعونا إلى عدم ذرف دموع الجسد وترضى ذلك من السيد فضل الله؟؟
{أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}يونس35
أما قولك أن ذلك لا يرفع من الحسين عليه السلام أو تحط من يزيد فغير صحيح.. وهنا بدورنا نسأل:
هل أن الصلاة على النبي وآله يزيده رفعة ودرجة عند الله أم لا؟!!
هل يزيدنا منزلة ورفعة بذلك أم لا؟!!
هل لعن الظالمين وأعداء الله كذلك الشيطان الرجيم ولعن يزيد تحط من منزلته أكثر أم لا؟!!
فلا ننسى أن الله أمرنا بذلك: فقد قال الله تعالى{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب 56.. وقال أيضاً {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }..
فمهما يكن كان جوابك هنا فهو الجواب هناك!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بانتظار جوابكم

  • آخر تحديث: 2005-12-18 17:11
  • الكاتب: السيد طاهر العاملي

    إعداد نسخة للطبع إبلاغ صديق