العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

الأئمة (ع) وعلمهم بالغيب

>/

حوار هادئ بين موالي ومخالف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

- الحمد لله الذي عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلاّ هو والحمد لله الذي عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وأفضل الصلاة والسلام على سيد انبيائه وخاتم رسله الذي ارتضاه لرسالته واطلعه على غيبه وآمنه علي وحيه وجعل له ذرية اطهار وجعلهم عدل القرآن في بيان كل شيء ولن يفترق القرآن عنهأولن يفترقوا عنه ، وبعد :

 

فأنه قد كثر الحديث ، عن علم الغيب وأصبح مدار البحث بين الفرق الإسلامية بل أصبح التشهير ببعض الفرق لأنها تقول بأن اأئمتهم يعلمون الغيب الذي وصل اليهم من جدهم فشنع من شنع عليهم وإتهمهم بالكفر وغير ذلك فمن هنا قررت البحث في هذه المسألة وسوف أحاول بأن أضع النقاط على الحروف حتى يتبين الأمر وتعلم الحقيقة المغيبة.

 

- ما هو الغيب لغة ؟

 

- فقد قال : في القاموس المحيط : الغيب الشك ج غياب وغيوب وكل ما غاب عنك وما اطمأن من الأرض والشحم والغيبة كالغياب بالكسر والغيبوبة والغيوب والغيوبة والمغاب والمغيب والتغيب وغاب الشيء في الشيء يغيب غيابة بالكسر وغيوبة وغيابا وغيابا وغيبة بكسرهما وقوم غيب وغياب وغيب محركة غائبون، المصدر : ( القاموس المحيط ج:1 ص:155 ).

 

- وقال في لسان العرب : غيب الغيب الشك وجمعه غياب و غيوب قال : أنت نبي تعلم الغيابا لا قائلاً إفكا ولا مرتابا و الغيب كل ما غاب عنك أبو إسحق في قوله تعالى : يؤمنون بالغيب أي يؤمنون بما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي من أمر البعث والجنة والنار وكل ما غاب عنهم مما إنبأهم به فهو غيب وقال أبو الأعرابي يؤمنون با قال : و الغيب أيضاً ما غاب ، عن العيون وإن كان محصلا في القلوب ويقال : سمعت صوتاً من وراء الغيب أي من موضع لا أراه وقد تكرر في الحديث ذكر الغيب وهو كل ما غاب ، عن العيون سواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل و غاب عني إلامر غيبا و غيابا و غيبة و غيبوبة و غيوبا و مغابا و مغيبا و تغيب بطن و غيبه هو و غيبه عنه ، المصدر : ( لسان العرب ج:1 ص:654 ).

 

- وقال في النهاية في غريب الأثر : وكذلك قد تكرر فيه ذكر علم الغيب والإيمان بالغيب وهو كل ما غاب ، عن العيون وسواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل تقول غاب عنه غيبا وغيبة ، المصدر : ( النهاية في غريب الأثر ج:3 ص:399 ).

 

- وقال في فتح القدير : وقرىء الغيوب بالحركات الثلاث فى الغين وهو جمع غيب والغيب هو الأمر الذي غاب وخفى جداً ، المصدر : ( فتح القدير - الشوكاني ج:4 ص:334 ).

 

- الغيب في الاصطلاح : هو العلم الذي لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى ولا طريق لتحصيله إلاّ بواسطته سبحانه وتعالى فإن علمه أحد فلا يكون بذاته وإنما هو بفيض من الذات الإلهية المقدسة.


- أهمية الإيمان بالغيب : إن الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة للأنسان ، عن غيره من الكائنات. ذلك أن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده المؤهل للإيمان به بخلاف الحيوان. لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها. فقد جاءت الشرائع بكثير من الأمور الغيبية التي لا سبيل للأنسان إلى العلم بها إلاّ بطريق الوحي الثابت في الكتاب والسنة كالحديث ، عن الله تعالى وصفاته وأفعاله وعن السماوات السبع وما فيهن وعن الملائكة والنبيين والجنة والنار والشياطين والجن وغير ذلك من الحقائق الإيمانية الغيبية التي لا سبيل لإدراكها والعلم بها إلاّ بالخبر الصادق ، عن الله ورسوله.

 

- أقسام الغيب :


- ( 1 ) - الغيب المطلق : وهو الذي ليس للأنسان سبيل إلى العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه وهو نوعان :


النوع الأول : ما أعلم الله تعالى الناس به أو ببعضه ، عن طريق الوحي إلى الرسل الذين يبلغونه إلى الناس ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) ومن أمثله اطلاع الشياطين والجن قوله تعالى : ( قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرانا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداًً ).


النوع الثاني : ما أستأثر الله تعالى بعلمه فلم يطلع عليه أحد من خلقه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب وذلك هو المقصود بقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو  ) ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمى الله تعالى به نفسهقال تعالى : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ، وقال (ص) : في بعض دعائه : ( اللهم إني أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ) ، إلى هنا عرفنا بأن لله سبحانه وتعالى علمين علم خاص به سبحانه وتعالى وعلم وصل للأنبياء والرسل وقد إتفقت كلمة المسلمين على ذلك.

 


 

المخالف : ما هو الدليل على هذا التقسيم ؟.

 

الموالي : الدليل هو ما ورد في مصادر المسلمين من تفسير وروايات ، فهذه أقوال أهل التفسير :

 

- فقد قال : في تفسير الصنعاني : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى : ( إلاّ من إرتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) قال : يظهره من الغيب على ما شاء الله إذا ارتضاه ، المصدر : ( تفسير الصنعاني ج:3 ص:323 ).

 

- وقال في الكبائر : وقال الله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) ، قال إبن الجوزي عالم الغيب هو الله عز وجل وحده لا شريك له في ملكه فلا يظهر أي فلا يطلع على غيبه الذي لا يعلمه أحد من الناس إلاّ من إرتضى من رسول لأن الدليل على صدق الرسل إخبارهم بالغيب والمعنى أن من ارتضاه للرسالة أطلعه على ما شاء من الغيب ففي هذا دليل على أن من زعم أن النجوم تدل على الغيب فهو كافر والله أعلم ، المصدر : ( الكبائر ج:1 ص:169 ).

 

- وقال في فتح الباري : وأما قوله تعالى : عالم الغيب فلا يظهر على غيبة أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول الآية فيمكن أن يفسر بما في حديث الطيالسي وأما ما ثبت بنص القرآن أن عيسى (ع) قال : أنه يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون وأن يوسف قال : إنه ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إلى غير ذلك مما ظهر من المعجزات والكرامات فكل ذلك يمكن أن يستفاد من الإستثناء في قوله : إلاّ من إرتضى من رسول فإنه يقتضي اطلاع الرسول على بعض الغيب والولي التابع للرسول ، عن الرسول يأخذ وبه يكرم والفرق بينهما إن الرسول يطلع على ذلك بأنواع الوحي كلها والولي لا يطلع على ذلك إلاّ بمنام أو الهام والله أعلم ، المصدر : ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).

 

- وقال في عون المعبود : قوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) أي ليكون معجزة له فكل ما ورد عنه من الأنباء المنبئة ، عن الغيوب ليس هو ألاّ من أعلام الله له به إعلاما على ثبوت نبوته ودليلا على صدق رسالته ، قال علي القارىء في شرح الفقه الأكبر إن الأنبياء لم يعلموا المغيبات من الأشياء إلاّ ما أعلمهم الله أحياناً ، المصدر : ( عون المعبود ج:11 ص:205 ).

 

- وقال في التفسير الكبير : ثم قال تعالى : وما كإن الله ليطلعكم على الغيب معناه أنه سبحانه حكم بأن يظهر هذا التمييز ثأبين بهذه الآية أنه لا يجوز أن يحصل ذلك التمييز بأن يطلعكم الله على غيبه فيقول : إن فلاناً منافق وفلاناً مؤمن وفلاناً من أهل الجنة وفلاناً من أهل النار فإن سنة الله جارية بأنه لا يطلع عوام الناس على غيبه بل لا سبيل لكم إلى معرفة ذلك الامتياز إلاّ بالامتحانات مثل ما ذكرنا من وقوع المحن والآفات حتى يتميز عندها الموافق من المنافق فأما معرفة ذلك على سبيل الإطلاع من الغيب فهومن خواص الأنبياء فلهذا قال : ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء أي ولكن الله يصطفى من رسله من يشاء فخصهم باعلامهم أن هذا مؤمن وهذا منافق ، المصدر : ( التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص90ص:91 ).

 

- وقال في الدر المنثور : وأخرج إبن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : ( وما كإن الله ليطلعكم على الغيب ) قال : ولا يطلع على الغيب إلاّ رسول.
- وأخرج عبد بن حميد وأبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ( ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) قال : يختصهم لنفسه ، وأخرج إبن أبي حاتم ، عن أبي مالك ( يجتبي ) قال : يستخلص ، ( الآية 18 ) ، المصدر : ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:393 ).

 

- وقال في الكشاف : حتى يميزهم منكم بالوحي إلى نبيه وأخباره باحوالكم ثم قال : وما كإن الله ليطلعكم على الغيب أي وما كإن الله ليؤتي أحداً منكم علم الغيوب فلا تتوهموا عند إخبار الرسول عليه الصلاة والسلام بنفاق الرجل واخلاص الآخر إنه يطلع على ما في القلوب اطلاع الله فيخبر ، عن كفرها وإيمانها ، ولكن الله يرسل الرسول فيوحي اليه ويخبره بان في الغيب كذا وأن فلاناً في قلبه النفاق وفلاناً في قلبه الاخلاص فيعلم ذلك من جهة إخبار الله لا من جهة اطلاعه على المغيبات ، ويجوز أن يراد لا يترككم مختلطين حتى يميز الخبيث من الطيب بان يكلفكم التكاليف الصعبة التى لا يصبر عليها إلاّ الخلص الذي إمتحن الله قلوبهم ، كبذل الأرواح في الجهاد وإنفاق الأموال في سبيل الله فيجعل ذلك عيارا على عقائدكم وشاهدا بضمائركم حتى يعلم بعضكم ما في قلب بعض من طريق الاستدلال لا من جهة الوقوف على ذات الصدور والاطلاع عليها فإن ذلك مما استأثر الله به وما كإن الله ليطلع أحداً منكم على الغيب ومضمرات القلوب حتى يعرف صحيحها من فاسدها مطلعا عليها
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فيخبره ببعض المغيبات ، فآمنوا بالله ورسله ، بأن تقدروه حق قدره وتعلموه وحده مطلعا على الغيوب وأن تنزلوهم منازلهم بان تعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون إلاّ ما علمهم الله ولا يخبرون إلاّ بما أخبرهم الله به من الغيوب وليسوا من علم الغيب في شيء ، المصدر : ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:473 ).

 

- وقال في تفسير إبن كثير : قال تعالى : ( وما كإن الله ليطلعكم على الغيب ) ، أي أنتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتى يميز لكم المؤمن من المنافق لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة ، عن ذلك ثم قال تعالى : ( ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) كقوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) ، المصدر : ( تفسير إبن كثير ج:1 ص:433 ).

 

- وقال في تفسير البغوي : ( وما كإن الله ليطلعكم على الغيب ) لأنه لا يعلم الغيب أحد غير الله ( ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) فيطلعه على بعض علم الغيب نظيره قوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلاّّ من إرتضى من رسول ) ، المصدر : ( تفسير البغوي ج:1 ص:378 ).

 

- وقال في تفسير البيضاوي : ( وما كإن الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء ) وما كإن الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وإيمان ولكن الله يجتبي لرسالته من يشاء فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات أو ينصب له : ما يدل عليها ، المصدر : ( تفسير البيضاوي ج:2 ص:121 ).

 

- وقال في التفسير الكبير : وأيضا يحتمل أن يكون هذا الإستثناء منقطعا كأنه قال : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه المخصوص وهو قيام القيامة أحداًً ثم قال : بعده لكن من إرتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه حفظة يحفظونه من شر مردة الأنس والجن لأنه تعالى : إنما ذكر هذا الكلام جواباً لسؤال من سأله ، عن وقت وقوع القيامة على سبيل الاستهزاء به والاستحقار لدينه ومقالته ، وإعلم أنه لابد من القطع بأنه ليس مراد الله من هذه الآية أن لا يطلع أحداًً على شيء من المغيبات إلاّ الرسل والذي يدل عليه وجوه :

 

أحدها : أنه ثبت بالأخبار القريبة من التواتر أن شقا وسطيحا كانا كاهنين يخبران بظهور نبينا محمد (ص) قبل زمان ظهوره وكانا في العرب مشهورين بهذا النوع من العلم حتى رجع إليهما كسرى في تعرف أخبار رسولنا محمد (ص) فثبت أن الله تعالى قد يطلع غير الرسل على شيء من الغيب.

 

وثانيها : أن جميع أرباب الملل والأديان مطبقون على صحة علم التعبير وأن المعبر قد يخبر ، عن وقوع الوقائع الآتية في المستقبل ويكون صادقاً فيه.

 

وثالثها : أن الكاهنة البغدادية التي نقلها السلطان سنجر بن ملك شاه من بغداد إلى خراسان وسألها ، عن الأحوال الآتية في المستقبل فذكرت أشياء ثم إنها وقعت علي وفق كلامها ، قال : مصنف الكتاب ختم الله له بالحسنى وأنا قد رأيت أناسا محققين في علوم الكلام والحكمة حكوا عنها أنها أخبرت ، عن الأشياء الغائبة أخباراً على سبيل التفصيل وجاءت تلك الوقائع علي وفق خبرها وبالغ أبو البركات في كتاب المعتبر في شرح حالها وقال : لقد تفحصت ، عن حالها مدة ثلاثين سنة حتى تيقنت أنها كانت تخبر ، عن المغيبات إخبارا مطابقا.


- ورابعها : أنا :نشاهد ذلك في أصحاب الإلهامات الصادقة وليس هذا مختصا بالأولياء بل قد يوجد في السحرة أيضاً من يكون كذلك نرى الإنسان الذي يكون سهم الغيب على درجة طالعه يكون كذلك في كثير من أخباره وإن كان قد يكذب أيضاً في أكثر تلك الأخبار ونرى الأحكام النجومية قد تكون مطابقة وموافقة للأمور وإن كانوا قد يكذبون في كثير منها وإذا كان ذلك مشاهدا محسوسا فالقول بأن القرآن يدل على خلافه مما يجر الطعن إلى القرآن وذلك باطل فعلمنا أن التأويل الصحيح ما ذكرناه والله أعلم ، المصدر : ( التفسير الكبير - الرازي ج:30 ص:149 ).

 

- وقال في الدر المنثور : وفي قوله : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) قال : فإنه إذا إرتضى الرسول اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وإنتخبه ، وأخرج إبن المنذر وأبن مردويه ، عن إبن عباس في قوله : ( فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) قال : أعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي إليهم من غيبه وما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره ، المصدر : ( الدر المنثور - السيوطي ج:8 ص:309 ).

 

- وقال في تفسير إبن كثير : وقوله تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) هذه كقوله تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء ) وهكذا قال : ها هنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلاّ مما أطلعه تعالى عليه ولهذا قال : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) وهذا يعم الرسول الملكي والبشري ، المصدر : ( تفسير إبن كثير ج:4 ص:434 ).

 

- وقال في تفسير البغوي : وقيل هو عالم الغيب ( فلا يظهر ) لا يطلع ( على غيبه أحداًً إلاّ من إرتضى من رسول ) إلاّ من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيث لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة التي تخبر ، عن الغيب ، المصدر : ( تفسير البغوي ج:4 ص:406 ).

 

- وأما الروايات ، فقد روي في مصادر الشيعة ما يلي : أن الأئمة (ع) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (ع) ) :

 

1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله (ع) قال : إن الله تبارك وتعالى علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه ، وعلماً استأثر به فإذا بدا لله في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا. علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم ، ومحمد إبن يحيى ، عن العمركي بن علي جميعاً ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (ع) مثله.

 

2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) قال : إن الله عز وجل علمين : علما عنده لم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وعلماً نبذه إلى ملائكته ورسله ، فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد إنتهى إلينا.

 

3 - علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن ضريس ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن لله عز وجل علمين : علم مبذول ، وعلم مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل إلاّ نحن نعلمه ، وأما المكفوف فهوالذي عند الله عز وجل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.

 

4 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي إبن النعمان ، عن سويد القلا ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن الله عز وجل علمين : علم لا يعلمه إلاّ هو وعلم علمه ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله (ع) فنحن نعلمه ، المصدر : ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 255 ).

 

- وورد في مصادر غير الشيعة ما يلي :

 

- وقد قال : في البخاري : 992 - حدثنا : محمد بن يوسف قال : ، حدثنا : سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن بن عمر قال : قال رسول الله (ص) مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلاّ الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحاأولا تعلم نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:1 ص:351 ).

 

- وقال في مسلم : قال : يا رسول اللهمتى الساعة قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك ، عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلاّ الله ، ثم تلا (ص) ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:1 ص:39 ).

 

- فقد قال : في تفسير إبن كثير : ورواه الإمام أحمد 285 - عن غندر ، عن شعبة ، عن عمر بن محمد أنه سمع أباه يحدث ، عن بن عمر ، عن النبي (ص) قال : أوتيت مفاتيح كل شيء إلاّ الخمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، حديث بن مسعود (ر) قال الإمام أحمد 1386 - حدثنا : يحيى ، عن شعبة ، حدثني : عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، وكذا رواه 1438 - عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة به وزاد في آخره قال : قلت له أنت سمعته من عبد الله ، قال : نعم أكثر من خمسين مرة ، ورواه أيضاً 1445 - عن وكيع ، عن مسعر ، عن عمرو بن مرة به وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه ، المصدر : ( تفسير إبن كثير ج:3 ص:455 ).

 

- وقال في الدر المنثور : وأخرج إبن جرير وأبن مردويه ، عن إبن مسعود قال : أعطى نبيكم كل شيء إلاّ مفاتيح الغيب الخمس ثم قال : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ) ( لقمان الآية 34 إلى آخر الآية )، المصدر : ( الدر المنثور ج:3 ص:278 ).

 

- وقال في فتح الباري : قوله ، قال النبي (ص) مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ إن الله عنده علم الساعة هكذا وقع مختصراً وفي رواية أبي عاصم المذكورة مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلاّ الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث يعني إلاية كلها وقد تقدم في تفسير سورة الرعد وفي الاستسقاء من طريق عبد الله بن دينار ، عن بن عمر بلفظ مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلاّ الله لا يعلم ما في غد إلاّ الله الحديث هذا السياق في الخمس ، المصدر : ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).

 

- وفي تفسير الأنعام من طريق الزهري ، عن سالم ، عن أبيه بلفظ مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة ، وأخرجه الطيالسي في مسنده ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري بلفظ أوتى نبيكم مفاتح الغيب إلاّ الخمس ثم تلا الآية وأظنه دخل له متن في متن

فإن هذا اللفظ أخرجه بن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة ، عن بن مسعود نحوه ، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة عبر بالمفاتح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلاّ بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب إنتهى ملخصا ، المصدر : ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).

 

- وروى أحمد والبزار وصححه بن حبان والحاكم من حديث بريدة رفعه قال : خمس لا يعلمهن إلاّ الله إن الله عنده علم الساعة الآية وقد تقدم في كتاب الإيمان بيان جهة الحصر في قوله لا يعلمهن إلاّ الله ويراد هنا أن ذلك يمكن أن يستفاد من الآية الأخرى وهي قوله تعالى : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلاّ الله فالمراد بالغيب المنفى فيها هو المذكور في هذه الآية التي في لقمان ، المصدر : ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).

 

- وقال في مسند الشاشي : 886 - حدثنا : الحسن بن علي بن عفان نا : محمد بن عبيد ، عن مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله أوتى نبيكم (ص) كل شيء إلاّ مفاتيح الخمس ثم قرأ ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ) ، المصدر : ( مسند الشاشي ج:2 ص:307 ).

 

887 - حدثنا : إبراهيم بن عبد الله نا : أبو الوليد نا : شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت عبد الله بن سلمة يقول : سمعت عبد الله بن مسعود يقول أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ) إلى قوله :( إن الله عليم خبير ) قال : فقلت : أنت سمعته من عبد الله ، قال : نعم أكثر من خمسين مرة ، المصدر : ( مسند الشاشي ج:2 ص:307 ).

 

- وقال في مسند الإمام أحمد : 3659 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : يحيى ، عن شعبة ، حدثني : عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، المصدر : ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:386 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : باب فيما أوتي من العلم (ص) ، عن إبن عمر ، عن النبي (ص) قال : أوتيت مفاتيح كل شيء إلاّ الخمس أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قلت : لإبن عمر في الصحيح مفاتيح الغيب خمس رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ، المصدر : ( مجمع الزوائد ج:8 ص:263 ).


- وعن عبدالله يعني إبن مسعود قال : أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير الخمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير رواه أحمد وأبو يعلي ورجالهما رجال الصحيح ، المصدر : ( مجمع الزوائد ج:8 ص:263 ).


- وقال في مصنف إبن أبي شيبة : 31727 - حدثنا : محمد بن بشر قال : ، ثنا : مسعر قال : ، ثنا : عمرو بن مرة قال : ، حدثنا : عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله كل شيء أوتي نبيكم إلاّ مفاتيح الخمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) 1 الآية ، المصدر : ( مصنف إبن أبي شيبة ج:6 ص:317 ).

 

- وقال : فتح الباري : وجاء ، عن بن مسعود قال : أوتي نبيكم (ص) علم كل شيء سوى هذه الخمس وعن بن عمر مرفوعاً نحوه أخرجهما أحمد وأخرج حميد بن زنجويه ، عن بعض الصحابة أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره فأنكر عليه ، فقال : إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية وما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم تنبيه تضمن الجواب زيادة على السؤال للاهتمام بذلك ارشادا للأمة لما يترتب علي معرفة ذلك من المصلحة فإن قيل ليس في الآية أداة حصر كما في الحديث أجاب الطيبي بأن الفعل إذا كان عظيم الخطر وما ينبنى عليه الفعل رفيع الشأن فهم منه الحصر على سبيل الكناية ولا سيما إذا لوحظ ما ذكر في أسباب النزول من أن العرب كانوا يدعون علم نزول الغيث فيشعر بأن المراد من الآية نفى علمهم بذلك واختصاصه بالله سبحانه وتعالى ، المصدر : ( فتح الباري ج:1 ص:124 ، والمسند ج:1 ص:68 ومسند أبي يعلى ج:9 ص:86 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:438 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:445 وجامع العلوم والحكم ج:1 ص:39 وحلية الأولياء ج:5 ص:97 ).

 


 

المخالف : قد يقال : لكم أيها الشيعة بأن رواياتكم تصرح بأن أئمتكم يعلمون كل شيء وهذه هي مروياتكم ؟.

( أن الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم الشئ صلوات الله عليهم ) :

 

1 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن سيف التمار قال : كنا مع أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين ؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداًً فقلنا : ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما إني أعلم منهما ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر (ع) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله (ص) وراثة.

 

2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله إبن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وإعلم ما في الجنة وإعلم ما في النار ، وإعلم ما كان وما يكون ، قال : ثم مكث هنيئة فرآى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول فيه تبيان كل شئ.

 

3 - علي بن محمد ، عن سهل ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال : كان المفضل عند أبي عبد الله (ع) ، فقال له المفضل : جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء ؟ ، قال : لا ، الله أكرم وإرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساء.

 

4 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إبن محبوب ، عن إبن رئاب ، عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول - وعنده أناس من أصحابه - : عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا ، أترون أن الله تبارك وتعالى إفترض طاعة أوليائه على عباده ، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ؟ ! فقال له حمران : جعلت فداك أرئيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ع) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره ، وما اصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ؟ ، فقال أبو جعفر (ع) : يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثم أجراه فبتقدم علم إليهم من رسول الله (ص) قام علي والحسن والحسين (ع) وبعلم صمت من صمت منا ، ولوأنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عز وجل أن يدفع عنهم ذلك وألحوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذا لاجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثم كان إنقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم إنقطع فتبدد ، وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله ، أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبن بك المذاهب فيهم.

 

5 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله (ع) بمنى ، عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول : يقولون كذا وكذا قال : فيقول : قل كذا وكذا ، قلت : جعلت فداك هذا الحلال وهذا الحرام ، أعلم أنك صاحبه وإنك أعلم الناس به وهذا هو الكلام ، فقال لي : ويك يا هشام [ لا ] يحتج الله تبارك وتعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه.

 

6 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : لا والله لا يكون عالم جاهلا إبدأً ، عالماًً بشئ جاهلا بشئ ، ثم قال الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه ، المصدر ( الكافي ج1ص260 كتاب الحجة ).

 

الموالي : أقول بأن المراد من علمهم بكل شيء هو العلم الذي بينته الروايات السابقة أي أنهم يعلمون العلوم التي لم يختص بها علم الله وإلاّ فتلك العلوم التي لم تخرج من الله فهي خاصة به ولا يعلمها إلاّ الله سبحانه وتعالى.

 


 

المخالف : ولكن الروايات السابقة بينت أن أئمتكم يعلمون علم ما كان وما يكون فمن الذي أخبرهم بذلك ؟وهل هم أعلم من الرسول (ص)؟ وهل لهم إمتياز خاص على الأمة؟.

 

الموالي : أما كونهم أعلم من الرسول فلم يقل أحد من جهال الشيعة ذلك فضلاً ، عن علمائهم ، وأما حول السؤال هل لهم خاصية وامتياز ، عن غيرهم فنعم لهم امتياز وقد بينت ذلك في مبحث من هم أهل البيت ، وفي مبحث حديث الثقلين والتي أشرت فيها إلى الروايات التي تأمرنا بالتمسك بهم وأنهم مع القرآن والقرآن معهم والروايات التي تقول لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فراجعها هناك.

وأما حول من الذي علمهم ذلك أقول مصادر علمهم متعددة منها أنهم علموا ذلك بواسطة الرسول(ص) وهذه بعض الروايات التي تبين مصادر علومهم ، باب جهات علوم الأئمة (ع) :

 

1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي السائيعن أبي الحسن الأول موسى (ع) قال : قال : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث فأما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.

 

2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدالله (ع) [قال :] قلت: أخبرني : ، عن علم عالمكم؟ ، قال : وراثة من رسول الله (ص) ومن علي (ع) قال : قلت: أنا :نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم قال : أو ذاك.

 

3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال : قلت : لأبي الحسن (ع) : روينا، عن أبي عبدالله (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام وأما النقر في الاسماع فأمر الملك ، المصدر : ( الكافي ج1 ص264 كتاب الحجة ).

 


 

المخالف : ومن الذي قال : أن النبي (ص) علمهم كل هذه العلوم وأنه علمهم علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ؟.

 

الموالي : قبل أن أجيب على هذا السؤال لابد أولاًً من أن أذكركم ببعض منها ما تقدم والتي تقول بأن النبي يعلم كل شيء إلاّ الأمور الخمسة التي تقدم الكلام عنها كما في هذا الخبر وما شاكله.

 

31727 - حدثنا : محمد بن بشر قال : ، ثنا : مسعر قال : ، ثنا : عمرو بن مرة قال : ، حدثنا : عبد الله بن سلمة قال : قال عبد الله كل شيء أوتي نبيكم إلاّ مفاتيح الخمس ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) 1 الآية ، المصدر : ( مصنف إبن أبي شيبة ج:6 ص:317 ).

 

- وبما إنه قد ثبت عندكم بأن كل شيء يعلمه النبي (ص) فقد بينه للأمه ولم يخفي عنهم أي شي مما علمه الله.

 


 

المخالف : سؤال من فضلك : أين ذكرنا نحن هذا الكلام وما هي مصادرك لو تفضلت ولك الشكر ؟.

 

الموالي : كنت سوف أذكر لك ذلك قبل سؤالك ولكن بما إنك سألت فتفضل الجواب في المصادر الآتية ونص الحديث هو :

 

- فقد قال : في تفسير الطبري : ، حدثنا : هناد قال : ، ثنا : وكيع ، عن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق قال : قالت عائشة من حدثك أن رسول الله (ص) كتم شيئاً من الوحي فقد كذب ثم قرأت يا أيها الرسول بلغ ما إنزل إليك ، الآية ، حدثنا : بن حميد قال : ، ثنا : جرير ، عن المغيرة ، عن الشعبي ، قال : قالت عائشة من قال : إن محمداً (ص) كتم فقد كذب وأعظم الفرية على الله ، قال الله : يا أيها الرسول بلغ ما إنزل إليك من ربك ، المصدر : ( تفسير الطبري ج:6 ص:308 ).

 

- وقال في تفسير إبن كثير : قال البخاري : 4612 - عند تفسير هذه الآية ، حدثنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة (ر) قالت : من حدثك أن محمداً كتم شيئاً مما إنزل الله عليه فقد كذب وهو ويقول ( يا أيها الرسول بلغ ما إنزل إليك من ربك ) الآية هكذا رواه ها هنا مختصراً وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولاً وكذا ( رواه مسلم في كتاب الإيمان 177 والترمذي 3068 والنسائي 11532 ) في كتاب التفسير من سننهما من طرق ، عن عامر الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع عنها (ر) وفي الصحيحين 177 عنها أيضاً أنها قالت : لو كان محمد (ص) كاتما شيئاً من القرآن لكتم هذه الآية ( وتخفي في نفسك مااللهمبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) ، المصدر : ( تفسير إبن كثير ج:2 ص:78 ).

 

- وقال في الدر المنثور : من حدثك أن محمداًً كتم شيئاًً مما إنزل الله إليه فقد كذب ، وأخرج إبن مردويه ، عن علي بن أبي طالب (ر) قال : لم يعم على نبيكم (ص) إلاّ الخمس من سرائر الغيب هذه الآية ، في آخر لقمان إلى آخر السورة ، وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الأدب ، عن ربعي بن حراش (ر) قال : ، حدثني : رجل من بني عامر إنه قال : يا رسول الله : هل بقي من العلم شيء لا تعلمه فقال : لقد علمني الله خيراًً وأن من العلم ما لا يعلمه إلاّ الله ، المصدر : ( الدر المنثور ج:6 ص:532 ).

 

- وقال في البخاري : 4336 - حدثنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة (ر) قالت : من حدثك أن محمداً (ص) كتم شيئاً مما إنزل عليه فقد كذب والله يقول ( يا أيها الرسول بلغ ما إنزل إليك ) الآية ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:4 ص:1686 ).

 

- وقال في المسند المستخرج على صحيح مسلم : ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً مما إنزل الله عليه فقد أعظم على الفرية والله يقول ( بلغ ما إنزل إليك ) ( الآية المائدة 67 )هذا لفظ يزيد بن هارون صحيح ، رواه مسلم ، عن أبي خيثمة ، عن إبن علية ، عن داود وعن محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب ورواه الناس ، عن داود وهيب ويزيد بن زريع وعباد بن العوام وعلي بن مسهر وحفص وعمرو بن الحارث المصري والناس وأتمهم لفظاً إبن علية ويزيد وعبد الوهاب ، المصدر : ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:1 ص:242 ).

 

- وقال في السنن الكبرى : ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً مما إنزل الله عليه فقد أعظم على الله الفرية والله يقول : يا أيها الرسول بلغ ما إنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين قالت : لو كان محمداً (ص) كاتما شيئاً مما إنزل عليه لكتم هذه الآية ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه إمسك عليك زوجك وإتق الله ) وتحفي في نفسك ما اللهمبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، المصدر : ( السنن الكبرى ج:6 ص:432 ، وسنن الترمذي ج:5 ص:262 ومسند أبي عوانة2 ج:1 ص:134 والإيمان ج:2 ص:762 ، وعمدة القارئ ج:18 ص:206 وعمدة القارئ ج:25 ص:87 وتحفة الأحوذي ج:8 ص:353 ).

 


 

المخالف : سؤال آخر : قد يقال : لكم بأن هذه الأحاديث مجملة بل قد يقال : لكم بان المراد من العلوم هي المختصة بالتشريع فقط ؟.

 

الموالي : أولاًً : لا يوجد عندنا تصريح بأن المراد هي الأمور الشرعية فالرواية فيها أطلق كل ما نزل به الوحي والوحي نزل بكل العلوم التي عند النبي (ص).

 

           ثانيا : هناك روايات في مصادركم تبين بأن الرسول علم أمته غير الأمور الشرعية وهذه بعض من تلك المرويات :

 

- وقد قال : في البخاري :6230 - حدثنا : موسى بن مسعود ، حدثنا : سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة (ر) قال : لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلاّ ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:6 ص:2435 ).


- وقال في عمدة القارئ : 4066 - حدّ، ثنا : ( مُوسَى بنُ مَسْعُود ) ٍ ، حدثنا : ( سُفْيان ) ُ ، عنِ ( الأعْمَش ) ِ ، عنْ ( أبي وائِل ) ٍ ، عنْ ( حُذَيْفَة ) َ (ر) قال : لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلاّ ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ، مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ما ترك فيها شيئاًً أي من الأمور المقدرة من الكائنات وموسى بن مسعود هو أبو حذيفة النهدي وسفيان هو الثوري والأعمش هو سليمان وأبو وائل شقيق بن سلمة وحذيفة بن اليمان
والحديث أخرجه مسلم في الفتن ، عن عثمان بن أبي شيبة وغيره وأخرجه أبو داود ، عن عثمان به ، قوله إلاَّّ ذكره وفي رواية إلاَّّ حدث به قوله علمه من علمه وجهله من جهله وفي رواية جرير حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قوله : إن كنت كلمة إن مخففة من الثقيلة قوله : قد نسيت وفي رواية الكشميهني نسيته قوله فأعرف ما يعرف الرجل ويروى فأعرفه كما يعرفه الرجل المعنى أنسى شيئاًً ثم أذكره فأعرف أن ذلك بعينه ، المصدر : ( عمدة القارئ ج:23 ص:151 ).

 

- وقال في مقدمة فتح الباري : ثالثها في القدر حديث حذيفة لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلاّ ذكره الحديث وقد تابعه أبو معاوية ووكيع عند مسلم وهذا جميع ماله في البخاري ، المصدر : ( مقدمة فتح الباري ج:1 ص:446 ).

 

- وقال في مسلم : 2891 - وحدثنا : عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال عثمان ، حدثنا : وقال إسحاق أخبرنا : جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة قال : قام فينا رسول الله (ص) مقاما ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلاّ حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه.2891 - وحدثناه أبوبكر بن أبي شيبة ، حدثنا : وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش بهذا الإسناد إلى قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).

 

2891 - وحدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : محمد بن جعفر ، حدثنا : شعبة ح وحدثني : أبوبكر بن نافع ، حدثنا : غندر ، حدثنا : شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة أنه قال : أخبرني : رسول الله (ص) بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلاّ قد سألته ألا إني لم أسأله : ما يخرج أهل المدينة من المدينة.2891 - حدثنا : محمد بن المثنى ، حدثني : وهب بن جرير أخبرنا : شعبة بهذا الإسناد نحوه ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).

 

2892 - وحدثني : يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعاً ، عن أبي عاصم قال حجاج ، حدثنا : أبو عاصم أخبرنا : عزرة بن ثابت أخبرنا : علباء بن أحمر ، حدثني : أبو زيد يعني عمرو بن أخطب قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).

 

- وقال في صحيح إبن حبان : 6638 - أخبرنا : أحمد بن علي بن المثنى قال : ، حدثنا : عمرو بن الضحاك بن مخلد قال : ، حدثنا : أبي قال : ، حدثنا : عزرة بن ثابت ، حدثنا : علباء بن أحمر اليشكري قال : ، حدثنا : أبو زيد إسمه عمرو بن أخطب قال : صلى بنا رسول الله (ص) الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، المصدر : ( صحيح إبن حبان ج:15 ص:9 ).


- وقال في مسند أبي يعلي : 6844 - حدثنا : أبو سعيد القواريري ، حدثنا : جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا : أبو التياح قال : سأل رجل عبد

الرحمن بن حبشي وكان شيخاً كبيراً قال : يا بن حبشي كيف صنع رسول الله (ص) وسلم حين كادته صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، المصدر : ( مسند أبي يعلى ج:12 ص:237 ).

 

- وقال في الأمالي المطلقة : وأما حديث أبي زيد بن أخطب وإسمه عمرو فأخبرني أبوبكر بن إبراهيم بن أبي عمر قال : ، أخبرنا : أبوبكر بن محمد بن عبد الجبار قال : ، أخبرنا : محمد بن إسماعيل الخطيب قال : ، أخبرنا : يحيى بن محمود قال : ، أخبرنا : أبو علي الحداد قال : ، أخبرنا : أبو نعيم قال : ، أخبرنا : أبو محمد بن فارس قال : ، حدثنا : أحمد بن عصام قال : ، حدثنا : أبو عاصم قال : ، حدثنا : عزره إبن ثابت قال : ، حدثنا : علباء بن أحمر قال : ، حدثني : أبو زيد بن أخطب (ر) قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى بنا الظهر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا هذا حديث صحيح ، المصدر : ( الأمالي المطلقة ج:1 ص:173 ).

 

- وقال في تهذيب الكمال : ، أخبرنا : أبو الحسن بن البخاري قال : ، أنبئنا : القاضي أبو المكارم اللبان وأبو جعفر الصيدلأني قالا : ، أخبرنا : أبو علي الحداد قال : ، أخبرنا : أبو نعيم الحافظ قال : ، حدثنا : عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال : ، حدثنا : أحمد بن عصام قال : ، حدثنا : أبو عاصم قال : ، حدثنا : عزرة بن ثابت قال : ، حدثنا : علباء بن أحمر قال : ، حدثني : أبو زيد قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا رواه مسلم ، عن يعقوب الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعاً ، عن أبي عاصم فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين وليس له عنده غيره ، المصدر ( تهذيب الكمال ج:20 ص:293 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : وعن المغيرة بن شعبة أنه قال : قام فينا رسول الله (ص) مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن إبراهيم بن محمد وقد وثقه إبن حبان ، وعن أبي الدرداء قال : لقد تركنا رسول الله (ص) وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلاّ ذكرنا منه علما رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، المصدر : ( مجمع الزوائد ج:8 ص:264 ).

 

- وبما إن أئمتنا من هذه الأمة فقد علموا كما علم غيرهم فحفظ من حفظ ونسي من نسي فهل يجوز لغيرهأولا يجوز لهم أم لأنهم من بيت النبي (ص) وقال : بإمامتهم الشيعة فأصبح ما يجوز لغيرهم وممكن لغيرهم من الكمالات والعلم غير ممكن لهم وغير جائز؟.

 


 

المخالف : هل عندكم روايات تبين لنا بأن النبي (ص) قد علمهم كل هذه العلوم ؟.

 

الموالي : نعم وقد تقدم بعضها وهذه طائفة أخرى من الروايات : ( أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلاّ أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه في العلم ) :

1 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن إبن اذينة ، عن عبد الله إبن سليمان ، عن حمران بن اعين ، عن أبي عبد الله (ع) قال : إن جبرئيل (ع) أتى رسول الله (ص) برمانتين فأكل رسول الله (ص) إحداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم علياً نصفا ثم قال رسول الله (ص) : يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان ؟ ، قال : لا ، قال : أما الأولى فالنبوة ، ليس لك فيها نصيب وأما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه ، فقلت : أصلحك الله كيف كان ؟ يكون شريكه فيه ؟ ، قال : لم يعلم اللهمحمداً (ص) علما إلاّ وأمره أن يعلمه علياً (ع).

 

2 - علي ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن إبن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما فأكل واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى علياً (ع) نصفها فأكلها ، فقال : يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ ، وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه.

 

3 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن إبن اذينة ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : نزل جبرئيل على محمد (ص) برمانتين من الجنة ، فلقيه علي (ع) ، فقال : ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك ؟ ، فقال : أما هذه فالنبوة ، ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ، ثم فلقها رسول الله (ص) بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله (ص) نصفها ثم قال : أنت شريكي فيه وأنا :شريكك فيه ، قال : فلم يعلم والله رسول الله (ص) حرفاً مما علمه الله عز وجل إلاّ وقد علمه علياً ثم إنتهى العلم إلينا ، ثم وضع يده على صدره ، المصدر : ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 263 ، كتاب الحجة ).

 

- بل أقول بأن في مصادر غير الشيعة إشارة إلى ذلك ومنها هذه الأخبار :

 

- أن النبي (ص) قال لعلي أنت ألمُبيّن لأمتي ما إختلفوا فيه من بعدي وعلى هذا إذا تم الاتفاق فلا أشكال وأن إختلف فنأخذ بأقوال الإمام علي (ع) مرجحين له على أقوال الغير واليكم الأن الحديث الأول في علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بألفاظه المختلفة :

 

- قال :(ص) : إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ، ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟.

- وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

- وفي لفظ آخر قال :(ص) : إنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها.

- وفي لفظ آخر قال :(ص) : إنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاّ من قبل الباب.

- وفي لفظ آخر قال :(ص) : إنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم إنه يدخل المدينة بغير الباب قال الله عز وجل( وآتوا البيوت من أبوابها ).

- وفي قول آخر قال (ص) : إنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه! (الباب).
- وفي لفظ آخر قال (ص) : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب.
- وفي لفظ آخر ، عن جابر قال : سمعت رسول الله يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ثم مد بها صوته فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فل يأتي الباب ، المصادر : ( ترجمة الإمام على من تاريخ دمشق لإبن عساكر الشافعي ج2 ص 464 حديث 984 و 985 و986 و987 و988 و989 وما فوق شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 ص 334 حديث 459 المستدرك للحاكم ج3 ص 126 و 127 وصححه ، وأسد الغابة ج 4 ص 22 ومناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و121..... الخ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و221 الطبعة الحيدرية المناقب للخوارزمي الحنفي ص 40 نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 113 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 140 ط العثمانية ، تذكرت الخواص للسبط إبن الجوزي الحنفي ص 47 و 48 ، فيض القدير للشوكاني ج3 ص 46 ، الإستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص 38 ، الميزان للذهبي ج1 ص415 والجزء 2 ص 251 ) ، وغيرها من المصادر وهي كثيرة جداً ولقد نقل صاحب الغدير أسماء من خرجه من الحفاظ وأئمة الحديث فبلغ عددهم مئه وثلاثة واربعين حافظ وإمام من أئمة الحديث وحفاظه منهم عبد الرزاق الصنعاني والحافظ يحيى بن معين والهروي أحد مشايخ مسلم وأحمد بن حنبل والرواجني الأسدي أحد مشايخ البخاري والترمذي والبزار والحاكم وأبن مردويه الإصبهاني وأبو نعيم الإصبهاني وأبوبكر البيهقي والخطيب البغدادي وأبن عبد البر القرطبي والسمعاني والديلمي وغيرهم الكثير ، وقد نص على صحته كل من :

 

أولاًًً : الحافظ أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي نص على صحته كما ذكره الخطيب وأبو الحجاج المزي وأبن حجر.

ثانياً : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار.

ثالثا : الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك.

رابعاً : الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن.

خامسا : الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد سادسا :مجد الدين الفيروز آبادي صححه في النقد الصحيح.

سابعا : الحافظ جلال الدين السيوطي صححه في جمع الجوامع.

ثامنا : السيد محمد البخاري نص على صحته في تذكرة الأبرار.

تاسعا : الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في الروضة الندية وغيرهم فراج الغدير الجزء السادس من ص61الى ص81.

 

وهناك أقوال آخر للنبي(ص) في علم علي (ع) نأخذ بعضها خوف الاطاله :

 

- فقد قال (ص) لفاطمة (ع) أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما ، المصدر : ( المستدرك للحاكم وكنز العمال ج

6ص13 ).

- وقال :(ص) لها أيضاً : زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً ، المصدر : ( أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ج6ص398 ).

- وقوله (ص) للزهراء (ع) إنه لأول أصحابي إسلاما أو أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علما وأعظمهم حلماً ، المصادر : ( مسند أحمد ج5ص26 والاستيعاب ج3ص36 والرياض النضرة ج2ص194 ومجمع الزوائد ج9ص101و104 والمرقاة في شرح المشكاة ج5ص569 وكنز العمال ج6ص153 والسيرة الحلبية ج1ص285 وسيرة زيني دحلأن بهامش السيرة الحلبية ج1ص188 ).

 

وهناك أحاديث أخرى منها :

 

- أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب أقضى أمتي علي وحديث أقضاكم علي وغيرها.

- وقال الإمام (ع) أن رسول الله (ص) علمني ألف باب كل باب فيها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب  حتى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب ، المصدر : ( ينابيع المودة للقندوزي ص77 وأرجح المطالب ص413 والهروي في الأربعين حديثاًًً وفتح الملك العلي ص19 ).

 


 

المخالف : وكيف وصل علم النبي إلى أئمتكم ؟.

 

الموالي : وصلهم بعدة طرق منها كما مر عليك سابقا فإن النبي (ص) علم الإمام علي العلوم التي عنده وأصبح باب مدينة علم الرسول ومن تلك الطرق التي وصل فيها علم النبي (ص) اليهم هي الكتب التي ورثوها ، عن جدهم (ص) وهي ، ( فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (ع) ) :

 

1 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) فقلت له : جعلت فداك إني أسألك ، عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي ؟ ، قال : فرفع أبو عبد الله (ع) ستراً بينه وبين بيت آخر فإطلع فيه ، ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك ، قال : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله (ص) علم علياً (ع) باباً يفتح له منه ألف باب ؟ ، قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله (ص) علياً (ع) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك قال : ثم قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ ، قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ ، قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (ص) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الارش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي : يا أبا محمد ؟ ، قال : قلت : جعلت فداك إنما أنالك فإصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلأوليس بذاك. ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ ، قال : قلت : وما الجفر ؟ ، قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال : قلت : إن هذا هو العلم ، قال : إنه لعلأوليس بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ؟ ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة (ع) ؟ ، قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وما هو بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلأوليس بذاك. قلت : جعلت فداك فأي شئ العلم ؟ ، قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشئ بعد الشئ ، إلى يوم القيامة.

 

2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة (ع) قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ ، قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة (ع) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع) ، فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين (ع) يكتب كلما سمع حتى إثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحراأولكن فيه علم ما يكون.

 

3 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين إبن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ ، قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم (ع) والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش. وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت : وأي شئ في الجفر الأحمر ؟ ، قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل ، فقال له عبد الله إبن أبي يعفور : أصلحك الله أيعرف هذا بنوالحسن ؟ ، فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا علي الجحود والأنكار ، ولوطلبوا الحق بالحق لكان خيراًً لهم.

 

4 - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله (ع) : إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم ، لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه ، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين ، وسلوهم ، عن الخالات والعمات ، وليخرجوا مصحف فاطمة (ع) فإن فيه وصية فاطمة (ع) ومعه سلاح رسول الله (ص) : إن الله عز وجل يقول : فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين.

 

5 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إبن محبوب ، عن إبن رئاب ، عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله (ع) بعض أصحابنا ، عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال له فالجامعة ؟ ، قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الاديم مثل فخذ الفالج ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها ، حتى أرش الخدش قال : فمصحف فاطمة (ع) ؟ ، قال : فسكت طويلاً ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزن شديداً على أبيها وكان جبرئيل (ع) يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها ، عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي (ع) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.

 

6 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن صالح بن سعيد ، عن أحمد بن أبي بشر ، عن بكر بن كرب الصيرفي ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن عندنا مالاً نحتاج معه إلى الناس ، وإن الناس ليحتاجون إلينا ، وإن عندنا كتاباً إملاءً رسول الله (ص) وخط علي (ع) صحيفة فيها كل حلال وحرام ، وإنكم لتأتونا بالأمر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه.

 

7 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن فضيل بن يسار وبريد بن معاوية وزرارة أن عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله (ع) : إن الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله فهل له سلطان ؟ ، فقال : والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك يملك الأرض ، لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما.

 

8 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل [ بن ] سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) ، فقال : يا فضيل أتدري في أي شئ كنت أنظر قبيل ؟ ، قال : قلت : لا ، قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة (ع) ليس من ملك يملك الأرض إلاّ وهو مكتوب فيه بإسمه وأسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً ، المصدر : ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 238 ).

 


 

المخالف : لقد ذكرت فيما مضى أن مصادر علوم أئمتكم هو النبي (ص) ومصادر أخرى فهل تقصد أنهم تحديث الملائكة لهم والإلهام وهل هم بمنزلة الأنبياء عندكم ؟.

 

الموالي : أما حول مسألة تحديث الملائكة لهم وأنهم يلهمون فسوف أتعرض إليه إن شاء الله بالتفصيل وأما هل هم أنبياء فقد نهوشيعتهم أن يقولوا عنهم أنهم أنبياء وهذه طائفة من تلك الروايات : ( في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة ) :

 

1 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن حمران بن أعين قال : قلت : لأبي جعفر (ع) : ما موضع العلماء ؟ ، قال : مثل ذي القرنين وصاحب سليمان وصاحب موسى (ع).

 

2 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء قال : قال أبو عبد الله (ع) : إنما الوقوف علينا في الحلال فأما النبوة فلا.

 

3 - محمد بن يحيى الأشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده إبدأً ، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده إبدأً ، وأنزل فيه تبيان كل شئ وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار وما أنتم صائرون إليه.

 

4 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة قال : قال أبو جعفر (ع) : إن علياً (ع) كان محدثاً فقلت : فتقول : نبي ؟ ، قال : فحرك بيده هكذا ، ثم قال : أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أو ما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله ؟.

 

5 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن إبن اذينة ، عن بريد إبن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قال : قلت له : ما منزلتكم ؟ ومن تشبهون ممن مضى ؟ ، قال : صاحب موسى وذو القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

 

6 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير قال : قلت : لأبي عبد الله (ع) : إن قوماً يزعمون إنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآنا : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : وعندنا قوم يزعمون إنكم رسل يقرؤون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم  فقال : يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : فما إنتم ؟ ، قال : نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى ، عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض.

 

7 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن بحر ، عن إبن مسكان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله (ص) ألا إنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (ص) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (ص) . ( باب ) ، المصدر : ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 268 ).

 

ملاحظة : لتعلم بأن النهي هنا ليس لأنهم أقل من الأنبياء وإنما لأنه لا نبي من بعد النبي محمد (ص) : لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين.

 


 

المخالف : وما هو ردكم على من قال : بأنكم تقولون بأن أئمتكم محدثون ملهمون ؟ ، وهذه رواياتكم واضحة في ذلك فقد رويتم ما يلي : باب أن الأئمة ((ع) ) محدثون مفهمون :

 

1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيد بن زرارة قال : أرسل أبو جعفر (ع) إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمد عليه و(ع) محدثون.

 

2 - محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن إبن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عتيبة قال : دخلت على علي بن الحسين (ع) يوماً فقال : يا حكم هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب (ع) يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس ؟ ، قال : الحكم : فقلت : في نفسي : قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين ، أعلم بذلك تلك الأمور العظام ، قال : فقلت : لا والله لا أعلم ، قال : ثم قلت : الآية تخبرني بها يا إبن رسول الله ؟ ، قال : هو والله قول الله عز ذكره : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( ولا محدث ) وكان علي بن أبي طالب (ع) محدثاً فقال له رجل يقال له : عبد الله بن زيد ، كان أخا علي لامه ، سبحان اللهمحدثا ؟ ! كأنه ينكر ذلك ، فأقبل علينا أبو جعفر (ع) ، فقال : أما والله إن إبن امك بعد قد كان يعرف ذلك ، قال : فلما قال ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.

 

3 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن إسماعيل قال : سمعت أبا الحسن (ع) يقول : الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون.

 

4 - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن محمد بن مسلم قال : ذكر المحدث عند أبي عبد الله (ع) ، فقال : إنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص فقلت له : جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك ؟ ، قال : إنه يعطي السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك.

 

5 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر (ع) إن علياً (ع) كان محدثاً ، فخرجت إلى أصحابي فقلت : جئتكم بعجيبة ، فقالوا : وما هي ؟ فقلت : سمعت أبا جعفر (ع) يقول ، كان علي (ع) محدثاً فقالوا : ما صنعت شيئاً إلاّ سألته من كان يحدثه ، فرجعت إليه ، فقلت : إني حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا : ما صنعت شيئاً إلاّ سألته من كان يحدثه ؟ ، فقال لي : يحدثه ملك ، قلت : تقول : إنه نبي ؟ ، قال : فحرك يده - هكذا - : أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله ، المصدر : ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 270 ).

 

الموالي : نعم لقد روت مصادرنا هذه الروايات وغيرها أيضاً ونحن نعترف بها ونقول بأنه لا أشكال في ذلك لأنه مما ثبت ، عن النبي (ص) وأنتم أيضاً تقولون في غير أهل البيت ذلك ولكن لم تستطيعوا أن تتحملوا هذا القول في أئمتنا أنمة أهل البيت الطاهر.

 


 

المخالف : وأين قلنا نحن ذلك وما هي المصادر لو تكرمت حتى يكون كلامك حجة علينا ؟.

 

الموالي : إليك هذه المصادر فراجعها بنفسك لعلك تجد فيها ما يريح قلبك ويشفي همك وهذه هي الرواية والمصادر :

 

- فقد قال : في البخاري : 3282 - حدثنا : عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة (ر) ، عن النبي (ص) قال : إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:3 ص:1279 ).


- وقال أيضاً : 3486 - حدثنا : يحيى بن قزعة ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) لقد كان فيما قبلكم من الأمأناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكرياء بن أبي زائدة ، عن سعد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص) لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:3 ص:1349 ).


- وقال في الإعتقاد : وعن عبد الله بن عمر قال : كان عمر يقول القول فننتظر متى يقع قال الشيخ وكيف لا تكون وقد قال رسول الله (ص) : إنه كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب وهذا الحديث أهل في جواز كرامات الأولياء وفي قراءة أبي بن كعب وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث وقرأها إبن عباس كذلك ثم في بعض الروايات ، عن النبي (ص) : إنه قيل كيف يحدث قال : يتكلم الملائكة على لسانه ، المصدر : ( الإعتقاد ج:1 ص:315 ).


- وقال في كرامات الأولياء : 41 - أخبرنا : محمد بن عثمان بن محمد البصري قال : ، ثنا : أبو صالح عبد الرحمن إبن سعيد بن هارون الإصبهاني قال : أنا :عقيل بن يحيى قال : ، ثنا : أبو داود قال : وثنا إبن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) ، قد كان فيمن خلا من الأمأناس محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب أخرجه البخاري ، المصدر : ( كرامات الأولياء ج:1 ص:93 ).


- وقال في صحيح مسلم : 2398 - حدثني : أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح ، حدثنا : عبد الله بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي (ص) : إنه كان يقول قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم ، قال بن وهب تفسير محدثون ملهمون ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:1864 ).


- وقال في شعب الإيمان : 5734 - أخبرنا : أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال : سمعت الحسين بن يحيى يقول : سمعت جعفر الخلدي يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول كنت في جبل لكام فرأيت رمانا فاشتهيت فدنوت فأخذت منها واحداً فشققته فوجدته حامضا فمضيت وتركت الرمان فرأيت رجلاً مطروحاً قد إجتمع عليه الزنابير فقلت السلام عليك فقال : وعليك السلام يا إبراهيم قلت وكيف عرفتني قال : من عرف الله لا يخفى عليه شيء من دون الله فقلت أرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يحميك ويقيك الأذى من هذه الزنابير فقال لي أرى لك حالا مع الله فلو سألته أن يقيك شهوة الرمان فإن لدغ الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه في الدنيا وتركته ومضيت قال الشيخ وهذا عندي محمول على أنه يعرف في منامه من علم الغيب ما عسى يحتاج إليه أو يحدث على لسانه ملك بشيء من ذلك كما قال النبي (ص) قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد كان عمر بن الخطاب منهم وقد روي ، عن إبراهيم بن سعد أنه قال : في هذا الحديث يعني يلقى في روعه ، المصدر : ( شعب الإيمان ج:5 ص:48 ).

 

- وقال في شرح النووي على صحيح مسلم : قوله 2398 - ( ، عن بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي (ص) : إنه كان يقول قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم ) قال بن وهب تفسير محدثون ملهمون هذا الإسناد مما استدركه الدار قطني على مسلم وقال : المشهور فيه ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة قال : بلغني أن رسول الله (ص) وأخرجه البخاري من هذا الطريق ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة وإختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون فقال بن وهب ملهمون وقيل مصيبون وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشئ فظنوا وقيل تكلمهم الملائكة وجاء في رواية متكلمون وقال البخاري : يجري الصواب على السنتهم وفيه اثبات كرامات الأولياء ، المصدر :( شرح النووي على صحيح مسلم ج:15 ص:166 ، وتاريخ مدينة دمشق ج:44 ص:95 والمستدرك على الصحيحين ج:3 ص:92 وصحيح إبن حبان ج:15 ص:317 ) ، ومن تتبع الروايات يجد التصريح الواضح من النبي (ص) : يقول بأن هناك بشر يكلمون وهم غير أنبياء ، وهذا مثال على هذه الأخبار :

 

- فقد قال : في العلل الواردة في الأحاديث النبوية : 1789 - وسئل ، عن حديث أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر فقال : يرويه سعد بن إبراهيم وإختلف عنه فرواه زكريا بن أبي زائدة ، عن سعد وإختلف ، عن زكريا أيضاً فرواه داود بن عبد الحميد ومحمد بن إبراهيم بن رجاء ، عن زكريا ، عن سعد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة وخالفهما إسحاق الأزرق فرواه ، عن زكريا ، عن سعد ، عن أبي سلمة مرسلاً ، المصدر ( العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:9 ص:313 ).


- وقال في تغليق التعليق : 3689 - ثنا : يحيى بن قزعة ، ثنا : إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) لقد كان فيما قبلكم من الأمأناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر زاد زكريا بن أبي زائدة ، عن سعد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي (ص) لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يتكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي أحد فعمر.


- أخبرنا : أبوبكر بن إبراهيم بن أبي عمر : إنا أبو نصر بن الشيرازي في كتابه ، عن علي بن عبد الرحمن البكري أن يحيى بن ثابت بن بندار أخبره قال : أنا :أبي أنا أبوبكر بن غالب أنا أبوبكر الجرجاني ، ثنا : القاسم بن زكريا ، ثنا : إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ ، ثنا : داود بن عبدالمجيد ، ثنا : زكريا به نحوه
وقال أبو نعيم في المستخرج ، ثنا : أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا : علي بن مبشر ، ثنا : الحسن بن خلف ، ثنا : إسحاق الأزرق ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن سعد بن من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء الحديث قوله فيه وقال إبن عباس من نبي ولا محدث ، قال عبد بن حميد في تفسيره ، ثنا : أبو نعيم ، ثنا : إبن تميله ، عن عمرو بن دينار قال : كان إبن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إسناد صحيح وكذا رواه سفيان بن عيينة في أواخر جامعه ، المصدر : ( تغليق التعليق ج:4 ص64ص:65 ).

 

- وقال في عمدة القارئ : ويروى لقد كان فيمن كان قبلكم قوله يكلمون قال : الكرماني يعني الملائكة تكلمهم فعلى هذا يكلمون على صيغة المجهول قوله فإن يكن من أمتي ويروى في أمتي قوله أحد وفي رواية الكشميهني من أحدٍ قوله فعمر أي فهو عمر وكلمة إن ليست للشك فإن أمته أفضل الأمم فإذا كان موجوداًً فبالأولى أن يكون في هذه الأمة بل للتأكيد كقول الأجير إن عملت لك فوفني حقي قال إبنُ عَبَّاسٍ (ر) ما مِنْ نَبِيٍّ ولاَ مُحَدِّثٍ أشار بهذا إلى قراءة إبن عباس في قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاَّّ إذا تمنَّى ( الحج

25 ) الآية فإنه زاد فيها ولا محدث وأخرجه عبد بن حميد من حديث عمرو بن دينار قال : كان إبن عباس يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ، المصدر : ( عمدة القارئ ج:16 ص:199 ، والفردوس بمأثور الخطاب ج:3 ص:278 ).

 


 

المخالف : قد يسألك سائل فيقول وهل تريد من هذا أن تثبت بأن أئمتكم تحدثهم الملائكة ؟.

 

الموالي : نعم فإذا ثبت في هذه الأمة من حدثته الملائكة فما هو المانع أن أقول بأن أئمتنا تحدثهم الملائكة وتسلم عليهم وتجالسهم وتدخل بيوتهم. ورواياتكم تكلمنا بأن سلام الملائكة على أبناء الأمة أمر ممكن ولا مانع منه مثل هذه الروايات


- فقد قال : في صحيح مسلم : 2750 - حدثنا : يحيى بن يحيى التيمي وقطن بن نسير واللفظ ليحيى أخبرنا : جعفر بن سليمان ، عن سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة الأسيدي ، قال : وكان من كتاب رسول الله (ص) قال : لقيني أبوبكر فقال : كيف أنت يا حنظلة قال : قلت نافق حنظلة قال : سبحان الله ما تقول قال : قلت نكون عند رسول الله (ص) يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا :رأى عين فإذا خرجنا من عند رسول الله (ص) عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً قال أبوبكر فوالله أنالنلقى مثل هذا فإنطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله (ص) قلت نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال رسول الله (ص) وما ذاك قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا :رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله (ص) والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكأولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:2106 ).

 

- وقال أيضاً : 2750 - حدثني : إسحاق بن منصور أخبرنا : عبد الصمد سمعت أبي يحدث ، حدثنا : سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة قال : كنا عند رسول الله (ص) فوعظنا فذكر النار قال : ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة قال : فخرجت فلقيت أبابكر فذكرت ذلك له ، فقال : وأنا قد فعلت مثل ما تذكر فلقينا رسول الله (ص) فقلت : يا رسول الله نافق حنظلة فقال : مه فحدثته بالحديث فقال أبوبكر : وأنا قد فعلت مثل ما فعل فقال : يا حنظلة ساعة وساعة ولوكانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:2107 ).


- وقال في صحيح إبن حبان : 344 - أخبرنا : الحسن بن سفيان قال : ، حدثنا : أبوقديد عبيد الله بن فضالة قال : ، حدثنا : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال : أصحاب رسول الله (ص) : إنا إذا كنا عند النبي (ص)رأينا من أنفسنا ما نحب فإذا رجعنا إلى أهالينا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا فذكروا ذلك للنبي (ص) ، فقال رسول الله (ص) لو تدومون على ما تكونون عندي في الحال لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها ولكن ساعة وساعة : المصدر : ( صحيح إبن حبان ج:2 ص:55 ).

 

- وقال في المعجم الكبير : 3490 - حدثنا : علي بن عبد العزيز ، حدثنا : أبو حذيفة ، ثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن الهيثم بن حنش ، عن حنظلة الكاتب قال : كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار فكنا رأى عين فخرجت فأتيت أهلي فضحكت معهم فوقع في نفسي شيء فلقيت أبابكر رحمه الله فقلت : إني نافقت قال : وما ذلك فقلت كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار وكنا كأنا :رأى عين فأتيت أهلي فضحكت معهم ، قال أبوبكر أنالنفعل ذلك فأتيت النبي (ص) فذكرت ذلك له ، قال : يا حنظلة لوكنتم عند أهليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطريق يا حنظلة ساعة وساعة.

 

3491 - حدثنا : عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا : محمد بن يوسف الفريابي ح ، وحدثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : أبو نعيم قالا ، ثنا : سفيان ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة الكاتب الأسيدي ، قال : كنا عند رسول الله (ص) فذكرنا الجنة والنار حتى كأنا :رأى عين فقمت إلى أهلي وولدي فضحكت ولعبت فذكرت الذي كنا فيه فخرجت فلقيت أبابكر (ر) فقلت نافقت فقال أبوبكر (ر) : أنالنفعله فذهب حنظلة فذكره للنبي (ص) ، فقال : يا حنظلة لوكنتم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم أو طرقكم أو نحو ذا يا حنظلة ساعة وساعة ، المصدر ( المعجم الكبير ج:4 ص:11 ، والأحاديث المختارة ج:5 ص:14 و الأحاديث المختارة ج:5 ص:139 و الأحاديث المختارة ج:7 ص:64 و صحيح إبن حبان ج:16 ص:396 و موارد الظمآن ج:1 ص:617 وسنن إبن ماجه ج:2 ص:1416 وسنن الترمذي ج:4 ص:666 و الآحاد والمثاني ج:2 ص:406 و المسند ج:2 ص:486 و المعجم الأوسط ج:3 ص:129 و مسند أبي يعلى ج:5 ص:378 و مسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:318 و مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:2 ص:304 و مسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج:2 ص:969 و مسند الطيالسي ج:1 ص:337 و مسند عبد بن حميد ج:1 ص:415 ) والعشرات من المصادر.

 

- فتبين بأن المانع من تسليم الملائكة على الكثير من الصحابة هو عدم ثباتهم على سيرة واحدة فعندما يكونوا إمام النبي (ص) ومعه بوجه وبحالة من الخشوع والخضوع وإذا خرجوا من عنده تغيرت أحوالهم إلى وضع وحال آخر ، أما أئمتنا فهم مع القرآن والقرآن معهم دائما وإبدأ لا يفارقهأولا يفارقونه ، وقد ثبت بأن هناك بعض الصحابة ممن كانت تكلمه الملائكة وتسلم عليه وتحدثه.

 


 

المخالف : وأين قلنا بأن الملائكة حدثت أحد من هذه الأمة ؟.

 

الموالي : لقد مرت عليك الأدلة الواضحة فيما تقدم وأن عمر ممن تكلمه الملائكة كما تقولون وإليكم طائفة أخرى تصرح بذلك منها :


- حالة أولى : فقد قال : في مسلم : 2567 - حدثني : عبد الأعلي بن حماد ، حدثنا : حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي (ص) : إن رجلاً زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد قال : أريد أخا لي في هذه القرية قال : هل لك عليه من نعمة تربها ، قال : لا غير إني أحببته في الله عز وجل قال : فإني رسول الله إليك بأن الله : قد أحبك كما أحببته فيه ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:4 ص:1988 )


- وقال في مسند إبن المبارك : 4 - حدثنا : جدي نا : حبان أنا عبد الله بن المبارك ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن رجلاً زار أخاه في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد قال : أريد أن أزور أخا لي في هذه القرية قال : هل لك عليه من نعمة تربها ، قال : لا ألا إني أحببته في الله ، قال : فإني رسول الله إليك إن الله : قد أحبك كما أحببته ، المصدر : ( مسند إبن المبارك ج:1 ص:5 ، والترغيب والترهيب ج:4 ص:10 ورياض الصالحين ج:1 ص:111 وحاشية إبن القيم ج:14 ص:22 ).

 

- حالة ثانية : فقد قال : مسند الإمام أحمد: 23403 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عفان ، ثنا : همام ، ثنا : الحجاج بن فرافصة ، حدثني : رجل ، عن حذيفة بن اليمان أنه أتى النبي (ص) ، فقال : بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علأنيته وسره فأهل أن تحمد أنك على كل شيء قدير اللهم إغفر لي جميع ما مضى من ذنبي واعصمني فيما بقى من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عنى فقال النبي (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك ، المصدر : ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:5 ص:395 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : وعن حذيفة أنه أتى النبي (ص) ، فقال : بينا أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علأنيته وسره فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير اللهم إغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني فقال النبي (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عز وجل رواه أحمد وفيه راولم يسم وبقية رجاله ثقات ، المصدر : ( مجمع الزوائد ج:10 ص95وص:96 ).


- وقال في الدعاء : 1746 - حدثنا : علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا ، ثنا : حجاج بن المنهال ، ثنا : همام بن يحيى ، ثنا : حجاج بن فرافصة ، حدثني : رجل من أهل فدك ، عن حذيفة (ر) قال : بينما أنا : أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علأنيته وسره أهل أن تحمد إبدأً إنك على كل شيء قدير اللهم إغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني قال : فأتيت النبي (ص) فقلت بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول هذا الكلام إجمع فقال رسول الله (ص) ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عز وجل ، المصدر : ( الدعاء ج:1 ص:496 ).


- وقال في الهواتف : 60 - حدثنا : عبيد الله بن جرير العتكي ، ثنا : أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، ثنا : همام ، عن الحجاج بن فرافصة قال : ، حدثني : رجل من أهل فدك ، عن حذيفة قال : بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله علأنيته وسره أهل الحمد أنت وعلى كل شيء قدير اللهم إغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا يرضيك عني إنك على كل شيء قدير فقلت للنبي (ص) بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول كذا وكذا فنظرت فلم أر أحداًً فقال النبي (ص) ذلك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك ، المصدر : ( الهواتف ج:1 ص:51 ).

 

- حالة ثالثة : فقد قال : في البخاري : 4499 - حدثني : إسحاق ، عن جرير ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) كان يوماً بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال : يا رسول الله ما الإسلام قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال : يا رسول الله ما الإحسان قال : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال : يا رسول اللهمتى الساعة قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك ، عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلاّ الله ) إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ( ثم إنصرف الرجل فقال : ردوا علي فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئاً فقال : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:4 ص:1793 ).

 

- وقال في صحيح مسلم : 9 - وحدثنا : أبوبكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعاً ، عن بن علية قال : زهير ، حدثنا : إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله (ص) يوماً بارزا للناس فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ما الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر قال : يا رسول الله ما الإسلام قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال : يا رسول الله ما الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال : يا رسول اللهمتى الساعة قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك ، عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلاّ الله ، ثم تلا (ص) ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) قال : ثم أدبر الرجل فقال رسول الله (ص) ردوا علي الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئاً فقال رسول الله (ص) هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:1 ص:39 ، والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:1 ص:103 وصحيح إبن حبان ج:1 ص:375 ، ومسند أبي عوانة2 ج:4 ص:194 ومسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:211 ، ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:2 ص:426 ).

 

- حالة رابعة : فقد قال : في البخاري : 1226 - وحدثني : عبيد الله بن معاذ ، حدثنا : أبي ، حدثنا : شعبة ، عن حميد بن هلال ، عن مطرف قال : قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثاًًً عسى الله أن ينفعك به أن رسول الله (ص) جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد ، المصدر : ( صحيح مسلم ج:2 ص:899 ).

 

- وقال في فتح الباري : ولمسلم ، عن عمران بن حصين كان يسلم علي حتى أكتويت فترك ثم تركت الكي فعاد وله عنه من وجه آخر أن الذي كان إنقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة كذا في الأصل وفي لفظ أنه كان يسلم علي : فلما اكتويت إمسك عني فلما تركته عاد إلي ، المصدر : ( فتح الباري ج:10 ص:155 ).

 

- وقال في تهذيب الأسماء : روى عنه أبو رجاء العطاردي وإسمه تيم ومطرف بن عبد الله وزرارة بن أوفى وزهدم وعبد الله بن بريدة وأبن سيرين والحسن والشعبي وأبو الأسود الدؤلي وآخرون نزل البصرة وكان قاضيها استقضاه عبد الله بن عامر أياماً ثم إستعفاه فأعفاه توفي بها سنة ثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله تعالى ما قدم البصرة راكب خير لهم من عمران وغزا مع النبي (ص) غزوات وبعثه عمر بن الخطاب (ر) إلى البصرة ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة وكان مجاب الدعوة ولم يشهد تلك الحروب وكان أبيض الرأس واللحية وله عقب بالبصرة وفي صحيح مسلم ، عن عمران قال : قد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا كما جاء مصرحا به في غير صحيح مسلم ، المصدر : ( تهذيب الأسماء ج:2 ص:351 ).

 

- وقال في المسند المستخرج على صحيح مسلم : 2849 - ثنا : عبد الله بن عبد المجيد ، عن إسماعيل بن مسلم ، ثنا : إسحاق ، ثنا : أبو محمد إبن حيان ، ثنا : أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى ، ثنا : نصر بن علي ، ثنا : مسلم بن إبراهيم وثناسالم إبن عصام ، ثنا : إبراهيم بن بسطام ، ثنا : عثمان بن عمر قالا ، ثنا : إسماعيل بن مسلم ، ثنا : محمد بن واسع ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال : قال لي عمران بن حصين ذات يوم إذا أصبحت فاغد علي : فلما أصبحت غدوت عليه ، فقال لي : ما غداً بك قلت الميعاد قال : أحدثك حديثين أما أحدهما فإكتمه علي وأما الآخر فلا أبالي أن تفشه علي فأما الذي تكتمه علي فإن الذي كان إنقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة والآخر تمتعنا مع رسول الله (ص) مرتين فقال رجل برأيه ما شاء ، المصدر : ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:326 ).

 

- وقال في الطبقات الكبرى : قال : فقال عمران بن حصين لو دخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله ، قال : ، أخبرنا : حفص بن عمر الحوضي قال : ، حدثنا : يزيد بن إبراهيم قال : سمعت محمداً يعني بن سيرين قال : سقا بطن عمران بن الحصين ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى قال : ، أخبرنا : الخليل بن عمر العبدي البصري قال : ، حدثني : أبي قال : ، حدثنا : قتادة أن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى فتنحت ، المصدر : ( الطبقات الكبرى ج:4 ص:288 ، وتذكرة الحفاظ ج:1 ص:30 وسنن أبي داود ج:4 ص:5 ).

 


 

المخالف : يقال : بأن أئمتكم يلهمهم الله العلم فما حقيقة هذه الدعوى ياترى؟ ، فقد ورد في الكافي من مثل هذه الرواية علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر قال : قلت : لأبي الحسن (ع) : روينا، عن أبي عبدالله (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام وأما النقر في الاسماع فأمر الملك ، ( المصدر الكافي ج1 ص264 كتاب الحجة ).

 

الموالي : أقول بأن مسألة الإلهام لا تخص الشيعة وإنما هي مسألة مطروحة من الشيعة وغيرهم وهذه كلمات العلماء في هذه المسألة :

 

- فقد قال : في فتح الباري : أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلى ذلك قوله (ص) فإن يكن وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه (ص) في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء فلما إنقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته وإشتهاره مكابرة ممن أنكره ، المصدر : ( فتح الباري ج:12 ص:376 ).

 

- وقال أيضاً : قال بن السمعاني وإنكار الإلهام مردود ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرمه به ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك أن كل ما استقام على الشريعة المحمدية ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول وإلاّ فمردود يقع من حديث النفس ووسوسة الشيطان ثم قال : ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوي به رأيه وإنما ننكر أن يرجع إلى قلبه بقول لا يعرف أصله ولا نزعم أنه حجة شرعية وإنما هو نور يختص الله به من يشاء من عباده فإن وافق الشرع كان الشرع هو الحجة إنتهى ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه : أن النائم لو رأى النبي (ص) : يامره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولابد أو لابد أن يعرضه على الشرع الظاهر فالثاني هو المعتمد كما تقدم تنبيه وقع في المعجم الأوسط للطبراني من حديث أبي سعيد مثل أول حديث في الباب بلفظه لكن زاد فيه ولا بالكعبة وقال : لا تحفظ هذه اللفظة إلاّ في هذا الحديث ، المصدر : ( فتح الباري ج:12 ص388ص:389 ).


- وقال في عمدة القارئ :110 - (، حدثنا : عبدان قال : ، أخبرنا : عبد الله ، عن يونس ، عن الزهري قال : أخبرني : سالم بن عبد الله أن إبن عمر (ر) أخبره أن عمر : إنطلق مع النبي في رهط قبل إبن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب إبن صياد الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي بيده ثم قال : لإبن صياد تشهد أني رسول الله فنظر إليه إبن صياد فقال : أشهد أنك رسول الأميين فقال إبن صياد للنبي أتشهد أني رسول الله فرفضه وقال : آمنت بالله وبرسله ، فقال له : ماذا ترى فقال إبن صياد يأتيني صادق وكاذب فقال النبي خلط عليك الأمر ثم قال له النبي إني قد خبأت لك خبيئا فقال إبن صياد هو الدخ فقال : أخسا فلن تعدوقدرك فقال عمر (ر) دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال النبي إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله) ، وهذا بيان وشرح للرواية ، وقال إبن الجوزي يعني لا يبلغ قدرك أن تطالع بالغيب من قبل الوحي المخصوص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلاأولا من قبيل الإلهام الذي يدركه الصالحون ، المصدر : ( عمدة القارئ ج:8 ص169ص:171 ).

 

- وقال أيضاً : فإن قلت هل يقال : لصاحب الرؤيا الصالحة له شيء من النبوة قلت جزء النبوة ليس بنبوة إذ جزء الشيء غيره أولاًً هو ولا غيره فلا نبوة له فإن قلت الرؤيا الصالحة أعم لإحتمال أن تكون منذرة إذا الصلاح قد يكون بإعتبار تأويلها قلت : فيرجع إلى المبشر نعم يخرج منها ما لا صلاح لها لا صورة ولا تأويلاً وقال إبن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلاَّّ الرؤيا فإن قيل يرد عليه الإلهام لأن فيه إخباراً بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع في غير الأنبياء كما تقدم في مناقب عمر (ر) قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء ، عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا وأجيب بأن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصاً فإنه نادر ، المصدر : ( عمدة القارئ ج:24 ص134ص:135 ).


- وقال في تحفة الأحوذي : وعلى الأقوال النبي أعم من الرسول ( قال : فشق ذلك ) أي إنقطاع للرسالة والنبوة ( فقال : لكن المبشرات الخ ) قال : المهلب ما حاصله التعبير بالمبشرات خرج للأغلب فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه وقال بن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلاّ الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث في مناقب عمر قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون
وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضاً وقد أخبر كثير من الأولياء على أمور مغيبة فكانت كما أخبروا والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه كذا في الفتح ، المصدر ( تحفة الأحوذي ج:6 ص:455 ).

 

- وقال في شرح الزرقاني : وقال إبن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموته ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلاّ الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في مناقب عمر قد كان فيما مضى محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء ، عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا ، والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فيختص بالبعض ومع إختصاصه فإنه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلى ذلك قوله فإن يكن في أمتي أحد فعمر وكأن السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه وكان المناسب أن لا يقع لغيره في زمانه منه شيء فلما إنقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي إنكار ذلك مع كثرته وإشتهاره مكابرة ممن أنكره قاله الحافظ ، المصدر : ( شرح الزرقاني ج:4 ص:452 ).

 

- وقال في عون المعبود : وبالجملة لا يجوز أن يقال : لأحد إنه يعلم الغيب ، نعم الأخبار بالغيب بتعليم الله تعالى جائز وطريق هذا التعليم أما الوحي أو الإلهام عند من يجعله طريقاً إلى علم الغيب ، إنتهى ، المصدر : ( عون المعبود ج:11 ص:206 ).

 

- وقال في فيض القدير : وقوله تعالى تعرفهم بسيماهم ( البقرة 273 ) ولفظها من قولهم فرس السبع الشاة وسمي الفرس به لأنه يفترس المسافات جريا فكانت الفراسة اختلاس العارف وذلك ضربان ضرب يحصل للأنسان ، عن خاطر لا يعرف سببه وهوضرب من الإلهام بل من الوحي وهو الذي يسمى صاحبه المحدث كما في خبر إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر وقد تكون بإلهام حال اليقظة أو المنام
والثاني يكون بصناعة متعلمة وهي معرفة ما في الألوان والأشكال وما بين الأمزجة والأخلاق والأفعال الطبيعية ومن عرف ذلك وكان ذا فهم ثابت قوي على الفراسة وقد ألف فيها تأليفات فمن تتبع الصحيح منها إطلع على صدق ما ضمنوه والمراد هنا هو الضرب الأول بقرينة قوله فإنه ينظر بنور الله عز وجل أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى وباستنارة القلب تصح الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرآة التي تظهر فيها المعلو مات كما هي والنظر بمنزلة النقش فيها ، قال بعضهم من غض بصره ، عن المحارم وكف نفسه ، عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطى ء فراسته ، قال إبن عطاء الله واطلاع بعض الأولياء على بعض الغيوب جائز وواقع لشهادته له بأنه إنما ينظر بنور الله لا بوجود نفسه إنتهى ، المصدر : ( فيض القدير ج:1 ص:143 ).

 

- وقال أيضاً : ذروا العارفين المحدثين بفتح الدال إسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم وهو من إلقي في نفسه شيء علي وجه الإلهام والمكاشفة من الملإ الأعلى من أمتي لا تنزلوهم الجنة ولا النار أي لا تحكموا لهم بإحدى الدارين حتى يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة يظهر أن المراد بهم المجاذيب ونحوهم الذين يبدومنهم ما ظاهره يخالف الشرع فلا يتعرض لهم بشيء ويسلم أمرهم إلى الله ، المصدر : ( فيض القدير ج:3 ص:562 ).

 

- وقال أيضاً : قال إبن التين معنى الحديث أن الوحي إنقطع بموت المصطفى ولم يبق ما يعلم منه ما سيكون إلاّ الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا وتقع لغير الأنبياء وقد أخبر كثير من الأنبياء والأولياء ، عن أمور فكانت كذلك وجوابه أن الإلهاأنادر وخاص فلا يرد ، المصدر : ( فيض القدير ج:3 ص:567 ).

 

- وقال أيضاً : قال : الغزالي : من انكشف له ولو الشيء اليسير بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفاً بصحة الطريق ومن لم ير ذلك من نفسه قط فينبغي أن يؤمن به فإن درجة المعروف فيه عزيزة جداً
ويشهد لذلك شواهد الشرع والتجارب والوقائع فكل حكم يظهر في القلب بالمواظبة على العبادة من غير تعلم فهو بطريق الكشف والإلهام ، المصدر : ( فيض القدير ج:4 ص:388 ).

 

- وقال أيضاً : وختأبي النبيون أي أغلق باب الوحي وقطع طريق الرسالة وسد وجعل إستغناء الناس ، عن الرسل وإظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين أوأما باب الإلهام فلا ينسد وهو مدد يعين النفوس الكاملة فلا ينقطع لدوام الضرورة وحاجة الشريعة إلى تأكيد وتذكير وكما إن الناس استغنوا ، عن الرسالة والدعوة احتاجوا إلى التنبيه والتذكير لاستغراقهم في الوسواس وانهماكهم في الشهوات واللذات فالله تعالى أغلق باب الوحي بحكمة وتجديد وفتح الإلهام برحمته لطفا منه بعباده فعلم أنه ليس بعده نبي وعيسى إنما ينزل بتقرير شرعه قال : الزين العراقي وكذا الخضر والياًس بناء على ثباتهما وبقائهما إلى الأن فكل منهما تابع لأحكام هذه الملة ، المصدر : ( فيض القدير ج:4 ص:438 ).

 

- وقال في قواعد الحديث : قال : فمتي ما وقع عنده وحصل في قلبه ما يظن معه أن هذا الأمر أوهذا الكلام أرضى الله ورسوله كان ترجيحاً بدليل شرعي الدين أنكروا كون الإلهام ليس طريقاً إلى الحقائق مطلقاًً أخطأوا فإذا إجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة فإلهام هذا دليل في حقه وهو أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها ، المصدر : ( قواعد التحديث ج:1 ص:168 ).

 

- وقال في مقدمة فتح الباري : قوله من أمتي محدثون بفتح الدال وتشديدها وقرأ بن عباس من نبي ولا محدث قيل المراد يجري الصواب على ألسنتهم من غير قصد وقيل المراد الإلهام وهو في مسلم بلفظ ملهمون ، المصدر : ( مقدمة فتح الباري ج:1 ص:103 ).

 

- وقال في فتح الباري : قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث وإختلف في تاويله فقيل ملهم ، قاله الأكثر قالوا : المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو أحمد العسكري وقيل من يجري الصواب على لسانه من غير قصد وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً ولفظه قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال : تتكلم الملائكة على لسانه رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون ويؤيده ماثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وأن لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الالهام وفسره بن التين بالتفرس ووقع في مسند الحميدي عقب حديث عائشة المحدث الملهم بالصواب الذي يلقي على فيه وعند مسلم من رواية بن وهب ملهمون وهي الإصابة بغير نبوة وفي رواية الترمذي ، عن بعض أصحاب بن عيينة محدثون يعني مفهمون وفي رواية الإسماعيلي قال : إبراهيم يعني بن سعد راويه قوله محدث أي يلقي في روعه إنتهى ، المصدر : ( فتح الباري ج:7 ص50ص:51 ).


- وقال في شرح النووي :1920 - قوله (ص) ( ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) هذا الحديث سبق شرحه مع ما يشبهه فى أواخر كتاب الإيمان وذكرنا هناك الجمع بين الأحاديث الواردة فى هذا المعنى وأن المراد بقوله (ص) حتى يأتى أمر الله من الريح التى تأتى فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وأن المراد برواية من روى حتى تقوم الساعة أى تقرب الساعة وهو خروج الريح وأما هذه الطائفة فقال : البخارى هم أهل العلم وقال أحمد بن حنبل إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ، قال القاضي عياض إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث قلت ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون ، عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين فى أقطار الأرض وفى هذا الحديث معجزة ظاهرة فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي (ص) إلى الأن ولا يزال حتى يأتى أمر الله المذكور فى الحديث وفيه دليل لكون الإجماع حجة وهو أصح ما إستدل به له من الحديث ، المصدر : ( شرح النووي على صحيح مسلم ج:13 ص65ص:67 ).

 

- وقال في عمدة القارئ : وقد جاء ذلك مبيناً في حديث أبي إمامة (ر) : أنه (ص) قال : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله ، قال : ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس وقال النووي لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينة التي تأتي قريب القيامة فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وهذا قبل القيامة وأما الحديثان الأخيران فهما على ظاهرهما إذ ذلك عند القيامة فإن قلت من هؤلاء الطائفة قلت قال البخاري : هم أهل العلم وقال الإمام أحمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم وقال القاضي عياض إنما أراد الإمام أحمد أهل السنة والجماعة وقال النووي يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلى غيره ذلك ، المصدر : ( عمدة القارئ ج:2 ص:52 ).

 

وإلى هنا أكون قد وصلت لنهاية البحث المختصر حول علم الغيب والأقوال المتنازع عليها في هذا المجال فأسأل الله العلي القدير أن ينفع به من يرغب في الوصول للحقيقة إنه سميع عليم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

تم في يوم الاحد 24ربيع الأول سنة 1427هجري الموافق 23/4/ 2006 م

أبو حسام خليفة بن عبيد بن هاشل الكلباني العماني

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع