منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الحق (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=213)
-   -   الأنبياء لم يذكروا إمامة علي، فكيف أخذ عليها ميثاقهم؟! (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=27575)

خادم الزهراء 20-Jun-2011 11:33 AM

الأنبياء لم يذكروا إمامة علي، فكيف أخذ عليها ميثاقهم؟!
 
الأنبياء لم يذكروا إمامة علي، فكيف أخذ عليها ميثاقهم؟!
السؤال رقم 183:
يزعم الشيعة أنه ما من نبي من الأنبياء إلا ودعا إلى ولاية علي([1])! وأن الله قد أخذ ميثاق النبيين بولاية علي([2])!

بل وصلت بهم المبالغة والغلو إلى أن زعم شيخهم الطهراني أن ولاية علي «عُرضت على جميع الأشياء، فما قبل صلح، وما لم يقبل فسد»([3])!
ويقال للشيعة: لقد كانت دعوة الأنبياء عليهم السلام إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله، لا إلى ولايـة علي كما تدعون. قال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ﴾ [الأنبياء:25].
وإذا كانت ولاية علي كما تدعون مكتوبة في جميع صحف الأنبياء؛ فلماذا ينفرد بنقلها الشيعة ولا يعلم بها أحد غيرهم؟!
ولماذا لم يعلم بذلك أصحاب الديانات؟! وكثير منهم أسلم ولم يذكر هذه الولاية.
بل لماذا لم تُسجل في القرآن وهو المهيمن على جميع الكتب؟!

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإننا نجيب بما يلي:
أولاً: لماذا؟! وما الدليل على حصر دعوة الأنبياء بالتوحيد، وإخلاص العبادة لله؟!
ألم يكن في دعوة الأنبياء تحليل وتحريم وحديث عن الآخرة، وعن الدنيا، وعن الأحكام، وعن السياسات، وعن الصلاة والزكاة وغير ذلك؟!
ثانياً: من أين عرفتم: أن الأنبياء لم يدعوا إلى ولاية علي «عليه السلام»؟!
ثالثاً: إن صحف الأنبياء «عليهم السلام» لم تصل إلينا نحن.. وإنما كانت كتب الأنبياء وصحفهم، وسائر مواريثهم، مثل عصا موسى، وخاتم سليمان.. وغير ذلك، عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ولذلك نقول:
ألف: قال الله تعالى عن أهل الكتاب: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ﴾([4]).
ويقول تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً﴾([5]).
وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾([6]).
وأوضح تعالى أيضاً: أنهم ينكرون نبوة نبينا محمد «صلى الله عليه وآله»، مع أنهم ﴿يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾([7]).
وقال عز وجل: ﴿الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾([8]).
فمن كان هذا حاله لا يتوقع منه أن يبوح بمثل هذه الأمور لمن يسعى لصرف الناس عن دعوتهم، وللتشكيك في صحة ما هم عليه..
ب: إن من الواضح: أن الكتب المتداولة باسم توراة وإنجيل وسواها ليست هي التوراة الحقيقية، ولا الإنجيل الحقيقي، بل هي المحرف والمزيف منها.
ج: أما بالنسبة لنقل هذا الأمر من قبل المناوئين للشيعة، والساعين في تقوية أمر أبي بكر، وإضعاف حجة علي «عليه السلام»، فلا يتوقع منهم الإهتمام بأمر من هذا القبيل، ولا يسهل عليهم الإقرار به..
رابعاً: إن الله تعالى يقول: إنه قد أخذ ميثاق النبيين، وميثاق بني إسرائيل، وميثاق الذين آمنوا، وميثاق النصارى..
ومن الواضح: أن هذا التعبير يحتمل وجوهاً، فلماذا لا يكون أحد هذه الوجوه هو ما تضمنته روايات أهل البيت «عليهم السلام» الذين هم سفينة نوح، وهم الثقل الذي لا يفارق كتاب الله إلى يوم القيامة، ولن يضل من تمسك بهما. وهو أخذ ميثاقهم على التوحيد والإقرار لله بالعبودية، ولمحمد بالنبوة، ولعلي بالولاية..
وبذلك لا يبقى مجال لقول السائل: إن الإمامة وأخذ الميثاق بها لم يسجل في القرآن، وهو المهيمن على جميع الكتب، لاحتمال أن يكون هذا هو المقصود بالميثاق الذي ورد في القرآن، كما أوضحته روايات كثيرة كما قلنا.
خامساً: لا يجب ذكر كل حقائق الدين في القرآن بصورة صريحة، فلعل هناك حكمة كبرى اقتضت عدم ذكر هذا الأمر صراحة في القرآن.. والإكتفاء بإخبار الرسول «صلى الله عليه وآله»، وأهل بيته «عليهم السلام» به.
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..

-------------------------
([1]) انظر: «بحار الأنوار» (11/60)، «المعالم الزلفى» (ص 303).
([2]) «المعالم الزلفى» (ص 303).
([3]) «ودائع النبوة» للطهراني، (ص 155).
([4]) الآية 15 من سورة المائدة.
([5]) الآية 91 من سورة الأنعام.
([6]) الآية 79 من سورة البقرة.
([7]) الآية 157 من سورة الأعراف.
([8]) الآية 146 من سورة البقرة.
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي

جليس النبلاء 02-Aug-2011 12:44 PM

جواب مقنع وكافي وشافي
جزاك الله كل خير اخي خادم الزهراء


الساعة الآن »11:18 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc