شعاع المقامات: ماذا تقصد أنه كذلك؟!
فهل يتساوي المعصوم مع سائر المؤمنين؟!

الحق علي: بالطبع لا.
فإذا كان المؤمن الذي تصفى من الذنوب يستطيع أن يصل مقام (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به...).
فكيف بمن لم يعص الله تعالى طرفة عين؟! بل لا يشاء إلا ما شاءه الله ورضاه (فاطمة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها).
بل ليس له مشيئة إلا مشيئة الله عز وجل. فإن المعصوم ليس له مقام (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به...) وإنما هو سمع الله نفسه وعين الله و...الخ عينا هو!!

شعاع المقامات: ماذا تقصد بقولك أن المعصوم ليس له مشيئة إلا مشيئة الله تعالى؟؟ أوضح!!

الحق علي: أخي شعاع المقامات ركز معي جيدا!!
عندما تمسك بيدك القلم لتكتب به. هل للقلم مشيئة غير مشيئتك؟؟
هل سيكتب شيئا من عنده لم ترده أنت؟؟
هل له إرادة مقابل إرادتك؛أي يمكنه أن يرفض ما تريد منه أن يكتب؟؟
بالتأكيد ستقول: لا. لن يكتب القلم إلا ما أردته أنا.
كذلك اعلم: أن القلم المحمدي لن يكتب إلا ما أراده الكاتب سبحانه.
وجميع أفعال الرسول والعترة صلوات الله عليه وآله كلها من الله تعالى (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (من أراد الله بدأ بكم). ومن هنا يتضح لماذا قلنا بالعصمة!!
لأنهم عليهم السلام: (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون).

شعاع المقامات: عفوا...ألا تلاحظ أنك بالغت ـ نوعا ما ـ ووقعت في الغلو باعتقادك هذا في الأئمة عليهم السلام؟؟!

الحق علي: كيف أكون مغاليا وما قلته لك هو مذكور في الزيارات المعتبرة لأهل البيت عليهم السلام،كما في (مفاتيح الجنان) وغيره.
انظر زيارات أمير المؤمنين عليه السلام: (السلام على عين الله الناظرة.السلام على أذن الله الواعية في الأمم) وبقية الزيارات.
وفي الأحاديث: (نحن محال مشيئته.إذا شئنا شاء الله وإذا شاء الله شئنا).
وبإمكانك أن تسأل علماءنا ومراجعنا رضوان الله عليهم.

شعاع المقامات: طيب لو سلمنا أن هذا ليس غلوا...أليس هذا من الأسرار؟! وقد قالوا عليهم السلام: (ما كل ما يعلم يقال) (أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم) (المذيع لسرنا أشد علينا من عدونا).

الحق علي: لو كان أمثال هذه الأمور من الأسرار لما ذكر أهل البيت عليهم السلام هذه المقامات في زياراتهم ولا حتى علماؤنا في كتبهم ومؤلفاتهم!!

شعاع المقامات: ألا ترى أنك قد أوقعت نفسك بنفسك؟!

الحق علي: وكيف؟ ماذا تقصد؟!