![]() |
اول العلم التواضع
اول العلم التواضع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين. هذا بحث قرآني وروائي عن التواضع والتكبر والذي هو من اهم شرائط الايمان للعالم والمتعلم بل ولكل انسان مسلم. قال الله سبحانه وتعالى : سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلينَ (146)(الاعراف) ان الصرف عن آيات الله سبحانه وبهذا الاسلوب المخيف حقا لم تاتي الا مرة واحدة وهذه هي الاية التي ذكرتها لكم من سورة الاعراف وهي جزاء حق لكل متكبر نافر عن مكرمة التواضع. ان الخطبة القاصعة لامير المؤمنين عليه السلام والذي سياتي البحث فيه مفصلا يبين عليه السلام بان التواضع من اهم الاهداف التي خلق لاجلها الانسان وسياتي البحث هناك ان شاء الله حين ذكر الخطبة مفصلا والتي سنستنج من كل بحثنا اهمية حسن الخلق في البيت ومع الاهل اولا ثم منها يجري نور التواضع الى خارج البيت (( وهذا البحث من جملة دروسي الاخلاقية لطلابي في الحوزة المقدسة)) اما هنا وفي هذه الآية المباركة اشارة خطرة جدا وخطوط حمراء عن اهمية التواضع لا يمكن تجاوزها ابدا. التواضع هو ما تشير اليه الآية المباركة فان من يتكبر وان ادعى ما ادعى من مقام فنحن لا نصدق به لان كل آيات الله تعالى قد صرفت عن قلبه فكيف يعقل ويصدق المتكبر بانه عالم او مؤمن في حين ان الله سبحانه يقول : سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً وَ إِنْ يَرَوْا سَبيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلينَ (146)(التوبة) فالآيات مصروفة عن قلب المتكبر وان يرى اي آية لا يؤمن بها وان يرى سبيل الرشد لا يتبعه وهو متلهف لاتباع سبيلا الغي ومكذب بآيات الله سبحانه . لاحظ ما جاء عن الآية المباركة في تفسير الصافي : تفسير الصافي، ج2، ص: 239 سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ بالطبع على قلوبهم فلا يتفكرون فيها و لا يعتبرون بها وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ منزلة أو معجزة لا يُؤْمِنُوا بِها لاختلاف عقولهم بسبب انهماكهم في التقليد و الهوى ؛ في الحديث إذا عظّمت امّتي الدنيا نزعت عنها هيبة الإسلام و إذا تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا. القمّي : قال إذا رأوا الإِيمان و الصدق و الوفاء و العمل الصالح لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا الشرك و الزنا و المعاصي يأخذوا بها و يعملوا بها ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنْها غافِلِينَ ذلك الصرف بسبب تكذيبهم و عدم تدبرهم للآيات. وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ لا ينتفعون بها هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ إلّا جزاء أعمالهم. تابعونا فان هذا البحث القرآني الروائي مفصل ان شاء الله وسناتي لعلائم المتواضع والمتكبر فانها اجلى وانصع من الشمس الداخلة من الكوة. |
السلام عليكم قرائي الاعزاء: قلنا في البحث السابق بان التكبر وترك التواضع سبب للختم على قلب الانسان وصرفه عن فهم القران الكريم ولم تاتي آية الصرف في القران الكريم الا مرة واحدة وهي في هذه السورة المباركة فان المتكبر يُصرف عن فهم القرآن الكريم ولا يتخذ سبيل الرشد مهما كان واضحا سبيلا له بينما يركض سراعا الى سبيل الغي وهو يعلم انه سبيل الغي كل ذلك جزاء تكبره فان ادعى مدع بانه عالم مثقف وووو لابد ان نختبر تواضعه لانه ان كان في وجوده التكبر مهما كان قليلا فانه بمقدار تكبره يصرف عن معرفة الحق ولا يتبع الا هوى النفس وسبيل الغي لاحظ ماجاء في تفسير الميزان عن هذه الاية المباركة : الميزان في تفسير القرآن، ج8، ص: 247 قوله تعالى: «سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها» و قوله: «وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها» عطف على قوله: «يَتَكَبَّرُونَ» و بيان لأحد أوصافهم(يقصد السيد اوصاف المتكبرين) و هو الإصرار على الكفر و التكذيب. و كذا قوله: «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا» الآية و تكرار الجملتين المثبتة و المنفية بجميع خصوصياتهما للدلالة على اعتنائهم الشديد و مراقبتهم الدقيقة على مخالفة سبيل الرشد و اتباع سبيل الغي بحيث لا يعذرون بخطإ و لا يحتمل في حقهم جهل أو اشتباه. و قوله: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا» إلى آخر الآية تعليل لما تحقق فيهم من رذائل الصفات أي إنما جروا على ما جروا بسبب تكذيبهم لآياتنا و غفلتهم عنها، و من المحتمل أن يكون تعليلا لقوله تعالى: «سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ» انتظرونا للحلقة القادمة ان شاء الله |
السلام عليكم : والان انقل لكم اعزائي الخطبة القاصعة وهي الخطبة التي تبين بان اصل الهدف من خلق البشرية لامتحانهم بالتواضع واقرارهم بان التكبر لا يليق الا بالخالق تعالى لانه الرب الذي قهر العباد بالموت والفناء فهو الكبير المتعال العزيز الجبار الحكيم الحليم : وفي الخطبة المباركة هذه تفسير قوله تعالى في سورة ص : اِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحي فَقَعُوا لَهُ ساجِدينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)إِلاَّ إِبْليسَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرينَ (74)(ص) ورد في نهجالبلاغة ص : 286 و من خطبة له عليه السلام تسمى القاصعة و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه، على استكباره و تركه السجود لآدم عليه السلام، و أنه أول من أظهر العصبية و تبع الحمية، و تحذير الناس من سلوك طريقته. : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ لِيَمِيزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لَا تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً . (((لاحظتم قرائي الاعزاء فان من تكبر فامامه ابليس لانه امام المتكبرين فحذاري حذاري ان يكون امامنا ابليس بتكبرنا او ان نعتقد بمن امامه ابليس بتكبره وستاتي باقي الخطبة المباركة ان شاء الله ))) |
السلام عليكم بقية نص الخطبة القاصعة ((وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ .)) دقائق مع خادمك جلال : سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ماذا اقول يا سيدى اصابتني الدهشة وثملت من جمال كلماتك وروعة بيانك وانا جاهل بالبلاغة وعذوبة الفصاحة فكيف بالعالم النحرير فيهما !! وهنا نفهم الآية القرآنية المباركة: يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)(الحجرات) ايه ...ايه... يامن تتعالى على الناس ولم تسمح للناس الجلوس معك هل تقسم بالله بانك افضل عند الله تعالى ممن منعته مجالستك وتعاليت عليه ؟!! فلو ان الله سبحانه وتعالى اراك نور من منعته لخجلت من نفسك : اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسيباً (14)(الاسراء) ولكن الدار دار اختبار وعند العرض على الله تعالى يتبن من الفقير ومن الغني بالانوار تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ (83)(القصص) |
السلام عليكم نتابع الخطبة القاصعة: ((فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ)) قارئي الكريم : أتعلم من المتكلم؟!! المتكلم امام المتقين امير المؤمنين وقائد الغر المحجلين اسد الله الغالب علي بن ابي طالب عليه السلام..... فكيف الخلاص ان تكبرنا ولو لمرة واحدة ؛ والتكبر لمرة واحدة من ابليس احبط كل تلك اعماله ؛ وكيف بنا ان جعلنا هذا المتكبر امامنا ونتبعه ونسير وراءه ؛ اليس اصبح من الضروري ان نعرف علائم المتكبر لنفر منه فرارنا من الذئب الجائع والضبع الكريه المنظر ذو الضحك المخيف |
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين السلام عليكم مولانا السيد جلال الحسيني ونحن نشكركم على تواضعكم ومنكم وفضلكم علينا بتدريسنا وصبركم علينا بارك الله بكم ونحن متابعون لكم أنار الله بصيرتنا وبصيرتكم بالهداية والثبات على الولاية تعجز الكلمات في أن تفيكم حقكم مولانا وفقنا الله لحسن القراءة لأبحاثكم وأبعدنا الله عن الإستكبار ونسأله أن يتفضل علينا بحسن القبول نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا |
اقتباس:
شكرا لكم ولجميل ردكم وفقتم لك خير ووفقنا الله لخدمة الموالين |
السلام عليكم باقي النص : ((فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ)) وقفة: فان التكبر داء مسري ومعدي ؛ فعلى العاقل ان يبتعد عن المتكبرين وان يستنكر تكبر كل متكبر بقلبه وذلك اضعف الايمان ؛ وان للشيطان اللعين الخبيث خيّالة ورجالة ؛ ولاشك ان الانسان الذي يسير بسيارته وباحدث الوسائل بسبب وسوسة الشيطان فهو جند من جنود ابليس وقد قال تعالى من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس . لاحظ عزيزي القارئ : ان اعظم سلاح الشيطان تزيين ملاذ الدنيا بتحبيبها الى القلوب ؛ وهذا هو الابتلاء العظيم الذي اصبح قياس الناس للشرف والوجاهة بما تملك من هذه المزَّينات بتزيين الشيطان (فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ )وبتزين رب العالمين اخرى وهذا الابتلاء لمعرفة الخبيث من الطيب(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)). والان لنحاسب انفسنا لنجد هل اننا مخدوعين بسلاح الشيطان الذي هو التزيين ام اننا من المتقين ولا نسخر من احد لعدم تملكه من عرض الدنيا بل ان معيار المتقي في معرفة الناس هو قول امير المؤمنين عليه السلام في كتاب : نهجالبلاغة 482 وَ قَالَ عليه السلام : قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ |
لازلنا مع الخطبة القاصعة : ((فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْر وَ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ أَوْطَئُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ .)) وقفة : حتى اذا انقاد لابليس المنحرفين عن الحق واستحكم طمع ابليس فيهم فظهر من هؤلاء المطيعين للشيطان حقيقة ما في صدورهم من وساوس ابليس واطاعتهم لتلك الوساوس فاستفحل اللعين على اتباعه وجاء بجنوده نحو من اتبعه فاقحمهم ولجات الذل وورطهم بالقتل ........ الى اخر كلامه عليه السلام في هذا المقطع فنعوذ بالله من اطاعة الشيطان واول طاعته ترك التواضع واتباع المتكبرين والتكبر كما في الفقرة التالية من الخطبة القاصعة : نص الخطبة: ((فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَ لَهُ جِدَّكُمْ فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا وَ فُرْسَاناً وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .)) وقفة عجيبة يا كرام : بعد ان حذرنا ابونا امير المؤمنين بكل تلك التحذيرات المرعبة المخيفة اعطانا هنا سلاحا قويا عظيما جدا لمكافحة كل ما عند الشيطان من قوة ورجالة وخيالة واعوان من الناس الذين اطاعوه وعبدوه والسلاح هو التواضع ........ آه يا احبائي فاما ان نتواضع وبالتواضع نكافح كل تلك الهجمات المرعبة واما نحن من هؤلاء الجامحة بوساوسه والذين اصبحنا طمعا له وكذلك اما ان يكون من نتبعهم من المتواضعين واما اننا بهم مغرورين لاننا اتبعنا اهل الكبر والمتكبرين وهم اعظم اعوان ابليس وعليه فان الشرط الاول والاخير فيمن نتبعهم هو تواضعهم فهل حقا عرفنا التواضع وشرائطه لنعلم هل اننا اعوان ابليس ومن الجامحة له وكذلك من نتبعهم هل هم من اعوانه ونحن مخدوعين بهم .... يارب ما اوضح الحق لمن اراده .. الهي بحبيبك محمد وعلي وفاطمة واولادهم المعصومين عليهم صلواتك اللهم احفظنا من الكبر ونور بصيرتنا لمعرفة المتكبرين وصلى الله على محمد واله اجمعين. |
بارك الله بكِ على هذه الدرر القيمة
وفقنا الله وإياكم لتواضع والسير على نهج اهل البيت عليه سلام .. |
بارك الله بك
على هذه الدرر القيمة وفقنا الله وإياكم للتواضع والسير على نهج اهل البيت عليه سلام .. |
اقتباس:
|
السلام عليكم نص الخطبة القاصعة : ((أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ )) . عبرة وما من معتبر: ان امير المؤمنين عليه السلام يبين في هذا المقطع بان مبارزة المؤمنين واذلالهم ومحاربتهم ليس الا للكبر في نفس المتكبرين الطغاة وبهذه الوسوسة الشيطانية في نفوسهم خدع الشيطان البشرية الخائبة على طول التاريخ فيرى المتكبرون مصير اسلافهم ولكن لم يتعضوا بل يسيرون على ما ساروا عليه في اذلال المؤمنين وجعل الحجاب على ابوابهم يمنعون الفقراء من ملاقاتهم والسير في صفوفه ولذلك قال الله سبحانه عن انبيائه : وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذيراً (7)(الفرقان) وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصيراً (20)(الفرقان). |
السلام عليكم نعود لباقي النص : التحذير من طاعة الكبراء ((أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ .)) وقفة من هذه الفقرة الواضحة نعرف ضرورة معرفة التكبر والتواضع وحدودهما لكي نفر من المتكبرين والمستنكفين من التواضع و لا نتخذهم سادات لنا ؛ مهما كانوا ومن كانوا............ |
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهر قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين ((أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ .)) نعم مولانا أطاع بعض المنافقين طواغيت العصور إبتداءاً من طواغيت مغتصبي الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام واستمر تخبطهم في مخالفة أمر الله عزو وجل إلى عصرنا الحاضر ما أعجب خطبك ياأمير المؤمنين صالحة لكل العصور والشعوب بارك الله بكم مولانا السيد جلال نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا |
السلام عليكم ابنائي وبناتي اهلا بكم مع الحلقة الجديدة من الخطبة القاصعة العبرة بالماضين ((فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ .)) قف لحظات معي : تدبروا قول ابونا امير المؤمنين عليه السلام كيف وضح لنا بان كل الامم التي اصابها ما اصابها من العذاب والانتقام والعقاب كان اصل سببه وعلته الكبر وترك التواضع للحق والخالق والخلق . كم واضح الحق وشرائعه لمن اراد سلوكه ... ها ...ها هم الانبياء كلهم اجمعون وهم قدوتنا للنجاة كان تواضعهم وجماله لا جمال فوقه ؛ كانوا ينامون على التراب ؛ وكان احضانهم مسكن الفقراء ؛ وقلوبهم مسكن الاخوان ؛ لايحتجبون عن ذي حاجة ولا يختفون عن مسكين ليزيدوا مسكنته ؛ كان الوصول اليهم ايسر من الوصول الى نسيم الهواء فاين المقتدون بهم واين من سلك مسلكهم . هاك انظر لعيسى بن مريم كأنك معه تفر من شاهق الى شاهق لظل ينجيه من بلل الامطار : مستدركالوسائل 12 50 62- باب استحباب الزهد في الدنيا و .. وَ فِي كِتَابِ التَّحْصِينِ، رُوِيَ أَنَّ عِيسَى عليه السلام اشْتَدَّ مِنَ الْمَطَرِ وَ الرَّعْدِ وَ الْبَرْقِ يَوْماً فَجَعَلَ يَطْلُبُ شَيْئاً يَلْجَأُ إِلَيْهِ فَرُفِعَتْ إِلَيْهِ خَيْمَةٌ مِنْ بَعِيدٍ فَأَتَاهَا (فَإِذَا فِيهَا امْرَأَةٌ فَحَادَّ عَنْهَا) فَإِذَا هُوَ بِكَهْفٍ فِي جَبَلٍ فَأَتَاهُ فَإِذَا فِيهِ أَسَدٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِلَهِي لِكُلِّ شَيْءٍ مَأْوًى وَ لَمْ تَجْعَلْ لِي مَأْوًى فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ مَأْوَاكَ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِي وَ لَأُزَوِّجَنَّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمِائَةِ حَوْرَاءَ خَلَقْتُهَا بِيَدِي وَ لَأُطْعِمَنَّ فِي عُرْسِكَ أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ كُلُّ يَوْمٍ مِنْهَا كَعُمُرِ الدُّنْيَا وَ لآَمُرَنَّ مُنَادِياً يُنَادِي أَيْنَ الزُّهَّادُ فِي الدُّنْيَا هَلُمُّوا إِلَى عُرْسِ الزَّاهِدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام . |
السلام عليكم ابنائي وبناتي اهلا بكم مع الحلقة الجديدة من خطبة القاصعة تواضع الأنبياء ((وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عليهما السلام عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ؛ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِي الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ . يا ابنائي : لاحظوا العبارة هذه التي تدع اللبيب حيارى سكارى ؛ الله اكبر ؛ يا علي.... يا علي ... ما هذا الجمال الرائع المدهش : ((مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى)) ليس الغناء بامتلاك المال بل ان الذي يملك الاموال التي تكفيه وتكفي ذريته ونسله انما يكد ويسعى من الحلال والحرام أليس لانه فقير صعلوك في نفسه من حيث لا يشعر ؛ نعم ان العمل لازم حتى لاهل الثراء لكن لا بالحرام ولا بالحرص ؛ بينما القانع هو الغني.. هو الثري.. هو الذي فوق الماديات وفوق الاحتياجات الكاذبة وهي اكثر ما في الحياة ولذلك قال امير المؤمنين عليه السلام عليه السلام : الكافي 2 138 باب القناعة ..... * عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه واله : يَقُولُ ابْنَ آدَمَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيكَ ؛ وَ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِيدُ مَا لَا يَكْفِيكَ فَإِنَّ كُلَّ مَا فِيهَا لَا يَكْفِيكَ . |
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين عن الأئمة سلام الله عليهم : (من علم أنّه يفارق الأحباب , و يسكن التراب , ويواجه الحساب و يستغني عما ترك , و يفتقر إلى ما قدم , كان حرّياً بقصر الأمل طول العمر) . فلا البيوت أو القصور باقية ... ولا السلطان باق ولا الحكم باق ولا المال باق ولا الصحة باقية ولا الأولاد باقية ولن يرتحل الإنسان من هذه الحياة الفانية بأي شيء اجتهد في جمعه واقتنائه عمله الصالح فقط هو الذي ينفعه إن كان موالياً لأمير المؤمنين عليه السلام بُوركتم مولانا السيد جلال الحسيني نبقى متابعون لبحثكم المفيد والمشوق نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا |
اقتباس:
اشكركم اشكركم كثيرا |
الطمع وحب الدنيا جعل الناس تأكل بعضها البعض
يلهثون وراء السعادة يظنونها في القصور والاموال والطيبات من الدنيا... لا يدركون ان السعادة هي اطمئنان النفس ...القناعة ..الاكتفاء ...والسعادة الاكبر هي رضى الله عزوجل... رضى الله يوصل للسعادة بمفهومها الحقيقي ...في الدنيا مجرد كلمة ناقصة لا تكتمل ...السعادة الابدية الازلية يوم تقف بين يدي الله عزوجل وصحيفتك بيضاء فتنال رضاه وتكسب نعيمه ونعمائه... سيدنا الفاضل جلال الحسيني نور الله طريقك لتنال السعادة الابدية ...برضى الله ورضوانه عليك... |
اقتباس:
وفقتم |
نتابع الخطبة القاصعة اعزائي : الكثيرمن المغفلين يمدح الوهابيين لانهم عملوا ما عملوا من العمران في المسجد الحرام والمسجد النبوي بينما هم للذم اولى وللعن اليق لانهم خالفوا الهدف الرباني الحقيقي من الحج وعلته ؛ وكأن الله سبحانه وتعالى - استغفر الله - كان عاجزا ان يجعل بيته في جنان ورياض خضرات فجاء النواصب وعملوا ما غفل عنه الخالق تعالى – استغفر الله - ان يصنعه لبيته الحرام سبحانك ربنا ان هذا الا بهتان عظيم تعال معي قارئي المكرم لنتلوا الخطبة القاصعة وبيان هذه الحقيقة : نص الخطبة : أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صلوات الله عليه إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً ثُمَ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عليه السلام وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَ مَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ يَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَى مُتَّصِلَ الْقُرَى بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَ رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ وَ لَوْ كَانَ الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ ؛ لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ . قارئي المكرم ان الخطبة واضحة بان تكبر النواصب هو ما دعاهم ان يعينوا ابليس في تزيين تلك المشاعر لرفع الهدف الرباني من الحج . وقد يقول قائل ان التمدن البشري يقتضي ذلك. فاقول له اولاً قال امير المؤمنين عليه السلام ان هذا الهدف باق الى يوم القيامة : ((أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صلوات الله عليه إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ)) ثانياً الا يقتضي التمدن البشري ان يترك النواصب اخلاقهم القاسية ورجعيتهم المتخلفة ؛ والا يقتضي التمدن عدم تخريب الآثار النبوية في بقاع الحجاز فاي تمدن يقتضي تخريب الآثار التي هي ذكريات النبوة وذكريات آل النبي صلوات الله عليهم ومحط اقدام جبرئيل الحبيب الامين وكثير من الملائكة المقربين انا لله وانا اليه راجعون. فالى الحلقة القادمة ان شاء الله |
الساعة الآن »11:00 PM. |