منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=36660)

حسين نوح مشامع 05-Oct-2015 06:16 PM

مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح
 
مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح
إختيار وجهة السفر والإمام الذي يتوق الى رؤيته، ويشتاق إليه زائرنا، لم يكن بالأمر السهل اليسير، خاصة اذا كان اشتياقه إليهم جميعا على درجة واحدة ودون استثناء.
آخذا في الاعتبار الصعوبات التي يتوقع مواجهتها قبل سفره وخلاله وبعد عودته، أخذ يستعرض الأماكن المقدسة وأئمة أهل البيت عليهم السلام الذين قام بزيارتهم، وتلك الاماكن المقدسة والأئمة الذين لم يزرهم بعد، أو زارهم منذ وقت طويل. كانت نتيجة بحثه تبقي زيارة ائمة المسلمين في العراق وسوريا.
سوريا كانت بعيدة المنال في ذلك الوقت، خاصة وأنها في وضع لا تحسد عليه، من حروب وإرهاب وتفجير وتهجير وخراب ديار. لذا لم تكن زيارة السيدة زينب عليها السلام حينها في الحسبان، حتى يتغير الوضع الامني، أو يطمئن نفسيا لعدم وجود خطرا داميا.
لذا كان عليه البدأ بزيارة أئمة العراق عليهم السلام، الذين لم يزرهم منذ وقت طويل، خاصة بعد الحروب الطويلة التي خاضها والإرهاب الذي حق بها وبأهلها.
لكن أمامه عقبة استخراج تصريح الزيارة.
عندها اخذ قلبه بالخفقان لذكرهم، وعقله ينشغل بالتخطيط لزيارتهم، كيف لا وهم عمود الدين وسراطه المستقيم.
دعي ذات ليلة وبعد صلاة العشائين، إلى بيت أحد الاقارب، وكان الاجتماع في قبو(سرداب) ذلك البيت للاحتفال بمولد أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام. هناك التقى بأحد الأصدقاء، فدار النقاش بينهما عن العزم لزيارة العراق. فلم يخف مدى انزعاجه من استخراج ذلك التصريح، وخوفه من سوء المعاملة، وطول التأخير، كأنه مقبل على سراط يوم القيامة، وهو يدعو الله أن لا تتخطفه النار، أو يهوي إلى مكان سخيق.
شجعه صاحبه وازاح عنه مخاوفه، ووعده قائلا : سوف أكون معك وفي صحبتك لاستخراج ذلك التصريح.
في صبيحة اليوم المحدد، ومع بدأ ساعات العمل كان رفيقه المؤمن على بابه، ليكملا اتفاقهما، وينهيا تعبئة طلبهما.
وما هي لا دقائق معدودة فإذا بهما عند مبنى الجوازات يبحثات عن مكان يكركنان فيه سيارتهما بين تلك الجموع المحتشدة، كأنها الغربان على فريسة تمزقها وتنهش لحمها.
توقعه كان في مكانه، وعند تسليمه طلبه بعد طول انتظار، كأنه طالب مدرسة ينتظر نتيجة الامتحان على أحر من الجمر.
قال له الموظف المختص بكل برود ودون أن ينظر اليه: سوف تسلم التصريح بعد اجازة عيد الفطر.
حينها اسقط في يده، فشعر كأنه يتبع سرابا بقيعة يحسب الضمان ماء، حتى اذا جاءه لم يجده شيئا.
لذا مشواره لم يأتي بخير كما خطط له،
فحينها تكون إجازة ابنته قد انتهت وعادت إلى عملها، وانتهت اجازة الطلاب وعادوا إلى مدارسهم، وتحتم عليه العودة معهم إلى عمله.
بقلم: حسين نوح مشامع


الساعة الآن »11:25 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc