منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   الميزان العقائدي (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=231)
-   -   الدراسات الأكاديمية لطالب العلم الديني.. (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=34540)

خادم الزهراء 05-Sep-2013 12:44 PM

الدراسات الأكاديمية لطالب العلم الديني..
 
الدراسات الأكاديمية لطالب العلم الديني..
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته..
سماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت تأييداتكم..
أسألكم المشورة والنصح إن تفضلتم..
خادمكم الحقير طالب علم شرعي في نهاية المقدمات، وكله شوق وشغف بإكمال المسيرة العلمية إلى بلوغ المرتبة العالية على ما يحبه الله ويرضاه، وأيضاً يقرنها بالتطبيق، فالعلم ينادي بالعمل وإلا ارتحل.
خادمكم عرضت عليه فكرة الحصول على شهادة القانون من جامعات لبنان، ولكنه مضطرب ومتخوف من سرقة الدراسةِ الأكاديمية الوقتَ والجهد في حين يمكن أن يوفرهما للدراسة الحوزوية.. فتساؤلاتي هي :
1 ـ هل تنصحون لطالب العلم بالدراسة الأكاديمية؟ ونظركم بالخصوص إلى دراسة القانون .
2 ـ هل تؤثر هذه الدراسة القانونية إيجاباً أم سلباً على طالب العلم من حيث الوقت والجهد والفاعلية الرسالية لطالب العلم؟!
3 ـ هل هناك تفاضل بين الحوزة العاملية والحوزة النجفية في مرحلة السطوح أم يتساويان على الأقل في هذه المرحلة؟!
4 ـ أريد أن آخذ بعض المعلومات عن حوزة الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» التي أسستموها، فكيف لي ذلك؟! هل هناك لمحة تعريفية عنها منشورة أو جهة آخذ عنها؟!


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فإنني لا أمانع من الدراسة الأكاديمية، ونيل الشهادة في مادة القانون أو في غيرها إذا كان ذلك يعين الإنسان ويقويه على نشر الدين، ودفع الشبهات عنه. ويفتح الأبواب أمام العالم الديني للتدريس في الجامعات، وسواها من المعاهد، أو إذا كان ذلك يعطيه الفرصة للتأثير الإيجابي في البيئة التي لا يمكن الوصول إليها إلا لحملة الإجازات العليا.. ولكن إذا كانت الدراسة الأكاديمية ستكون على حساب الدراسة الدينية، وستوجب ضعف فهمه لحقائق الدين، وضعف قدرته على مواجهة الشبهات، وإبطالها. وسيضر ذلك في مستوى إتقانه، ونضجه الفكري، وسيمكن أعداء الدين من كسر شوكته، وإظهار ضآلة أمره، وضعف حجته.. فإن هذه الدراسة تصبح وبالاً عليه، وستكون مضرة له ولما يمثل.. وهو أمر لا يرضاه الله سبحانه وتعالى له..
وعلى هذا الأساس أقول:
إن إمكانات الأشخاص تختلف وتتفاوت، فهناك من يكون قادراً على الجمع بين الدراستين، باستيعاب وإتقان وعمق.. وهناك من لا تسمح له ظروفه إلا بإتقان واحدة منهما، فعلى الطالب أن يراجع نفسه، وظروفه وإمكاناته. فإن الإنسان أعرف بنفسه وظروفه وقدراته..
أما فيما يرتبط بالتفاضل بين الحوزة العاملية والنجفية، فإن من الواضح: أن التفرغ للدراسة والمثابرة على الدرس، وعدم تضييع الوقت والجهد، وعدم التلهي والانشغال بالعلاقات الاجتماعية هو المطلوب الأهم لطالب العلم.. وكلما كان طالب العلم فارغ البال كان ذلك أدعى له للتحصيل والاتقان..
ولكن المشكلة في أيامنا هذه قد تفاقمت حيث كثرت المشاغل والصوارف في الحوزات على اختلافها.
كما أن وسائل الاتصال المتوفرة، ووسائل الإعلام المرئية، والمسموعة والمقروءة، وسهولة التواصل قد قرَّب المسافات، وضيَّع الفرص، وهيَّأ الوسائل لإتلاف الوقت والجهد، واستبدال الاهتمامات، وتبديد الطاقات والتلهي بالصوارف.. فلم نعد قادرين على تمييز ما هو أفضل وأمثل عما عداه..
فعلى الطالب أن يضبط أموره، وأن يفرض على نفسه الجو الصارم الذي يليق بطالب العلم، ويمنحه الفرصة للقيام بواجباته. وتحقيق أمانيه وغاياته..
وأما فيما يرتبط بحوزة الإمام علي «عليه السلام»، فيرجى مراجعة المسؤليين عنها للتعرف على ما يزيدك بصيرة فيما تطلب.
والسلام عليك وعلى من تحب ورحمة الله وبركاته..
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي..


الساعة الآن »09:59 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc