لو أجابتهم فضة؟!

   

صفحة :   

لو أجابتهم فضة؟!:

وحتى لو أن فضة هي التي أجابتهم على الباب، فإن الأمر لا يختلف عما ذكرناه، لأن إجابتها لن تعرف الناس على حقيقة ما يكن أولئك القوم من حرص على هذا الأمر، وإصرار أكيد على ابتزاز وانتزاع الحق من صاحبه الشرعي، وقد كان بإمكانهم إزاحتها عن طريقتهم بأسلوب لن يكون له دور في جلاء الصورة، ولا في معرفة الحقيقة، إذ يمكن أن يتهموها هي بأنها قد واجهتهم بطريقة غير مؤدبة ولا أخلاقية.

ولم يكن لفضة ذلك المقام الرفيع الذي كان للزهراء «عليها السلام»، ولم يقل النبي «صلى الله عليه وآله» في حقها: إن الله يغضب لغضبها. أما الزهراء «عليها السلام»، فهي المرأة المعصومة والمطهرة بنص القرآن، وهي التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها.

فلولا الزهراء إذن، لطمست معالم الدين، ولحقق الحاقدون والمنافقون المتربصون بهذا الإسلام العزيز أغلى وأحلى أمنياتهم.

فالزهراء «عليها السلام» بخطواتها المعدودة تلك نحو الباب قد حصنت حق علي «عليه السلام»، وحفظت الإمامة ـ لا الخلافة فقط ـ من التجني والتزوير. ثم هي قد مكنت الناس حتى غير المسلمين من اكتشاف الحقيقة، سواء من عاش منهم في ذلك العصر، أو الذين جاؤا ويجيئون بعد ذلك.

والتأمل في التاريخ يعطينا: أن كل إمام له دور رئيس في حفظ أساس الإسلام إلى درجة أنه لولاه لضاع الدين ضياعا حقيقيا، فلولا تبليغ الإمامة يوم الغدير، ولولا صلح الإمام الحسن، ولولا استشهاد الإمام الحسين «عليهما السلام». ولا غرو إذا قلنا أيضاً: لولا موقف الزهراء هذا، الذي تعرضت فيه للأذى، وللضرب وإسقاط الجنين، لم يكن من هذا الإسلام إلا المظاهر والأسماء وإلا الأشكال والطقوس الجوفاء.

 
   
 
 

موقع الميزان