منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=170)
-   -   مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=14972)

صفوان بيضون 26-Jan-2010 08:49 PM

مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير


الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


مدخل :
اللقاء الأول : جالس في مكتب قناة أهل البيت (ع) في دمشق ، ومعي بعض الأصدقاء الشعراء ، ونتحدث مع شقيق الملا باسم الكربلائي أحاديث متنوعة ...
دخل رجل كهل في العقد السادس من العمر ، نحيل ، قليل القامة ، أسمر ، لباسه عادي جداً ، يضع على رأسه قبعة ويلتحف (وشاحاً صوفياً) يقيه برد الشام ، رحب صديقنا الكربلائي بالداخل ، وقال له بلهجة عاتبة وغاضبة بعضَ الشيء : أين أنت يا أبا علي ، الملا باسم ينتظرك في الكويت ، لمَ تأخرتَ علينا ؟
ناول الرجل الكهل صديقنا الكربلائي ظرفاً ، قائلاً : " لقد سهرت طوال الليل حتى أنجزت ما طلبه مني الملا باسم " .
وما زال الداخل واقفاً ، ونحن جالسون ، ثم التفت الكربلائي قائلاً : " أعرفك بالإخوة الشعراء من دمشق ... "
سلّمَ علينا هذا الداخل ، وقال : اعذروني ، أنا مستعجل ، وهمَّ بالمغادرة ، قبل أن يعرفنا الكربلائي بهذا الداخل الخارج ...
استدرك الكربلائي وقال : " أعرفكم الأستاذ الشاعر مهدي جناح .. " .
وقفنا ، وتقدمنا نحو الباب ، لنسلم على هذا الشاعر الكبير ، سلمنا عليه بحرارة ، فقابلنا بحرارة مماثلة ، ودعوناه لشرب الشاي معنا ، فالتفت إلى الكربلائي قائلاً : " اجلب لي شاياً " .
وجلس صاحب " اقصدوني فأنا اسمي الحسين " بيننا ينتظر الشاي .
أعدنا التعارف مرة ثانية ، وعلامات الاستغراب بادية بشكل جليٍّ على وجهه ، وهل في الشام شعراء شيعة يكتبون في أهل البيت ، يبدو أن الأمر أثار اهتمامه .
جاء الشاي ، وبدأنا نترشف الشاي والشعر ، وامتدت الجلسة أكثر من ساعتين ، والأستاذ مهدي المستعجل جالس غير عابئ بالزمن ، ذهب الكربلائي ، وبقينا وحدنا والشعر ضيفنا ومضيفنا ...
غادرنا المكتب ، وكل راح إلى حال سبيله على وعد بلقاء آخر ...
مضت مدة ، ولم أر فيها شاعرنا ، وإذا بي ألتقيه صدفة في الطريق ، عن غير موعد ، عانقني وسلم عليَّ بحفاوة تنم عن تواضع ومودة ، وقتها سألته هل من الممكن أن نلتقي في سهرة خاصة ، فلم يبد اعتراضاً ، بل رحّبَ قائلاً : " لقد أعجبني الشعر الشامي ، إنه يحمل جمال دمشق ، وأعاد هذه العبارة عدة مرات ... " .
اللقاء الثاني : دعوت الأستاذ مهدي إلى منزلي في سهرة تضم نخبة من الشعراء والذواقة ، وجهزنا كاميرا التصوير ، وجلسنا في سهرة نستطيع وصفها بأنها سهرة الصبابة والانتشاء ، سكرنا بخمر أمير المؤمنين (ع) ، كانت الآهات تنبعث من كل الصدور ، والمتفرس في وجوه الضيوف كان يرى السعادة الولائية تنطلق من كل قسمات تلك الوجوه العاشقة لأهل البيت (ع) ، ونجم السهرة كان مهدي جناح بامتياز ، ولم تكن سحابات دخان السكائر التي كانت تغطي الغرفة بأكملها في تلك الليلة الشتائية لتؤثر على تألق هذا النجم الساحر .
كانت تلك هي البداية ، وإذا بهذا الرجل الكهل المتواضع بحر من المعرفة والنور الغامرين ، من المستحيل أن تتحدث معه ولا تسبح في أعماق أعماق الكلمة التي بنطقها من داخل كيانه ، كأنها شعلة من العاطفة والبلاغة ...
اليوم وبعد سنوات من الأخوة المتزينة بزينة الشعر الولائي ، تجرأت أن أطلب من الأستاذ مهدي جناح هذا اللقاء الخاص بمنتدى الميزان ، فلبى مشكوراً ، دون أي تلكؤ ...
+++++++++++++++++++++++++++++++
إخوتي الأعزاء
من غد بإذن الله سيبدأ الأستاذ مهدي جناح الكاظمي الاجابة على أسئلة طرحتها عليه تتعلق بتجربته الشعرية وحياته وتفاصيل ابداعه ، والمقابلة ستبث على حلقات متعددة ، وأثناء اجابة شاعرنا الكبير على أسئلتي سنستقبل أسئلة الجمهور ليقوم الأستاذ بالاجابة عليها تباعاً .
فأرجو من الإخوة الأعضاء تسجيل أسئلتهم من اليوم في هذا الملف كمشاركات وفي مختلف النواحي التي يرغبون بها .
على محبة أبي عبد الله نبدأ ، والله الموفق .
أخوكم : صفوان بيضون - من دمشق العقيلة .
26-1-2010

جارية العترة 26-Jan-2010 09:03 PM

الاخ صفوان بيضون اتقدم لك بالشكر الجزيل نيابة عن ادارة ومشرفي واعضاء وزوار منتديات موقع الميزان
كل الشكر للشاعر الكبير السيد مهدي جناح الكاظمي

لي عودة لطرح الاسئلة

خاتم سليمان 26-Jan-2010 09:22 PM

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ.......


http://www.al-qatarya.org/qtr/qatarya_SO8FGPct58.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif


في مدينة الضاد ، ألتجأت للكهف خشية سطوة القلم ، طاردها فرسانه ، وقفوا عند بوابته حائرين ، أخترق صفوفهم و أجفل لولوج الكهف ، ضربها بسوطه ، أسرها ، قلّبها ذات اليمين و ذات الشمال ، كساها ديباجاً وحللا ، أخرجها و اللؤلؤ المنضود على جيدها يخطف الأبصار ، شاع خبرها في كلِّ الأمصار ، وحتماً ستبقى أسطورة الأزمان ....


كتابات إن قرأتها العيون أمطرت من غيوم الحزن دمعا عميقا حارا كالجمر ، وإن قرأتها القلوب عاشت الفجيعة ، وإن قرأتها العقول عاشت الملحمة والدرس والعبرة ....

الشاعر الأستاذ مهدي جناح الكاظمي هو الوتر الحسيني التي ترتفع مع ترانيمه الولائية العميقة أيدي الموالين المجددين لأمر أهل بيت العصمة عليهم السلام ....

يالها من منزلة سامية تلك التي ترتقونها سيدي " الشاعر الحسيني " ، فبارك الله فيكم وسدد للخير خطاكم وأمدكم بمزيد من النور الحسيني الوهاج المتدفق الخالد أبد الآبدين ....

تقف الحروف سيدي خادم الحسين عليه السلام هنا لتبدا بالسلام والتبرك بوجودكم الحسيني المبارك ....



سيدي الشاعر الحسيني ....
دعني أطرح أسألتي المتواضعة واعذرني سيدي على الإطالة .....


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif


س 1- الشعر فن وصناعة يحترفها الموهوبون من بني البشر ، ولكن الفنان الحسيني له خصوصياته التي يرتقي من خلالها لمنبر العطاء في الملحمة الحسينية وسفينة النجاة من أهل بيت النبوة .
من الشعر العرفاني انتهج الشاعر الكتابة في حدائق الملحمة الحسينية .. ماهو وقع الشعر العرفاني والروحاني على منهجية شاعرنا الكبير في كتاباته خصوصا الحسينية ؟؟

س 2 – كثيرون هم كتاب الشعر الحسيني بمختلف بحاره وأوزانه وطرقه ذات القواعد أو تلك ذات الطابع العرفي لكل عشاق الحسين عليه السلام في الشعوب .
بين الدرس والملحمة والعبرة والدمعة والمأساة والموقف يقف قلم الشاعر بين خطين متوازيين يكمل أحدهما الآخر ، فشاعرنا الكبير كيف ينسق في عطائه الشعري بين كل هذه المفاهيم ؟

س 3 – للدمعة حق طبيعي في الكتابات الشعرية الحسينية ، وكأنها المستحقة للنصيب الأكبر فيها.
ماهي حدود استحقاقية الدمعة في القصائد الحسينية ؟؟

س 4 – غربة الشاعر .. بعده عن الوطن .. حنينه للأرض .. ذكرياته في الماضية .. قضية شعبه.
كم لهذه المفردات من تأثير على كتابته الشعرية ؟؟


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat07794c2a7c.gif

لي عودة بإذن الله تعالى

أسألكم الدعاااااااااااااااااء


تح ـــــــــــــــياااااااااااااااااااتي

صفوان بيضون 26-Jan-2010 09:56 PM

أهلاً بالأسئلة .
 
اخوتي أخواتي أسرتي أسرة الميزان .

كل الأسئلة على العين والراس .
والبداية الطيبة والاكثر من رائعة من الأخت خاتم سليمان مشكورة ، وهي تشير إلى أننا سنتابع مقابلة استثنائية انشاء الله .
لكن أرجو التنبه ان بعض الأسئلة الآتية من الجمهور متضمنة في الأسئلة الأصلية ، فإذا تم تـأخر الاجابة فهذا يعني أن الأستاذ سيجيب تباعاً .
وفي كل الأحوال ، الأسئلة اليومية سيطلع عليها الاستاذ ويرد عليها بإذن الله
والله الموفق .

mowalia_5 26-Jan-2010 11:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين ....

الشاعر الأستاذ مهدي جناح الكاظمي يعرفه كل من يعشق الحسين صلوات الله عليه ويستمع لشعره الحسيني ..

أستاذنا الكريم ..
ياليت تعرفنا عن نشأتكم طفولتكم , مرحلة الشباب وأكيد أنتم مازلتم شباب , كيف دخلتم إلى الشعر ؟
ماهي أول قصيدة حسينية لكم ؟
بصراحة الأسئلة كثيرة ولكن نترك المجال للجميع ..

أخوتي سنتابع معكم هذه الحلقات الشيّقة ولكن بعد عودتنا من الزيارة ..

بكل حب نستقبلكم وبكل حب نودعكم ...

شكرااا أخونا صفوان على استضافتكم أستاذنا الكاظمي ...


مأجورين


لبيك ياحسين

فهدحموي 27-Jan-2010 03:43 AM

مقابلة خاصة
 
يسم الله العزيز ذوالعرش المتين...
هل من سبيل لتقوية فكر الشاعر وانسياب الافكار على الورق وكيف ...؟
فأنا من عشاق اهل البيت روحي فداهم ....عاشق الحسين وابيه.. وجده واخيه ..عاشق النور الالهي بسيدة النساء فاطمة الزهراء .
والخمسة اصحاب الكساء .. ونور سادسهم واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله واشهد ان علي امير المؤمنين ولي لله..

صفوان بيضون 27-Jan-2010 08:37 PM

وابتدأ الحوار الجليل ..
 
مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير



الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


قبل أن نبدأ ...


بطاقة تعريف مختصرة

( لأن السطور تظل متواضعة مهما اتسعت ، فهي لن تتسع له ولشعره )




مهدي جناح الكاظمي ...
· ولد في مدينة الكاظمية المقدسة ، من مواليد 1950 في محلة تُدعى ( أم النوامي ) ، جوارَ موسى الكاظم ، ومحمد الجواد عليهما السلام ، من عائلة عريقة في الكاظمية تمتد لأكثر من قرنين من الزمن ، تُدعى (آل جناح) ، من ربيعة .
· درس اللغة والأدب والمنطق على يد العلامة المرحوم الشيخ حامد الواعظي ، في مكتبة الشريف المرتضى سنة 1965 ، وقد أحبه هذا العلامة الجليل وشجعه كثيراً لما رأى فيه من مواهب متعددة في الشعر وغيره ، فهو مقرئ قرآن من الطراز الأول ، وله قدرة على ارتجال الشعر .
· برع في مجال الشعر منذ نعومة أظفاره ، وأول قصيدة كتبها في غدير أمير المؤمنين (ع) ، سنة 1966 ألقاها في مسجد الشريف المرتضى .
كتب الشعر العمودي والحر ، وكتب في كل مجالات الحياة ، لم ينشر في أي مجلة أو جريدة لحين عودته من سورية يوم 26-4-2003 م .
· حكمَ عليه بالسجن المؤبد ( قسم الأحكام الخاصة سنة 1981 ) لاتجاهه الحسيني ، ولرفضه المشاركة في الحرب العراقية الإيرانية ، ثم خرج في سنة 1986 .
· لم ينتم لأي حزب سياسي ، ويرى أن آلَ محمد (ص) هم قضيته وحزبه ، وما يزال مستقلاً .
· يعيش اليوم مع عائلته بجوار العقيلة السيدة زينب (ع) في دمشق ، وهناك كان هذا اللقاء .

السلام عليكم أستاذنا وشاعرنا الكبير ضيفاً عزيزاً على ( منتديات الميزان ) للدفاع عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ، أبدأ معكم أستاذنا الأسئلة فوراً ، لأننا متلهفون لهذا اللقاء الغالي ....

السؤال الأول : بساتين حبيبتك الكاظمية ، وحدائقها وأشجارها ، تشهد لك وأنت الفتى العاشق ذكريات مغرقة في الحميمية ، عندما كنت تلتجئ إلى دعتها وسكينتها ، لتناجيها بطريقتك الفذة ، ما قصة تلك الشجرة التي كنت تجلس تحتها ....

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أرحب بكم وبكل أعضاء منتديات الميزان الأجلاء ...

كانت شجرة كثيفة الأوراق ، تلتف حول جذع نخلة ، كأنهما عاشقان ، يبكيان لفراق وشيك ، ، وكان أحد العاملين يتسلق النخلة ويردد من القصائد الحسينية ، وتارة يقرأ مجلساً لوحده ، فهو لا يرى الذي تحت الشجرة ، لكثافة أغصانها ، كنت أستمع وكأنني أنا الحضور العام في تعزية ، وبعدها كانت قصيدة : ( وحرام تستريح ---- أيها الجفن الجريح ) ، وقبلها كانت يا ظعن زينب .... حيِّ الكاظمية قديم قدمَ العشق الإنساني ...
اسمح لي أن أطلب منكم بعضاً من أبيات تلك القصيدة :
( الحسين أمير القلوب )

" سيدي أتتك كلماتي محرمةً تطوف بجرحكَ فبارك سعيها "


وحرامٌ تستريحْ
أيها الجفنُ الجريحْ
++++++
إنَّ بي قلبٌ يصيحْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
حدَّثتْ عنكَ الدماءْ
يا معين الأنبياءْ
++++++
أنت للحقِّ سماءْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت برءٌ للسقيمْ
وصراطٌ مستقيمْ
++++++
أنت ناداك الكليمْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت كهف اللائذينْ
وأمان الخائفينْ
++++++
أنت درب السالكينْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت للنفس أنيسْ
ولها خير جليسْ
++++++
أيها الجرح النفيسْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت مصباح الطريقْ
بعيوني يستفيقْ
++++++
أيها الحقُّ الحقيقْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت سفرُ الله فيكْ
يا وريثاً لأبيكْ
++++++
أيُّ سفر يحتويكْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت تسبيح الشفاهْ
ومنَ العرش عُلاهْ
++++++
أنت قرآنٌ تلاهْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت أنسي في الحياةْ
أنت ذُخري في المماتْ
++++++
أنت للقلب صلاةْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أحسنتم قصيدة رقيقة ورائعة .

السؤال الثاني : اليوم وأنت تسكن في دمشق ، تلك المدينة التي أسرت ألباب العديد من الشعراء ، ولها مع شعراء العراق علقة خاصة ، من أمير الشعراء محمد مهدي الجواهري ، إلى عبد الوهاب البياتي ، إلى السيد مصطفى جمال الدين ، مروراً بجابر الكاظمي ، ومدين الموسوي ، ومصطفى المهاجر ، ولا ننسى شيخ الشعر العراقي : الصافي النجفي ، وعميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي ...
أعجبتك الشام مثلما أعجبتهم ؟ ما قصة هذه العلقة ؟ وخصوصاً أنهم لجؤوا إليها وقت الحصار ، وأنت لجأت إليها بعد انتهائه .
- آسرة الشعراء ، ومحطُّ رحال الغرباء ، وهناك وشائج كثيرة تشدُّ الإنسان الحرَّ لهذه الأرض ، فرأس الحسين (ع طافها على الرمح تالياً للقرآن ، ومنها مكان موضع رأسه (ع) ، ومنها ضريح زينب (ع) خيمة الغريب ، وملاذ جراحه ، ناهيك عن المعالم الأخرى الفياضة بالعطاء الروحي والجمالي ، ثم إنني أغبط من سبقني من الشعراء لأرض الشام ، وأعطيتهم الحقَّ بتعلقهم بثراها الغضِّ ، وخصوصاً الشاعر المفكّر العلوي الكبير الصافي النجفي ، فإنه قضى أكثر عمره بين منابع بقين وجنات الغوطة ، ولم يسْتلبْه منها إلا قبره في العراق ، ولو لم تكن الشام أصيلةً وكريمةً وذات ميزة خاصة ، قياساً لغيرها لما أَسَرَ أهلُها قادةً وشعباً أمثال الجواهري ، وجمال الدين والبياتي وغيرهم من المفكرين ، وأنا لجأت إليها متأخراً لأكمل مسيرة من سبقني فأملأ الدنيا أناشيد تحمل اسم الحسين وزينب (ع) ، فتستقرَّ بناصية الخلود ، وهذا قدري ..
- أيها الطائر المهاجر ، ألا تحن إلى أعشاش الكاظمية .... وأنت وصفت حبيبتك الكاظمية بالحلم المستحيل ؟
- الكاظمية ... متى غادرتها ، حتى أحنَّ إليها ، إنها ذاتي ، فمن أين لي أن أغادرها ؟! وكونها الحلم المستحيل ، من المعلوم أن المكانَ واحدٌ من مكونات البيئة الشعرية للشاعر ، إنَّ جزئيات كياني من تراب الكاظمية ، وعطاآت موسى والجواد عليهما السلام ، وعبارة الحلم المستحيل لا يحيط بها معجم ، ولا تتسع لها الصفحات ، إنما الشعر المستحيل هو : الحلمُ المستحيل ..
هل من الممكن أن نسمع قليلاً من قصيدة :
( إلى حبيبتي إلى الحلم المستحيل : الكاظمية )

لك في جبين المجد مجدٌ اعظمُ
فُدِّيْتِ لا وَطِئَتْ ثراك الأنجمُ
++++++
لله صُبحكُ إذْ تنفسَ والندى
طفلٌ على أعتاب بابك يحلمُ
++++++
منْ جاء نبعَكِ حينَ يمتنعُ السما
ينبوعها مستسقياً لا يُحرَمُ
++++++
يجتاحُكِ النَسَمُ البليلُ معانقاً
لو كان يدري أيَّ ثغر يلثمُ
++++++
يلتفُّ حولَ ضفيرتيك مسبِّحاً
ويشمُّ رائحة الحنين فيكرُمُ
++++++
جناتك الألفافُ تصدحُ بُكرةً
حتى كأنَّ نخيلها يتكلمُ
++++++
أفيائُهنَّ النائمات على الثرى
أرواحُ عشاقٍ عليه تُحوِّمُ
++++++
قولي لموسى لا الكليمُ سميِّهُ
لا نوحُ أدركَ سرَّهُ لا آدمُ
++++++
وحفيده النورِ الموسَّدِ جنبَهُ
طراً ملائكة السما لك تخدمُ
++++++
لولاهما ما كنتِ بالغةَ الذي
صفحاتُك البيضاء فيه تُوسمُ
++++++
أولاء آل الله كلُّ كريمةٍ
بتراب أقدامٍ لهم تتكرَّمُ
++++++

سلام الله عليهم ، ننتقل أستاذنا إلى سؤال جديد ...

السؤال الثالث : شاعرنا الكبير حتى وفي الحصار وأنت داخله ، أبدعت القصائد الولائية ، دون حساب للخطر والمخاطرة ، وقصيدتك الغديرية خير شاهد على ذلك .
كيف يتسنى للعشق والخطر أن يجتمعا ؟ .

هذا من سرِّ العطاء الولائي لآل محمد (ص) ، حيث تتدفق الأشياء بلا استئذان ، لتعلن موقفها ، وتكشف عن هويتها ، بلا تردد ...
أما اجتماع العشق والخطر فهذا يجيب عنه الذي جُمعتْ فيه الأضداد ، وحَيْرةُ العباد ، الذي ألهمني الحبَّ والشعرَ ، أمير المؤمنين عليٌّ (ع) .
فهو سبب تعلقي بالشعر ، وأول قصيدة كتبتها في يوم غديره هي بمثابة تعبير عن حبه الذي يمتلكني قبل النطفة والعلقة ، وكل ما كتبته وأكتبه ، هو مقدمة لقصيدة لم تولد بعد ، ولعلها ستولد عند الصراط ، وأنا آخذ منه صكَّ العبور للقاء ذبيحه الحسين صلوات الله عليهم .

السؤال الرابع : العشق والخطر نقلتهما إلى السجن ، أنت حكم عليك بالسجن المؤبد ، ولم يمنعك من أن تحب من داخل السجن ، ولتعذرنا السيدة العلوية زوجتك ، لتدخلنا في هذه الخصوصية ، من داخل السجن كانت لك تجربة إنسانية عظيمة مع تلك السيدة الفاضلة والتي أصبحت فيما بعد زوجتك ، حدثني عن السجن والحب ؟

كانت أبواب السجن مغلقة ، ليلَ نهار ، عكسَ أبواب الله تعالى ، حفظت القرآن من أفواه الإخوة السجناء معي ،كنا ما يقارب الأربعين سجيناً في غرفة لا تكاد تتسع لعشرة ، وكل واحد منا يُعطي للآخر ما حَفظه من السور ، فالكتاب والقلم والأوراق كانت كلها من الممنوعات ، وبعد أربع سنوات أخرجونا إلى ( الجملون ) مكان يتسع إلى ستمائة سجين ، حيث تتم هناك زيارة ذوينا ومعارفنا في ساحة كبيرة تسمى ( المواجهة ) ...
هناك كان لقائي بالعلوية زوجتي ، حيث كانت تأتي لزيارة أخيها السجين معي ، سألته عنها وعن ولدين صغيرين معها ، كأنهما ملكان جريحان ، الولد عمره أربع سنوات ، والبنت سنتان ، قال : هي أختي أُعدِمَ زوجها ، وهو سيدٌ موسوي ، فتنامى الحبُّ الحسيني ، فخطبتها منه ، ونحن ما نزال في السجن ، وذلك كان سنة 1985 تقريباً ، والآن الولد مهندس معماري ، والبنت خريجة تربية ، ويعيشون معي وكأنهم أبنائي ، وإنما أتيت بـ ( كاف التشبيه ) لأنهم أبناء الحسين حقيقة ...
++++++++++++++++++
أستاذي الكريم سنتوقف اليوم عند هذا السؤال ، أنا أعرف أنك مشغول جداً هذه الأيام بالتحضير لذكرى الأربعينية ، وهناك مشروع سفر إلى كربلاء لمشاركة مواكب ( المشاية ) ، والملا باسم حفظه الله كل يوم يتصل عشرات المرات ، وقد أكرمتنا بهذا الوقت الثمين في خضم أشغالك ومسؤولياتك ، سنكمل المشوار معكم إنشاء الله .
++++++++++++++++++
أعزتي أسرة الميزان في الجعبة الكثير من الأسئلة والأسرار والرشحات السماوية الطاهرة مع هذا الرجل الكريم المتواضع والذي لا يرضى إلا أن يوصف بخادم أهل البيت وهنيئاً له هذه الخدمة ، مستمرين معكم في هذا الحوار المتواصل ، في منتديات الميزان بإذن الله .
++++++++++++++++++
أحوكم صفوان بيضون – دمشق العقيلة .
27-1-2010

جارية العترة 27-Jan-2010 10:27 PM

الشكر كل الشكر للاخ الاديب القدير صفوان بيضون لاتاحته الفرصة لنتعرف الى الشاعر القدير السيد مهدي جناح الكاظمي

ومن لايقف احتراما واجلالا للشعراء لن اطيل ..الواقع حين اقراء اسم الشاعر على التلفاز معرفا بالقصيدة التي سيقراها الرادود ارى نفسي لاشعوريا اقف لاتابع كلمات القصيدةالسيد مهدي غني عن التعريف بدون مجاملة

النخلة والشجرة الكثيفة جميل وصفهما- عاشقان احسا بالفراق اذا شاعرنا منذ الصغر روحه شاعرية والدليل اشعاره وقصائده
ذكرني شجرةالزيتون العملاقة التي قضينا طفولتنا البعض على اغصانها والاخر فوق اغصانها
اشعر مع الشاعر بالشوق للنخلة في الكاظمية وللكاظمية التي لم يغادرها ....

الكاظمية المدينة التي بتنا فيها ليالي كثيرة بين الترحال من العراق الى سوريا وبالعكس
الكاظمية مقصد طالبي الحوائج من باب الحوائج مولاي موسى ابن جعفر عليهما السلام
اسئلة جميلة واجابات للشاعر جدا شيقة .....اما دمشق وياسمينها الشامي وبيوتها العربية لها رونق يختلف عن بقية المدن من دمشق ننتظرتتمة المقابلة وعلى مراحل
بانتظار المقابلة
مع شكري وامتناني للاديب المستضيف
وللشاعر الضيف

سليلة العترة 27-Jan-2010 11:11 PM

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم الى يوم الدين

الضيف والمستضيف كلاهما بغاية الأهمية

الشكر كل الشكر للأخ صفوان خصوصاً بطريقة صياغة الاسئلة

والأخ الشاعر مهدي جناح بأجوبته التي تختصر الكثير من حياة مليئة بحب الآل

المقابلة شيقة ننتظرها بفارغ الصبر

لن اثقل بالاسئلة الآن

لي عودة

خادم الزهراء 28-Jan-2010 04:39 PM

اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

قال مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه : من أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة ومن ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ، ولم يرض له بدون الجنة .

هنيئاً لكم مولاي شاعرنا الكبير على هذا التوفيق ...

سؤالي يمكن يكون مختلف نوعاً ما عن غيري وأرجو منكم القبول ...

كثر الرواديد في زماننا والشعراء المميزون أمثالكم قليلون ...

سؤالي كيف يختار الشاعر الرادود ونفس السؤال موجه للرادود كيف يختار الشاعر ؟ ...

وهل لشهرة الرادود تأثير على الشاعر ؟...

وسؤالي الأخير وكما نعلم أن الشعر موهبة ولكن هل يمكن للشعر أن يكون مهنة وفيها احتراف وهواة ؟...

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


الساعة الآن »12:12 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc