منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=170)
-   -   مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=14972)

صفوان بيضون 26-Jan-2010 08:49 PM

مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير


الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


مدخل :
اللقاء الأول : جالس في مكتب قناة أهل البيت (ع) في دمشق ، ومعي بعض الأصدقاء الشعراء ، ونتحدث مع شقيق الملا باسم الكربلائي أحاديث متنوعة ...
دخل رجل كهل في العقد السادس من العمر ، نحيل ، قليل القامة ، أسمر ، لباسه عادي جداً ، يضع على رأسه قبعة ويلتحف (وشاحاً صوفياً) يقيه برد الشام ، رحب صديقنا الكربلائي بالداخل ، وقال له بلهجة عاتبة وغاضبة بعضَ الشيء : أين أنت يا أبا علي ، الملا باسم ينتظرك في الكويت ، لمَ تأخرتَ علينا ؟
ناول الرجل الكهل صديقنا الكربلائي ظرفاً ، قائلاً : " لقد سهرت طوال الليل حتى أنجزت ما طلبه مني الملا باسم " .
وما زال الداخل واقفاً ، ونحن جالسون ، ثم التفت الكربلائي قائلاً : " أعرفك بالإخوة الشعراء من دمشق ... "
سلّمَ علينا هذا الداخل ، وقال : اعذروني ، أنا مستعجل ، وهمَّ بالمغادرة ، قبل أن يعرفنا الكربلائي بهذا الداخل الخارج ...
استدرك الكربلائي وقال : " أعرفكم الأستاذ الشاعر مهدي جناح .. " .
وقفنا ، وتقدمنا نحو الباب ، لنسلم على هذا الشاعر الكبير ، سلمنا عليه بحرارة ، فقابلنا بحرارة مماثلة ، ودعوناه لشرب الشاي معنا ، فالتفت إلى الكربلائي قائلاً : " اجلب لي شاياً " .
وجلس صاحب " اقصدوني فأنا اسمي الحسين " بيننا ينتظر الشاي .
أعدنا التعارف مرة ثانية ، وعلامات الاستغراب بادية بشكل جليٍّ على وجهه ، وهل في الشام شعراء شيعة يكتبون في أهل البيت ، يبدو أن الأمر أثار اهتمامه .
جاء الشاي ، وبدأنا نترشف الشاي والشعر ، وامتدت الجلسة أكثر من ساعتين ، والأستاذ مهدي المستعجل جالس غير عابئ بالزمن ، ذهب الكربلائي ، وبقينا وحدنا والشعر ضيفنا ومضيفنا ...
غادرنا المكتب ، وكل راح إلى حال سبيله على وعد بلقاء آخر ...
مضت مدة ، ولم أر فيها شاعرنا ، وإذا بي ألتقيه صدفة في الطريق ، عن غير موعد ، عانقني وسلم عليَّ بحفاوة تنم عن تواضع ومودة ، وقتها سألته هل من الممكن أن نلتقي في سهرة خاصة ، فلم يبد اعتراضاً ، بل رحّبَ قائلاً : " لقد أعجبني الشعر الشامي ، إنه يحمل جمال دمشق ، وأعاد هذه العبارة عدة مرات ... " .
اللقاء الثاني : دعوت الأستاذ مهدي إلى منزلي في سهرة تضم نخبة من الشعراء والذواقة ، وجهزنا كاميرا التصوير ، وجلسنا في سهرة نستطيع وصفها بأنها سهرة الصبابة والانتشاء ، سكرنا بخمر أمير المؤمنين (ع) ، كانت الآهات تنبعث من كل الصدور ، والمتفرس في وجوه الضيوف كان يرى السعادة الولائية تنطلق من كل قسمات تلك الوجوه العاشقة لأهل البيت (ع) ، ونجم السهرة كان مهدي جناح بامتياز ، ولم تكن سحابات دخان السكائر التي كانت تغطي الغرفة بأكملها في تلك الليلة الشتائية لتؤثر على تألق هذا النجم الساحر .
كانت تلك هي البداية ، وإذا بهذا الرجل الكهل المتواضع بحر من المعرفة والنور الغامرين ، من المستحيل أن تتحدث معه ولا تسبح في أعماق أعماق الكلمة التي بنطقها من داخل كيانه ، كأنها شعلة من العاطفة والبلاغة ...
اليوم وبعد سنوات من الأخوة المتزينة بزينة الشعر الولائي ، تجرأت أن أطلب من الأستاذ مهدي جناح هذا اللقاء الخاص بمنتدى الميزان ، فلبى مشكوراً ، دون أي تلكؤ ...
+++++++++++++++++++++++++++++++
إخوتي الأعزاء
من غد بإذن الله سيبدأ الأستاذ مهدي جناح الكاظمي الاجابة على أسئلة طرحتها عليه تتعلق بتجربته الشعرية وحياته وتفاصيل ابداعه ، والمقابلة ستبث على حلقات متعددة ، وأثناء اجابة شاعرنا الكبير على أسئلتي سنستقبل أسئلة الجمهور ليقوم الأستاذ بالاجابة عليها تباعاً .
فأرجو من الإخوة الأعضاء تسجيل أسئلتهم من اليوم في هذا الملف كمشاركات وفي مختلف النواحي التي يرغبون بها .
على محبة أبي عبد الله نبدأ ، والله الموفق .
أخوكم : صفوان بيضون - من دمشق العقيلة .
26-1-2010

جارية العترة 26-Jan-2010 09:03 PM

الاخ صفوان بيضون اتقدم لك بالشكر الجزيل نيابة عن ادارة ومشرفي واعضاء وزوار منتديات موقع الميزان
كل الشكر للشاعر الكبير السيد مهدي جناح الكاظمي

لي عودة لطرح الاسئلة

خاتم سليمان 26-Jan-2010 09:22 PM

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ.......


http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_SO8FGPct58.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif


في مدينة الضاد ، ألتجأت للكهف خشية سطوة القلم ، طاردها فرسانه ، وقفوا عند بوابته حائرين ، أخترق صفوفهم و أجفل لولوج الكهف ، ضربها بسوطه ، أسرها ، قلّبها ذات اليمين و ذات الشمال ، كساها ديباجاً وحللا ، أخرجها و اللؤلؤ المنضود على جيدها يخطف الأبصار ، شاع خبرها في كلِّ الأمصار ، وحتماً ستبقى أسطورة الأزمان ....


كتابات إن قرأتها العيون أمطرت من غيوم الحزن دمعا عميقا حارا كالجمر ، وإن قرأتها القلوب عاشت الفجيعة ، وإن قرأتها العقول عاشت الملحمة والدرس والعبرة ....

الشاعر الأستاذ مهدي جناح الكاظمي هو الوتر الحسيني التي ترتفع مع ترانيمه الولائية العميقة أيدي الموالين المجددين لأمر أهل بيت العصمة عليهم السلام ....

يالها من منزلة سامية تلك التي ترتقونها سيدي " الشاعر الحسيني " ، فبارك الله فيكم وسدد للخير خطاكم وأمدكم بمزيد من النور الحسيني الوهاج المتدفق الخالد أبد الآبدين ....

تقف الحروف سيدي خادم الحسين عليه السلام هنا لتبدا بالسلام والتبرك بوجودكم الحسيني المبارك ....



سيدي الشاعر الحسيني ....
دعني أطرح أسألتي المتواضعة واعذرني سيدي على الإطالة .....


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif


س 1- الشعر فن وصناعة يحترفها الموهوبون من بني البشر ، ولكن الفنان الحسيني له خصوصياته التي يرتقي من خلالها لمنبر العطاء في الملحمة الحسينية وسفينة النجاة من أهل بيت النبوة .
من الشعر العرفاني انتهج الشاعر الكتابة في حدائق الملحمة الحسينية .. ماهو وقع الشعر العرفاني والروحاني على منهجية شاعرنا الكبير في كتاباته خصوصا الحسينية ؟؟

س 2 – كثيرون هم كتاب الشعر الحسيني بمختلف بحاره وأوزانه وطرقه ذات القواعد أو تلك ذات الطابع العرفي لكل عشاق الحسين عليه السلام في الشعوب .
بين الدرس والملحمة والعبرة والدمعة والمأساة والموقف يقف قلم الشاعر بين خطين متوازيين يكمل أحدهما الآخر ، فشاعرنا الكبير كيف ينسق في عطائه الشعري بين كل هذه المفاهيم ؟

س 3 – للدمعة حق طبيعي في الكتابات الشعرية الحسينية ، وكأنها المستحقة للنصيب الأكبر فيها.
ماهي حدود استحقاقية الدمعة في القصائد الحسينية ؟؟

س 4 – غربة الشاعر .. بعده عن الوطن .. حنينه للأرض .. ذكرياته في الماضية .. قضية شعبه.
كم لهذه المفردات من تأثير على كتابته الشعرية ؟؟


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif

لي عودة بإذن الله تعالى

أسألكم الدعاااااااااااااااااء


تح ـــــــــــــــياااااااااااااااااااتي

صفوان بيضون 26-Jan-2010 09:56 PM

أهلاً بالأسئلة .
 
اخوتي أخواتي أسرتي أسرة الميزان .

كل الأسئلة على العين والراس .
والبداية الطيبة والاكثر من رائعة من الأخت خاتم سليمان مشكورة ، وهي تشير إلى أننا سنتابع مقابلة استثنائية انشاء الله .
لكن أرجو التنبه ان بعض الأسئلة الآتية من الجمهور متضمنة في الأسئلة الأصلية ، فإذا تم تـأخر الاجابة فهذا يعني أن الأستاذ سيجيب تباعاً .
وفي كل الأحوال ، الأسئلة اليومية سيطلع عليها الاستاذ ويرد عليها بإذن الله
والله الموفق .

mowalia_5 26-Jan-2010 11:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين ....

الشاعر الأستاذ مهدي جناح الكاظمي يعرفه كل من يعشق الحسين صلوات الله عليه ويستمع لشعره الحسيني ..

أستاذنا الكريم ..
ياليت تعرفنا عن نشأتكم طفولتكم , مرحلة الشباب وأكيد أنتم مازلتم شباب , كيف دخلتم إلى الشعر ؟
ماهي أول قصيدة حسينية لكم ؟
بصراحة الأسئلة كثيرة ولكن نترك المجال للجميع ..

أخوتي سنتابع معكم هذه الحلقات الشيّقة ولكن بعد عودتنا من الزيارة ..

بكل حب نستقبلكم وبكل حب نودعكم ...

شكرااا أخونا صفوان على استضافتكم أستاذنا الكاظمي ...


مأجورين


لبيك ياحسين

فهدحموي 27-Jan-2010 03:43 AM

مقابلة خاصة
 
يسم الله العزيز ذوالعرش المتين...
هل من سبيل لتقوية فكر الشاعر وانسياب الافكار على الورق وكيف ...؟
فأنا من عشاق اهل البيت روحي فداهم ....عاشق الحسين وابيه.. وجده واخيه ..عاشق النور الالهي بسيدة النساء فاطمة الزهراء .
والخمسة اصحاب الكساء .. ونور سادسهم واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله واشهد ان علي امير المؤمنين ولي لله..

صفوان بيضون 27-Jan-2010 08:37 PM

وابتدأ الحوار الجليل ..
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير



الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


قبل أن نبدأ ...


بطاقة تعريف مختصرة

( لأن السطور تظل متواضعة مهما اتسعت ، فهي لن تتسع له ولشعره )




مهدي جناح الكاظمي ...
· ولد في مدينة الكاظمية المقدسة ، من مواليد 1950 في محلة تُدعى ( أم النوامي ) ، جوارَ موسى الكاظم ، ومحمد الجواد عليهما السلام ، من عائلة عريقة في الكاظمية تمتد لأكثر من قرنين من الزمن ، تُدعى (آل جناح) ، من ربيعة .
· درس اللغة والأدب والمنطق على يد العلامة المرحوم الشيخ حامد الواعظي ، في مكتبة الشريف المرتضى سنة 1965 ، وقد أحبه هذا العلامة الجليل وشجعه كثيراً لما رأى فيه من مواهب متعددة في الشعر وغيره ، فهو مقرئ قرآن من الطراز الأول ، وله قدرة على ارتجال الشعر .
· برع في مجال الشعر منذ نعومة أظفاره ، وأول قصيدة كتبها في غدير أمير المؤمنين (ع) ، سنة 1966 ألقاها في مسجد الشريف المرتضى .
كتب الشعر العمودي والحر ، وكتب في كل مجالات الحياة ، لم ينشر في أي مجلة أو جريدة لحين عودته من سورية يوم 26-4-2003 م .
· حكمَ عليه بالسجن المؤبد ( قسم الأحكام الخاصة سنة 1981 ) لاتجاهه الحسيني ، ولرفضه المشاركة في الحرب العراقية الإيرانية ، ثم خرج في سنة 1986 .
· لم ينتم لأي حزب سياسي ، ويرى أن آلَ محمد (ص) هم قضيته وحزبه ، وما يزال مستقلاً .
· يعيش اليوم مع عائلته بجوار العقيلة السيدة زينب (ع) في دمشق ، وهناك كان هذا اللقاء .

السلام عليكم أستاذنا وشاعرنا الكبير ضيفاً عزيزاً على ( منتديات الميزان ) للدفاع عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ، أبدأ معكم أستاذنا الأسئلة فوراً ، لأننا متلهفون لهذا اللقاء الغالي ....

السؤال الأول : بساتين حبيبتك الكاظمية ، وحدائقها وأشجارها ، تشهد لك وأنت الفتى العاشق ذكريات مغرقة في الحميمية ، عندما كنت تلتجئ إلى دعتها وسكينتها ، لتناجيها بطريقتك الفذة ، ما قصة تلك الشجرة التي كنت تجلس تحتها ....

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أرحب بكم وبكل أعضاء منتديات الميزان الأجلاء ...

كانت شجرة كثيفة الأوراق ، تلتف حول جذع نخلة ، كأنهما عاشقان ، يبكيان لفراق وشيك ، ، وكان أحد العاملين يتسلق النخلة ويردد من القصائد الحسينية ، وتارة يقرأ مجلساً لوحده ، فهو لا يرى الذي تحت الشجرة ، لكثافة أغصانها ، كنت أستمع وكأنني أنا الحضور العام في تعزية ، وبعدها كانت قصيدة : ( وحرام تستريح ---- أيها الجفن الجريح ) ، وقبلها كانت يا ظعن زينب .... حيِّ الكاظمية قديم قدمَ العشق الإنساني ...
اسمح لي أن أطلب منكم بعضاً من أبيات تلك القصيدة :
( الحسين أمير القلوب )

" سيدي أتتك كلماتي محرمةً تطوف بجرحكَ فبارك سعيها "


وحرامٌ تستريحْ
أيها الجفنُ الجريحْ
++++++
إنَّ بي قلبٌ يصيحْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
حدَّثتْ عنكَ الدماءْ
يا معين الأنبياءْ
++++++
أنت للحقِّ سماءْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت برءٌ للسقيمْ
وصراطٌ مستقيمْ
++++++
أنت ناداك الكليمْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت كهف اللائذينْ
وأمان الخائفينْ
++++++
أنت درب السالكينْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت للنفس أنيسْ
ولها خير جليسْ
++++++
أيها الجرح النفيسْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت مصباح الطريقْ
بعيوني يستفيقْ
++++++
أيها الحقُّ الحقيقْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت سفرُ الله فيكْ
يا وريثاً لأبيكْ
++++++
أيُّ سفر يحتويكْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت تسبيح الشفاهْ
ومنَ العرش عُلاهْ
++++++
أنت قرآنٌ تلاهْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت أنسي في الحياةْ
أنت ذُخري في المماتْ
++++++
أنت للقلب صلاةْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أحسنتم قصيدة رقيقة ورائعة .

السؤال الثاني : اليوم وأنت تسكن في دمشق ، تلك المدينة التي أسرت ألباب العديد من الشعراء ، ولها مع شعراء العراق علقة خاصة ، من أمير الشعراء محمد مهدي الجواهري ، إلى عبد الوهاب البياتي ، إلى السيد مصطفى جمال الدين ، مروراً بجابر الكاظمي ، ومدين الموسوي ، ومصطفى المهاجر ، ولا ننسى شيخ الشعر العراقي : الصافي النجفي ، وعميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي ...
أعجبتك الشام مثلما أعجبتهم ؟ ما قصة هذه العلقة ؟ وخصوصاً أنهم لجؤوا إليها وقت الحصار ، وأنت لجأت إليها بعد انتهائه .
- آسرة الشعراء ، ومحطُّ رحال الغرباء ، وهناك وشائج كثيرة تشدُّ الإنسان الحرَّ لهذه الأرض ، فرأس الحسين (ع طافها على الرمح تالياً للقرآن ، ومنها مكان موضع رأسه (ع) ، ومنها ضريح زينب (ع) خيمة الغريب ، وملاذ جراحه ، ناهيك عن المعالم الأخرى الفياضة بالعطاء الروحي والجمالي ، ثم إنني أغبط من سبقني من الشعراء لأرض الشام ، وأعطيتهم الحقَّ بتعلقهم بثراها الغضِّ ، وخصوصاً الشاعر المفكّر العلوي الكبير الصافي النجفي ، فإنه قضى أكثر عمره بين منابع بقين وجنات الغوطة ، ولم يسْتلبْه منها إلا قبره في العراق ، ولو لم تكن الشام أصيلةً وكريمةً وذات ميزة خاصة ، قياساً لغيرها لما أَسَرَ أهلُها قادةً وشعباً أمثال الجواهري ، وجمال الدين والبياتي وغيرهم من المفكرين ، وأنا لجأت إليها متأخراً لأكمل مسيرة من سبقني فأملأ الدنيا أناشيد تحمل اسم الحسين وزينب (ع) ، فتستقرَّ بناصية الخلود ، وهذا قدري ..
- أيها الطائر المهاجر ، ألا تحن إلى أعشاش الكاظمية .... وأنت وصفت حبيبتك الكاظمية بالحلم المستحيل ؟
- الكاظمية ... متى غادرتها ، حتى أحنَّ إليها ، إنها ذاتي ، فمن أين لي أن أغادرها ؟! وكونها الحلم المستحيل ، من المعلوم أن المكانَ واحدٌ من مكونات البيئة الشعرية للشاعر ، إنَّ جزئيات كياني من تراب الكاظمية ، وعطاآت موسى والجواد عليهما السلام ، وعبارة الحلم المستحيل لا يحيط بها معجم ، ولا تتسع لها الصفحات ، إنما الشعر المستحيل هو : الحلمُ المستحيل ..
هل من الممكن أن نسمع قليلاً من قصيدة :
( إلى حبيبتي إلى الحلم المستحيل : الكاظمية )

لك في جبين المجد مجدٌ اعظمُ
فُدِّيْتِ لا وَطِئَتْ ثراك الأنجمُ
++++++
لله صُبحكُ إذْ تنفسَ والندى
طفلٌ على أعتاب بابك يحلمُ
++++++
منْ جاء نبعَكِ حينَ يمتنعُ السما
ينبوعها مستسقياً لا يُحرَمُ
++++++
يجتاحُكِ النَسَمُ البليلُ معانقاً
لو كان يدري أيَّ ثغر يلثمُ
++++++
يلتفُّ حولَ ضفيرتيك مسبِّحاً
ويشمُّ رائحة الحنين فيكرُمُ
++++++
جناتك الألفافُ تصدحُ بُكرةً
حتى كأنَّ نخيلها يتكلمُ
++++++
أفيائُهنَّ النائمات على الثرى
أرواحُ عشاقٍ عليه تُحوِّمُ
++++++
قولي لموسى لا الكليمُ سميِّهُ
لا نوحُ أدركَ سرَّهُ لا آدمُ
++++++
وحفيده النورِ الموسَّدِ جنبَهُ
طراً ملائكة السما لك تخدمُ
++++++
لولاهما ما كنتِ بالغةَ الذي
صفحاتُك البيضاء فيه تُوسمُ
++++++
أولاء آل الله كلُّ كريمةٍ
بتراب أقدامٍ لهم تتكرَّمُ
++++++

سلام الله عليهم ، ننتقل أستاذنا إلى سؤال جديد ...

السؤال الثالث : شاعرنا الكبير حتى وفي الحصار وأنت داخله ، أبدعت القصائد الولائية ، دون حساب للخطر والمخاطرة ، وقصيدتك الغديرية خير شاهد على ذلك .
كيف يتسنى للعشق والخطر أن يجتمعا ؟ .

هذا من سرِّ العطاء الولائي لآل محمد (ص) ، حيث تتدفق الأشياء بلا استئذان ، لتعلن موقفها ، وتكشف عن هويتها ، بلا تردد ...
أما اجتماع العشق والخطر فهذا يجيب عنه الذي جُمعتْ فيه الأضداد ، وحَيْرةُ العباد ، الذي ألهمني الحبَّ والشعرَ ، أمير المؤمنين عليٌّ (ع) .
فهو سبب تعلقي بالشعر ، وأول قصيدة كتبتها في يوم غديره هي بمثابة تعبير عن حبه الذي يمتلكني قبل النطفة والعلقة ، وكل ما كتبته وأكتبه ، هو مقدمة لقصيدة لم تولد بعد ، ولعلها ستولد عند الصراط ، وأنا آخذ منه صكَّ العبور للقاء ذبيحه الحسين صلوات الله عليهم .

السؤال الرابع : العشق والخطر نقلتهما إلى السجن ، أنت حكم عليك بالسجن المؤبد ، ولم يمنعك من أن تحب من داخل السجن ، ولتعذرنا السيدة العلوية زوجتك ، لتدخلنا في هذه الخصوصية ، من داخل السجن كانت لك تجربة إنسانية عظيمة مع تلك السيدة الفاضلة والتي أصبحت فيما بعد زوجتك ، حدثني عن السجن والحب ؟

كانت أبواب السجن مغلقة ، ليلَ نهار ، عكسَ أبواب الله تعالى ، حفظت القرآن من أفواه الإخوة السجناء معي ،كنا ما يقارب الأربعين سجيناً في غرفة لا تكاد تتسع لعشرة ، وكل واحد منا يُعطي للآخر ما حَفظه من السور ، فالكتاب والقلم والأوراق كانت كلها من الممنوعات ، وبعد أربع سنوات أخرجونا إلى ( الجملون ) مكان يتسع إلى ستمائة سجين ، حيث تتم هناك زيارة ذوينا ومعارفنا في ساحة كبيرة تسمى ( المواجهة ) ...
هناك كان لقائي بالعلوية زوجتي ، حيث كانت تأتي لزيارة أخيها السجين معي ، سألته عنها وعن ولدين صغيرين معها ، كأنهما ملكان جريحان ، الولد عمره أربع سنوات ، والبنت سنتان ، قال : هي أختي أُعدِمَ زوجها ، وهو سيدٌ موسوي ، فتنامى الحبُّ الحسيني ، فخطبتها منه ، ونحن ما نزال في السجن ، وذلك كان سنة 1985 تقريباً ، والآن الولد مهندس معماري ، والبنت خريجة تربية ، ويعيشون معي وكأنهم أبنائي ، وإنما أتيت بـ ( كاف التشبيه ) لأنهم أبناء الحسين حقيقة ...
++++++++++++++++++
أستاذي الكريم سنتوقف اليوم عند هذا السؤال ، أنا أعرف أنك مشغول جداً هذه الأيام بالتحضير لذكرى الأربعينية ، وهناك مشروع سفر إلى كربلاء لمشاركة مواكب ( المشاية ) ، والملا باسم حفظه الله كل يوم يتصل عشرات المرات ، وقد أكرمتنا بهذا الوقت الثمين في خضم أشغالك ومسؤولياتك ، سنكمل المشوار معكم إنشاء الله .
++++++++++++++++++
أعزتي أسرة الميزان في الجعبة الكثير من الأسئلة والأسرار والرشحات السماوية الطاهرة مع هذا الرجل الكريم المتواضع والذي لا يرضى إلا أن يوصف بخادم أهل البيت وهنيئاً له هذه الخدمة ، مستمرين معكم في هذا الحوار المتواصل ، في منتديات الميزان بإذن الله .
++++++++++++++++++
أحوكم صفوان بيضون – دمشق العقيلة .
27-1-2010

جارية العترة 27-Jan-2010 10:27 PM

الشكر كل الشكر للاخ الاديب القدير صفوان بيضون لاتاحته الفرصة لنتعرف الى الشاعر القدير السيد مهدي جناح الكاظمي

ومن لايقف احتراما واجلالا للشعراء لن اطيل ..الواقع حين اقراء اسم الشاعر على التلفاز معرفا بالقصيدة التي سيقراها الرادود ارى نفسي لاشعوريا اقف لاتابع كلمات القصيدةالسيد مهدي غني عن التعريف بدون مجاملة

النخلة والشجرة الكثيفة جميل وصفهما- عاشقان احسا بالفراق اذا شاعرنا منذ الصغر روحه شاعرية والدليل اشعاره وقصائده
ذكرني شجرةالزيتون العملاقة التي قضينا طفولتنا البعض على اغصانها والاخر فوق اغصانها
اشعر مع الشاعر بالشوق للنخلة في الكاظمية وللكاظمية التي لم يغادرها ....

الكاظمية المدينة التي بتنا فيها ليالي كثيرة بين الترحال من العراق الى سوريا وبالعكس
الكاظمية مقصد طالبي الحوائج من باب الحوائج مولاي موسى ابن جعفر عليهما السلام
اسئلة جميلة واجابات للشاعر جدا شيقة .....اما دمشق وياسمينها الشامي وبيوتها العربية لها رونق يختلف عن بقية المدن من دمشق ننتظرتتمة المقابلة وعلى مراحل
بانتظار المقابلة
مع شكري وامتناني للاديب المستضيف
وللشاعر الضيف

سليلة العترة 27-Jan-2010 11:11 PM

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم الى يوم الدين

الضيف والمستضيف كلاهما بغاية الأهمية

الشكر كل الشكر للأخ صفوان خصوصاً بطريقة صياغة الاسئلة

والأخ الشاعر مهدي جناح بأجوبته التي تختصر الكثير من حياة مليئة بحب الآل

المقابلة شيقة ننتظرها بفارغ الصبر

لن اثقل بالاسئلة الآن

لي عودة

خادم الزهراء 28-Jan-2010 04:39 PM

اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

قال مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه : من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ، ولم يرض له بدون الجنة .

هنيئاً لكم مولاي شاعرنا الكبير على هذا التوفيق ...

سؤالي يمكن يكون مختلف نوعاً ما عن غيري وأرجو منكم القبول ...

كثر الرواديد في زماننا والشعراء المميزون أمثالكم قليلون ...

سؤالي كيف يختار الشاعر الرادود ونفس السؤال موجه للرادود كيف يختار الشاعر ؟ ...

وهل لشهرة الرادود تأثير على الشاعر ؟...

وسؤالي الأخير وكما نعلم أن الشعر موهبة ولكن هل يمكن للشعر أن يكون مهنة وفيها احتراف وهواة ؟...

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

جارية العترة 28-Jan-2010 05:32 PM

http://www.jannatalhusain.info/2010/...bd038b2227.jpg

الشكر الجزيل للفنان القدير

نور الولاية اهل البيت 29-Jan-2010 08:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي الكبير مهدي ال جناح
مشاركتي : هي الشعر والشعراء في حب أهل البيت عليهم افضل الصلاة السلام مع الرسول لأعظم في الفردوس العلي
وكانت انتظر هذه القاءات بالفراغ الصبر , الشعر اليه موقع في القلوب البشرية وخاصه اذاكان في حب ال البيت عليهم السلام .
اريدكم بعض من الشعرومدح أثارأهل البيت وخاصة اباعبدالله الحسين فاطمه الزهراء عليهم أفضل الصلاة السلام
وبعض التوصيات التي أعتمدعليها في مجلس الحسيني ومن الأرشادات التي تنفع القراءتي
ومشكورررررررررررين علي جهوددددددددددددددكم
مع تحيات نور الولاية أهل البيت

صفوان بيضون 30-Jan-2010 06:13 PM

الحلقة الثانية .
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير




الأستاذ مهدي جناح الكاظمي

الحلقة الثانية :

نتابع أيها الإخوة الأعزاء في منتديات الميزان هذا اللقاء المبارك والحوار ألأخاذ مع شاعرنا الكبير الأستاذ مهدي جناح الكاظمي ...

السؤال الخامس ( صفوان يسأل ) : لكل مبدع حالات خاصة وطقوس إبداعية ، أذكر أن حافلة النقل الداخلي كانت تلهمني الشعر ، والبعض يكتب على ضوء الشموع ، والبعض وهو يغمر قدميه بالماء ، سمعت أن شاعرنا كان يكتب في المطبخ وسقفه ينز بالماء ، هل كان طقساً من طقوس الشعر أم ماذا ؟ .

الأستاذ مهدي : لم يكنْ ذلك غريباً عليَّ ، فأنا كتبتُ الشعر العمودي والحر في ظُلمة السجن المغلق ، دون ورقة أو قلم ، حيث كنتُ أحفظه ، وأُحفِّظَه لمن معي من المقربين لي ، وعندما خرجنا دوَّنته ، ومنه قصيدة ( الكاظمية الحلم المستحيل ) ، فالمطبخ كان هو المكان المتيسر لضيق الشقة التي أسكنها ، بالرغم من أن سقفه كان يُسرِّبُ ماء الأمطار ، ولكنني كتبتُ أروع قصائدي فيه ، فأنا لا يُعيقني المكان لأن بداخلي عوالم تتيه فيها الأرض ، وأنا أعي ما أقول واعني .
وللعلم ما أزال وفي سورية الحبيبة أكتب في مطبخ البيت تيمناً بأخيه السابق .

السؤال السادس ( صفوان يسأل ) : مهدي جناح الكاظمي : العبد القن .. وقعت بهذا التوقيع في ديوانك عدداً من قصائدك ، متى اكتشفت هذه العبودية ، وكيف أثرت في شعرك ؟.

الأستاذ مهدي : كان ذلك في الوجود الأول ، وفي الدنيا هي التي اكتشفتني حيث وُلدْتُ عاشقاً متمسكاً بعبوديّتي لمولاي علي صلوات الله عليه ، لأنها درسُ الحرية الأمثل حيث تمَّ استقراء روحي ذاتيّ لهذه العبوديّة ، ولم تكن هِزَّةً عاطفيّةً ، أو بيئية ، كذلك وجدْتُ والديَّ عليها ، فإذن أنا العبد القِنُّ ( المملوك ، هو ووالداه ) .
من هنا هي وليدةٌ مع القصيدة ، لا إني اكتشفتها ، ولا متى ، لأنَّ العقيدة لا تخضع للزمان والمكان ، فأنا خُلِقْتُ شاعراً ولائياً متآلفاً ومنسجماً مع ما أكتب .

السؤال السابع ( صفوان يسأل ) : هناك نقلة نوعية في حياة مهدي جناح الشعرية ، هي تحوله إلى الشعر الإنشادي ، عبر ثنائية رائعة مع الملا باسم الكربلائي ، حدثنا كيف بدأت هذه العلاقة ، وكيف تطورت ؟

الأستاذ مهدي : هذا التحول تقتضيه خدمة الحسين (ع) ، فالطرق إلى الله سبحانه عددَ أنفاس الخلائق ، وعالم الطريقة في القصيدة الحسينية خصوصاً باللغة الفصحى ومن بداية القصيدة إلى نهايتها غير متداول عند شعراء الساحة لصعوبته ، واستعصائه في توصيل جمالية الفكرة والموضوع ، بحيث يلامس فهم وانفعالات كثير من السامعين ، حتى أنّ أحدَ الشعراء المعروفين قال لي مرة : " القصيدة الحسينية الفصيحة وبالطريقة ( تُقصِّر العمر ) " حيث أنَّ أكثرها لا تأتي على بحرٍ مُعيّن من بحور الشعر العربي المعروف ، إنما تعتمد على توليفة إيقاعية ، يأتي بها المنشد ، وعلى الشاعر أن يُحولها إلى تفعيلات تتمشى مع النسق الذي يرتب المنشد ُ ترديدَه على المنبر ، وهذا امتحانٌ استثنائي للشاعر غير مقصود .

- الواضح أن تأكيدك على الفصحى في الشعر المنشد أثرى الحالة الإنشادية ، لكن هل كل الجمهور يتذوق القصائد المنشدة أو اللطميات باللغة الفصحى .

الأستاذ مهدي : بفضل الله نجحتُ فيه والتجربة أعطتْ ثمارها ، بنقلة نوعية ، تُعطي لشعراء هذه الساحة الجرأة وعدم التردد من كتابة قصيدة الحسين (ع) ، بلغة الحسين الفصيحة ، وبالتالي هي اللغة العالمية التي نخاطب بها العالم ، والجيل الآتي كفيلٌ باستقصاء التجربة ، وللعلم كتَبْتُ عدةَ قصائد في الشعر الحرِّ ، واحدة منهنَّ أنشدها المنشد القدير ملا باسم الكربلائي ، والقصيدة كلامٌ مع الحجة المنتظر ، بشكل غير مباشر ، فهي تتحدث من خلال الذات ، وصولاً إلى مباشرة الموضوع ، والتحرك الغني من خلال معطيات عقائدية تزخر بالفن الحلال :
" أنا والجرحُ والكلماتُ والمدنُ البعيدةْ .... ،
وأحداقي خطىً للناظرين ، وينحني جسدي قصيدةْ !
سبايا نقطع الزمنا ،
ونحمل جرحنا معنا .... "
مداخلة من صفوان : إذن نعود للعلاقة مع ملا باسم كيف بدأت ؟

الأستاذ مهدي : أما علاقتي مع الملا باسم بدأت بقصيدة ( أقصدوني فأنا اسمي الحسين ) ، وهذه القصيدة كتبتها قبل أن ألتقي الملا بسنين ، لكن بعض محبي شعري أوصلها إليه دون علمي ، إسهاماً منه بخدمة الحسين ، فأُعجبَ بها الملا ، وقال لي بعد لقائي به إنها تطرح فكرة جديدة ، وبلُغة لم أعهدها من قبل ، لذلك قرأتها .
هل من الممكن أن تسمعنا بعضاً من أبياتها :


" جذوة من طور الحسين "


( سيدي أنت قرآن محبة ورحمة ، صاغه الله للناس أجمعين ، ليستشفوا بك من أدوائهم ، وليتعلموا من طفك درساً تفتقر إليه عقولهم )



أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


وأنا قبرِيَ إحدى القبلتينْ


وأنا مغزى حديث الثقلينْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


أقصدوني فأنا كهف الخائفينْ


ويدي مبسوطة للسائلينْ


وضريحي صار للعرش قرينْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


أقصدوني فأنا غيث السماءْ


فيكمُ داءٌ وفي قبري الشفاءْ


ودمي علمكم معنى الإباءْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


أقصدوني فأنا فلكُ النجاةْ


وأنا سطّرتُ سِفرَ المعجزاتْ


إنما تأتي من الموت الحياةْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


أقصدوني فأنا غوث الطريدْ


وأنا سيفٌ على كلِّ يزيدْ


أنا من حرَّرَ هامات العبيدْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


إنَّ عشاقَ المعالي شيعتي


عرفوا أني قتيلُ العبرةِ


زائري من زارني في غربتي


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


يا إمام العصر والكيلُ طفحْ


شِمْرُهُمْ عادَ وللطفِّ نزحْ


مرَّةً أخرى وللنحر ذبحْ


أقصدوني فانا اسمي الحسينْ


+++++++++++++++++++++


مداخلة من صفوان : هذه القصيدة الرائعة المحلقة في عالم الأسماء والصفات والتي وصفتها بأنها جذوة كتبتها عام 2000 على ما أذكر وكانت فاتحة العلاقة ، ولكن كيف بدأت العلاقة المباشرة ؟

الأستاذ مهدي : في سنة 2006 كلمني الملا باسم بالهاتف ، وأنا في النجف الأشرف ، وكنت عازماً على الخروج من العراق ، والاستقرار في سورية الحبيبة ، فقال لي أُخرجْ ، وأنا سأكون معك ، وسآخذ ديوان شعرك وأدخله الأستديو ، وأريد منك أن تكتب لي قصائد ، أنا أُجهزكَ بأطوارها ، ولا تقلق من الغربة والعازة .
كان له معي موقف طيب ، وللعلم إنَّ الملا باسم يتمتع بذائقة شعرية فذَة ، حيث أنه يعي ويشرب الكلمة حدَّ البكاء ، سواء على المنبر أو في الشارع ، فهو أحدوثة لم تشهد الساحة لها مثيل ، وهذا ليس إطراء ، ولا لأنه يقرأ لي ، إنما هذا رأيٌ نقدي ، لا علاقة له بعلاقتي به ، وكل علاقة أساسها حبُّ الحسين (ع) ، ووعي قضيته تكون مثمرة ، وممتدة إلى ما شاء الله تعالى .

- ماذا أضافت لك تلك التجربة المميزة مع الملا باسم ؟

الأستاذ مهدي : الذي أضافته لي التجربة مع ملا باسم هو أني اكتشفت في نفسي قدرة استثنائية في التميّز بكتابة قصيدة الطريقة بالفصيح ، مما لم أكتبه من قبل ، وأنا غير متفاجئ بنجاحي ، فأنا بفضل الله حشدٌ من شعراء ، والذي أسعدني إعجاب المثقفين وغيرهم بشكل كبير ، وهذا ما شهد به الواقع الذي يُغني عن الإشارة .

- طبعاً لا بد أن نسأل أيضاً ماذا أضافت للملا باسم ؟


أستاذنا الشاعر الكبير مهدي جناح سأترك لكم الإجابة على هذا السؤال وغيره من الأسئلة الزاخرة في حلقة قادمة إنشاء الله .
+++++++++++++++++++++++++++

أسرة الميزان الحوار مع شاعر كبير بمستوى الأستاذ مهدي حوار ممتع لكنه صعب ، لأن مسؤولية التحدث إلى جملة من الشعور والثقافة والروحية السامية والولائية المتدفقة هي مسؤولية جليلة ، وتضعك أمام التنبه والحذر ، بقدر ما تضعك أمام النشوة والبهجة .

سنواصل هذا الحوار مع أستاذنا الكريم في حلقات قادمة ، ولعلنا ما زلنا في منتصف الطريق .

أخوكم صفوان بيضون
من دمشق العقيلة
السبت : 30-1-2010

bu_minhal 31-Jan-2010 09:38 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تحياتي الكبيرة لشاعر الزهراء مهدي جناح الكاظمي ..

أود أن أطرح عليك سؤال واحد فقط يتذيله طلب بسيط وأرجو منكم أن لا تخيبوني ..!!:)


س \ أيهم أقرب إلى قلبك , الشعر والأدب أم النثر وكتابة الخواطر في أهل البيت , ولماذا ؟

أما طلبي فهو , سلامي للملا باسم مني بومنهال , وأيضاَ أتمنى منكم أن تقرؤا احدى قصائد شاعر الأحساء الكبير والرادود مكي الشومري , أو تستمعوا لبعض قصائده بصوته في اليوتيوب أوغيره ومن ثم طرح رأيك فيه .

وفقكم الله لخدمة أهل البيت مديد العمر .

جارية العترة 31-Jan-2010 10:14 PM

اولا شكري لحضرة الشاعر الكبير لكرمه وتفضله بالاجابة على اسئلةالاعضاءواتاحة الفرصة للجميع بالتعرف الى شخصهم الكريم وبعضا من خصوصياته
انا لن اسال الشاعر الكبير ...لكن ولان الشاعر يصور حقيقة الاحاسيس المختلفة ...وشاعرنا ابرع واجاد بل صور الولاء للحسين صلوات الله عليه وقد تجلى ذلك في القصائد التي قراها الرادود الملا باسم ..لن اجامل ابدا
الشاعر.. كلماته مرآة القلوب ..الاحساس ..الالم -السرور -الفرح -الحزن - الاسى -وكل الحالات

ولان الشاعريجسد ويصور الحالات

اطلب عند رؤيتي المشاهد المؤلمة المفجعة لاعدام المواطنين العراقيين منذ ايام قليلة مضت ولان لنا ضحايا في العراق ولاني بنت النجف الاشرف واشعر بعذابات والام العراقيين وما لاقوه من ظلم النظام البائد

اتجرأفاتمنى ان ينظم قصيدة خاصة للشهداء الذين قضوا اعداما بكل الطرق -لتكن لدماؤهم التي سفكت وارواحهم السامية التي ازهقت هدية متواضعة --

وللشاعر الحق بالاعلان عنها في اي منتدى او موقع يشاء

وبالاذن من الشاعر لطلبي هذا

ولي عودة للسؤال لاحقا ...كل الشكر لجنابكم شاعرنا الكريم

خادم الزهراء 01-Feb-2010 01:25 PM

اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

أكرر شكري للأستاذ الكبير والأديب البارع صفوان بيضون على ما أتحفنا به من لقاء غني ثري مع شاعر فذ نادر مبدع ومهما قلت فشهادتي بمثله ناقصة ...

من خلال السطور التي خطت بيمين أستاذنا الأديب صفوان بيضون والتي نطق بها شاعرنا الكبير أطرح بعض في بعض المحطات التي استوقفتني ...

أسأل شاعرنا الكبير عن فترة السجن وتأثيرها على شاعرنا من الناحية الوجدانية والتقرب لله تعالى والإبداع وأدقق على هذه المرحلة وهذا يذكرني بقول النبي يوسف عيه السلام قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي والسجن للحر حرية وكما جاء في الحديث الشريف الدنيا سجن المؤمن فكيف يترجم لنا شاعرنا الكبير هذه ( المدرسة ) وهو يعلم أن السجن لمن يدركه مدرسة والسؤال من مجرب ...

سؤال الثاني : في البداية أغبط وأغبط الملا باسم على هذه العلاقة المميزة ولكن ما السر في الملا باسم رغم الوجود الكثيف للرواديد في زماننا غير الذي تحدثت عنه من تذوق للشعر والولاء والحب للحسين صلوات الله عليه فكل الرواديد لهم هذه الميزة ؟...

أستاذنا الأديب صفوان بيضون وشاعرنا الكبير مهدي جناح الكاظمي لا أخفي عليكم موالي أنني أنظر للملا باسم بين الرواديد كالملك بين الأمراء وهنيئاً له ولكم هذا التوفيق ...

لدينا الكثير من الأسئلة ولكن ننتظر بقية الحلقات بشوق كبير ...

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

صفوان بيضون 01-Feb-2010 07:36 PM

أسئلة الجمهور
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أسرة الميزان الغالية .
أعجبتني كثيراً الأسئلة التي وضعها الجمهور ، فهي بعيدة عن التكرار والتقليد ، وأيضاً هي قد تدخل فضاءات لم يتسن لي أن أطرق أبوابها مع الأستاذ الكبير مهدي جناح .
اليوم كنت في حوار لطيف مع شاعرنا الكبير حيث أطلعته على سوية الأسئلة التي بدأ الجمهور يضعها ، وكان مسروراً أيضاً ، لأن الشاعر يستفزه ملامسة السؤال لشيء من شخصيته قد لا يصرح به ابتداء ، وأيضاً يسعده تفاعل الجمهور مع قضيته وموهبته .
المقابلة أيها الأعزاء ما زالت في منتصفها ، وبالتالي تأخر الإجابات لا يعني أبداً إهمالها .
بعض الإجابات ستأتي في سياق الحوار ، لكن أعدْ جميع السائلين أن يجيب أستاذنا الكبير على أسئلتهم بالاسم إنشاء الله ، ولكن بعد إتمام المقابلة .
بالمناسبة ، وجدت من بعض الإخوة والأخوات تحرجاً في السؤال ، أقول شاعرنا الكبير واسع القلب ويتلقى كل أنواع الأسئلة ، ولاحظتم أنني سألته عن أمور خاصة جداً ولم يتأفف أو يتذمر ، بل كان ممنوناً لها ، لأنها تلقي الضوء على جوانب شخصيته المتفردة .
فأهلاً بجميع أسئلة الجمهور .....
وفقنا الله لخدمة أهل البيت وخُدامهم .
أخوكم : صفوان ..

جارية العترة 02-Feb-2010 12:49 AM

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

الشاعر الكبير مهدي جناح الكاظمي يقدم هدية لأعضاء منتديات موقع الميزان

بمناسبة الأربعين لإستشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه

[media]http://www.mezan.net/video/mahdi.wmv[/media]
تصوير المجاهد الأديب الأستاذ صفوان بيضون

شعاع المقامات 02-Feb-2010 04:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد
مرحبا بشاعر أهل البيت صلوات الله عليهم
ومرحبا بأستاذنا الكبير

سؤالي:
ما هي أهم صفة تجذب وتشد الجمهور إلى الشاعر وإلى الرادود الحسيني؟؟

لأنه بصراحة نجد شعراء ورواديد مفوهين ولكن لم ينجذب الجمهور لهم
بينما نجد الجمهور قد انجذب لشعراء ورواديد يوجد من هو أعلى منهم نفَسا وأقوى رصانة.

وقد جرى حوار مطول بيني وبين بعد الرواديد والشعراء حول السؤال الذي
طرحناه على جنابكم.

ونريد أن نستمع إلى جوابكم لأنكم أخبر وأكبر.

خادمكم: شعاع المقامات


خاتم سليمان 02-Feb-2010 11:30 PM

http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_antP9EUITS.gif

اللَّهُمَّ صَلِّ على فَاطِمةَ وأبِيهَا وبَعلِها وبنيها والسَّرِّ المُستَودَعِ
فيها بعَدَدِ مَا أحَاطَ بِهِ عَلمُك ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......

http://i240.photobucket.com/albums/f...12051/0703.gif


في شعر خادم الحسين تتلمس الأفئدة العطشى لسيد الشهداء حركة ربان سفينة الرحلة إليه عليه السلام ..
حيث هدير القلم الخاشع في الملحمة الخالدة ، وتراقص فنّه المفعم بالولاء المطلق الذي لم تأسره قيود الزمن أو توقفه قبضات الأمويين عبر رحلة العطاء .
فشاعرنا الكبير الأستاذ مهدي جناح الكاظمي يحط برحله ونحط معه رحالنا حيث بقعة طاهرة باتت كعبة للأحرار حيث روح وحياة ودروس وعبر .
ريحانة رسول الله الحسين الذي كتب بدمه أسمى الملاحم والبطولات التي حينما تذكر في محافل الفخر تكون هي الأعلى والأغلى لفداء الدين الحنيف ..

فما أحلاها من رحلة ننشغل فيها بمداد القلم الحسيني الرائع الذي ما جف ولن يجف إن شاء الله ...


فأهلا ومرحبا مرة أخرى بشاعرنا الكبير الأستاذ مهدي جناح الكاظمي ..

اسمح لي شاعرنا المبجل أن أضع بين يديك أسئلتي المتواضعة والتي أسأل الله أن تكون خفيفة الظل عليك ...





1)ماهي السبل التي تنمي موهبة الشعرلدى الشاعر...واي هذه الطرق اتخذها شاعرنا الكريم وسيلة له لتنمية موهبة الشعرية؟


(2)وفي اي الاماكن يجد شاعرنا الفاضل...نفسه اكثر قدرة على التعبير عما في نفسه اكثر واكثر؟


(3)ماهي المناسبات الاقرب الى قلب شاعرنا الكريم...والتي تكون حصيلتها اشعارااكثر تميزا من غيرها؟


(4) في خضم اللغة وضروب الشعر تتقلب ريشة الشاعر لترسم فنه وحذاقته في العطاء وبين ثقافته المتنوعة وقناعاته الخاصة خيوطا دقيقة تتحكم في سيل الشعر المكتوب ...
بين الأمس واليوم وبين القناعات الخاصة والقضايا خطوطا مشتركة وخطوط تمس رفيعة وتضادات مختلفة ...
كيف يربط بين كل هذا شاعرنا في كتاباته حينما يقول القلم كلمته على صدر الأوراق ؟؟؟؟

http://i240.photobucket.com/albums/f...12051/0703.gif



أسأل الله تعالى أن يجعل كل قطرة من دماء قلمك العتروي نوراً تستضيء به على الصراط لتصل إلى جنان الخلد مع محمد وآل محمد صلوات ربي عليهم ...

موفق شاعرنا الموقر المحترم


نسألكم الدعاااااااء

تح ـــــــــيااااااااااتي

صفوان بيضون 06-Feb-2010 11:49 PM

مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي3
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير





الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


الحلقة الثالثة :

إخوتي أسرة الميزان وزوار منتدياتها ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تقبل الله أعمالكم وعظم الله أجوركم بمناسبة أربعينية مولانا الحسين (ع) ، رزقنا الله في الدنيا زيارته ، وفي الآخرة شفاعته .
نتابع معكم هذا الحوار الجميل ، بعد أن توقفنا خلال الأيام السابقة لضرورة الزيارة واحتراماً لتلك الأيام العصيبة على أهل البيت (ع) ، نتابع تنسم هذا العبير الفواح مع شاعر أهل البيت الأستاذ مهدي جناح الكاظمي .

كنا نتحدث عن هذه الثنائية الرائعة التي تشكلت ما بين الشاعر الأستاذ مهدي ، والملا القدير الحاج باسم الكربلائي ، وقد حدثنا الأستاذ مهدي عما أضافته تلك العلاقة له ، وكان السؤال الذي وقفنا عنده :

ماذا أضافت تلك التجربة المميزة مع الملا باسم للملا باسم نفسه ؟

الأستاذ مهدي : الذي أضافته التجربة للملا باسم هو انتقاله من تكرار المفردات الدارجة ، ومن المحاكاة المحلية باللهجة العامية إلى العالمية والشمولية ، وأضافت مفردات الفصيح نكهةً لمْ يعهدها من قبل جمهور الساحة في صوته .
ودليل صحة كلامي إقبال جمهور الساحة بشكل استثنائي ، بحيث يطلبون منه قراءة قصائدي ( على حد قوله ) ، فالعودة إلى الفصحى هو عودة إلى الفطرة ، لأنها لغة القرآن والآل (ع) ، ولغة الأسرار الجمالية ، والتطور الإبداعي الذي يتناغم مع معطيات الحياة ، والذات الإنسانية للإنسان الذي يعي اللغة العربية ، بغض النظر عن هويته الانتمائية ، وللعلم أنا بفضل الله أمتلك قدرة مشهود لها في كتابة القصيدة الدارجة ( الشعبية ) والأبوذية بشكل عالي الإبداع ، ولكن رسالتي تحول بين هذا الاتجاه وبيني ، والدليل على تمكني : هناك عدة نصوص قرأها الملا باسم منها في مولاتنا رقية (ع) وزينب والحسين وأخيه (ع) ، وأبوذيات في موسى بن جعفر (ع) وأبيه (ع) ، ومنها لم يقرأها في أمير المؤمنين والأئمة (ع) أنا حجبتها التزاماً مني في اتجاه مسيرتي الفصيحة ، التي أعشقها عشق الروح لروح .

- ( صفوان يسأل ) الانتشار الواسع من الأهداف التي يتمناها كل شاعر ، لكن الانتشار هذا كان على حساب التأني في بناء القصيدة ، وعلى حساب القصيدة العمودية الرزينة الجزلة ، ما رأيك بهذا ؟
الأستاذ مهدي : مسالة الانتشار والاكثار على حساب قانون الابداع ، فبرأي هو : اندثار .
لأن كل شيء في الحياة يسير وفق نظام وقانون لا يتعداه شئنا أم أبينا ، هذه هي سنة الحياة ، وجهلنا بدقائق شمولية هذا النظام وعلى كافة الأصعدة لا يعني أن الانفلات اللامسؤول سيجعل منا أبطالاً ، ذلك لأن المعطيات الجمالية في المفردات ، والتي تصل بنا حدَّ الدهشة ، كلها تنتظم بحركة ربانية ، في تقاربها وتنافرها ، وكل منها لا يقبل إلا عناصره ، فعند توليفها وإخراجها شعراً أو نثراً أو غير ذلك يجب أن يكون التوليف على أساس وعيها ودراستها ، ومعرفة أنظمتها ، حتى لا تخرج مفتقرة إلى أصولها الجمالية ، فتسبب الاندثار لا الانتشار .
- ( صفوان يسأل ) كنت مقلاً مبدعاً بشكل استثنائي ، الآن أنت مضطر للإكثار فهل أثر هذا على استثنائية الإبداع لديك ؟
الأستاذ مهدي : حقيقة أنا كنت ولا أزال مكثراً مبدعاً ، فالقلة المتقنة تعني علمياً ( الكثرة ) ، لذلك دائماً تكون منتصرة ، لتصبح القلة هي الكثرة ، ومثال ذلك : " أصحاب الحسين (ع) " والأمثلة تضرب ولا تقاس .
السؤال الثامن ( صفوان يسأل ) : رغم كل الظروف أنت ما زلت مقلاً ، غيرك له عشرات الدواوين ، وأنت لم يخرج لك سوى جزآن متواضعان من حيث عدد الصفحات ، حتى في القصيدة الواحدة أنت لا تسعى إلى الإكثار ، هل تتقصد الاقتصاد في العطاء ، أم أن هناك سر ؟
الأستاذ مهدي : هناك عندي الكثير المتقن ، لكن أتلفته الظروف السابقة في العراق ، حيث لم يكن الإعلام منسجماً مع معطياتها ، فلم تُحفظ .
والآن وكل ما كتبته في مرحلة لقائي بالمنشدين وخصوصاً الملا باسم ، وما سأكتبه أراه إقلالاً لا إكثاراً ، إزاء القدرة الشعرية التي أودعها الله تعالى بي ، فلا يضطرني الطلب المتواصل إلى الإخفاق إبداعياً أو أقل ، وما قرأه الملا باسم لي شاهد على ذلك فقصيدتي في الزهراء (ع) : " من أدمعي تعلم البكاء " وغيرها كانت في وقت قياسي .
السؤال التاسع ( صفوان يسأل ) : مهدي جناح الكاظمي لك تجارب في شعر التفعيلة ، تنافس بها أرقى تجارب شعراء التفعيلة ، متى يختار الشاعر أسلوبه في الكتابة ، ولمَ يكتب به ولا يتابع ، مع أن تجربتك لو تابعتها لزحزحت الكثيرين عن مواقعهم السابقة واللاحقة ؟
الأستاذ مهدي : من المعروف أن الشعر ( موهبة ) يهبها الله من يشاء من عباده ، كلٌ حسب استعداده ، فواحد تكون سعة موهبته مثلاً 90 وواحد 40 وواحد أكثر أو أقل ، يبقى على الكل المواصلة والجهد لاستكشافها ووعيها وعشقها ، لأن الوعي يسبق العشق والعطاء ، وبعدها يختار الشاعر أسلوبه .
ففي البداية يكون الأسلوب منغلقاً وبلا هوية ، وبعد الجهد والمواصلة يتبين له أسلوبه الخاص ، وليس هو إلا تناسقه النفسي القائم على وضوح الرؤيا عند الشاعر ، وتوظيف اللغة والألفاظ التي تتجانس مع معطيات قضيته .
وهذا قد لا يتأتى للكثيرين ، فيبقى عائماً ، يتعكز على إبداع هذا وذاك ، فتلفظه ساحة الشعر ، وفي التاريخ نماذج كثيرة من هذا النوع ....
يبقى أن تجربتي الشعرية تحتاج إلى تأمل ودراسة ، وهي وحدها – أي التجربة – مَنْ ترتفع بنفسها ، فكل قوى العالم لا تجعل من قاع الوادي جبلاً ، والشعر وحده الذي يُقدم نفسه ، لا المدح ولا الإطراء ، والإعلام اللامسؤول الذي يستجديه الشاعر المخفق .
فالغاية تكون متدنية عندما يجهد الشاعر سنين عديدة كي يصل إلى نقطة الانتشار ، يعني يكون الانتشار همه الأساسي .
أنا أكتب الشعر منذ أكثر من أربعين سنة ، ولم أُعرف إلا قبل سنين قليلة ، ولم أكن متحسراً على ما فاتني من إعلام ، وكنت أستطيع الانتشار وأنا ابن العشرين ، ولكن الموقف المطلوب من الإنسان قبل الشاعر حال بيني وبين ذلك .
فعشاق الجمال جمهورهم وعوالمهم المتداعية في عمق استقصاءاتهم الفكرية والروحية ، وبعض من يجانسهم من الناس .
وهذا لا يعني أن الانتشار العام غير مطلوب وغير محبب ، بل هو سبيل إلى أن تصل القضية إلى الناس ، وتتم رسالة الشاعر ، ولكن لا على حساب قضية الشعر والشاعر .
فالغاية ليست التنافس اللامشروع ، وحب الذات الضيق ، وأنا سواء زحزحت الكثيرين ممن سبق وممن لحق أم لا ، هذا لا يهم إلا بقدر ما يرضي الحسين (ع) .
هناك معانٍ ومفردات لم تكن قبل طرح شعري موجودة في الساحة ، والآن أراها تُستخدم ويتداولها الشعراء بشكل وبآخر ، وأنا سعيد جداً فهذا شيء من أداء الرسالة التي أحملها ، والتأثر بشعر الشعراء ومعانيهم حالة مشروعة ، وهكذا جُبلَ الناس : يتأثرون ويؤثرون .
وللعلم أنا لا أرى أني الأفضل والأمثل ، وهذا ليس تواضعاً ، ولكن ما أكتبه هو الذي يحدد مكاني من الشعر والشعراء ، لا في الساحة الحسينية فحسب ، بل في ساحات العالم الشعرية كافة .
وأنا استمع للشعر المؤثر من غيري ، وأتفاعل معه حدَّ البكاء ، أكثر مما أستمع لشعري .
وعندما يكون شعر غيري رائعاً ، صدقني أكون راوية له سواء كان ممن سبقني ، أو من المعاصرين ، فهذا الخلُق يجعل النفسَ كبيرة ، والشعرَ كبيراً ، والإباء عن التدني هو درس الحسين (ع) الأول لخدامه .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أحسنتم أستاذ مهدي ، سنتوقف عند هذه الإجابة وسنتابع الموضوع في حلقات قادمة .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إخوتي الأعزاء تلاحظون ونحن نحاور الأستاذ مهدي جناح أننا نحاور الإنسان والشاعر والمبدع والمثقف والتجربة العميقة ، وخلال ذلك نطوف معه في فضاءات عالية المستوى أحياناً ومتخصصة ، لكنها قريبة من القلب والوجدان لأنها تنبع من نفس إنسانية مشبعة بالبساطة والحب ، وأنا أنقل لكم تجربتي الخاصة في التعاطي مع الأستاذ مهدي جناح الكاظمي الشاعر والإنسان .
سنتابع بإذن الله حوارنا ، تابعوا بقية المقابلة ، وابقوا في رعاية الله وحفظه .
أخوكم صفوان بيضون ، من جوار مرقد عقيلة بني هاشم في دمشق الفيحاء .
7-2-2010

خادم الزهراء 07-Feb-2010 12:32 AM

اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

الشكر الجزيل للأخ المجاهد الأديب صفوان بيضون على هذه المقابلة الرائعة التي تتناغم بين ثنائي الأدب والشعر ...

ونحن معكم متابعون ...

ننتظر المزيد واللعنة الدائمة على يزيد ...

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

خادمة بنت المصطفى 07-Feb-2010 03:21 PM

شكرا جزيلا لكم للمقابلة الرائعة التي تطرق الشاعر الكريم الغني عن التعريف لجوانب من حياته

والشكر للاديب صفوان بيضون الذي اجاد في ىتنسيق المقابلة
سؤالي
هل للصدفة دور في حياة الشعر
المعروف قول :رب صدفةمن غير ميعاد
الكثير يقول ا نه يستفيد من الصدفة حيث قد تبدل مجرى حياته
لكن اقول هل حدثت صدفة في حياة الشاعر تركت اثرا في نفسه .
مع الشكر الجزيل لادارة الميزان والقيمين على هذا الصرح المبارك

عمار جبار خضير 09-Feb-2010 05:25 AM

الحاج مهدي جناح الكاظمي مفردة رائعة في صفحة الادب الحسيني ونجم لامع في سماء الولاء لاهل البيت عليهم السلام والحقيقة كنت اتمنى منذ وقت طويل ان احظى بشرف التواصل مع الاستاذ الكاظمي والحمد لله حصلت الفرصة هنا عبر هذا الموقع الكريم ,ولا اريد ان اكون مهنيا بحتا في سؤالي بقدر ما اريد ان اتعرف على ايهما يفضل الاستاذ الكاتبة به الشعر الدارج ام الفصيح او ما يسمى بالقريض ولكم فائق شكري ودعواتي
خادمكم عمار جبار خضير

عاشق الاوصياء 10-Feb-2010 04:09 PM

سلام من الله ورحمة وبركات مطيبة مطهرة بحب حبيب رب العالمين وآله الطيبين الطاهرين
هي بعض سطور تطلب صبر صدوركم ,فلقد قادتني الصدفة مرتين مرة حين ولجت الموقع دون سابق قصد ,وثانية حين رأيت عنوان اللقاء يتحدث عن حوار مع الشاعر المجيد مهدي جناح الكاظمي فرحت أتابع الأسألة والردود شغفا بها يحملني الحبور على جناحيه لدقة ما ينظم من جمان البلاغة سؤالا وردا فقد حسن الحديث بالمتحدث والسائلين,وأراني أضيف درة اخرى ثمينة لمعرفتي المحدودة بالمتألق نظما وفكرة (الكاظمي) .لم اطلع على شعره سابقا الا من خلال قصائد رددها المنشد المؤثر (باسم الكربلائي) أستمعت لها تحت منبر الحسين في محرم الفائت ,فوجدتني أصغي بأنتباه شديد فكاتب السطور خريج المدرسة النجفية نشأة ودراسة وأحد من تنكب الأدب سلاحا وصياغة ولست بمعرض الحديث عن نفسي إلا بقدرما يتعلق الأمر بالشاعر الكاظمي , وأثبت أني وجدت نفسي متابعا منقادا للنفس الشعري بصوره وانثيالاتها بعبقه وفيض عبيره ,يحسن الناظم رصفه ويجيد المنشد الكربلائي رسمه ,وسألت من هو قربي عن الشاعر فاجابني إجابة مختصرة وانا ممن يثق أن شعر الشاعر خير عنوان لصاحبه , وها انا اجد رفيق الدمعة الحسينية والعبرة الهاشمية ضيفا كريما هنا فأنزل مطمئن الجانب ,وأسأل كي لايكون حضوري عابرا ولكن مشاركا , أجبني أيها البارع بحب العترة الشريفة وقد تحدثت عن تطويع الشعر الفصيح بصياغات تلائم المنبر وإنشاده ومثلي يدرك صعوبة ان تتحول القصيدة الرصينة بلغتها الثرة إلى عمل مسموع تتلقفه الجموع , ماهي الأدوات التي تضع الشعر الفصيح على مقربة من المتلقين؟
ليكن بيينا مفتاح الحديث ردك الخبير , وسلام دائم لكل من طرق باب محبة المجتبين

جارية العترة 10-Feb-2010 04:41 PM

رغم ان الموضوع هو للاخ صفوان

لكن يحق لي الترحيب الاخ الفاضل عاشق الاوصياء صلوات الله عليهم لاسيما وانه ((خريج المدرسة النجفية نشأة ودراسة)))
فكل الترحيب لمن جاءنا من النجف الاشرف او سكنها لطلب علم

اهلا وسهلا بكم اخا مشاركا نستفيد من عطاؤكم

اما سؤالكم للشاعر فسينقله الاخ صفوان

اختكم جارية العترة

عاشق الاوصياء 12-Feb-2010 11:45 AM

سلام جميل أختاه جارية العترة
أن كان السلام مستحبا فرده ولا ريب واجب
تريثت منتظرا رد مصباح النور الحسيني الأديب الحبيب الكاظمي , فلما تاخر الرد وجدت من واجبي ان أرد تحيتك بأحسن منها وهو مالا أدعيه او أردها بمثلها وهو ما أرجوه ,, أنا النجفي مولدا ومنشأ المتغرب رغما لاطوعا المنضوي تحت لواء العقيدة عشقا ,أسأل من جلت قدرته وظهرت أرادته أن يشمل كل محب موالي بعظيم لطفه وأن يغمره من فيض رحمته بشآبيب الاحسان ويتفضل عليه برفيع غفرانه وبديع أحسانه ويجمعنا تحت لواء سيد المرسلين في جنة عالية وحياة باقية , وبورك لك في جهدك _أخيتي جارية العترة_ ما تقدمين في الموقع من جهد عسى ألله أن يجعله في صفحة ثوابك, ويزيد المحبين لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ويزيدك ولاءا ورواءا.
واعود للكاظمي فأقول قرأت لك المزيد من بوحك الغض ,مما وجدت على النت وأستمعت لبعض ما رددته ألسن المنشدين من شعرك , فوجدتني احسدك الحسد لجميل وأغبطك غبطة الصاحب الودود لما كللت به نفسك وسامعيك من باقات ازاهير الانضواء تحت نور العترة الطيبة الطاهرة المطهرة فسلم قلمك وطاب منبعك ..
وللحديث بقية إن شاء رب العالمين

صفوان بيضون 21-Feb-2010 06:53 PM

مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي4
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير
الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


الحلقة الرابعة ( الأخيرة ) :

أسرة الميزان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نعود معكم لمتابعة الجزء الأخير من المقابلة الخاصة مع الشاعر الكبير الأستاذ مهدي جناح الكاظمي ، وأحب أن أذكر الإخوة الذين سجلوا أسئلتهم للأستاذ مهدي بأننا سنسجل لهم لاحقاً إجابات الأستاذ على أسئلتهم ، بعد انتهاء هذا الجزء من المقابلة ، فعذراً على تأخرنا بالرد والذي كان لأسباب استيفاء المقابلة كل أجزاءها .

( صفوان يسأل ) أستاذ مهدي ، قبل الدخول في عالم الأسئلة والإجابات ، أنتم تحدثتم في الحلقة الماضية عن تجربتكم الشعرية في الشعر الحر ، وفي الشعر باللهجة الدارجة ، ولم نسمع منكم أي أبيات من اللونين ، حبذا لو تكرمتم بشيء من هذا وشيء من ذاك ، وأحب ، أن تبدأ بشعر التفعيلة ، وبالذات بقصيدة " أتى المساء " وما لها من قصة وأثر خاص في نفس مهدي جناح ...

الأستاذ مهدي : كتبت في سجن ( أبو غريب ) هذه القصيدة ، وكانت هجمةُ حنين مفاجئة اجتاحتني ، فغطيت رأسي بغطاء بحيث لا أرى أحداً من الذين معي في الزنزانة ، فغادرت روحاً لأستقر تحت ظلال تلك الشجرة الفارعة العجيبة الممتدة امتداد التاريخ ، وكان حديث اللقاء هذه القصيدة :

" أتى المساء "
الظلُّ مملكة الغصونْ
يذوب في صمت الغروبْ
والسِّدرةُ الجرداء أوحشها الصفير بلا انقطاعْ
كأنها شبحٌ غريبْ
تظلُّ تمتلكُ الطريقْ
صغَتِ السواقي غيرَ أصداء النقيقْ
مات الهدير بها كما انطفئ الشعاعْ
كما الدموعْ ،
تموت في عين الغريقْ
وظلَّ يحلمُ بالرجوعْ ...
فلا رجوعْ
++++
أتى المساءْ
ولَمْلَمَ العشبُ اختلاجاتِ الظلالْ
وصوتُ قُبّرةٍ تناءى في الفضاءْ ...
أتى المساءْ
وأنتِ أيتها الوحيدة ترقبينْ
خطى الرجال العائدينْ
مع المغيبْ
يرتدُّ طرفكُ بانكسارْ
لا شيء غير صدى الدموعْ
يهزُّ سمعَكِ كالرنينْ
+++++
ومثلما انطفئ الرمادْ
وعادَ يحلمُ بالوقيدْ
يَثبُ الفؤادْ
وحينَ يكبو في الضلوعْ
يعودُ يجهلُ ما يُريدْ ...!
+++++
هناكَ قنطرةُ الجذوعْ
للدهر ترنو في سكينهْ
والدربُ شابَ فمنْ يُعيدُ له سنينهْ
النهرُ عاودهُ الهجوعْ
جَفَتْهُ ضوضاءُ المسيرْ
كما النشيجُ يضيعُ في صمتِ الأسيرْ
+++++
أتى المساءْ
وأنتِ أيتها الوحيدةُ كالسؤالْ
يظلُّ يطرقُ كلَّ بابْ
متى يعودُ سجينُ أحداقِ الذئاب ؟!! .

مداخلة من صفوان : طبعاً للتوضيح أستاذ مهدي أن تلك القصيدة ليست موجودة بأكملها لديكم ، كونكن لم تكتبوها في السجن لتعذر وجود الأوراق والقلم ، وقد دونتم بعد الخروج بعضاً منها ... ننتقل إلى شيء من الشعر باللهجة الدارجة لو تكرمتم أستاذنا الكبير :

الأستاذ مهدي : أنقل لكم أبوذيه في الحجة بن الحسن (ع) :
الدهر بحبال شتفنه وسرنهْ
وإلك بكلوبنه إمشينه وسرنه
غيابك حيل بشّانه وسرنه
ظهورك مِنْ تمرْ بالغاضريه ...
وهذا مقطع من قصيدة في الحسين (ع) لم تنشر من قبل :
حسين باقي لُوْ صِفَه العلمْ عدمْ
يِرفْ فوك العرش بأمر اللهْ علمْ
+++++++
حسينْ جرح اقلوبنا يللي ما تهيدْ
يِبْلَنِ إثياب الدهر ويظل جديدْ
حسينْ سيف اللهْ على رقبةْ يزيدْ
حسين سر اللوح جرحه والقلمْ
+++++++
أحسنتم أستاذ مهدي وننتقل لمتابعة أسئلتنا .....

السؤال العاشر ( صفوان يسأل ) : أستاذ مهدي ينتظر الشاعر تقدير الجمهور ، وأنت صاحب رسالة ، لا تتعلق كثيراً بالجمهور ، فمن يكتب لأهل البيت أهل الغنى لا ينتظر ثناء الناس المفتقرين ، وهو يحلم بثناء وتقدير أهل الكرم والتقدير والقدرة ، ورغم ذلك جاءك تقديرهم سريعاً ، أشعارك الآن مكتوبة على أحد أبواب الحسين (ع) ، كيف تفسر ذلك ؟

الأستاذ مهدي : قلنا إن الشعر موهبة ، يعطيها الخالق سبحانه بشكل عام لمريديه سبحانه ولغيرهم .
فجرير وبشار بن برد والأخطل وقبلهم الحطيئة ، ومن بعدهم علي بن الجهم ، وغيرهم كثير ، لم يكونوا ممن يشغلهم حب الله ومن أحب الله ، لكنهم شعراء يُشار إليهم بالبنان ، فهم كبار في الشعر صغار في النفس / كذلك شعراء العالم مثل هوميروس و( شكسبير وإليوت وكيتس واللورد يابيرون ) وهم إنكليز ، وريتمان الأمريكي ، وياسنين الروسي القروي ، ورامبو الفرنسي ، وغيرهم من شعوب العالم ؛ هؤلاء لم يكونوا ممن يريد وجه الله ، ولا من الذين يثنون على نعمه ، كما يريد سبحانه ، وهم شعراء كبار أثروا في تطوير مسيرة الشعر العالمي .
إذن فالموهبة حال ، وما خلف الموهبة حال آخر ، فعندنا أن الشعر يعانق نزيف الشاعر ليصبا في صميم جراح العقيدة الداعية إلى الله سبحانه ، وفي عمق جراح الحسين (ع) حتى الموت .
إذن فالأهم المطلوب قبل الشعر والشاعرية هو الانتماء ، والشعر طريق جمالي حيوي يؤدي لانتصار الذات على ما يحول بينها وبين التألق الحسيني الذي شغل الناس وما يزال .
فالهدف هو ليس التعلق بالجمهور والإطراء والإعلام ، بقدر ما هو التحرر من قيود ضِعة النفس ، والكبرياء الفارغة ، والتسكع على أبواب الدعاية .
فأنا منذ البداية كان يَشغلني حبُّ من أكتب له من المعصومين (ع) ، ابتداء بالنبي (ص) وعلي (ع) والزهراء وبنيها (ع) ، هؤلاء هم دعايتي وقضيتني ، وشعري يدور حولهم ، ولا أُنسَ إلا بهم ، ولا أكبرُ إلا بانحنائي لهم ، فليس غريباً أن يُكتب شعري قريباً من ضريح الحسين (ع) بسبع أمتار تقريباً ، وباب الرواق المؤدي إلى الضريح أيضاً ، وعند الشهداء ، وهناك فكرة بكتابة قصيدتي العينية على الضريح الحسين (ع) : " حلفت بمبتورة الإصبع " أو الكافية : " إني رضعت مع الحليب هواكا " ، كل هذا من كرم مولاي الحسين (ع) ..

مداخلة من صفوان : طبعاً نشير للإخوة بأن الأبيات التي أشار إليها الأستاذ التي كتبت قريباً من ضريح مولانا الحسين ، هي من قصيدة : " اقصدوني فأنا اسمي الحسين " ، والتي قرأ لنا الأستاذ بعضاً منها ، في حلقات سابقة ، لكني أطلب من أستاذنا أن يسمعنا من قصيدتيه العينية والكافية شيئاً ، وهنيئاً لك يا أبا علي مجاورة شعرك لمولانا سيد الشهداء ...

( نشيد الطفّ )
" مولاي الحسين إنَّ المسير إليك على حدِّ السيف كما علمتنا في الطف "
حلفْتُ بمبتورة الإصبعِ
وما رضّتِ الخيلُ من أضلعِ
+++++++++++++
وبالرأس راحَ يُقيم الصرة
وجوباً على الأسل الشرَّعِ
+++++++++++++
ومهدٍ حواك وتغريدةٍ
لجبريل خادمك الأطوعِ
+++++++++++++
بأنك عرشٌ براه الإله
ينوف على عرشه الأوسعِ
+++++++++++++
وأنك ذكرٌ ولا مثلهُ
تلتهُ الدهور على مَسْمَعِ
+++++++++++++

السؤال الحادي عشر ( صفوان يسأل ) : أستاذ مهدي حدثتنا عن علاقتك بأحد الثقلين وهم عترة رسول الله صلوات الله عليهم ، لكن ما أعرفه أن لك علاقة خاصة جداً بعدلهم والثقل الأول القرآن الكريم ، حدثنا عن هذه العلاقة ..

الأستاذ مهدي : سؤالك عن علاقتي بالقرآن الكريم ، أنا وجدت فيه ذاتي بوضوح ، وتألقْتُ به نفساً وشعراً ، وأنا حافظ له ، وهو مدرستي الأولى ، بعد آل محمد (ص) .
عرفت منه كيف أصل إلى الله تعالى ، وكيف أتوغل بحقائق الأشياء ، وكيف أسبر أغوار النفس الإنسانية ، وأتطلع إلى كثير من خوافيها ، بالتأمل لا بمجرد القراءة ، فهو الرافد العلمي الكبير لروحي وعقلي وكل تأملاتي ، فهو ليس مجرد سرد للحوادث والمواعظ والتشريع ، بل يحكي حقيقة الأشياء بإعجاز وصدق ، تنحني لهما رؤوس الخليقة ، وهذا ما وجدته طيلة قراءاتي فيه واستقرائي على قدر طاقتي .
وأنا منذ نعومة أظفاري أرتل القرآن بصوت حسن ، أقلد فيه ( عبد الباسط عبد الصمد ) ، وعندما بلغت السابعة عشر كنت من المقرئين البارزين المشار إليهم وعلى الطريقة المصرية ، وقرّاء الكاظمية المعروفون أشاروا إلي كالقارئ الكبير الحاج عباس الشامي ، وأستاذي الشيخ حسون الشيخ يوسف ، وعادل العادلي مقرئ الإذاعة والتلفزيون ، والقارئ الكبير أبو العينين الشعيشع في القاهرة سنة 1976 ، ولكني كنتُ قارئاً هاوياً لا غير ، لم أتمحور في هذه الساحة ، وقدري أن أكون شاعراً لآل محمد (ص) لا غير .
قراءتي وثقافتي متسعة وشاملة ، قرأت الأدب العربي ، والأوربي شيئاً منه ، وقرأت شيئاً من تراث الشرق والغرب ، وقرأت بتأمل بعضاً من كتبنا الأخلاقية لمشاهير كتابنا ومفكرينا على مدِّ التأريخ الشيعي .

السؤال الثاني عشر والأخير ( صفوان يسأل ) : مهدي جناح ممن ورث الشعر ولمن سيورثه ؟

الأستاذ مهدي : أنا لم أرث الشعر ، بل أُعطيتُ الموهبة من الملهم الأول مولاي أمير المؤمنين ، ولولاه ما نطقتُ الشعر ، ولا تألقتُ فيع ، فهو منه وفيه وله ، أما عشقي للشعر فقد جاء من الحسين (ع) :
أنا ما عشقتُ الشعرَ لولا أنني = أيقنت أنَّ الشعرَ من عُشاقه ِ
وإنْ أبيتَ إلا الوراثة فهو جاء من أجدادي القدامى : طرفة بن العبد ولبيد وعمرو بن كلثوم والأعشى ، فالسيد الحميري ، فدعبل ، فالمتنبي ، فالجواهري .
ولو كان الشعر يُورّث لورَّثته لأحد خدمة الحسين الصادقين المغمورين ، وإنْ شئتَ إلا أنْ اُورّرثه : فلنفســـي .


أستاذ مهدي ليس سؤالاً بل هو طلب من فضلك ، لو أراد مهدي جناح الكاظمي أن يعرف نفسه للجمهور فماذا سيقول عن نفسه ؟

مهدي جواد كاظم عباس حسون .
من بني ربيعة الضاربة في عمق التأريخ ، وهذا لا يُسمن ولا يُغني من جوع ، فالعشيرة التي أنتمي إليها هي أكبر العشائر وأرقاها مكان ، وأقواها رجالاً ، وأغناها نفوساً ، واسمها : " خُدّام الحسين (ع) " .
ولدتُ في مدينة الكاظمية المقدسة، جوار الإمامين موسى والجواد (ع) :
وتحتَ القبتين ببطنِ أمي = أطوفُ مسبحاً ويطوف شعري
في محلة تُدعى " أم النومي " لكثرة ما تحيط بها بساتين النومي ( الليمون ) ، قرب نهر دجلة .
و ( جناح ) هو لقب العائلة جاءها من الجد الثالث حسون .
أمي وأبي كانا متيمان بحب عليِّ وبنيه (ص) ، وأمي إلى أن ماتت كانت تنوح لوحدها على زينب والحسين (ع) .
وأنا الآن طالب في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن ( فرع دمشق ) .
لي ديوانان من الشعر الحسيني ، والثالث على الأبواب ينتظر ( الفرج ) !
وحالياً أقيم في دمشق ، سورية الحبيبة موطن الغرباء .

مداخلة من صفوان : إذن نختم بأبيات لحبيبتك سورية ، أو بالأحرى إلى دمشق :

دمشق قولي فأنت المنطق العجبُ
ما لم يقله لنا التأريخُ والأدبُ
+++++++++++++
فإنَّ قلعتك العصماء ما برحتْ
لا الموجُ أردى لها باباً ، ولا اللهبُ
+++++++++++++
غرَّ السواقي هدوءُ البحر فاقتربتْ
تموج نشوى ، وظنَّتْ أنها السحبُ
+++++++++++++
فعلميها إذا أمواجها اصطخبتْ
يا أيها البحر كيف الموج يصطخبُ

أحبتي أسرة الميزان ، عشنا في الحلقات السابقة نشوى السواقي المنسابة من عيون مهدي جناح الكاظمي ، واقتربنا قليلاً من هدوء بحره ، وسمعنا أمواجه تصطخب حباً وألقاً وبهاء .
كنا نطوف حول قلعته ، طوف التواق للعبور إلى كنوزها المتخفية خلف أسوارها ، تمنعنا الهيبة من الاقتراب ، ويطمعنا التواضع فيه ، وأمام الحيرة ، لم يكن لنا سوى الاستمتاع بهذا الطود الشاهق وهذا البحر الزاخر ، وهو يطل شامخاً بشموخ الحسين وكريماً بكرمه وجليلاً بجلاله .
الكثيرون ممن سيقرؤون هذه الصفحات وهم يرون شاعرنا يتكلم عن نفسه عليهم أن يستشعروا أن جسداً نحيلاً ينوء بثقل هذه النفس الكبيرة ، فهو غير قادر على الإحاطة بها فتنفلت من هنا أو ها هناك انفلات الشذا من قيود الأزهار ، وعليه أيضاً أن يرى بين طيات أناه ذوباناً غريباً في نفس سر الرفعة الوجودية " علي بن أبي طالب " ، ومن يذوب في تلك النفس المتعالية ، لا يستطيع إلا أن يكون متعالياً ، وعليه أن يستشف هذا العشق الساحر لسيد العشاق أبي عبد الله ، ومن يُسحر بحب الحسين لا بد أن ينساب رقة وهياماً وجنوناً ، وهذا ما هو عليه مهدي جناح الكاظمي : عملاق باذخ ، ورقيق ساحر ، وعاشق مجنون .
أشكر أستاذنا وشاعرنا الكبير على تعبه ورفقته وسماحه لي ولكم الدخول إلى عوالمه والتحليق معه ، أمتعتنا وأسعدتنا وشرفتنا في منتداك منتديات الميزان ، وأشكر كل عشاق مهدي جناح الكاظمي وعشاق شعره وعشاق قضيته السامية الخالدة .
هذا أخوكم صفوان بيضون من دمشق العقيلة يودعكم ، على أمل اللقاء القريب جداً مع شخصية فذة جديدة ونجم من نجوم العشق الحسيني فترقبوا ذلك اللقاء الخاص ، وإلى ذلك اللقاء أستودعكم الله وأستودعكم أهل بيته الطاهرين ، وأسألكم الدعاء ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دمشق العقيلة – من جوار مرقد السيدة زينب (ع)
21-2-2010

صفوان بيضون 21-Feb-2010 07:46 PM

أسئلة الجمهور ..
 
أسرة الميزان ...
السلام عليكم .
المقابلة بأسئلتها الأصلية انتهت .
وأما أسئلة الإخوة والأخوات فنحن نتداول الإجابة مع الأستاذ مهدي وسيتم الإجابة عليها في حلقات خاصة .
واعذرونا إن تأخرت الإجابات قليلاً ، وهذا يعود لانشغال الأستاذ وانشغالي .
وإلى مقابلة جديدة بإذن الله .

أبو رضا 27-Feb-2010 11:18 PM

الشعر كالحب يدخل الى القلب دون استئذان
 
كثير الشكر يا أخ صفوان على هذه الاستضافة الكريمة للشاعر الكبير الاخ مهدي جناح
نرجو ان تكون هذه باكورة لاستضافة جميع خدام اهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه
لقد اطربنا هذا الشعر ودخل الى قلبنا دون استذان لأن محبة اهل البيت في قلوبنا هكذا
وفقكم الله وأيدكم للمزيد من هذا العطاء

صفوان بيضون 06-Mar-2010 08:58 PM

لا بد من الاعتذار .
 
أسرتي أسرة الميزان .
وعدتكم بأن يجيب الأستاذ مهدي جناح على أسئلتكم ،
والأسئلة جميعها بعهدته ،
لكن الأستاذ مهدي مر بظروف عائلية صعبة ،
حيث أصيب ابنه بوعكة صحية واضطر إلى إدخاله إلى المستشفى من أجل التحاليل والفحوصات ،
وأنا من مدة لم أره ، وهو منقطع حتى عني ، علماً أني أراه عادة كل يوم ، وهو يتصل بي ويعتذر .
ولذلك كان لا بد من الاعتذار منكم عن هذا التأخر والذي لم يكن ناجماً عن تقصير .
أتمنى للأستاذ مهدي وعائلته ولكم الصحة والعافية .
أخوكم صفوان .

سليلة العترة 06-Mar-2010 11:24 PM

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
شكراً لكم اخي الكريم لإخبارنا
بالنسبة لي فقد تساءلت عن سبب توقف الموضوع
دعاؤنا بالشفاء لإبن الأستاذ مهدي
وتمنياتنا له ولعائلته دوام الصحة والعافية

صفوان بيضون 09-Mar-2010 07:59 PM

ردود الأسئلة ...
 
أسرة الميزان الغالية .

السلام عليكم :
من غد بإذن الله تابعوا
ردود الأستاذ مهدي جناح الكاظمي على أسئلة الجمهور .
فلقد بدأ الأستاذ تزويدنا بالإجابات ، ونحن نقوم بتنسيقها .
علماً أن إجابات الأستاذ مهدي هي مقابلة جديدة بكل معنى الكلام .
فترقبوا جديد الأستاذ وأجواءه الساحرة الطاهرة .
+++++++++++++++++
أخوكم صفوان بيضون .

دمشق العقيلة : 9-3-2010

جارية العترة 09-Mar-2010 08:05 PM

شكرا لكم اخي صفوان وشكرا للشاعر الكبير الاستاذ مهدي جناح نسال الله ان يفظه وعائلته الكريمة
ننتظر بفارغ الصبر

صفوان بيضون 10-Mar-2010 06:07 PM

أجوبة الجمهور(1) ...
 
أسرة الميزان الغالية ...

كما وعدتكم سنبدأ اليوم بالإجابة على أسئلة الجمهور حسب تسلسل طرحها من قبل الأعضاء الكرام ، وقد لفت نظري أحد الإخوة ، بأننا هل نستطيع ان نضيف أسئلة جديدة ؟ ، واعتقد أننا نفضل الاكتفاء حالياً بالأسئلة التي طرحت ، وبعد انتهاء الرد عليها ، نستشير الأستاذ مهدي جناح فإن أعطانا فرصة جديدة للسؤال ، نلبي طلباتكم ، علماً أنني طلبت شخصياً من الأستاذ الكبير بأن يكون هناك لقاء ثانٍ ولو بعد مدة طويلة ، فأجاب بالإيجاب ، لأن الحديث معه لا ينتهي وتجربته الإنسانية والشعرية تستحق الوقوف المطول .
شكراً لكل من سأل ونشكر مجدداً أستاذنا وشاعرنا الكبير على رحابة صدره ، نبدأ باسم الله ....

=================================================


أسئلة الأخت الكريمة " خاتم سليمان "

اقتباس:

سيدي الشاعر الحسيني ....
دعني أطرح أسألتي المتواضعة واعذرني سيدي على الإطالة .....


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif


س 1- الشعر فن وصناعة يحترفها الموهوبون من بني البشر ، ولكن الفنان الحسيني له خصوصياته التي يرتقي من خلالها لمنبر العطاء في الملحمة الحسينية وسفينة النجاة من أهل بيت النبوة .
من الشعر العرفاني انتهج الشاعر الكتابة في حدائق الملحمة الحسينية .. ماهو وقع الشعر العرفاني والروحاني على منهجية شاعرنا الكبير في كتاباته خصوصا الحسينية ؟؟
جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

الأخت خاتم سليمان : أنا أكتب استجابة للروح الحسينية التي جُبلْتُ عليها.
والعرفان واقع أعيشه منذ نعومة أظفاري ، حبُّ عليٍّ فجره بأعماقي ، وظلَّ يبحث عن وسيلة ليخرج بها للعالم ، حبُّ الحسين مَنْهَجَهُ فكان شعراً ، بمعنى أنا لم أستقص دراسة العرفان بالشكل الأكاديمي .

اقتباس:

س 2 – كثيرون هم كتاب الشعر الحسيني بمختلف بحاره وأوزانه وطرقه ذات القواعد أو تلك ذات الطابع العرفي لكل عشاق الحسين عليه السلام في الشعوب .


بين الدرس والملحمة والعبرة والدمعة والمأساة والموقف يقف قلم الشاعر بين خطين متوازيين يكمل أحدهما الآخر ، فشاعرنا الكبير كيف ينسق في عطائه الشعري بين كل هذه المفاهيم ؟

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

عامل التنسيق يعود لقدرة الشاعر لوعي الصراع الفني والعقائدي الذي يعتمل بعمق مشاعره أثناء المخاض الشعري ، ثُم يبدأ بعدها انتقاء المفردات التي تعطي ملامح الوليد الثابتة ، ولا أجد صعوبة سواء تكون القصيدة من الشعر الفصيح أو العرفي الدارج ، على أني لا أحب لبنات شعري ثياباً إلا مفردات العربية السندسية .


اقتباس:

س 3 – للدمعة حق طبيعي في الكتابات الشعرية الحسينية ، وكأنها المستحقة للنصيب الأكبر فيها.

ماهي حدود استحقاقية الدمعة في القصائد الحسينية ؟؟

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

لا حدود ... فالدمعة ليست مجرد ماء يخرج من العين استجابة لموقف ما ، إنما هي عند الشاعر الحسيني ، وعند خادم الحسين (ع) قصائد لبست ثياب الدموع ، وهذا واقع أنا أراه ، لا لمجرد التعبير .
اقتباس:

س 4 – غربة الشاعر .. بعده عن الوطن .. حنينه للأرض .. ذكرياته في الماضية .. قضية شعبه.
كم لهذه المفردات من تأثير على كتابته الشعرية ؟؟


جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :


غربة الشاعر عنصر أساسي من عناصر تكوين القصيدة عند الشاعر على أن يكون واعياً لغربته ، لأن المطلوب هو ليس الغربة ، ولكن وعي الغربة ، أما الوطن والحنين للأرض والذكريات هذي كلها بعد العنصر الأساسي تأتي كعوالم استجمام عندما يريد الشاعر أن يستريح فهي بالنسبة لي محطات استراحة لا غير ، لأن غربتي ثمينة بعوالم الحسين (ع) ، فهي موطني وذكرياتي وأرضي وسمائي .
هكذا تكتنز النفس الحسينية فيشغلها ويملؤها مولاها ، وليس بمعنى يجردها من فطرتها حب الوطن والأرض وقضية الشعب .
شكراً لاستقصائك ...
==============================
....يتبع ...

خاتم سليمان 11-Mar-2010 12:11 AM

ألف ألف ألف مليووووووووووووووون شكر

للاستاااذ الكبير الشاعر مهدي جناح الكاظمي

إجابات بقمة الروووووووعة ماشاءالله

كما أشكر الاستااااااذ صفواان بيضووون

بوركتم جميعاً

تح ـــــــــيااااااااااااااتي

صفوان بيضون 13-Mar-2010 05:59 PM

أجوبة الجمهور(2) ...
 
أسرتي الغالية : أسرة الميزان ...

نتابع معكم الحلقة الثانية من إجابات شاعرنا الكبير

الأستاذ مهدي جناح الكاظمي

على أسئلة الجمهور الكريم :
====================================

أسئلة الأخت الكريمة " موالية 5 "


اقتباس:

الشاعر الأستاذ مهدي جناح الكاظمي يعرفه كل من يعشق الحسين صلوات الله عليه ويستمع لشعره الحسيني ..


أستاذنا الكريم ..

ياليت تعرفنا عن نشأتكم طفولتكم , مرحلة الشباب وأكيد أنتم مازلتم شباب , كيف دخلتم إلى الشعر ؟
ماهي أول قصيدة حسينية لكم ؟

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

نشأتي جوار موسى والجواد (ع) وفي أحضان الكاظمية المقدسة وطفولتي نما عودها بتربية الولاء لآل محمد (ص) ، أمٌّ أرضعتني حبَّ عليٍّ ونبيه (ع) ، وأبٌّ متيم بحب علي (ع) ، ولا أزال أعيش مرحلة الشباب بحب الحسين (ع) ، لأن واقع الروح الحسينية لا يشيب ، وهذه حقيقة فالمسافات الزمنية هي من خواص الجسد كما هو معروف عند فلاسفتنا وعلمائنا ، وأنا لم أدخل إلى الشعر بقدر ما هو دخلني ، فأحسستُ بذلك العناق العاشق بينه وبيني ، فكان ما سمعتم لي وقرأتم .
على ما أتذكر أول قصيدة حسينية لي :
قسماً بجرحك يوم أصبح للثرى
وِرداً ، وصار لكل حرٍّ مسجداً
+++++++++++++
والإصبع البتراء هلْ سلاّبها
يدري براحته جرى بحر الندى
+++++++++++++
أضفت هذه الأبيات إلى قصيدة " اليوم تملكني وتملكني غدا " .
وهناك ما لا أتذكره من شعر وأنا ابن الرابعة عشر ربيعاً .
شكراً وأرجو المعذرة .
====================================

أسئلة الأخ الكريم " فهد الحموي "

اقتباس:

يسم الله العزيز ذوالعرش المتين...

هل من سبيل لتقوية فكر الشاعر وانسياب الافكار على الورق وكيف ...؟

فأنا من عشاق اهل البيت روحي فداهم ....عاشق الحسين وابيه.. وجده واخيه ..عاشق النور الالهي بسيدة النساء فاطمة الزهراء .

والخمسة اصحاب الكساء .. ونور سادسهم واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله واشهد ان علي امير المؤمنين ولي لله..



جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

مواصلة زيارة الحسين (ع) عن قرب وبعد ، والبكاء أثناء الكتابة ، مع طلب المعونة منه .
وقراءة ما يتعلق به (ع) من شعر ونثر ، واستعن بكتاب الخصائص الحسينية للتستري رفع الله درجته ، وبعد هذا كله يجب أن تكون لديك حصيلة وافية من المفردات العربية وقراءات شعرية مستمرة ، فالأفكار لا تنساب إلا بالسعي الصادق ، وأنا جربت هذا ، وشكراً .
... يتبع ...

صفوان بيضون 14-Mar-2010 06:02 PM

أجوبة الجمهور(3) ...
 
أسرتي الغالية : أسرة الميزان ...


نتابع معكم الحلقة الثالثة من إجابات شاعرنا الكبير


الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


على أسئلة الجمهور الكريم :
====================================


أسئلة الأخ الكريم " خادم الزهراء "

اقتباس:

هنيئاً لكم مولاي شاعرنا الكبير على هذا التوفيق ...


سؤالي يمكن يكون مختلف نوعاً ما عن غيري وأرجو منكم القبول ...


كثر الرواديد في زماننا والشعراء المميزون أمثالكم قليلون ...



سؤالي كيف يختار الشاعر الرادود ونفس السؤال موجه للرادود كيف يختار الشاعر ؟ ...

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :


الاختيار يختلف من شاعر لآخر ، فمنهم من يختار رادوداً ما لأجل الإعلام ، ومنهم لأجل الاحتياج المادي ...
أما الشاعر الذي يختاره الرادود ويسعى إليه على الأكثر – هو الذي يهمنا – فهذا يكون شعره مكتنز ، ويبحث عن رادود واسع المعرفة ، والقدرة الأدائية ، وموهوب بشكل متميز ، وصميمي الولاء ، يتفاعل مع القصيدة الرائعة ، وكأنه هو شاعرها ، وبالنسبة لي اشتهرت قصائدي قبل اسمي ، وهذا دليل نجاح الشاعر ، لأن هوية الشاعر الأولى هي شعره لا اسمه .

اقتباس:

وهل لشهرة الرادود تأثير على الشاعر ؟...

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

أما بالنسبة لشهرة الرادود نعم لها تأثير على توصيل نتاج الشاعر إلى أكبر شريحة من هواة الشعر الحسيني ، وخصوصاً إذا كان الرادود متقناً بأدائه ، وذا صوت حسن ، ولكنه لا يرفع من مستوى القصيدة الفني ، حيث هي متدنية مطلقاً ، وأنا لي رأي في علاقة القصيدة الحسينية مفاده إذا لم تمر من خلال صوت الرادود الجيد لا تتألق ، ولا تدخل القلوب بالشكل المطلوب .

اقتباس:

وسؤالي الأخير وكما نعلم أن الشعر موهبة ولكن هل يمكن للشعر أن يكون مهنة وفيها احتراف وهواة ؟...

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

الشعر عشق لا إرادي للمشاعر ، ولا يتفق مع مسألة المهنة وغيرها ، حينئذ يكون رصف كلمات لا شعر .

====================================

أسئلة الأخت الكريمة " نور الولاية أهل البيت "

اقتباس:

اخي الكبير مهدي ال جناح

مشاركتي : هي الشعر والشعراء في حب أهل البيت عليهم افضل الصلاة السلام مع الرسول لأعظم في الفردوس العلي

وكانت انتظر هذه القاءات بالفراغ الصبر , الشعر اليه موقع في القلوب البشرية وخاصه اذاكان في حب ال البيت عليهم السلام .
اريدكم بعض من الشعرومدح أثارأهل البيت وخاصة اباعبدالله الحسين فاطمه الزهراء عليهم أفضل الصلاة السلام
وبعض التوصيات التي أعتمدعليها في مجلس الحسيني ومن الأرشادات التي تنفع القراءتي


جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :


هناك ديوان شعر لي بجزأين في العراق وسورية ، تستطيعين أن تقنيهما في بغداد والبصرة والنجف وكربلاء .
أما التوصيات فمن الواضح أولاً الإخلاص مع إتقان اللغة العربية وضبط الأطوار الحسينية ، وللعلم إن تراثنا الشعري الحسيني غنيّ بالمفردات الرائعة ، عليك مواصلة القراءة ، أرجوك تخصيص وقت لها ويومياً إن أمكن ، لأنها مفتاح تطور المنشدين .
اقرئي الشاعر صالح الكواز ، والسيد صالح الحلي – وإن كنت لم يُتحْ لي قراءتهما بشكل واسع إلا نتف من قصائد – واقرئي كاظم الأزري صاحب قصيدة " أي المحاجر " ، وأشكر اهتمامك بقضية الحسين (ع) .

... يتبع ...

صفوان بيضون 15-Mar-2010 05:50 PM

أجوبة الجمهور(4)
 
أسرتي الغالية : أسرة الميزان ...



نتابع معكم الحلقة الرابعة من إجابات شاعرنا الكبير



الأستاذ مهدي جناح الكاظمي



على أسئلة الجمهور الكريم :
====================================



أسئلة الأخ الكريم " بو منهل "


اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تحياتي الكبيرة لشاعر الزهراء مهدي جناح الكاظمي ..

أود أن أطرح عليك سؤال واحد فقط يتذيله طلب بسيط وأرجو منكم أن لا تخيبوني ..!!:)


س \ أيهم أقرب إلى قلبك , الشعر والأدب أم النثر وكتابة الخواطر في أهل البيت , ولماذا ؟

أما طلبي فهو , سلامي للملا باسم مني بومنهال , وأيضاَ أتمنى منكم أن تقرؤا احدى قصائد شاعر الأحساء الكبير والرادود مكي الشومري , أو تستمعوا لبعض قصائده بصوته في اليوتيوب أوغيره ومن ثم طرح رأيك فيه .

وفقكم الله لخدمة أهل البيت مديد العمر .

جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :

حبيبي أبو منهل ...
الأقرب إلى قلبي هو الشعر في كتاباتي لأهل البيت (ع) ، لأن الشعر الجاد وحسب تجربتي الروحية خال من كدورات النزق النفسي ، أما البواقي مهما كُنَّ لا يسلمْنَ من حالات الترف والاقتراب من حب الأنا ، وهذه لا يعرفها إلا الذي يعانيها في معترك العمل الأدبي على أن يكون حسينيَّ الاتجاه ، وللعلم قدراتي النثرية أو الشعر الحر أو الخاطرة لا تقلُّ قوة عن كتاباتي الشعرية وفي كل المجالات ، مثال بعضها :
" هذا الحسينْ .... ،
بين النواويس وكربلاءْ
يصنع للحياةْ
سفينة النجاةْ
ويمنح الوريدَ للظِّماءْ
لتشربَ الحقيقهْ
..............
..............
هذه واحدة من أعمال ستظهر عن قريب كحدث شعري حسيني يواكب فنية التجدد الأصيل في القصيدة الحسينية .
وللعلم أنا أحب قراءة شعر غيري أكثر مما أقرأ لنفسي ، وهذا ليس تواضعاً ، إنما هو واجبي الولائي ، حيث يتطلب التفاعل مع عطاءات الآخرين لنرتفع جميعاً بالقضية ، ويبقى هذا حسب الممكن لأن انشغالي كثير .
وشكراً لتفضلكم بالأسئلة .
====================================

أسئلة الأخت الكريمة " جارية العترة "


اقتباس:

ولان الشاعريجسد ويصور الحالات

اطلب عند رؤيتي المشاهد المؤلمة المفجعة لاعدام المواطنين العراقيين منذ ايام قليلة مضت ولان لنا ضحايا في العراق ولاني بنت النجف الاشرف واشعر بعذابات والام العراقيين وما لاقوه من ظلم النظام البائد


اتجرأفاتمنى ان ينظم قصيدة خاصة للشهداء الذين قضوا اعداما بكل الطرق -لتكن لدماؤهم التي سفكت وارواحهم السامية التي ازهقت هدية متواضعة --



جواب الأستاذ مهدي جناح الكاظمي :



أيتها الحسينيّة الجريحة ، هناك مجموعة قصائد كتبتها ، سميتها " ملف الحجة (عج) " موجودة في استوديوهات الكويت معدّة لحناً تنتظر الملا باسم ، خرجت للنور واحدة وهي " أنا والجرح والكلمات والمدن البعيده " .... الخ .


والبواقي عن قريب سيخرجن ، وبأدق ما يمكن من الإعداد الشعري والفني المتضمن جراحنا ومعاناتنا ، وللعلم أن القصائد كلها من الشعر الحر كإسهامة جادة في تطوير القصيدة الحسينية .


وعلى كل حال سأسعى قدر الإمكان إلى عمل جديد يتضمن طلبك بعد دعائك وشكراً .

... يتبع ..

جارية العترة 15-Mar-2010 06:26 PM

اشكر الشاعر الكبير الفاضل السيد مهدي جناح الكاظمي واتمنى ان نرى بصمته المميزة تتواجد معنا مباشرة ولو بمشاركات معدودة

بانتظار ملف الحجة (عج)
واتمنى لكم طول العمر بالتالق الدائم دمتم رسالة حسينية صادحة بحناجر الرواديد وبوجه الطغاة


الساعة الآن »03:39 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc