![]() |
صدقة السر
يحدثنا ابنه الامام الباقر (عليه السلام) قائلا :كان علي بن الحسين (عليه السلام) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب { الوعاء من جلد } على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام او الحطب حتى ياتي بابا بابا ثم يناول من يخرج اليه وكان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين يقول الزهري : رايت علي بن الحسين في ليلة باردة وهو يحمل علة ظهره دقيقا { طحينا } فقلت له : يا ابن رسول الله ماهذا ؟! فقال (عليه السلام) ( اريد سفرا اعد له زادا احمله الى موضع حريز ) فقلت له : هذا غلامي يحمله عنك فامتنع وبعد ايام التقيت به وقلت له : يا ابن رسول الله لست ارى لذلك السفر اثر فقال (عليه السلام) : ( يازهري ليس ماظننت ولكنه الموت وله استعد )! ويقول ابو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين (عليه السلام) يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول : ( ان صدقة السر تطفيء غضب الرب عز وجل ) وكان يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرا : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وكان (عليه السلام) اذا اتاه السائل يقول : ( مرحبا بمن يحمل زادي الى الاخرة ) حلمه . http://alkafeel.net/childrencorner/images/st1311.jpg شتمه ذات يوم حاسد فقال (عليه السلام) له : ( ان كنت كما قلت فاسال الله ان يغفر لي وان لم اكن كما قلت فاسال الله ان يغفر لك )! وسبه رجل فتغافل عنه فقال له : اياك اعني فقال (عليه السلام) وعنك اعرض !صفحة 22 الى الله المشتكى بقي الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد استشهاد ابيه اكثر من ثلاثين سنة حزينا باكيا ليله ونهاره حتى قال له بعضهم : اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين فقا ل(عيه السلام) : ( ياهذا: ( انما اشكو بثي وحزني الى الله واهلم من الله ما تعلمون ) ان يعقوب (عليه السلام) كان نبيا فغيب الله عنه واحدا من اولاده وعنده اثنا عشر وهو يعلم انه حي فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن واني نظرت الى ابي واخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟!) وقال له ابو حمزة الثمالي (رض) : ان القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة فما هذا الذي اراه منك ؟ فقا ل(عليه السلام) صجقت يا ابا حمزة .. ولكن هل رات عيناك او سمعت اذناك ان مخدرة لنا سبيت قبل يوم عاشوراء مانظرت الى عماتي واخواتي الا وذكرت فرارهن من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء والنار تلتهب باذيالهن ) الصحيفة السجادية لجا الامام زين العابدين (عليه السلام) الى اسلوب الدعاء في تربية الامة وبناء ذاتها واحملها لمسؤوليلتها وتطلعها الى قضاياها ومشاكلها لندرك من خلال الدعاء كيف نتعامل مع الله والانبياء والاولياء والنفس والوالدين والجيران والمجاهدين المقاومين والمستكبرين الظالمين يعلمنا في دعاء (مكارم الاخلاق ) ان تحسن لمن اساء الينا بقوله : (( اللهم صل على محمد واله وسددني لان اعارض من غشني بالنصح واجزني من هجرني بالبر واثيب من حرمني بالبذل واكافي من قطعني بالصلة واخالف من اغتابني الى حسن الذكر وان اشكر الحسنة واغضي عن السيئة ) أنتظرونا لإصدار اخر من الكفيل |
الساعة الآن »12:01 AM. |