![]() |
تحجبي
تحجبي
تحاول الشمس البقاء وفرض وجودها، عبر الحرارة التي ترسلها مع أشعتها، فتلامس وجه الأرض وترفع من سخونتها. ما أن تبدأ في التواري عن الوجود، يستعد الظلام زاحفا خلسة وعلى غفلة منها، فيغطي المدينة بدثاره الداكن. وتتسلل محتمية به البرودة القارصة التي لا ترحم ولا ترتدع عن غيها، فتزداد حدتها مع انتصاف المساء. عبر السوق المفتوحة، وداخل الحوانيت وخارجها، الكثير من النساء الآتي ارتدين الملابس الشتوية الكاسية الداكنة، ومع ذلك يبقين سافرات الوجوه، نافرات الشعور باديات الجيوب، كأنهن حضور مسابقة اختيار ملكة جمال، أو يؤدين أدوارهن كعارضات تصاميم في دور الأزياء. متبرجات بكامل زينتهن يبدينها لغير بعولتهن، كأنما يعرضن أنفسهن في احد حفلات الأعراس طلبا للزوج. بوصولهن الحرم الرضوي الشريف، تتضائل بعض مظاهر هذه الظاهرة شيئا فشيئا حتى، تختفي بإخراجهن الشادور من حقائبهن ليرتدينه استعدادا للدخول على الإمام(ع). في ذات مرة خرج احدهم من عند الإمام(ع) إلى الصحن الرضوي، وهو يتمتم ببعض كلمات غير مفهومة. كمن حمل بريح طيبة، ملؤها الروائح الزكية والعطور النفيسة، مزود بطاقة إيمانية وشحنة من التقوى فائضة، فأراد مشاركة الآخرين قبل نفاذها واستنزافها. شاهد بنات جنسه لا يتمسكن بالحجاب، رغم محبتهن وتمسكهن بأبو الحسن(ع). واعتقادهن بمنزلته عند الله جل جلاله، وقرابته من رسول الله(ص). أخذ يأمرهن بالمعروف وينهاهن عن المنكر، بطريقة ودية لا تثير حفيظتهن ولا تستفزهن. كان يقول: الحجاب جيد، الحجاب جيد، يكررها عدة مرات! فهل من مستجيب! بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية |
بوركت , أسطر رائعة , أن الحجاب لا يفهم منه تغطية ما يجب تغطيته , بل المعنى أراه أشمل , ففي سير المرأة ومستوى صوتها , وحركاتها , بل جل تعاملها خارج البيت , يكون ذا حجاب , والتقوى هي روح الحجاب , نعم أن أفتتان الناس بالمتبرجات وأستمرارهم في التحديق وتطويله , هي من أنجازات الشيطان على يد المرأة.
بوركت أخي الفاضل : حسين نوح مشامع . |
الساعة الآن »10:34 PM. |