باب الكعبة

   

صفحة :   

باب الكعبة:

ولا ريب في أنه قد كان للكعبة أعزها الله باب يفتح ويغلق، ويدل على ذلك:

1 ـ ما ذكر عن ولادة علي «عليه السلام» في الكعبة، إذ بعد أن دخلت أمه إليها من شق الحائط الذي ظهر لها، قالوا: «فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب الخ..»([1]).

2 ـ وفي فتح مكة أرسل إلى عثمان بن طلحة، فجاء بالمفتاح، ففتح الباب. قال: ثم دخل النبي «صلى الله عليه وآله»، وبلال (وأسامة بن زيد، وعثمان بن طلحة، وأمر بالباب فأغلق، فلبثوا فيه مليا، ثم فتح الباب)([2]).

وفي نص آخر يذكر دخول النبي «صلى الله عليه وآله» وجماعة إلى الكعبة، ثم يقول: «فأغلقوا عليهم، فلما فتحها»([3]).

3 ـ ويفصل نص آخر ذلك فيقول: «لما دخل النبي «صلى الله عليه وآله» مكة يوم الفتح غلق عثمان بن أبي طلحة باب البيت، وصعد إلى السطح، فطلب النبي «صلى الله عليه وآله» المفتاح منه فقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه».

فصعد علي بن أبي طالب السطح، ولوى يده، وأخذ المفتاح منه، وفتح الباب، فدخل النبي «صلى الله عليه وآله» البيت، فصلى فيه ركعتين، فلما خرج طلب العباس أن يعطيه المفتاح فنزل: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا([4])»([5]).

فأمر النبي «صلى الله عليه وآله» أن يرد المفتاح إلى عثمان([6]).

وفي حديث آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: «عند من المفتاح؟!

قالوا عند أم شيبة، فقال اذهب إلى أمك فقل لها: ترسل بالمفتاح..

إلى أن قال: فوضعته في يد الغلام، فأخذه ودعا عمر، فقال: هذا تأويل رؤياي، ثم قال: ففتحه وستره، فمن يومئذ يستر.

ثم دعا الغلام فبسط رداءه، وجعل فيه المفتاح، وقال: رده إلى أمك الخ..([7]).

4 ـ وقد كان لباب الكعبة حلقة أيضاً، فروي أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما خرج من الكعبة أخذ بحلقة الباب، ثم قال الخ..([8]).

5 ـ وعن أسامة بن زيد أنه دخل هو ورسول الله «صلى الله عليه وآله» بالبيت، فأمر بلالاً فأجاف الباب، والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة الخ..([9]).


 

([1]) البحار: ج 35 ص 36، والأمالي للشيخ الطوسي: ج 2 ص 318.

([2]) صحيح مسلم (ط دار إحياء التراث العربي سنة 1414 هـ)، ج 2 ص 966 و 997، وصحيح البخاري: (ط دار إحياء التراث العربي) ج 1 ص 126، ومسند أحمد: ج 2 ص 33.

([3]) سنن النسائي: ج 2 ص 33 و 34، ومسند أحمد: ج 6 ص 15 و ج 2 ص 33 و 120، وصحيح مسلم: ج 2 ص 967 (ط دار إحياء التراث العربي سنة 1412 هـ).

([4]) الآية 58 من سورة النساء.

([5]) البحار: ج 21 ص 116 و 117، ومناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 143.

([6]) أسباب النزول: ص130 (ط دار الكتاب العربي سنة 1410 هـ)، والبحار: ج21 ص116 و 117 عنه، وعن المناقب: تفسير الثعلبي، والقشيري، والقزويني، ومعاني الزجاج، ومسند الموصلي..

([7]) مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 209.

([8]) البحار: ج 67، ص 287 ومشكاة الأنوار: ص 59.

([9]) كنز العمال: ج 5 ص 299، عن أحمد، والنسائي والروياني.

 

   
 
 

موقع الميزان