منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الحق (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=213)
-   -   لو كتم الصحابة النص على علي لكتموا فضائله.. (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=26029)

خادم الزهراء 27-Mar-2011 01:01 PM

لو كتم الصحابة النص على علي لكتموا فضائله..
 
لو كتم الصحابة النص على علي لكتموا فضائله..
السؤال رقم 170:
يقال للشيعة: لو كتم الصحابة مسألة النص على علي «رضي الله عنه» لكتموا فضائله ومناقبه فلم ينقلوا منها شيئاً، وهذا خلاف الواقع، فعلم أنه لو كان شيء من ذلك لنُقل؛ لأن النص على الخلافة واقعة عظيمة، والوقائع العظيمة يجب اشتهارها جداً، فلو حصلت هذه الشهرة لعلمها المخالف والموافق.


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
إننا مع ملاحظة ما ذكرناه آنفاً نضيف ما يلي:
أولاً: إن النص على إمامته «عليه السلام» قد ظهر واشتهر، لا سيما مع ما جرى في يوم الغدير من أخذ البيعة له من جموع تجاوز عددها مئة وعشرين ألفاً..
ثانياً: إنه بعد حدوث الإنقلاب، وما رافقه من أحداث صعبة، لم يعد يمكن للصحابة التجاهر بذكر تلك النصوص، لأن ما عاينوه من تلك الأحداث التي لم توفر حتى بضعة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، التي يرضى الله لرضاها أفهمهم: أن دخولهم في هذا الأمر سيرتب عليهم دفع أثمان باهظة حتى على مستوى سلامتهم الشخصية، فضلاً عن مصالحهم الأخرى، لوجود قرار حاسم بالمنع من ذكرها، والحرص على إخفائها لأسباب مختلفة.. وذلك من قِبل الجماعات القرشية ذات النفوذ القوي، التي وترها علي «عليه السلام» في حروب بدر وأحد، وحنين وسواها. ومن قِبَل القبائل والجماعات التي تسعى لتقوية السلطة، ولا يمكن أن تسمح بتضعيفها بإشاعة هذه النصوص، وتداول هذه الأحداث..
وهناك أيضاً المنتفعون، والمتزلفون، وهناك الحاسدون والمبغضون له لأسباب مختلفة..
وسائر الناس، يحبون السلامة، ولا يتجرؤن على فعل ما قد يسبب لهم مشاكل ومتاعب، ولا سيما إذا شعروا أن رغبة الحاكم هي في عدم الدخول في هذا الأمر..
ولكن بالرغم من كل ذلك، فإنه لم يمنع من تسرّب أخبار يوم الغدير، ولا حجب الكثير من النصوص على إمامته «عليه السلام» والكثير الكثير من فضائله وكراماته من قبل المخلصين..
ويكفي أن نذكر: أن حديث الغدير قد بلغنا عن مئة وعشرين صحابي، وأربعة وثمانين تابعي، وثلاث مئة وستين من علماء أهل السنة (أحصاهم العلامة الأميني «رحمه الله» معتمداً في ذلك على مصادر أهل السنة بالذات)([1]).
بل إن هذه النصوص، وكذلك روايات الفضائل والكرامات قد رواها حتى المخالفون له والمنحرفون عنه «عليه السلام»، كما يعلم بالمراجعة إلى المصادر، مع الاطلاع على سيرة أولئك الناقلين، وما يدل على مواقفهم منه «عليه السلام».
بل لقد رأينا الحكام أنفسهم يصرحون أحياناً بفضائله وكراماته، وبالنصوص عليه، حين يأمنون غائلة تلك التصريحات، أو لغير ذلك من أسباب.
وقد بلغ الأمر حداً جعل أحمد بن حنبل يعترف: بأنه ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب([2]).
وقال الشافعي: ما أقول في رجل كتم أعداؤه فضائله حسداً، وكتمها محبوه خوفاً، وخرج ما بين ذين وذين ما طبق الخافقين([3]).
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي:
«فأما فضائله «عليه السلام»، فإنها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها، والتصدي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد: رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك، كالمخبر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أنى حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك.
وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمان فضائله، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيله في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعه وسموا..»([4]).
وأخيراً.. فإن الفطن يدرك أن السائل يريد أن يتذاكى على الشيعة بأن يسوقهم بطريقة إيحائية إلى الاعتراف الضمني بأنه لا يوجد نص على أمير المؤمنين «عليه السلام»، وإيهام السامعين والقراء بأمر مكذوب جملة وتفصيلاً.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

----------------------------
([1]) الغدير للعلامة الأميني، المجلد الأول كله.
([2]) المستدرك للحاكم ج3 ص107 والرياض النضرة ج3 ص165 وينابيع المودة ج1 ص8 و 9 وج2 ص385 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص418 والمناقب للخوارزمي ص34 ومطالب السؤول ص172 والأربعون حديثاً لابن بابويه ص88 والطرائف لابن طاووس ص136 وكشف الغمة ج1 ص166 وبحار الأنوار ج40 ص124 والمراجعات ص254 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص134 عن فرائد السمطين ج1 ص79 وراجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص122 عن الحاكم، وج5 ص123 عن المناقب للخوارزمي، وج15 = =ص695 عن ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق (ط بيروت) ج3 ص63، وج15 ص697 عن المستدرك، وج21 ص505 وج30 ص42 عن الآلاني الكردي في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) ج2 ص274، وج31 ص554 عن الجزري في «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (ط بيروت) ص19، وج31 ص573 عن الشيخ حسام الدين الحنفي في «آل محمد» (نسخة مكتبة السيد الأشكوري) ص46، وج31 ص580 عن الإستيعاب.
([3]) الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي ص19 وحلية الأبرار ج2 ص136 والأنوار البهية ص71 ومشارق أنوار اليقين للبرسي ص171 وغاية المرام ج5 ص145 والكنى والألقاب ج2 ص349.
([4]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص16 و 17.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي


الساعة الآن »04:13 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc