ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب

   

صفحة :   

ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب:

وقد ورد التعبير بـ (دق) أو (طرق) أو (ضرب) أو (قرع الباب) في موارد كثيرة، وظاهره أن الدق والقرع للباب نفسه، وهو يقتضي أن يكون مما يدق، والمسوح لا تقرع ولا تدق. ونذكر من هذه النصوص على سبيل المثال:

1 ـ حديث مجيء الخياط بثياب للحسن والحسين «عليهما السلام» في يوم العيد، ففتحت له الزهراء «عليها السلام»، حيث يقول النص: «فلما أخذ الظلام قرع الباب قارع»([1]).

2 ـ قال سلمان: «فمضيت إليها (أي إلى فاطمة) فطرقت الباب، واستأذنت، فأذنت لي الخ..»([2]).

3 ـ وبعد ما تصدق علي «عليه السلام» بالدينار، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» رابط على بطنه الحجر من الجوع، جاء هو وعلي «حتى قرع على فاطمة الباب، فلما نظرت الخ..»([3]).

4 ـ ولما بنى أمير المؤمنين بفاطمة «عليها السلام» «اختلف رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى بابها أربعين صباحا كل غداة، يدق الباب، ثم يقول: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة.

الصلاة رحمكم الله ﴿..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا([4]).

ثم قال: يدق دقا أشد من ذلك، ويقول: إنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم»([5]).

5 ـ وفي حديث تكليم الضب لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، أن سلمان جاء إلى بيت فاطمة «عليها السلام» بحثا عن الزاد له: «فقرع الباب فأجابته من وراء الباب..

إلى أن قال عن النبي «صلى الله عليه وآله»: فقام حتى أتى حجرة فاطمة، فقرع الباب ـ وكان إذا قرع الباب لا يفتح له إلا فاطمة ـ فلما فتحت له نظر الخ..»([6]).

6 ـ وفي حديث اليهود الذين جاؤا إلى المدينة، فوجدوا النبي «صلى الله عليه وآله» قد مات، فالتقوا بأبي بكر، فلم يجدوا عده ما يريدون، فأتوا منزل الزهراء «عليها السلام» «وطرقوا الباب الخ..»([7]).

7 ـ وفي حديث نافع مولى عائشة، قال: بينا رسول الله «صلى الله عليه وآله» عند عائشة إذ جاء جاء، فدق الباب فخرجت إليه، فإذا جارية مع إناء مغطى، فرجعت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت: ادخلها..

إلى أن تقول الرواية: ثم جاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه، فإذا علي بن أبي طالب، فرجعت فأخبرته «صلى الله عليه وآله» فقال: أدخليه، ففتحت له الباب، فدخل الخ..([8]).

8 ـ وفي حديث: أن معاذ بن جبل دخل المدينة ليلا، وأتى باب عائشة، فدق عليها الباب.

فقالت: من هذا الذي يطرق بنا ليلا؟

قال: أنا معاذ بن جبل.

ففتحت الباب([9]). وذلك حين وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

9 ـ ويروي أنس «حديث الطير»، ويذكر فيه عبارة: «فضرب الباب» عدة مرات.. فراجع([10]).

10 ـ وفي حديث الطير يقول علي «عليه السلام»: «ثم إني صرت إلى باب عائشة، فطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا؟

فقلت لها: أنا علي.

فقالت: إن النبي «صلى الله عليه وآله» راقد.

فانصرفت، ثم قلت: النبي «صلى الله عليه وآله» راقد وعائشة في الدار.

فرجعت، وطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا؟

فقلت: أنا علي.

فقالت: إن النبي على حاجة.

فانثنيت مستحييا من دقي الباب. ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا. فرجعت مسرعاً، فدققت الباب دقا عنيفا. فقالت لي عائشة: من هذا؟ فقلت أنا علي.

فسمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول لها: يا عائشة افتحي (له الباب، ففتحت، فدخلت الخ..)

وفي بعض نصوص الحديث: «فقرع الباب قرعاً خفيفاً».

وفي بعضها: «فضرب الباب ضرباً شديداً».

وفي بعض نصوصه عن النبي «صلى الله عليه وآله»: «فمكثت ملياً فلم أر أحدا يطرق الباب».

وفي بعضها عن علي: «فجئت فطرقت الباب.. فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله»([11]).

11 ـ وفي «حديث الإفك» على مارية: «فضرب على باب البستان، فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب الخ..»([12]).

12 ـ وعن سويد بن غفلة، قال: أصابت علياً شدة، فأتت فاطمة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فدقت الباب. فقال «صلى الله عليه وآله»: اسمع حس حبيبي بالباب. زاد الزرندي الحنفي: «فقال النبي «صلى الله عليه وآله» إن هذا لدق فاطمة..

إلى أن قال: فقومي فافتحي لها الباب الخ..»([13]).

13 ـ وفي حديث: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال لأنس: «أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين، وسيد المسلمين.. فجاء علي «عليه السلام» حتى ضرب الباب. فقال: من هذا يا أنس؟!

قلت: علي.

قال: افتح له، فدخل..»([14]).

14 ـ وفي حديث تزويج فاطمة بعلي، يقول «صلى الله عليه وآله»: «..يا أبا الحسن. فوالله، ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب»([15]).

15 ـ وفي حديث تزويج فاطمة أيضاً: «..أقبل النبي «صلى الله عليه وآله» حتى دق الباب، فقالت أم أيمن: من هذا؟

فقال: أنا رسول الله. ففتحت له الباب، وهي تقول الخ..»([16]).

16 ـ وفي حديث يذكر عجز الخليفة الأول عن إجابة الجاثليق يقول سلمان: «..نهضت لا أعقل أين أضع قدمي إلى باب أمير المؤمنين، فدققت عليه الباب، فخرج الخ..»([17]).

17 ـ وفي حديث البيعة لأبي بكر: «ثم قام عمر، فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب».

إلى أن يقول: «وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا علياً، ومضوا به إلى أبي بكر ». وكان ذلك بعد قصة الإحراق([18]).

18 ـ وفي حديث آخر يقول: «فوثب النبي «صلى الله عليه وآله» حتى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب. وكان إذا قرع النبي «صلى الله عليه وآله» الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة، فلما أن فتحت له الباب نظر النبي «صلى الله عليه وآله» إلى صفار وجهها الخ..»([19]).

19 ـ وفي حديث: أن النبي أخر في بعض الليالي العشاء الآخرة، فجاء عمر، فدق الباب، فقال: يا رسول الله، نام النساء والصبيان الخ..([20]).

20 ـ وفي حديث مجيء النبي «صلى الله عليه وآله» ـ إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان قال: «فقرعنا الباب.

فقالت المرأة: من هذا؟!

فقال عمر: هذا رسول الله «صلى الله عليه وآله» الخ..»([21]).

21 ـ وفي قصة أخرى أتى زيد بن حارثة إلى بيت النبي «صلى الله عليه وآله» ـ «فقرع الباب» الخ..([22]).


 

([1]) البحار: ج 43، ص 289، عن الأمالي للمفيد ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 390، (ط دار الأضواء).

([2]) البحار: ج 91، ص 227، و ج 92، ص 37، و ج 43 ص 66 ـ 68، وعن مهج الدعوات: ص 7 ـ 9. ودلائل الإمامة: ص 28.

([3]) البحار: ج35، ص251.

([4]) الآية 33 من سورة الأحزاب.

([5]) تفسير فرات: ج 1 ص 339 (ط مؤسسة النعمان سنة 1412 هـ) والبحار: ج 35 ص 215 و 216.

([6]) البحار ج 43 ص 72، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 74.

([7]) البحار: ج 41 ص 270، والفضائل لابن شاذان: ص 130، و 131.

([8]) كشف اليقين: ص 292، وكشف الغمة للإربلي: ج 1 ص 343، عن مناقب ابن مردويه والبحار: ج 32 ص 282 و ج 38 ص 351، واليقين لابن طاووس: ص 61 و 41 و 14.

([9]) الثقات ج 2 ص 163.

([10]) الإتحاف بحب الأشراف: ص 8.

([11]) راجع: الاحتجاج: ج 1 ص 470 و 471 وكشف اليقين: ص 305، وراجع: البحار: ج 38، ص 349 و 350 و 305 و 356 و 357 والطرائف ص 72 وعن ابن المغازلي.

([12]) تفسير القمي: ج 2 ص 99 و 100 والبحار: ج 22 ص 155، عنه وتفسير البرهان: ج 3 ص 126 و 127، و ج 4 ص 205، وتفسير نور الثقلين: ج 3 ص 581 و 582.

([13]) بحار الأنوار: ج 90 ص 272، و ج 43 ص 152، عن الدعوات للراوندي ص 47، ونظم درر السمطين ص 190.

([14]) كشف اليقين ص 305، وكشف الغمة: ج 1 ص 342 والبحار: ج 37 ص 296 و 297، واليقين لابن طاووس: ص 161، ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» للقاضي محمد بن سليمان الكوفي، ج 1 ص 361 و 360 و 313 و 394، ونقله في هامش الكتاب عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63 ومصادر أخرى فراجع.

([15]) قد ذكر الحديث مع مصادره تحت عنوان: ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب.

([16]) كشف الغمة: ج1 ص371 وراجع مجمع الزوائد: ج9 ص210، وشرح الأخبار: ج3 ص56 و 57.

([17]) إرشاد القلوب للديلمي: ص 302.

([18]) راجع الإمامة والسياسة: ج1 ص20. لكن هذه الصفحة في بعض الطبعات وضعت في الجزء الثاني عمداً أو سهواً.

([19]) البحار: ج 43 ص 73، وعوالم العلوم: ج 11 ص 169.

([20]) البحار: ج 30 ص 265، وتهذيب الأحكام: ج 2 ص 28.

([21]) كنز العمال: ج 7 ص 194.

([22]) كنز العمال: ج 10 ص 570، عن ابن عساكر.

 
   
 
 

موقع الميزان