![]() |
قصة الإمام السجاد عليه السلام للأطفال
أحبائي الصغار بما أننا في أيام الإمام زين العابدين وفي ضيافته أعددت لكم هذه القصة الإمام السجاد عليه السلام نبوءة الرسول يقول الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري (رض) : كنت جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين بن علي بن ابي طالب في حجره وهو يلاعبه فقال لي (( ياجابر يولد له مولود اسمه ( علي ) اذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم (( سيد العابدين )) فيقوم ولده ثم يولد له ولد اسمه (( محمد )) فان ادركته ياجابر فاقراه مني السلام )! http://alkafeel.net/childrencorner/images/st131.jpg قصة الولادة لم يكن زواج الامام الحسين (عليه السلام ) منها مصادفة .. بل كان بمشيئة الله ولطفه لتلد له غلاما زكيا يحمل مسؤولية الامامة واعباءها بعد استشهاد والده وبذلك تتحقق تلك النبوءة النبوية انها احدى بنات اشراف الفرس قد وقت في الاسر وقيل : هي بنت (يزدجرد ) اخر ملوك الفرس واسمها (شاهزنان ) اي : سيدة النساء وبولادته عمت الفرحة بيت النبوة والامامة ووصل النبا الى جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) فسجد لله شكرا واسماه (عليا ) ثم اذن في اذنه اليمنة واقام في اليسرى كان ذلك في الخامس من شعبان عام (36) هــ وقيل (38) هــ ولكن الذي عكر اجواء الفرح والسرور ماحصل لام الوليد الجديد فقد ماتت في ايام نفاسها ! |
الابن البار
احتضنته احدى نساء ابيه فشملته برعايتها وحنانها فنشا في صغره لا يعرف اما غيرها وكان من عادته ان لاياكل معها في صحن واحد حتى وان كان واسعا فسالوه عن سبب ذلك فقال : ( اخشى ان تسبق يدي الى ما سبقت اليها عينها ) !... ومن بره لأبويه دعاؤه لهما في الليل والنهار حيث كان يقول (( اللهم .. لاتنسنيي ذكرهما في ادبار صلواتي .. وفي كل ساعة من ساعات نهاري )! (( اللهم ..واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما اقرً (ابرد) لعيني من رقدة الوسنان ( النعسان الذي اشتد به النعاس ) واثلج لصدري من شربة الظمان ( العطشان الذي اشتد عطشه ) حتى اوثر على هواي هواهما واقدم علي رضاي رضاهما )! (( اللهم خفض لهما صوتي واطب لهما كلامي والن لهما عريكتي ( نفسي وخلقي ) واعطف عليهما قلبي وصيرني بهما رفيقا وعليهما شفيقا ) وفي ( رسالة الحقوق ) http://alkafeel.net/childrencorner/images/st132.jpg يقول (عليه السلام) ( فحق امك ان تعلم انها حملتك حيث لايحمل احد احدا واطعمتك من ثمرة قلبها مالا يطعم احد احدا وانها وقتك بسمعها وبصرها ويد ها ورجلها ..) ( واما حق ابيك فان تعلم انه اصلك وانت فرعه وانك لولاه لم تكن فمهما رايت في نفسك مما يعجبك فأن اباك اصل النعمة عليك فيه ....) الصبي الممتحن في السنة الرابعة من عمره فجع بمقتل جده علي بن ابي طالب (عليه السلام) في محراب مسجد الكوفة وفي السنة الرابعة عشرة راى بام عينية ما اصاب عمه الحسن (عليه السلام) من السم الذي دس اليه بالعسل عن طريق زوجته ! عاش زين العابدين (عليه السلام) منذ نعومة اظفاره سنوات الصراع المرير بين الحق والباطل والذي انتهى بمصرع ابيه الحسين (عليه السلام) واهل بيته وصحبه في كربلاء ولم يتجازوز عمره انذاك الرابعة والعشرين . |
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st133.jpg
المشيئة الالهية سار علي بن الحسين (عليه السلام) في ركب الثائرين الباذلين مهجهم الى كربلاء وهو يسمع كلمات ابيه : ( من كان فينا باذلا مهجته ( روحه ودمه و قلبه) موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ) ( من لحق بنا استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح بيد ان المرض قد الم به في كربلاء حتى لم يستطع معه القيام من الفراش ! ولما قتل عمه العباس التفت ابوه الحسين (عليه السلام) فلم يرى احدا ينصره ونظر الى اهله وصحبه مجزرين كالاضاحي صاح باعلى صوته : (( اما من مغيث يغيثنا ؟ اما من مجير يجيرنا ؟ اما من طالب حق ينصرنا ؟ اما من موحد يخاف الله فينا ؟) لم يتمالك زين العابدين (عليه السلام) دون ان نهض من فراشه وقد تناول سيفه ومشى يتوكا على عصا وخرج من الخيمة نحو ميدان المعركة! لما راه الحسين (عليه السلام) صاح بام كلثوم : احبسيه لئلا تخلو الارض من نسل ال محمد! استعدوا للبلاء كان قلب العليل يعتصر الما وهو يرى اباه وحيدا فريدا لاناصر ولامعين وقد سمعه يودع العيال الوداع الاخير قائلا لهم استعدوا للبلاء واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الاعداء ويجعل عاقبة امركم الى خير .. فلا تشكوا ولاتقولوا بالسنتكم ما ينقص من قدركم )! يتبــع .... |
بوركتي اختي
وجزاك الله خير جزاء قصص رائعه ومفيده أتشرف أن أكن أول من مر بعدكم في الرد ع الموضوع تقبلي بكل سعة رحب روح الكمال |
أهلا وسهلا بك روح الكمال
أولا في منتديات موقع الميزان ومرحبا بك لإطلالتك على هذه الصفحات نتمنى أن نرى خطوط قلمك الولائي لزهراء عليها السلام موفق |
محاولة قتلة
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st134.jpg بعد استشهاد الامام الحسين (عليه السلام ) تحمل زين العابدين (عليه السلام) مسؤولية الامامة وهو يرى الاعداء يتدافعون على الخيام يضرمون فيها النار ويتسابقون على نساء ال البيت (عليه السلام ) . جاء رجل الى اخته فاطمة فانتزع خلخالها وهو يبكي قالت له : مالك ؟ فقال : كيف لا ابكي وانا اسلب ابنه رسول الله . قالت له : دعني اذن قال : اخاف ان ياخذه غيري !! وانتهى القوم اليه وهو يجود بنفسه على فراشه فقائل يقول : لاتدعوا منهم صغيرا ولاكبيرا واخر يقول : لاتعجلوا حتى نستشير الامير عمر بن سعد وجرد الشمر سيفه يريد قتله فاسرعت اليه عمته زينب (عليه السلام) ورااحت تصرخ فيهم : لايقتل حتى اقتل دونه َ عهد معهود يحدثنا الامام زين العابدين (عليه السلام ) قائلا ( لما اصابنا بالطف ما اصابنا وقتل ابي (عليه السلام) وقتل من كان ولده واهوته وسائر اهله وصحبه وحملت حرمه ونساؤه على الاقتاب ( مايوضع على ظهر الابل للركوب عليه ) يراد بنا الكوفة فجعلت انظر اليهم صرعى عظم ذلك في صدري واشتد قلقي تبينت ذلك مني عمتي زينب الكبرى فقالت : ( مالي اراك تجودج بنفسك يا بقية جدي وابي واخوتي ؟) ثم قالت :( لايجزعنك ماترة فو الله ان هذا لعهد من رسول الله الى جدك وابيك ولقج اخذ الله ميثاق اناس لاتعرفعم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماوات انهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء لايدرس اثره ولايمحى رسمه على كرور الليالي والايام وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلال في محوه وتطميس فلا يزداد اثره الاظهورا وامره الاعلوا ) ( الفراعنة : الطواغيت .العلم : المنار الذي يهتدي به الناس يدرس يمحى ويزول )........... |
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st135.jpg
عالمة غير معلمة ! لما ادخل زين العابدين (عليه السلام) ومعه بنات امير المؤمينن (عليه السلام) الى الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهم فصاحت ام كلثوم فيهم : يا اهل الكوفة ! اما تستحون من الله انتنظروا الى حرم النبي (صلى الله عليه وآله) ؟! وكانت وسائل الاعلام قد ضللت الناس فصورت لهم سبايا ال البيت (عليه السلام) وكانه موكب اسارى خارجين عن الاسلام ! وارادت زينب الحوراء (عليه السلام) ان تكشف الحقيقة فاومات الى الناس فسكتوا ثم اندفعت بخطبتها الهادرة البليغة التي ادهشت الجميع ومما قالته : ويلكم يا اهل الكوفة اتدرون اي كبد لرسول الله فريتم .؟! واي كريمة له ابرزتم ؟! واي دم له سفكتم ؟! واي حرمة له انتهكتم ؟! لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا !.. فضج الناس بالبكاء والنحيب فقال لها الامام (عليه السلام) : اسكتي ياعمة فانت بحمد الله _ عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة ! http://alkafeel.net/childrencorner/images/st136.jpg خطبة الامام في الكوفة : كان الامام (عليه السلام) على بعير هزيل ويداه مغلولتان الى عنقه فاوما الى الناس ان اسكتوا فسكتوا فحمد الله واثنى عليه ثم قال : (( ايها الناس ! من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا اعرفه بنفسي انا علي ابن الحسين بن علي بن ابي طالب انا ابن من انتهكت حرمته وسلبت نعمته وانتهب ماله وسبي عياله انا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولاترات (الثار بجناية قتل ) انا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا ...) (( ايها الناس ..باية عين تنظرون الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذ يقول لكم : قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من امتي ) ارتفعت اصوات الناس بالبكاء من كل ناحية وقال بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون ! ثم قالوا : نحن يا ابن رسول الله سامعون مطيعون حرب لحربك وسلم لسلمك فقال (عليه السلام) (( هيهات .. هيهات .. ايتها الغدرة المكرة ! )) مارايت الاجميلا ادخل ال البيت (عليه السلام) على ابن زياد في قصر الامارة بالكوفة فراوه قد وضع راس الحسين (عليه السلام) بين يديه فانحازت زينب (عليه السلام) عن النساء وهي متنكرة فسال عنها فقيل له : انها العقيلة زينب بنت علي بن ابي طالب قال لها متشمتا : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب احدوثتكم ! فقالت بطلة كربلاء : الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله ) وطهرنا من الرجس تطهيرا . انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا قال لها الطاغية : كيف رايت صنع الله بك وباهل بيتك قالت زينب الحوراء (عليه السلام) مارايت الاجميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم القتل لنا عادة ثم التفت ابن زياد الى الامام زين العابدين (عليه السلام) وساله باستخفاف عن اسمه فقال (عليه السلام) انا علي بن الحسين . فقال له : اولم يقتل الله عليا ؟! قال الامام (عليه السلام) كان لي اخ اصغر مني يسمى عليا قتله الناس . فقال ابن زياد : الله قتله . قال السجاد (عليه السلام) : ( الله يتوفى الانفس حين موتها ) (وماكان لنفس ان تموت الاباذن الله )......... |
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st137.jpg
استشاط ابن زياد غضبا وامر ان تضرب عنق الامام (عليه السلام) قامت اليه عمته زينب الحوراء واعتنقته وخاطبت الطاغية بجراة قائلة : حسبك يا ابن زياد من دمائنا ماسفكت وهل ابقيت احد غير هذا فان اردت قتله فاقتلني معه!( حسبك : يكفيك ) فقال (عليه السلام) ابالقتل تهددني يا ابن زياد ؟! اما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ؟! نحن القربى ياشيخ ! ارسل ابن زياد الامام زين العابدين (عليه السلام) ونساء اهل البيت (عليه السلام) الى الشام حيث يزيد بن معاوية ! وعندما ادخلوا من باب الساعات في دمشق خرج الناس بالدفوف والمزامير وهم في فرح وسرور اقبل رجل نحو سكينة بنت الحسين (ععليه السلام) وقال لها : من اي السبايا انتم ؟ قالت (عليه السلام) نحن سبايا ال محمد (صلى الله عليه وآله) ودنا شيخ من الامام (عليه السلام) وقال له : الحمد لله الذي اهلككم وامكن الامير منكم ! فقال له الامام (عليه السلام) ياشيخ ! اقرات القران ؟ قال : نعم قال (عليه السلام) اقرات ( قل لااسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى )؟ قال الشيخ : نعم قرات ذلك ؟ قال (عليه السلام) نحن والله القربى ياشيخ ! ثم قال له الامام : اقرات ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قال الشيخ : قد قرات ذلك قال (عليه السلام) نحن اهل البيت الذين اختصنا الله بالتطهير قال الشيخ: بالله عليك انتم هم ؟! قال الامام (عليه السلام) وحق جدنا رسول الله انا لنحن هم من غير شك فوقع الشيخ على قدمي الامام يقبلهما وهو يقول : ابرا الى الله ممن قتلكم ! وبلغ الطاغية يزيد فعل الشيخ وقوله فامر بقتله ! سوف نكمل إن شاء الكريم |
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st138.jpg
اعوان الطاغية اقيم ال البيت (عليه السلام) على درج باب الجامع في دمشق ووضع الراس المقدس بين يدي الطاغية يزيد فخاطب الامام قائلا : كيف رايت صنع الله ياعلي بابيك الحسين ؟قال (عليه السلام) رايت ماقضاه الله عز وجل قبل ان يخلق السماوات والارض ! شاور الطاغية الملأ من حوله في امره فاشاروا عليه بقتله فقال الامام (عليه السلام) يايزيد ! لقد اشار عليك هؤلاء بخلاف ما اشار به جلساء فرعون عليه حين شاورهم في موسى وهارون (عليه السلام) فانهم قالوا : ( ارجه واخاه )! { الاعراف /111} { ارجه : اخره ولاتعجل بقتله } الامام يرتقي المنبر ثم صعد زين العابدين (عليه السلام) المنبر واندفع في خطبته الصاعقة التي كشفت الحقيقة للناس المضللة ومما قاله (عليه السلام) (( ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انباته بحسبي ونسبي ايها الناس انا ابن مكة ومنى انا ابن زمزم والصفا ... انا ابن من حمل على البراق وبلغ سدرة المنتهى فكان قاب قوسين او ادنى )) ( انا ابن فاطمة الزهراء وسيدة النساء وابن خديجة الكبرى انا ابن المرمل بالدماء انا ابن ذبيح كربلاء ).{ المرمل : الملطلخ او المضرج او المضمخ } ولم يزل الامام (عليه السلام) يقول : انا .. انا .. حتى ضج الناس بالبكاء وخشي يزيد وقوع الفتنة فامر المؤذن ان يؤذن ليقطع على الامام (عليه السلام) كلامه فنادى المؤذن : ( الله اكبر ) فقال الامام (عليه السلام) : ( كبرت كبيرا لايقاس ولايدرك بالحواس لاشيء اكبر من الله ). ولما قال المؤذن (( اشهد ان لااله الا الله )) قال (عليه السلام) : ( شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظمي ) . ولما قال : ( اشهد ان محمدا رسول الله ) التفت الامام (عليه السلام) الى يزيد فقال له : ( يايزيد ! محمد هذا جدي ام جدك ؟ فان زعمت انه جدك فقد كذبت وان قلت : انه جدي فلم قتلت عترته ؟!) |
الرحيل الى المدينة
http://alkafeel.net/childrencorner/images/st139.jpg لما خشي الطاغية يزيد الفتنة وانقلاب الامر عليه عجل باخراج الامام زين العابدين (عليه السلام ) من الشام الى المدينة فلما وصلوا العراق مروا على كربلاء وهناك وجدوا الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري قد جاء لزيارة الحسين (عليه السلام) بعد ثلاثة ايام ارتحلوا الى المدينة ولما وصلوا الى اطرافها امر الامام (عليه السلام) بشر بن حذلم ان يدخل المدينة وينعى الحسين (عليه السلام) يقول بشر : ركبت فرسي حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي رفعت صوتي بالبكاء ثم قلت : هذاعلي بن الحسين مع عماته واخواته قد حلوا بساحتكم وانا رسوله اليكم .. فخرج الناس يهرعون ولم تبق مخدرة الا برزت من خدرها تدعو بالويل والثبور. قصة الفرزدق http://alkafeel.net/childrencorner/images/st1310.jpg مهما حاول الظالمون ان يذلوا اهل البيت (عليه السلام) فانهم لايزدادون الاهيبة وعزا وسؤددا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ذات عام حج هشام بن عبد الملك وكان وليا للعهد في زمان خلافة ابيه فجهد ان يصل الى الحجر الاسود ليستلمه فلم يستطع لشدة الزحام فنصب له اهل الشام الذي كانوا معه منبرا ليستريح عليه وبينما هم كذلك واذا بعلي بن الحسين (عليه السلام) قد اقبل فطاف حول الكعبة المشرفة فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه ؟! قال رجل شامي : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة ؟! فقال هشام : لا اعرفه ! وكان الفرزدق الشاعر حاضرا فانتفض غاضبا وقال : لكنني اعرفه ! غضب هشام غضبا شديدا وامر بحبس الفرزدق فبعث اليه الامام (عليه السلام) بالف دينار فردها وقال : انما قلت ماقلت غضبا لله ولرسوله فما اخذ عليه اجرا فقال الامام زين العابدين (عليه السلام) : ( نحن اهل بيت لايعود الينا ما اعطيناه ) فقبلها الفرزدق. |
صدقة السر
يحدثنا ابنه الامام الباقر (عليه السلام) قائلا :كان علي بن الحسين (عليه السلام) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب { الوعاء من جلد } على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام او الحطب حتى ياتي بابا بابا ثم يناول من يخرج اليه وكان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين يقول الزهري : رايت علي بن الحسين في ليلة باردة وهو يحمل علة ظهره دقيقا { طحينا } فقلت له : يا ابن رسول الله ماهذا ؟! فقال (عليه السلام) ( اريد سفرا اعد له زادا احمله الى موضع حريز ) فقلت له : هذا غلامي يحمله عنك فامتنع وبعد ايام التقيت به وقلت له : يا ابن رسول الله لست ارى لذلك السفر اثر فقال (عليه السلام) : ( يازهري ليس ماظننت ولكنه الموت وله استعد )! ويقول ابو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين (عليه السلام) يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول : ( ان صدقة السر تطفيء غضب الرب عز وجل ) وكان يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرا : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وكان (عليه السلام) اذا اتاه السائل يقول : ( مرحبا بمن يحمل زادي الى الاخرة ) حلمه . http://alkafeel.net/childrencorner/images/st1311.jpg شتمه ذات يوم حاسد فقال (عليه السلام) له : ( ان كنت كما قلت فاسال الله ان يغفر لي وان لم اكن كما قلت فاسال الله ان يغفر لك )! وسبه رجل فتغافل عنه فقال له : اياك اعني فقال (عليه السلام) وعنك اعرض !صفحة 22 الى الله المشتكى بقي الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد استشهاد ابيه اكثر من ثلاثين سنة حزينا باكيا ليله ونهاره حتى قال له بعضهم : اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين فقا ل(عيه السلام) : ( ياهذا: ( انما اشكو بثي وحزني الى الله واهلم من الله ما تعلمون ) ان يعقوب (عليه السلام) كان نبيا فغيب الله عنه واحدا من اولاده وعنده اثنا عشر وهو يعلم انه حي فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن واني نظرت الى ابي واخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟!) وقال له ابو حمزة الثمالي (رض) : ان القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة فما هذا الذي اراه منك ؟ فقا ل(عليه السلام) صجقت يا ابا حمزة .. ولكن هل رات عيناك او سمعت اذناك ان مخدرة لنا سبيت قبل يوم عاشوراء مانظرت الى عماتي واخواتي الا وذكرت فرارهن من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء والنار تلتهب باذيالهن ) الصحيفة السجادية لجا الامام زين العابدين (عليه السلام) الى اسلوب الدعاء في تربية الامة وبناء ذاتها واحملها لمسؤوليلتها وتطلعها الى قضاياها ومشاكلها لندرك من خلال الدعاء كيف نتعامل مع الله والانبياء والاولياء والنفس والوالدين والجيران والمجاهدين المقاومين والمستكبرين الظالمين يعلمنا في دعاء (مكارم الاخلاق ) ان تحسن لمن اساء الينا بقوله : (( اللهم صل على محمد واله وسددني لان اعارض من غشني بالنصح واجزني من هجرني بالبر واثيب من حرمني بالبذل واكافي من قطعني بالصلة واخالف من اغتابني الى حسن الذكر وان اشكر الحسنة واغضي عن السيئة ) أنتظرونا لإصدار اخر من الكفيل |
الساعة الآن »12:26 AM. |