منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان المنبر الحر (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=199)
-   -   ما هو حدود علم الانسان ؟ (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=1365)

البرت 07-Sep-2007 03:02 AM

ما هو حدود علم الانسان ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا سيدي جعفر
عندي اسئلة تمر في بالي وتحيرني فأرجو الاجابة عليها بالتفصيل :
1- ما هو حدود علم الانسان ، هل يستطيع أن يعلم بذاتية الاشياء وماهيتها مثلاً حقيقة الكهرباء والنار وغيرها.. علما بأن الانسان يتوقف عندها الى حد معين فلا يفهم من النار الا الاحراق ولا يفهم من الكهرباء الا الطاقة فقط ، فهل يعتبرالتفكير في ذوات الاشياء من الامور المستحيل ادراكها و من قبيل التفكرفي ذات الله و بانه منهي عنهه ؟
وارجو أن تكون الاجابة مدعمة بأحاديث اهل البيت عليهم السلام
.

خادم الزهراء 25-Sep-2007 11:12 AM

جواب سماحة آية الله السيد جعغر مرتضى العاملي
 
حدود علم الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السؤال:
ما هو حدود علم الإنسان؟!
هل يستطيع أن يعلم بذاتية الأشياء وماهيتها؟!
مثلاً حقيقة الكهرباء والنار، وغيرها.
علماً بأن الإنسان يتوقف عند حد معين، فلا يفهم من النار إلا الإحراق، ولا يفهم من الكهرباء إلا الطاقة.
فهل يعتبر التفكير في ذوات الأشياء من الأمور المستحيل إدراكها، ومن قبيل التفكر في ذات الله تعالى وبأنه منهي عنه؟!
أرجو أن تكون الإجابة مدعمة بأحاديث أهل البيت «عليهم السلام».
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
وبعد..
معرفة البشر كنه الأشياء:
فإن السؤال ينقسم إلى شقين لا بد من التعرض لهما:
أحدهما: معرفة البشرية كنه الأشياء.
الثاني: التفكر في ذات الله المنهي عنه.
ونحن نورد الكلام في الموردين على النحو التالي:
بالنسبة لمعرفة البشر للحقائق، والوقوف على كنه الأشياء نقول:
إن الله تعالى هو خالق الأشياء، والعالم بكنهها.. وقد يمنح هذا العلم للأنبياء والأوصياء، أو لبعضهم.. ثم هم يعلمونه من شاؤوا من عباده..
وتوضيح ذلك:
أن نقول: إن سبب إستحالة معرفة الحقائق لا بد أن يكون هو لزوم التناقض..
ومن البديهي: أن العقل لا يرى أي تناقض في ذلك.
ولأجل ذلك نلاحظ: أن الأدلة تشير إلى إمكان، بل إلى وقوع ذلك بالنسبة للمعصومين.
والقاعدة العقلية تقول: إن الوقوع أدل دليل على الإمكان. سواء وصل البشر العاديون إلى ذلك بالبحث والجهد المتواصل، أم عجزوا عنه، وسواء أخبرهم الأنبياء والأئمة، أو كشفوا لهم شيئاً من ذلك، أم تركوه سراً من الأسرار.
ومهما يكن من أمر، فإننا بالنسبة لمجال الوقوع نقول:
قال تعالى: {وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}( ).
مما يعني: أن الأقلين من الناس يعلمون ما وراء هذا الظاهر. وهؤلاء هم الأنبياء وأوصياؤهم بالدرجة الأولى.
ومن جهة أخرى، فقد قامت الأدلة والشواهد على أن للعلم اتساقا هائلاً، يعجز البشر العاديون عن الإحاطة به. إلا إن كان هم الأنبياء، والأئمة «عليهم السلام».
وحسبنا للتدليل على هذا الأمر ما روي عن علي «عليه السلام» أنه قال: علمني رسول الله «صلى الله عليه وآله» ألف باب من للعلم، يفتح من كل باب ألف باب( ).
وأما الشواهد الدالة على إمكان وصول البشر إلى كنه وحقائق الأشياء فكثيرة. ويمكن أن نذكر هنا بعضها على النحو التالي:
1 ـ روي أن الأئمة «عليهم السلام» بواسطة روح القدس يعلمون ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى( )، وبروح القدس أيضاً علموا جميع الأشياء( ).
فإذا اعتبرنا أن كنه الأشياء وحقائقها شيء، وأنه ينبغي أن يعلم، أفادنا ذلك: أن معرفة الحقائق ممكنة، بل متحققة للأنبياء والأوصياء «عليهم السلام»، ويمكن للبشر أن يأخذوا علمها منهم وعنهم، إن إقتضت المصلحة أن يخبرهم الأنبياء والأوصياء بشيء منها.
2 ـ قوله «صلى الله عليه وآله»: يا علي، ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا( ).
فهذا الحديث لا يأبى عن الدلالة على ذلك.. من حيث إن المعرفة واحدة في الفقرات كلها.. ولكن الإختلاف إنما هو في أن علمه تعالى بالذات، وعلم النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي بالغير، أي بالله تبارك وتعالى..
3 ـ روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أنه قال: اللهم أرنا الحقائق كما هي( ).
فإن ذلك ليس إلا الوقوف على كنه الحقائق، وهو المطلوب في السؤال..
4 ـ عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: هجم بهم العلم على حقائق الأمور (الأمر)، فباشروا روح اليقين( ).
وفي نص آخر: هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين( ).
فمعرفة حقائق الأمور ممكنة، بل هي واقعة بنص هذا الحديث الشريف.
5 ـ ربما يستدل لذلك أيضاً بما روي عن الإمام الصادق «عليه السلام»، حيث قال: العالم (أو الإمام) إذا شاء أن يعلم علم. أو إذا أراد أن يعلم شيئاً علمه الله ذلك( ). وهذا يشمل بصورة ما لو أراد معرفة كنه الأشياء كلها، أو بعضها..
6 ـ يقول أمير المؤمنين «عليه السلام»: سلوني عما شئتم، ولا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به( ).
وهذا يشمل أيضاً السؤال عن كنه الأشياء. مما يعني: أنه «عليه السلام» عالم بها، وأنه لو سئل عنها لأنبأ بها سائليه..
7 ـ ورد أيضاً: أن كتاب الله على أربعة أشياء: على العبارة، والإشارة ، واللطائف، والحقائق.
فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء( ).
ولكن قد يقال: إن هذا الحديث مجمل، من حيث الدلالة على إمكان العلم بكنه الأشياء. غاية ما هناك أنه يدل على علم الأنبياء بحقائق القرآن..
ونجيب: بأن الإستدلال به يتم إذا ضممناه إلى قوله تعالى عن القرآن: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}( ).
فقد روي في تفسير الآية عن الإمام الصادق «عليه السلام» قوله: «قد ولدني رسول الله، وأنا أعلم كتاب الله، وفيه بدء الخلق..».
إلى أن قال: «أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي، وإن الله عز وجل يقول: فيه تبيان كل شيء»( ).
وورد في تفسير الآية أيضاً، عن الإمام الباقر والصادق «عليهما السلام»: أنه قال لعبدالله بن الوليد السمان: أي شيء تقول الشيعة في عيسى، وموسى، وأمير المؤمنين «عليهم السلام»؟!
قلت: يقولون: أن موسى وعيسى أفضل من أمير المؤمنين «عليه السلام».
قال: أيزعمون أن أمير المؤمنين «عليه السلام» قد علم ما علم رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
قلت: نعم، ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحداً.
قال أبو عبد الله «عليه السلام»: فخاصمهم بكتاب الله.
قلت: وفي أي موضوع منه أخاصم؟!
قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى «عليه السلام»: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}( ).
فعلمنا أنه لم يكن لموسى كل شيء.
وقال الله تبارك وتعالى لعيسى «عليه السلام»: {وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ}( ).
وقال الله تبارك وتعالى لمحمد «صلى الله عليه وآله»: {وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}( )»( ).
وهذا معناه: أن كنه الأشياء مبين في القرآن، فإذا كان الإمام «عليه السلام» يعلمه كله، فيمكن أن يعلمه لغيره أيضاً.
8 ـ ويمكن تأييد ذلك بما رواه العامة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن من العلم كهيئة المكنون، لا يعلمه إلا العلماء بالله، فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله( ).
ورووا عن علي «عليه السلام»، وعن النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً قوله: علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل، وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من يشاء من أوليائه (عباده)( ).
وبمعناه غيره( ).
9 ـ روي عن علي «عليه السلام» في وصفه الراسخين في العلم: وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كهنه رسوخاً( ). وهذا يشير إلى ذلك أيضاً.
10 ـ قال السيد المرتضى «رحمه الله»:
أما بعد.. فإن درك حقائق الأشياء ومعرفة بيان (معاني) الألفاظ على مسمياتها مما استأثر الله بما أولياءه الذين اطلعهم على بعض هذه المكنونات، وقال فيهم: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}( ).
وقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: رب أرني الأشياء كما هي.
فلو لم يكن معرفة حقائق الأشياء أشرف المعارف وأسناها لأحد (لما) كان مرغوباً فيها من جهته «عليه السلام». وكيف لا؟ ومعرفة أحكام الأشياء موقوفة على ماهياتها( ).
11 ـ وفي دعاء الجوشن الكبير: «يا من لا تنال العقول كنهه». وهذا يشير: إلى أن هذا الأمر من خصوصياته تعالى. أما ما عداه فيمكن للعقول أن تنال كنهه.
جواز التفكر في حقائق الأشياء:
وأما بالنسبة لجواز التفكر في ذوات الأشياء، فإن الآيات الآمرة بالتفكر كثيرة، وكذلك الأحاديث الآمرة بذلك، كقوله «عليه السلام»: بالفكر تنجلى غياهب الأمور( ).
ولم تضع حداً لهذا التفكير إلا فيما يرتبط بذات الله تبارك وتعالى.. ولكنها قد عللت ذلك بأمرين، أحدهما: في طول الآخر، من حيث ارتكازه عليه، واستناده إليه..
أولهما: ما دل على: أن الله تعالى لا تدركه الأوهام، وعلى أنه خلاف ما يتصور في الأوهام( ).
وفي دعاء الجوشن الكبير: «يا من لا تنال الأوهام كهنه»( ) أي أن التفكير إنما هو لأجل إدراك وتصور ما هو موضع التفكير، فإذا كان إدراك وتصور الذات الإلهية محالاً. لم يكن للتفكير فيها مورد. فكيف إذا كان كل ما يتصوره الإنسان فالله غيره؟!
ثانيهما: ما دل على: أن هذا التفكير من موجبات الضلال، والحيرة، والهلاك، مثل:
1 ـ ما روي بسند صحيح: من أن الإمام السجاد «عليه السلام» سئل عن التوحيد، فقال: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون، فأنزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، والآيات من سورة الحديد إلى قوله: {وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}( )؛ فمن رام وراء ذلك، فقد هلك»( ).
2 ـ وروي بسند صحيح عن أبي جعفر «عليه السلام»: إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته، فانظروا إلى عظيم خلقه( ).
3 ـ وعن أبي جعفر «عليه السلام»: تكلموا في خلق الله، ولا تتكلموا في الله، فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا حيرة.
وفي نص آخر عن جرير: تكلموا في كل شيء، ولا تتكلموا في ذات الله( ).
4 ـ وعن الإمام الصادق «عليه السلام»: من نظر في الله كيف هو هلك؟!( ).
قال العلامة المجلسي «رحمه الله»: أي من أثبت له الكيفية الجسمانية، ونظر فيها. أو رام أن يعرف كنه صفاته، وتأمل فيها هلك، لاعتقاده فيه ما ليس فيه( ).
5 ـ وعن عبد الرحمان القصير قال: سألت أبا جعفر «عليه السلام» عن شيء من الصفة، فرفع يده إلى السماء، ثم قال: تعالى الجبار، تعالى الجبار، من تعاطي ما ثَمَّ هلك( ).
قال المجلسي: «أي تناول ما ثمَّ من صفاته الحقيقية العينية هلك، وضل ضلالاً بعيداً( ).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
جعفر مرتضى العاملي

عادل ابو المجد 08-Nov-2007 12:47 AM

سماحة السيد اية اللة/جعفر العاملى نفعنا اللة بعلمك وكل الشكر لسماحتكم


الساعة الآن »09:51 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc