منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=15855)

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:04 AM

عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ
 
عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ


الفصل : 1


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله : َ (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ)


*****


ان هذا الكلام المبارك لامير المؤمنين علي بن ابي طالب في تفسير الآية القرانية المباركة باعتبارها تشمل زمان الفترات ونحن فيها في زمان الغيبة فاحببت ان وفقني ربي ان اكتب نصها ثم اجمع لكم ما ورد في تفسيرها مع الوقفات والتوضيحات اللازمة باذن الله تعالى :
نهج ‏البلاغة ص : 342
222- و من كلام لامير المؤمنين قاله عند تلاوته
(( يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالغُدُوِّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ))

إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى جَعَلَ الذكْرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الوَقْرَةِ وَ تُبصِرُ بِهِ بَعْدَ العَشْوَةِ وَ تَنقَادُ بِهِ بَعْدَ المُعَانَدَةِ وَ مَا بَرِحَ لِلهِ عَزَّتْ آلاؤُهُ فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ وَ فِي
أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ
عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِي فِكْرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاسْتَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَ يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَةِ فِي الفَلَوَاتِ مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطرِيقَ وَ حَذرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ
وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلكَ الظلمَاتِ وَ أَدِلةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ وَ إِنَّ لِلذِّكْرِ لأَهْلا أَخَذوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلا فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْهُ يَقطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الحَيَاةِ وَ يَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِي أَسْمَاعِ الغَافِلِينَ وَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَ يَأْتَمِرُونَ بِهِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ وَ هُمْ فِيهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ‏ فِي طُولِ الإِقَامَةِ فِيهِ وَ حَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لا يَرَى النَّاسُ وَ يَسْمَعُونَ مَا لا يَسْمَعُونَ فَلَوْ مَثلتَهُمْ لِعَقلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ يَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضلِهِ وَ أُسَارَى ذِلةٍ لِعَظَمَتِهِ جَرَحَ طُولُ الأَسَى قُلُوبَهُمْ وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ يَسْأَلُونَ مَنْ لا تَضِيقُ لَدَيْهِ المَنَادِحُ وَ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ .

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:06 AM

عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ



الفصل : 2




بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم



قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ



(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:



كِتَابَ اللَّهِ وَ عِترَتِي أَهْلَ بَيْتِي)



*****

الفترات كما في الكتاب اللغوي للطريحي هو:

مجمع ‏البحرين ج : 3 ص : 433

(فتر) قوله تعالى: على فترة من الرسل [5/19] أي على سكون و انقطاع من الرسل،
لأن النبي صلى الله عليه واله بعث بعد انقطاع الرسل، لأن الرسل كانت إلى وقت رفع عيسى عليه السلام متواترة.
و فترة ما بين عيسى و محمد صلى الله عليه واله - على ما نقل -
ستمائة سنة
وله: لا يفتر عنهم
كأنه أراد لا يسكن و لا ينقطع عنهم العذاب و هم فيه مبلسون [83/75].
و الفترة: فعلة من فتر عن عمله يفتر فتورا: إذا سكن فيه.
و الفترة: انقطاع ما بين النبيين عند جميع المفسرين.(انتهى)

الحاصل :

ان معنى الفترات هي المدة التي تقع بين حجة لله تعالى الى الحجة الثانية تسمى فترة وعلى هذا فنحن في زمان من تلك الازمان اي نحن في الفترة الى ظهور الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
وهذا الكلام المبارك لامير المؤمنين عليه السلام لتفسير الاية المباركة تشملنا لذلك على كل مؤمن يحب ان يكون مرضيا لربه تعالى وامام زمانه
عجل الله تعالى فرجه الشريف ان يتعلم معنى هذا التفسير ويسعى لنيل هذا المقام العظيم .
فانما احببت شرحه والله يشهد لنفسي ولكي افهمه لذاتي فقلت لاباس ان انقل ما افهمه لاخوتي واخواتي فمن احب منهم سافر معي الى رحاب
امير المؤمنين عليه السلام عساه ان يرحمنا لسعينا اليه صلوات الله عليه .

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:21 AM

عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ


الفصل : 3


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله : َ


(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:


كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)


*****


المقتطف : 1

{{إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى جَعَلَ الذكرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الوَقْرَةِ وَ تُبصِرُ بِهِ بَعْدَ العَشْوَةِ وَ تَنقَادُ بِهِ بَعْدَ المُعَانَدَة}}

جاء في معنى الذكر في كتاب:
مجمع ‏البحرين ج : 3 ص : 309
قوله: اذكروا الله ذكرا كثيرا
[33/41] الذكر يشمل الصلاة و قراءة القرآن و الحديث و تدريس الصلاة و مناظرة العلماء.
وقال صاحب كتاب :
شرح ‏نهج ‏البلاغة ج : 11 ص : 178
و الذكر يكون تارة باللسان و تارة بالقلب فالذي باللسان نحو التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الدعاء و الذي بالقلب فهو التعظيم و التبجيل و الاعتراف و الطاعة.(انتهى)
وورد في كتاب

الكافي 2 498 باب ذكر الله عز و جل كثيرا .....

1- عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلَّا الذِّكْرَ فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ ؛ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الفَرَائِضَ فَمَنْ أَداهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ وَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ وَ الْحَجَّ فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ إِلا الذكْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالقَلِيلِ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلا فَقَالَ : لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ: وَ كَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْرِ لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَ إِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَ آكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَ إِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللَّهَ وَ لَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَ مَا يَشْغَلُهُ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ كُنْتُ أَرَى لِسَانَهُ لازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ:
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَ كَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ يَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا وَ مَنْ كَانَ لا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ وَ الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ وَ يُذكَرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ وَ تَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ وَ تَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَ يُضِي‏ءُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا يُضِي‏ءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ لِأَهْلِ الأَرْضِ وَ الْبَيْتُ الَّذِي لا يُقْرَأُ فِيهِ القُرْآنُ وَ لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ تَقِلُّ بَرَكَتُهُ وَ تَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
أَ لا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ لَكُمْ أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَ أَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَ خَيْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ وَ خَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَ يَقْتُلُوكُمْ فَقَالُوا بَلَى فَقَالَ :
ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِيراً ثُمَّ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله فَقَالَ :
مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ ؟؟فَقَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْراً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قَالَ :
لا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ لِلَّهِ .
وورد ايضا في كتاب :


الكافي 2 500 باب ذكر الله عز و جل كثيرا .....

4- عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليه السلام مِنَ الذكْرِ الْكَثِيرِ الذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً.
ففي كلام سيدنا امير المؤمنين عليه السلام ذكر لآثار الذكر وهي :
**جِلاءً لِلْقُلُوبِ
**تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الوَقْرَةِ
**تُبصِرُ بِهِ بَعْدَ العَشْوَةِ
**تَنقَادُ بِهِ بَعْدَ المُعَانَدَة
فالذاكر يرزق كل هذه البركات وكانها تاتيه ببركة الذكر هدية مبارك من الله تعالى فقلبه يجلى منه كل رين ويسمع ما لم يكن يسمعه من قبل ان يكون من اهل الذكر ويكشف عن بصره ما كان عليه غطاء فيكون بصره حديد يرى مالم يكن يراه من قبل وببركة الذكر ينقاد لله تعالى ولمن امر ان ينقاد له ولهم سلام الله عليهم .

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:26 AM

عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ

الفصل : 4
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

*****
المقتطف : 2
{{وَ مَا بَرِحَ لِلهِ عَزَّتْ آلاؤُهُ فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ وَ فِي أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِي فِكرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاستَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ...}}
نذكر معاني بعض الكلمات ثم نبدء بما نفهمه من الشرح :
جمع‏البحرين ج : 2 ص : 342
(برح) قوله تعالى: فلن أبرح الأرض [18/60] أي لن أفارق مصر، يقال ما برح من مكانه أي لم يفارقه.
مجمع‏البحرين ج : 6 ص : 342
و البرهة بضم الموحدة و فتحها: المدة الطويلة، يقال:
أتى عليه برهة من الدهر بالوجهين، أي مدة طويلة و زمان كثير و الجمع برهات كغرفة و غرفات.
مجمع‏البحرين ج : 1 ص : 407
قوله تعالى: و يتناجون‏
[58/8] أي يسر بعضهم إلى بعض، و النجوى: السر، و نجواهم: أسرارهم.
شرح‏نهج‏البلاغة ج : 11 ص : 179
و البرهة من الدهر المدة الطويلة و يجوز فتح الباء.
و أزمان الفترات ما يكون منها بين النوبتين.
و ناجاهم في فكرهم ألهمهم بخلاف مناجاة الرسل ببعث الملائكة إليهم و كذلك و كلمهم في ذات عقولهم فاستصبحوا بنور يقظة صار ذلك النور مصباحا لهم يستضيئون به(انتهى)
ان لله عباد في كل مدة طويلة الى مدة اخرى في ازمان الفترات ياتون ولهم الصفات التي سيذكرها امير المؤمنين عليه السلام ؛ يلهم الله افكارهم وعقولهم ومن هذا الالهام (فَاستَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ).
وعلينا قارئي العزيز ان نلتفت لامر مهم وهو ان الامام عليه السلام ذكر عن هؤلاء العباد بعد ان ذكر اهل الذكر و آثار الذكر ؛ فافهم منها ان من اراد ان يكون من هؤلاء العباد الذين (نَاجَاهُمْ فِي فِكرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ) عليه ان ينال صفات الذاكرين التي ذكرها امير المؤمنين عليه السلام في المقتطف الاول ليحظى بالاستصباح .
ثم سيبين امير المؤمنين عليه السلام صفات هؤلاء العباد وما يقومون به بشكل مفصّل بحيث لا تشك بان هذا العبد منهم او ليس منهم .

</b></i>

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:30 AM

عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ



الفصل : 5



بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ


(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:


كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)


*****



المقتطف : 3


{{يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَ يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَةِ فِي الفَلَوَاتِ مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطرِيقَ وَ حَذرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلكَ الظلمَاتِ وَ أَدِلةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ}}

هنا جاءت صفات هؤلاء العباد واعمالهم بعد ان ذكروا الله تعالى ف(نَاجَاهُمْ فِي فِكرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاستَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ).
** يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ
** يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ

لسان‏العرب ج : 15 ص : 161

الفَلَوَاتِ = و الفَلاة: القَفر من الأَرض لأَنها فُلِيت عن كل خير أَي فُطِمت و عُزِلت‏

مجمع‏البحرين ج : 1 ص : 332

و الفلاة: الأرض التي لا ماء فيها(انتهى)

فتصور هؤلاء العباد في مثل هذه الفلوات حيث لا يوجد لا ماء من علم نقي طاهر ولا شجر من هدى وراحة روحية واذا بهم يمسكون بيدك ليدلوك على الماء المعين :
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِماءٍ مَعينٍ (30)(الملك )

وهذا يعني ان هؤلاء العباد هم من يبحثون عنك وعني ليدلوننا على منبع الماء المعين وعينه الفواره وليس هناك حواجز ولا بواب وموانع ولا اتكيتات ممله للوصول الى هؤلاء العباد .
فهم دائبون في هداية الناس وارشادهم ويراقبون بدقة اعمالهم
قال امير المؤمنين عليه السلام :

((مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطرِيقَ وَ حَذرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ))

وهذا لا يمكن الا ان يكون هؤلاء العباد بين الناس ومع الناس يمشون بينهم وفيهم ومعهم بالاسواق :

**وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشي‏ فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذيراً (7)(الفرقان)

**وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصيراً
(20)(الفرقان)
وبهذه الرقابة الشديدة لاعمال العباد وارشادهم للصواب او تسديدهم للثبات لمن كان منهم على الحق ؛ بكل هذا يكون هؤلاء العباد للناس :

((وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلكَ الظلمَاتِ وَ أَدِلةَ تِلْكَ الشُّبُهَات))

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 05:37 AM

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ


الفصل : 6


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ


(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:


كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

*****


المقتطف : 4


{{وَ إِنَّ لِلذكْرِ لأَهْلا أَخَذوهُ مِنَ الدنيَا بَدَلا فَلَمْ تَشْغَلهُمْ تِجَارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنهُ يَقطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الحَيَاةِ وَ يَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِي أَسْمَاعِ الغَافِلِينَ وَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَ يَأْتَمِرُونَ بِهِ وَ يَنهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ}}

إن هناك مقطع من الزيارة المباركة المعروفة
ب(زيارة أمين الله) يذكر فيها الدعاء والطلب من الله تعالى
ان يجعل أنفسنا مشغولة عن الدنيا بحمد الله تعالى والثناء عليه :

البلدالأمين : ص 295

اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك متزودة التقوى ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك
مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك .

وفي هذا المقتطف من كلام امير المؤمنين عليه السلام بيان لحال العباد الذين هم اهل الذكر
حيث لم تشغلهم (تِجَارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنهُ يَقطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الحَيَاةِ).
ثم بين امير المؤمنين عليه السلام صفاتهم الاخرى بالاضافة لما مر وهو انهم :( يَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِي أَسْمَاعِ الغَافِلِينَ وَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَ يَأْتَمِرُونَ بِهِ وَ يَنهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ)
ولم يكونوا كما نجد الكثير جدا وعاظ ولكن ليس لانفسهم بل للناس فقط:
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (44)(البقرة )
يأمر بحب المساكين ولكنه يستنكف من مصافحتهم ويجرجر ثوبه ان مس ريح ملابسهم ؛ يقول بكل خير لهم وعطف وحنان ولا يعمل باي شيئ مما يقوله في حقهم :
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (3)(الصف).
وهكذا في كل معروف وكل مكرمة اخلاقية بعكس الذاكرين الذين وصفهم
امير المؤمنين عليه السلام حيث قال :( وَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَ يَأْتَمِرُونَ بِهِ وَ يَنهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ)

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 06:06 AM

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ




الفصل : 7




بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم



قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ



(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:



كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)


*****



المقتطف : 5



((فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الآخِرَةِ وَ هُمْ فِيهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ‏ فِي طُولِ الإِقَامَةِ فِيهِ وَ حَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لا يَرَى النَّاسُ وَ يَسْمَعُونَ مَا لا يَسْمَعُونَ))

وهنا في هذا المقتطف يذكر لنا
امير المؤمنين عليه السلام حالات اخرى من هؤلاء العباد وهو يكشف يقينهم بوعد الله تعالى ووعوده ؛فيرونه امامهم عين اليقين والناس عن الاخرة ومصيرهم المحتوم غافلون :
يَعلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدنيا وَ هُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلونَ
(7)(الروم )

وقد ذكر امير المؤمنين عليه السلام في صفات المتقين كيف ان المتقين يرون الاخرة ببصائرهم:

نهج ‏البلاغة : ص 303

193- و من خطبة له عليه السلام يصف فيها المتقي

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ وَ لَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ.......

ولم يقتنع هؤلاء العباد في الفترات وهم الدلائل في الفلوات بما تيقنوا به لانفسهم بالوعد والوعيد والبرزخ والقيامة وانما كشفوا ما رأوه للناس ليزجروهم عن الحرام ويحذروهم من المعاصي ويسددوهم في الطاعات .
فأين هؤلاء قارئي العزيز ومن هم ؟؟؟
عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ


الفصل : 8


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ


(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:


كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

*****


المقتطف : 6



وفي هذا المقتطف المبارك يصف امير المؤمنين عليه السلام حالاتهم فيما بينهم ؛ وبينهم وبين انفسهم .
((فَلَوْ مَثلتَهُمْ لِعَقلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ...))

اهم صفة من صفاتهم هي محاسبة النفس وقد ورد فيها عن
امير المؤمنين عليه السلام والائمة الاطهار عليهم صلوات الله :

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
(18)(الحشر)

بحارالأنوار ج : 67 ص : 64

1- عُدَّةُ الدَّاعِي، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله :
أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ
2عن معاني الأخباروالخصال: فِي وَصِيَّةِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه واله :
عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَ سَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيمَا صُنْعَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ .
3- وعن الأمالي للصدوق وعن معاني الأخبار قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
مَنْ لَمْ يَتَعَاهَدِ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ الْهَوَى وَ مَنْ كَانَ فِي نَقْصٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ .
4- وعن المجالس للمفيد وعن الأمالي للشيخ الطوسي‏عن الْمُفِيدُ ... عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
أَلَا فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا فَإِنَّ فِي الْقِيَامَةِ خَمْسِينَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ مُقَامُ أَلْفِ سَنَةٍ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ الْخَبَرَ.

نهج‏البلاغة : ص 506
وَ قَالَ عليه السلام :
مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ وَ مَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ وَ مَنْ خَافَ أَمِنَ وَ مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ وَ مَنْ فَهِمَ عَلِمَ .

وعن كتاب غررالحكم لكلمات امير المؤمنين عليه السلام ص : 236

**أنصف الناس من أنصف من نفسه من غير حاكم عليه

** جاهد نفسك و حاسبها محاسبة الشريك شريكه و طالبها بحقوق الله مطالبة الخصم خصمه فإن أسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه

** من حاسب نفسه وقف على عيوبه و أحاط بذنوبه و استقال الذنوب و أصلح العيوب

** ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل يحاسب فيها نفسه فينظر فيما اكتسب لها و عليها في ليلها و نهارها


سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 06:07 AM

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ



الفصل : 9



بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم


قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ


(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:


كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)


*****


المقتطف : 6


وفي هذا المقتطف المبارك يصف امير المؤمنين عليه السلام حالاتهم فيما بينهم ؛ وبينهم وبين انفسهم .
((فَلَوْ مَثلتَهُمْ لِعَقلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ...))
قال صاحب كتاب :


بحارالأنوار ج : 66 ص : 328


و الديوان بالكسر و قد يفتح :
مجتمع الصحف و الكتاب يكتب فيه أهل الجيش و أهل العطية و قيل جريدة الحساب و يطلق على موضع الحساب و هو معرب.
و فرغوا لمحاسبة أنفسهم أي فرغوا عن سائر الأشغال و تركوها لمحاسبة أنفسهم و حملوا ثقل أوزارهم ظهورهم أي تدبروا في ثقل الآثام و المعاصي و طاقة حملهم فأذعنوا بأن ثقلها يزيد عن قوتهم و لا يطيقون حملها و عذابها و الاستقلال بالشي‏ء الاستبداد و الانفراد به و استقل القوم أي مضوا و ارتحلوا و استقله أي حمله و رفعه.
و نشج الباكي كضرب نشيجا أي غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب و تجاوبوا أي جاوب بعضهم بعضا و النحيب أشد البكاء و الظاهر من التجاوب أن نشر الدواوين و محاسبتهم أنفسهم في مجمعهم و محضرهم كما هو الظاهر من لفظ المشهودة في أول الكلام لا أن يحاسب كل واحد نفسه علا حدة و يحتمل التجوز في لفظ التجاوب
و عج كضر كما في النسخ و كعض عجا و عجيجا أي صاح و رفع صوته لرأيت الجملة جزاء للشرط السابق و الدجى جمع دجية بالضم‏ أي الظلمة.
و حفت بهم أي أحاطت و طافت حولهم و السكينة الطمأنينة و المهابة و الوقار و لعل المراد به اليقين الذي تسكن به نفوسهم و تطمئن قلوبهم فلا يتزلزل لشبهة أو لما أصابها من فتنة كما قال عز و جل :
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ.
و أبواب السماء الأبواب التي تنزل منها الرحمة أو تصعد الأعمال الصالحة و أعده إعدادا هيأه و أحضره و النسم محركة نفس الريح إذا كان ضعيفا كالنسيم و تنسم أي تنفس و تنسم النسيم أي تشممه و الروح بالفتح الراحة و الرحمة و نسيم الريح و المعنى يدعون و يتوقعون بدعائه تجاوزه عن ذنوبهم و الرهينة و المرتهنة الرهن و الأسى الحزن و أبواب الرغبة كلما يتقرب به إلى الله و اليد القارعة تطرق هذه الأبواب بالتقرب بها إلى الله تعالى و الندح بالفتح و الضم الأرض الواسعة و المنادح المفاوز و عليه متعلق بيخيب على تضمين معنى القدوم و الوفود و نحو ذلك و الحسيب المحاسب و المراد إما أسرع الحاسبين أو كل أحد من المكلفين فإنه مكلف بأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب في موقف الحساب .
عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ



الفصل : 10



بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم



قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ



(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:



كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)


*****


المقتطف : 6


وفي هذا المقتطف المبارك يصف امير المؤمنين عليه السلام حالاتهم فيما بينهم ؛ وبينهم وبين انفسهم .

((فَلَوْ مَثلتَهُمْ لِعَقلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ...))

يفهم من شرح الشيخ المجلسي رحمة الله عليه وهو بيّن في نص كلامه
عليه السلام ليس المقصود بهؤلاء العباد هم الائمة عليهم السلام لانهم معصومون ولا يحتاجون لمحاسبة النفس ثم الجلوس مجاميع مع بعضهم او حتى لو فهمنا العبارة لوحدهم
فلا يمكن ان نتصورهم بانهم هم الائمة عليه السلام كما هو واضح في صفات المتقين التي قالها امير المؤمنين عليه السلام لهمام رضوان الله تعالى عليه فانها صفات قد امرنا ان نتحلى بها نحن الغير معصومين .
ثم يقول امير المؤمنين عليه السلام :

((فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ))

قارئي العزيز :

فهل يتوقع ان هؤلاء هم الائمة المعصومون المنزهون من كل عيب ومعصية وتقصير حاشاهم وقد قال الله تعالى عنهم :
ُ
إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً (33)(الاحزاب )

اذن فهم من عباد الله تعالى في الفترات لهم هذه الصفات ولهم هذه الاعمال نساله تعالى ان يوفقنا واياكم ان نكون منهم ويجنبنا الادعاء الاجوف الذي يدعيه البعض بانه منهم وهو خالي من اي صفة من هذه الصفات .
وسنشرح المقتطف وفق هذا الفهم ان شاء الله تعالى

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 06:08 AM

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ

الفصل : 11

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله : َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

*****

المقتطف : 6

كم جميل قول امامنا عليه السلام يطلب منا ان نتمثل هؤلاء العباد لعقلنا لنراهم ببصيرتنا ماثلين امامنا فِي مَقَاوِمِهِمُ المَحْمُودَةِ وَ مَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ.
ثم لا حظ عبارة
((وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ))
.الا تفهم منها انهم حينما يَبْدَءُون بمحاسبة النفس يعرضوا عن كل شاغل آخر ليتقنوا المحاسبة ويدققوا في المراقبة لما مضى لذلك فلا يفوتهم (كُلِّ صَغِيرَةٍ وَ كَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَ حَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الاسْتِقْلالِ بِهَا)
وبعد ان حصل لهم وتبين التقصير وشعروا بثقل الاوزار (فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَ تَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ).
فيكون بسبب هذا الذكر وذلك التذكير والتبشير والانذار والتسديد والتخويف والارشاد والمنع والدفع ثم المحاسبة الدقيقة بسبب هذا كله ستمثلون لعقلك ((لَرَأَيْتَ أَعْلامَ هُدًى وَ مَصَابِيحَ دُجًى قَدْ حَفتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ وَ تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَة وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ فِي مَقْعَدٍ اطلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ)).
اللهم اجعلنا منهم يارب
لا يعجزك شيئ
وان جعلتنا منهم ففي ذلك سرور نبيك
يارب وان سرور نبيك هو كمال رضاك
يا حبيب قلوبنا يا ربنا .

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ

الفصل : 12
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)

÷÷÷

المقتطف : 7

((يَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضلِهِ وَ أُسَارَى ذِلةٍ لِعَظَمَتِهِ جَرَحَ طُولُ الأَسَى قُلُوبَهُمْ وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ يَسْأَلُونَ مَنْ لا تَضِيقُ لَدَيْهِ المَنَادِحُ وَ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ ؛ فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ .))(انتهى)

بحارالأنوار ج : 66 ص : 329

و النسم محركة نفس الريح إذا كان ضعيفا كالنسيم و تنسم أي تنفس و تنسم النسيم أي تشممه و الروح بالفتح الراحة و الرحمة و نسيم الريح و المعنى يدعون و يتوقعون بدعائه تجاوزه عن ذنوبهم و الرهينة و المرتهنة الرهن و الأسى الحزن و أبواب الرغبة كلما يتقرب به إلى الله و اليد القارعة تطرق هذه الأبواب بالتقرب بها إلى الله تعالى و الندح بالفتح و الضم الأرض الواسعة و المنادح المفاوز و عليه متعلق بيخيب على تضمين معنى القدوم و الوفود و نحو ذلك و الحسيب المحاسب و المراد إما أسرع الحاسبين أو كل أحد من المكلفين فإنه مكلف بأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب في موقف الحساب .(انتهى)

وفي هذا المقتطف الاخير لكلام سيدنا ومولانا
امير المؤمنين عليه السلام يبين حالات هؤلاء العباد
- في زمان الفترات والادلة في الفلوات -
بعد ان يحاسبون انفسهم والسبب الداعي الى دعائهم وبكائهم وهو انهم
((يَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلَى فَضلِهِ وَ أُسَارَى ذِلةٍ لِعَظَمَتِهِ جَرَحَ طُولُ الأَسَى قُلُوبَهُمْ وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ يَسْأَلُونَ مَنْ لا تَضِيقُ لَدَيْهِ المَنَادِحُ وَ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ ؛ فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ))
لانهم مرهونين بفاقتهم فيدعون الله تعالى ويسالوه من فضله ليفك رهانهم الى ان يقول عليه السلام :
لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعَةٌ
نعم لا يملون من دعاء ربهم ولا يبخلون في السؤال لانفسهم في كل باب رغبة بل يقرعون بالدعاء ابواب رحمته في سؤالهم لتلك الرغائب من ربهم لانهم يسالون :
مَنْ لا تَضِيقُ لَدَيْهِ المَنَادِحُ وَ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ.
واخيرا قال سيدنا ومولانا قاعدة عامة ومهمة :
((فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ))
وفي الفصل القادم سننقل لكم ان شاء ما ورد عن هذه القاعدة المهمة

سيد جلال الحسيني 11-Mar-2010 06:10 AM

عباد في أَزمَانِ الفَتَرَاتِ

الفصل : 13

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله : َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)
*****
((فَحَاسِبْ نَفسَكَ لِنَفسِكَ فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيرُكَ))
على من يحاسب نفسه ان يلاحظ هذه العبارة المباركة بدقة :
((فَحَاسِبْ نَفسَكَ لِنَفسِكَ))
قال لي احدهم ان فلان اشترى كذا وهو مرفه في حياته من أين ياتي بهذه الاموال ؟؟
فقلت له: اسالك يا اخي :
هل ان هذه الاموال التي يتنعم بها اخذها منك ؟
قال: لا
فقلت له: وهل سرقها من ارث ابيك؟
قال :لا
قلت له :وهل انها ستقلل من رزقك المقسوم ؟
قال: لا
قلت له: وهل ان كانت لا تصل اليه فانها ستصل لك ؟:
قال ك لا
فقلت له: بالله عليك اذن ما هذا الحسد والالم لتنعم الاخرين ؛ دع الناس بنعمهم يتنعمون وانشغل بمصاب فقرك المعنوي فان المال ظل زائل والدرجات العلى لتزكية النفس:

سورةُ الشّمس‏
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها
(10)

نهج‏البلاغة : ص 255 لزوم الطاعة .

يَا أَيُّهَا النَّاسُ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ طُوبَى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ وَ بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

كنزالفوائد 1 379
فصل من خطبة لرسول الله صلى الله عليه واله
يا أيها الناس كأن الموت على غيركم كتب و كأن الحق على غيركم وجب و كأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبؤهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظ و أمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره و أنفق ما اكتسب في غير معصية و رحم أهل الضعف و المسكنة و خالط أهل الفقه و الحكمة طوبى لمن أذل نفسه و حسنت خليقته و صلحت سريرته و عزل عن غيره شره و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و وسعته السنة و لم يدعها إلى البدعة

تفسيرالقمي 2 70 كلام الأمير عليه السلام في الموعظة
و قال أمير المؤمنين عليه السلام يوما و قد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال كأن الموت فيها على غيرنا كتب، و كأن الحق على غيرنا وجب، و كأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ننزلهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة و رمينا بكل حائجة أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس و تواضع من غير منقصة و جالس أهل الفقه و الرحمة و خالط أهل الذل و المسكنة و أنفق مالا جمعه في غير معصية، أيها الناس طوبى لمن ذلت نفسه و طاب كسبه و صلحت سريرته و حسنت خليقته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و عدل عن الناس شره و وسعته السنة و لم يتعد إلى البدعة، أيها الناس طوبى لمن لزم بيته و أكل كسرته و بكى على خطيئته و كان من نفسه في شغل و الناس منه في راحة
شرح‏نهج‏البلاغة 10 33 فصل في القرآن و ذكر الآثار التي ورد


بحارالأنوار 72 229
باب 66- الغيبة .....

وَ ذَكَرَ قَوْلَهُ صلى الله عليه واله : طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ مَهْمَا وَجَدَ عَيْباً فَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَحْيِيَ أَنْ يَتْرُكَ نَفْسَهُ وَ يَذُمَّ غَيْرَهُ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ عَجْزَ غَيْرِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي التَّنَزُّهِ عَنْ ذَلِكَ الْعَيْبِ كَعَجْزِهِ إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَيْباً.
انتهى الشرح والحمد لله رب العالمين
نسالك اللهم بحق محمد واله ان تصل على محمد واله وان تجعلنا من عبادك في الفترات الذين : نَاجَاهُمْ فِي فِكْرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ...
وصل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين


الساعة الآن »02:09 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc