تقديس التراث

   

صفحة :   

تقديس التراث:

ثمة من يتهمنا بتقديس التراث، غثه وسمينه، على قاعدة: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ([1]).

فمثلاً: لماذا تقديس كتاب سليم بن قيس؟!

أليس لأنه وثيقة تراثية؟!

ونقول:

إننا لسنا بحاجة إلى التأكيد على أن ما يلزمنا من التراث هو ما ثبت لدينا بالأدلة العلمية الصحيحة، والقاطعة للعذر، على نحو يفرض علينا التمسك به، والدفاع عنه، وعدم السماح لأي كان بالمساس به، من حيث أنه يمثل حقيقة دينية وإسلامية.

وأما بالنسبة لكتاب سليم، فقد قلنا: إن وثاقة مضمونه عندنا ـ وهو عند غيرنا من العلماء كذلك ـ لا تعني أن ذلك لأجل كونه تراثيا، بل لأجل ثبوت ذلك بالدليل.

وقد غاب عن هؤلاء: أننا في نفس الوقت الذي أكدنا فيه على قبولنا كتاب سليم بن قيس على أساس الدليل، فإننا ناقشنا كتاب «مؤتمر علماء بغداد» وكان لنا رأي تجاهه. وقد سجلناه في نفس كتابنا: «مأساة الزهراء «عليه السلام».. شبهات وردود».

وأن منهجنا العلمي في كتاب: «مأساة الزهراء «عليه السلام».. شبهات وردود» كما هو في سائر كتبنا يثبت حقيقة أننا أبناء الدليل كيفما مال نميل..

ونحن نقول لكل من يدعي علينا أمراً:

لا يكفي إطلاق التهم، بل لا بد من إقامة الدليل القاطع عليها، وإلا فإن من يطلقها سيكون هو المتهم الذي قد لا يستطيع إثبات براءته مما أوقع نفسه فيه.


 

([1]) الآية 22 من سورة الزخرف.

 
   
 
 

موقع الميزان