[انوار الزهراء]

بني الغالي أتعلم بأني أحبك كنفسي بل قد يزيد
أتعلم بأنك زينة حياتي وجمال الكون الذي فيه أعيش
أتعلم بأنك نور عيني التي بها أرى ودقات قلبي التي لو توقفت للحظة انفنى وعمري وتلاشت أيامي وانتهى ذكري ذلك الذكر الجميل
حبيبي وأعز ما عندي أتعلم بأنك تمثل الهواء الذي أتنفسه والماء الذي به أرتوي وأحيا ولو افتقدتك ولو للحظة شعرت بالإختناق ، وصرتُ أتضور من اللظى لأُعدم الحياة وأكن من الهالكين
فلذة كبدي أتعلم بأنك العصارة التي تنظم عندي مقومات الحياة لأدب على هذه الأرض بارتياح سالماً من العلة التي تعيقني عن السعي الحثيث طلباً للرزق الذي به أشعر بأنني إنسان
يا عضلة القلب وشريان الحياة كن بقربي لأهنأ بصحة الجسم وسلامة العقل وقرة العين التي من خلالها أرى جمال الحياة وزهو الدنيا
لا تبتعد حبيبي ولا تهجرني فإنك إن فعلت أفنيت بذلك عمري وصيرتني إلى كان يا ما كان
كن رقيق القلب مع أبيك واسعى في خدمته والإحسان إليه بقدر استطاعتك ، لتراني مبتهج النفس قرير العين أدعو لك بالخير لتوفق إلى النجاح وتكن من أهل الفلاح فالله الخالق العظيم والغفور الرحيم قد أوجب عليكِ طاعتي فيما فيه رضاه والإحسان إلي وخفض جناح الذل في حضرتي فافعل بني كي لا تندم لتسلك بجميل فعلك خير مسلك
زرني فأنا اليوم بحاجتك وترفق بي فأنا بالأمس كنت لكَ القلب الحنون الذي يهنأ ويسعد بخدمتك
بني العزيز كلمة أفٍ لا تقلها في حضرتي ففي قولها غضب الجبار فاحذر من ذلك تأمن من ويلات العذاب ولهيب النيران التي سجرها الجبار لغضبه
نور عيني كن لي خير رفيق بعد أن صرتُ وحيد حتى لا أشعر بالضيق المودي بي إلى عالم الأموات والمودي بكَ إلى عدم التوفيق في حياتك الدنيا وإلى الهاوية في الجحيم غداً في الآخرة
يا روح أبيك التي بها يحيا وبفقدها يموت ويفنى إبقى بجانبي في كبري لأهنأ في أواخر عمري بحياة جميلة يدبها النشاط وتسودها السعادة والهناء
هذه وصيتي إليك بُني فخذ بها لتكون غداً من المفلحين وتهنأ بالخلود في جنات النعيم مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً
بارك الله فيكَ وجعلكَ من المحسنين ووفقكَ لما فيه صلاح دنياك ونجاتك في أُخراك بجاه الأكرمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين..