دعائه عليه السلام في الكرب والإقالة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إلهِي : لا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَلاَ تَفْجَعْ بِي حَمِيمِي وَصَدِيقِي .

إلهي : هَبْ لِي لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ ، تَكْشِفُ عَنِّي مَا ابْتَلَيْتَنِي بِهِ ، وَتُعِيدُنِي إلَى أَحْسَنِ عَادَاتِكَ عِنْدِي ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَدُعَاءَ مَنْ أَخْلَصَ لَكَ دُعآءَهُ ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَقَلَّتْ حِيلَتِي ، وَاشْتَدَّتْ حَالِي ، وَأَيِسْتُ مِمَّا عِنْدَ خَلْقِكَ ، فَلَمْ يَبْقَ لِي إلاَّ رَجآؤُكَ عَلَيَّ .

إلهِي : إنَّ قُدْرَتَكَ عَلَى كَشْفِ مَا أَنَا فِيهِ ، كُقُدْرَتِكَ عَلى مَا ابْتَلَيْتَنِي بِهِ ، وَإنَّ ذِكْرَ عَوآئِدِكَ يُونِسُنِي ، وَالرَّجآءُ فِي إنْعَامِكَ وَفَضْلِكَ يُقَوِّينِي ; لاَِنِّي لَمْ أَخْلُ مِنْ نِعْمَتِكَ مُنْذُ خَلَقْتَنِي . وَأَنْتَ إلهِي : مَفْزَعِي وَمَلْجَأي ، وَالْحَافِظُ لِي وَالذَّآبُّ عَنِّي ، الْمُتَحَنِّنُ عَلَيَّ ، الرَّحِيمُ بِيَ ، الْمُتَكَفِّلُ بِرِزْقِي ، فِي قَضآئِكَ كَان ما حَلَّ بِي ، وَبِعِلْمِكَ مَا صِرْتُ إلَيْهِ .

فَاجْعَلْ يا وَلِيِّي وَسَيِّدِي : فِيما قَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ عَلَيَّ ، وَحَتَمْتَ عافِيَتِي ، وَما فِيهِ صَلاَحِي وَخَلاصِي مِمَّا أَنَا فِيهِ ; فَإنِّي لا أَرْجُو لِدَفْعِ ذلِكَ غَيْرَكَ ، وَلا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ عَلَيْكَ ، فَكُنْ يا ذَا الْجَلاَلِ وَالاِكْرَامِ ، عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي بِكَ ، وَارْحَمْ ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَاكْشِفْ كُرْبَتِي ، وَاسْتَجِبْ دَعْوَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ ، وَعَلى كُلِّ داع لَكَ. أَمَرْتَنِي يا سَيِّدِي: بِالدُّعآءِ ، وَتَكَفَّلْتَ بِالاجابَةِ ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ الَّذِي لا خُلْفَ فِيهِ وَلا تَبْدِيلَ .

فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد نَبِيِّكَ وَعَبْدِكَ، وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَغِثْنِي ; فَإنَّكَ غِياثُ مَنْ لا غِيَاثَ لَهُ ، وَحِرْزُ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ ، وَأَنَا الْمُضْطَرُّ الَّذِي أَوْجَبْتَ إجابَتَهُ ، وَكَشْفَ ما بِهِ مِنَ السُّوءِ ؛ فَأَجِبْنِي ، وَاكْشِفْ هَمِّي ، وَفَرِّجْ غَمِّي ، وَأَعِدْ حالِي إلى أَحْسَنِ ما كانَتْ عَلَيْهِ ، وَلا تُجازِنِي بِالاسْتِحْقاقِ ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء يا ذَا الْجَلالِ وَالاِكْرامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاسْمَعْ وَأَجِبْ يا عَزِيزُ .
 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان