منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   الميزان العقائدي (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=231)
-   -   هل طلبت الزهراء عليها السلام خادماً؟! (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=34537)

خادم الزهراء 05-Sep-2013 12:21 PM

هل طلبت الزهراء عليها السلام خادماً؟!
 
هل طلبت الزهراء عليها السلام خادماً؟!
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة مشرفي الموقع الأكارم.
أوردتم في سيرة الزهراء «عليها السلام» هذه الرواية بعد زواج فاطمة قال عليٌ: قالت فاطمة لأبيها: يا أبة لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت.
فقال لها: يا فاطمة، أولا تريدين خيراً من الخادم؟!
فقال عليٌ: قولي بلى.
قالت: يا أبه خيراً من الخادم، فقال: تسبحين الله عز وجل في كل
يوم ثلاثاً وثلاثين مرة وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة وتكبرينه أربعاً وثلاثين
مرة، فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان. يا فاطمة إنك إن قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا والآخرة.
أقول: هذه فاطمة بضعة النبي على مكانتها الجليلة مارست العمل البيتي ودأبت عليه مدة طويلة حتى قالت بعض الروايات: إنها (استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وقمت البيت حتى اغبرّت ثيابها)، ويوم جاءتها فضة خادمة لم تلق إليها كل الأعمال وتخلد هي إلى الراحة، بل ناصفتها العمل، فيوم على
الزهراء، ويوم على فضة.
في ا لعظمة الزهراء ورحمتها واحترامها لإنسانية الإنسان.
هذه الرواية تشير إلى أن النبي الأكرم «عليه السلام» وجه الزهراء «عليه السلام» بعد أن طالبت بخادمة بأن تقول بعض الأذكار والأدعية يكون خير لها من اتخاذ خادمة.
ولكن تشير بعض الروايات والمصادر التاريخية: أن الزهراء «عليها السلام» قد اتخذت خادمة تسمى فضة، فهل لم تقتنع الزهراء «عليها السلام» بالحلول التي قدمها الرسول الأكرم لها؟! أم أن هذه الحلول لم تأت بنتيجة؟! أم أن سيرة الزهراء ليس بها أي ذكر للخادمة فضة، وأنها شخصية مختلقة ومن صنع الرواة الكاذبين؟!
أنتظر كريم ردكم. لكم تحياتي وأشواقي.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
فلا بأس بملاحظة ما يلي:
1 ـ بعض الروايات تصرح: بأن فضة الجارية كانت لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو الذي أمرها بأن تنتقل إلى فاطمة لتعينها في بعض الشؤون في بيتها، فلو كان في هذا الأمر أية حزازة أو منقصة في فاطمة «عليها السلام»، فإنه «صلى الله عليه وآله» لا يقدم عليه. ولعله «صلى الله عليه وآله» هو الذي أرسل إليها فضة من دون طلب منها.
2 ـ لعل الأمر قد بلغ في الزهراء من الصعوبة حداً غير قابل للاحتمال. كما يدل علىه قولها «عليها السلام»: «لا طاقة لي بخدمة البيت»، حيث لم تقل: لا أريد خدمة البيت، أو أحب أن تتولى الخادمة هذا الأمر عني، لأنه لا يناسبني، أو لا يليق بي، أو لا يعجبني، أو لأنه يتعبني.
3 ـ قد تكون الظروف غير مهيأة لتلبية طلب الزهراء «عليها السلام» في ذلك الوقت، لأكثر من سبب، فعوضها بما كان يعرف أنها ترغب فيه.
4 ـ بل نقول: إنه «صلى الله عليه وآله» لم يرفض طلبها، بل استجاب له كأفضل ما تكون الاستجابة، فإنه أعطاها تسبيحاً يوصلها إلى ما تريد حتى فيما يرتبط بخدمة البيت، لأنه أخبرها بأن هذا التسبيح يؤدي إلى أن يكفيها الله ما أهمها في الدنيا ـ ومن ذلك خدمة البيت ـ وفي الآخرة.
ولعله بسبب هذا التسبيح يسَّر الله تعالى لها خدمة فضة «رحمها الله» بعد ذلك.. وإنما كان إعطاء التسبيح لها بعد الزواج. فوزَّعت «عليها السلام» المهمات بينها وبينها في البيت، كما تذكره الروايات.
5 ـ إذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي حوَّل فضة «رحمها الله» لخدمة فاطمة «عليها السلام». كما في بعض النصوص، أو كان علي «عليه السلام» هو الذي جاء بفضة لتساعدها في خدمة البيت. فلا يبقى معنى لقول السائل أخيراً: «إن الزهراء «عليها السلام» قد اتخذت خادمة تسمى فضة». فإن الزهراء «عليها السلام» لم تفعل ذلك..
كما لا معنى لقول السائل: «فهل لم تقتنع الزهراء «عليها السلام» بالحلول التي قدمها الرسول الأكرم لها؟! أم أن هذه الحلول لم تأت بنتيجة؟!»، فإن الحلول التي قدمها النبي «صلى الله عليه وآله» هي التي أتت بالنتيجة، وجاءت بفضة إليها، سواء على يد النبي «صلى الله عليه وآله»، أو بواسطة علي «عليه السلام».
6 ـ وأما أن تكون فضة شخصية وهمية، كما أشار إليه السائل في آخر كلامه، فلا يمكن المصير إليه، مع كثرة ورود اسمها في الروايات في المناسبات المختلفة، ومع وجود تفصيلات كثيرة عنها في كثير من الجهات.
7 ـ هذا كله مع غض النظر عن أمور كثيرة يمكن الاستشهاد بها على فضل فاطمة «عليها السلام»، وعظيم مقامها عند الله، وزهدها، وعزوفها عن الدنيا. وهن كثير من الأمور التي أشارت إليها الآيات، وكلمات الرسول والأئمة «صلوات الله عليهم» في حقها، وما حدثنا التاريخ به عنها.
والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي..


الساعة الآن »04:17 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc