![]() |
هذه الأمة المباركة امتازت باالقرآن الكريم عن غيرها
هذه الأمة المباركة امتازت باالقرآن الكريم عن غيرها
يجب أن نطمئن المسلمين من جميع المذاهب والإتجاهات ، إلى أن هذه الأمة المباركة امتازت عن غيرها من الأمم فيما امتازت بكتاب الله عز وجل ، حيث لايوجد على وجه الأرض كتابٌ سماويٌّ محفوظُ النسخةِ جيلاً عن جيل ، وحرفاً بحرف ، غير القرآن ! وأن الأحاديث في مصادر هذه الطائفة أو تلك ، التي توهم وقوع التحريف فيه ليس لها قيمة علمية ولاعملية ، مهما كانت أسانيدها لأن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وجعل أقوى وسيلة لضمانة قوة نصه الذاتية، ثم المحافظين عليه من أهل بيت النبوة(عليهم السلام ) إن القرآن كلام الله تعالى ، وهي حقيقة تفاجئ كل منصف يقرأ القرآن فيقف عندها الذهن ، ويتفكر فيها العقل ، ويخشع القلب لجلالها يجد نفسه أمام متكلم فوق البشر ، وأفكار أعلى من أفكارهم ، وألفاظ ومعانٍ انتقاها العليم الحكيم ، وصاغها بعلمه وقدرته وحكمته ! يجد أن نص القرآن متميزٌ عن كل ما قرأ وسمع ، وكفى بذلك دليلاً على سلامته من تحريف المحرفين وتشكيك المشككين إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته إلى الله تعالى ، وأقوى ضمان لإباءِ نسيجِه عما سواه ، ونفيه ما ليس منه ! فقد جعله الله أشبه بطبقٍ من الجواهر الفريدة، إذا وضع بينها غيرها انفضح! وإذا أخذ منها شئ إلى مكان آخر ، نادى بغربته حتى يرجع إلى طبقه ! لقد أتقن الله تعالى بناء القرآن بدقة متناهية وإعجاز كبناء السماء! (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)(سورة الواقعة: 75ـ77) والتناسب بين عناصر القسم الذي تراه في القرآن ، يدل على التشابه في دقة بناء السماء ومواقع نجومها ، وبين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ! وإلى اليوم لم يكتشف العلماء من بناء الكون إلا القليل ، وكلما اكتشفوا جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل ! من جهة أخرى ، فإن التاريخ لم يعرف أمة اهتمت بحفظ كتاب وضبطه ، والتأليف حول سوره وآياته وكلماته وحروفه ، فضلاً عن معانيه ، كما اهتمت أمة الإسلام بالقرآن ، وهذا سند ضخم ، رواته الحفاظ والقراء والعلماء وجماهير الأمة ، سنداً متصلاً جيلاً عن جيل إلى جيل السماع من فمِ الذي أنزله الله على قلبه(صلى الله عليه واله) ! فسند القرآن العظيم هو هذه القوة الذاتية والمعمارية الفريدة ، وتلك العناية الفائقة المميزة من أمة الإسلام عبر أجيالها !! هذا هو اعتقاد المسلمين بالقرآن سواءٌ منهم الشيعة والسنة ، وسواء استطاع علماؤهم وأدباؤهم أن يعبِّروا عنه ، أم بقي حقائق تعيش في عقولهم وقلوبهم وتعجز عنها ألسنتهم والأقلام ! ونحن الشيعة نفتخر بأن اعتقادنا بالقرآن راسخ، ورؤيتنا له صافية، ونظرياتنا حوله واضحة، لأنها مأخوذة من منبع واضح صافٍ، منبع أهل بيت النبي(صلى الله عليه واله)، وباب مدينة علمه ! فلا عبرة بكل ما خالف حقيقة القرآن الساطعة وشمسه الطالعة !! |
الساعة الآن »09:45 AM. |