سقوط المحسّن لحالة طبيعية طارئة!

   

صفحة :   

سقوط المحسّن لحالة طبيعية طارئة!

ثم إن البعض يزداد جرأة، إلى درجة أنه يقول:

إن سقوط الجنين «محسّن» يمكن أن يكون قد حصل في حالة طبيعية طارئة! ولم يكن نتيجة اعتداء؟!

والجواب:

لقد دلت النصوص الكثيرة، بل المتواترة وأجمع الشيعة على سقوط المحسّن بسبب الاعتداء على الزهراء كما قاله الشيخ الطوسي «رحمه الله»، بل لقد روى ذلك وأشار إليه كثيرون من أتباع وأنصار المهاجمين أنفسهم، ممن لا يسعدهم حتى توهم نسبة ذلك إلى من يحبونهم من المهاجمين ـ ومع هذا كله ـ فلماذا الإصرار من هذا البعض على تبرئة المهاجمين من هذا الأمر وكيف نجيز لأنفسنا أن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه؟!.

وهل هناك مبرر علمي لهذا الإصرار، بعد أن كان من يصر على ذلك يقول: إن النفي يحتاج إلى دليل، كما هو الإثبات؟!

إن هناك دليلا قاطعا للعذر قائما على الإثبات، فهل نرفضه؟!

ونصر على النفي بلا دليل أصلا؟!.

ملاحظة:

والملفت للنظر هنا: أن بعضا آخر قد تجاوز ذلك إلى إنكار أصل وجود ابن لفاطمة «عليها السلام» اسمه «محسن».

وبعض آخر سكت عن الإشارة إليه بسلب أو بإيجاب، وكأنه يريد أن يوحي بسكوته هذا بأنه لا وجود لطفل بهذا الاسم ينسب للزهراء «عليها السلام».

لكن البعض الآخر حين رأى أن إنكار هذا الأمر غير ممكن، ولم يستطع أن يعترف بما ارتكبوه في حقه، وحق أمه، تخلص من ذلك بدعوى أنه «مات صغيرا» فلم يصرح بإنكار إسقاطه، لكنه المح إلى ذلك الإنكار حين قال: «مات صغيرا».

وفريق رابع قد ذكر هذا الطفل، وذكر كونه سقطا، ولكن سكت عن ذكر حقيقة ما جرى.

وهناك الفريق الذي صرح بالحقيقة المرة وأفصح عنها، وقد أوردنا جملة من أقوال هؤلاء الفرقاء في قسم النصوص، فلتراجع ثمة.

ولم يكن في مصلحة الذين ظلموا وآذوا، وضربوا، وأسقطوا جنين الزهراء أن يشاع ذلك عنهم ويذاع، لأنه سيهز صورتهم، وربما

يهز أيضاً مواقعهم على المدى الطويل، فكان لا بد لهم من طمس الحقيقة، وتزوير التاريخ، وفرض هيمنة قاسية ومريرة على الإعلام، ولا بد من كم الأفواه بكل وسيلة ممكنة.

ولم يصل إلينا إلا ما أفلت من براثنهم حيث حمله إلينا فدائيون حقيقيون تاجروا مع الله سبحانه بدمائهم، وبكل غال ونفيس، تماما كما أفلت إلينا من براثن المستكبرين الحاقدين الكثير الطيب، بل بحر زاخر من فضائل ومواقف وجهاد علي «عليه السلام»، حتى حديث الغدير، وحديث الثقلين وحديث أهل بيتي كسفينة نوح وحديث المنزلة، ـ لقد أفلت ذلك كله ـ من براثنهم رغم كل الجراح، ورغم كل الدماء النازفة ورغم كل الآلام.

لقد أفلت إلينا مثخنا بالجراح، غارقا بالدماء، مرهقا بالآلام.. ليجسد لنا بعمق وبصدق حقيقة اللطف والرعاية الإلهية للأمة وللأجيال، ولهذا الدين.

فإن كل دعوة حاربها الحكام ما لبثت أن تلاشت واندثرت إلا دعوة الحق، فإنها قد استمرت واحتفظت بأصالتها، وبمعالمها رغم مرور مئات السنين على هذه الحرب الساحقة الضروس، رغم أنها تتحدى الحكام في أساس حاكميتهم، وفي شرعيتهم، إذ أن عقيدتها بالإمام هي رفض للشرعية، واتهام للحكام بالغاصبية وبالظلم، وبمحاربة تعاليم الله ورسوله «صلى الله عليه وآله» وأدل دليل على ذلك كله وعلى إرادة التبرير والتزوير والتجني وعلى اللطف الإلهي بحفظ الحق هو كل ما يرتبط بمقام علي «عليه السلام» وبمظلومية الزهراء «عليها السلام» التي قدمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» على أنها المعيار للحق وللباطل، وهذا ما جعل دورها «عليها السلام» بعد وفاته «صلى الله عليه وآله» مؤثراً وفاعلاً، حاسماً وقوياً، عرف به الصحيح من السقيم والمحرف والمزيف، من السليم والقويم.

 
   
 
 

موقع الميزان