[عبـد الرضا]

مولاي يا صاحب الزّمان نسمع دائماً أن اللّقاء قريبٌ قريب , ونسمع أيضاً أنّه كُلّما عظُم الفساد تبعدُ عن أرواحنا وقلوبنا ...

ما الذي قرأته اللّيلة عن صحائفنا وما الذي عُرض إليك في هذا اليوم عنّا , أتألّمت عندما علمت أنّني أذنبت , ذنب بعد ذنب إثم بعد أثم !!

عجباً لمثلي أنا أدّعي لك أنّ الفِراق عظيم عليّ وأدّعي أن غيابك قاسٍ عليّ وأدّعي أن حُبّك مُفعمٌ بقلبي !!!

كيف هذا مولاي وأنا إلى الآن وفي عقلي وفي قلبي لا أستطيع أن أهرب ممّا أشكوه كل يوم , فكيف عزيز علي !!!

أي نفسٍ ستقبل أن تراك أيّ نفسٍ تجرّأت على ربّك أي نفس تعوّدّت أن تعصي ربّها ستراك !!!

قل لي مولاي أصحيح أن نقول لك بل أيّ أرض وأين إستقرّت بك النوى, هل تقبل مني هذه الكلمات , حاشى لقلبك أقولها بلسان من قالها ومن قصدها وعرف معناها !!

عجباً أنّ الوجود كلّه يلطم ويصرخ ويتوسّل ويدعو بإسمك حتى أصقاع الأرض نبات وغير نبات وجماد وغير جماد وأنا الإنسان أدّعي أنه عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى !!!

مولاي فليسمع من يسمع بعظمة هذا الكلام وعظمة هذه الأحرف التي لا أعرف معناها عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى !!!

عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا تُرى ...

مولاي لو أستطيع أن أحذف هذه الجملة من الدعاء لفعلت لأنّي لا أستحق قرائتها !!!

كم مرّة يا مولاي أقولها وأدّعيها ولا تعرف هذه الكلمة صدىً لها في قلبي !!!

عن أي حُبٍّ أنا أتكلّم , عن أي ألم في قلبي !!!

تعوّدت يا مولاي أن لا أعرف إلا ألمي ووجعي أنا !!!

مولاي إن قلت إني أحبّك فلِم أتركك هكذا وحيداً تتنقّل من مكان إلى مكان , لا أعرف عنك شيئاً إلا عندما تذكر في مجلس أو دعاء !!!

عن أي شيء حُرق في قلبي لأجل عينيك , عن أي شيء إنتزعته من قلبي لكي تبقى مكانه , عن أي حب أنا أدّعيه ولكن سيدي بلسان من قالها : عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا ترى !!!

مولاتي يا فاطمة أغيثيني

لا تنسونا من صالح دعائكم

يــــــ زهراء ـــــا مـــــــــــدد