![]() |
أدخل وأعرف معاني الأخلاص
معنى الإخـلاص
قلنا سابقاً ان حقيقة الإخلاص من أسرار الله تعالى ، أما الإخلاص في اللغة فهو التمحيص والتصفية والتجديد والتخليص ، والإخلاص في الطاعة . والإخلاص هو ترك الرياء وتجريد النفس عن طلب المنـزلة في قلوب الناس قد استعمل الشارع المقدس بعض المعاني للدلالة على الإخلاص بالمعنى الظاهري بالمطابقة أو الإلتزام ، منها : 1 – الإخلاص ضد الرياء : فهو ترك الرياء ويشهد لهذا ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) : { الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله جهل إلا ما عُمِلَ به ، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً ، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يُختم له } . 2 – الإخلاص هو التوحيد : لأن الرياء شرك ، ولأن الإخلاص ضد الرياء ، ولأن الشرك ضد التوحيد ، فينـتج أن الإخـلاص تـوحيد ويـشـير إلى الـمقدمة الاولى ( أن الرياء شرك ) : قوله تعالى : ﴿ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [5] . وما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : { إني تخوفت على اُمتي الشرك ، أمْا إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولا حجراً ، ولكنهم يراؤون بأعمالهم } . 3 – الإخلاص هو موافقة ومطابقة السر مع العلن وهنـا يبتني عـلى الإخـلاص ضد الرياء وهو عدم مطـابقة السر للعلن ، ويشير لهذا ما ورد عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) : {سيأتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يُستجاب لهم } . عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : { ثلاث عـلامات للمرائـي 1 – ينشط إذا رأى النـاس . 2 – ويكسل إذا كان وحده . 3 – ويحب ان يُحمد في كل أمـوره } . 4 – الإخلاص هو النية والإصابة وخشية الله : ويشير إلى هذا ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قول الله (عز وجل) ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [6] قال (عليه السلام) : { ليس يعني أكثركم عملاً ، لكن أصوبكم عملاً ، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة . ثم قال (عليه السلام) : الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحداً إلا الله (عز وجل) ، والنية أفضل من العمل ألا وإن النية هـي العمل ، ثم تلا قـوله تعالى : ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ….﴾ [7] يعني على نيته }. ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) : { ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً ، إلا زهّده الله تعالى في الدنيا ، وبصّره داءها ودواءها وأثبت الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه } . وما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { من أخلص أربعين يوماً فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه } . 5 – الإخلاص هو قبول الأعمال : وذلك لأن الإخلاص ضد الرياء ، والأخير فساد العمل وعدم قبوله يشير إلى هذا ، وما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { أن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذا صعد بحسناته ، يقول الله (عز وجل) اجعلوها في سجين أنه ليس إياي أراد به } . وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم) : { لا يقبل الله عملاً فيه مثقال ذرة من رياء } . 6 – الإخلاص هو التحرر من إغواء الشيطان وأضاليله: ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى : ﴿ قالَ فَبِعِزَّتِكَ لأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [8] . 7 – الإخـلاص حـب الله : فالحب هو التجرد والإخلاء عن كل شاغل سوى الله تعالى ، ويشير لهذا ما ورد في الحديث القدسي : (( يا داود إنك تزعم انك تحبني ، فإن كنت تحبني فأخرج حب الدنيا عن قلبك فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب )). وعن الإمام الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفات : { أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك } . وعن الإمام الصادق (عليه السلام): { حب الله إذا أضاء سر عبد أخلاه عن كل شاغل ، وكل ذكر سوى الله ، ….. والمحب أخلصْ الناس سراً لله ، وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهم عملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً ، تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخر برؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ويعطيهم إذا سألوا بحقه ويدفع عنهم البلايا برحمته ، ولو علم الخلق ما محله عند الله ومنـزله لديه ما تقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه } . الإخلاص أفضل العبادات : ويشهد لهذا : قوله تعالى : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ﴾[9]. وقوله تعالى : ﴿ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْـبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [10]. وما ورد عن الإمام الجواد (عليه السلام) : { أفضل العبادة الإخلاص }. 9 – الإخلاص هو تـحقير النفس : ويشير إلى هذا مـا ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { يا أبا ذر ، لا يفقه الرجل كل الفقه ، حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها } . |
الساعة الآن »09:53 PM. |