سئل السيد محمد حسين فضل الله:

عندما ننظر إلى قوة موقف الزهراء وبطبيعة القيام عن حقها وعن حق الولاية لعلي وخوف وتسلط الفريق الآخر ونتابع السلسة في التجرأ على الأنبياء حتى الرسول وأهل البيت كيف نستثني كسر ضلع الزهراء مع العلم أن كلمة وإن التي أطلقتها أصل المهاجمة أعطت الإيحاء أضف إلى ذلك كيف نفسر خسران الجنين محسن؟

فأجاب:

قلت أن هذا لم يثبت ثبوتاً بحسب أساليب معتبرة ولكن قد يكون ممكناً ، أما سقوط الجنين قد يكون بحالة طبيعية طارئة. [ للإستماع إضغط هنا]  

ونقول:

لقد دلت النصوص الكثيرة، بل المتواترة وأجمع الشيعة على سقوط المحسن بسبب الاعتداء على الزهراء كما قاله الشيخ الطوسي رحمه الله، بل لقد روى ذلك وأشار إليه كثيرون من أتباع وأنصار المهاجمين أنفسهم، ممن لا يسعدهم حتى توهم نسبة ذلك إلى من يحبونهم من المهاجمين ـ ومع هذا كله ـ فلماذا الإصرار على تبرئة المهاجمين من هذا الأمر وكيف نجيز لأنفسنا أن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه؟!.

وهل هناك مبرر علمي لهذا الإصرار، بعد أن كان من يصر على ذلك يقول: إن النفي يحتاج إلى دليل، كما هو الإثبات؟!

إن هناك دليلا قاطعا للعذر قائما على الإثبات، فهل نرفضه؟

ونصر على النفي بلا دليل أصلا؟!.

وهذه بعض النصوص نعرضها للباحث الكريم كي يرى بعينه تهميش مصاب الزهراء عليها السلام من صنع السيد محمد حسين فضل الله ،  وكان مما أخبر الله تعالى نبيه ليلة المعراج أن قال : وأما إبنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها  ، وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل لا تجد مانعا ، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب ، قال النبي صلى الله عليه وآله : إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر . بحار الأنوار ج – 28 ص 61-62 ، كامل الزيارات ص 548-549 ، تأويل الآيات ج -2 ص 880 ، بيت الأحزان ص 122

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز زجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي ، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها فن خيفتي ، وقد أقبلت على عبادتي ، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ، وإنب لما رأيتها تذكرت مت يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقها ، ومنعت إرثها ، وكسرت جنبتها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ، وتتذكر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة { إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } يا فاطمة { اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران ، تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت من الحياة ، وتبرمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذل من أذلها ، وخلد في النار من ضرب جنبها حتى ألقت والدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . الأمالي الشيخ الصدوق ص 175 ، بحار الأنوار ج- 28 ص 37-39 وج -31 ص 62 وج ص 172 -173 ، ارشاد القلوب للدليمي ص 295 ، العوالم ج – 11 ص 391 ، اللمعة البيضاء ص 853 ، ارشاد القلوب الشيخ المفيد ج-2 ص 295 ، فرائد السمطين ج -2 ص 35 ، الفضائل لشاذان بن جبرئيل ص 9

وفي حديث عن إسقاط المحسن: فوجهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها ، وضغطوا سيدة النساء بالباب ، حتى أسقطت محسناً . بحار الأنوار ج -28 ص308 ، اثبات الوصية ص 143 ، خاتمة المستدرك ج -1 ص 123

فاطمة صلوات الله وسلامه عليها تروي لنا الحدث أيضاً :

فجمعوا الحطب الجزل على بابنا وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضاضة الباب وناشدتهم بالله ةبأبي أن يكفوا عنا وينصرفوا ، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ – مولى أبي بكر – فضرب به عضدي ، فالتوى الصوط على عضدي حتى صار كالدملج ، وركل الباب برجله فرده علي وأنا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتى انثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً قتيلاً بغير جرم . بحار الأنوار ج -30 ص 248 -249 وطبعة قديمة ج -8 ص 231 ، الهداية الكبرى ص 179 ، بيت الأحزان ص 121

يبقى السؤال : على ماذا اعتمد بقوله أنه لم يثبت ثبوتاً بحسب الأسانيد معتبرة وأن سقوط الجنين قد يكون بحالة طبيعية طارئة !!!؟ هل له أن يدلنا على المصادر التي بنا عليها استدلالاته .

ولماذا ضرب كل الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام عرض الحائط ؟ أليس الراد عليهم (ع) كاراد على الله ؟

العودة