[خادم الزهراء المظلومة]

حذوتُ سيراً على درب الجوى
أقفي خطى بنت النبي نحو بيت الأحزانِ
فحططتُ الرَّحلَ على بابها الذي
لقي ما لقي من ضغائن الشنآنِ
فساحت على الأعتاب مني الدموع
تجري مجرى الأنهارِ في الوديانِ
وشققتُ أخدوداً للأسى في وجنتي
شقَّ الطريقَ إلى طوسٍ في خراسانِ
فلا طابَ عيشٌ بعد الرضا أن قضى
بسمِّ دسه له المأمون في الرمانِ
ولا لذَّ لي الرقادُ إذ يسهرني الشجى
أسامرُ الدمعات بوقعها على الخدانِ
أيٌّ من رزايا بيت الحزن أشدُّها
بيت الطهر وقد ألهبوهُ بالنيرانِ
أم جرح رأس الوصي في محرابهِ
أم نعشُ الزكيِّ يرشق بالسهام عدوانِ
أم خطب الحسين ذبيحاً فوق الكثيب
لثلاثٍ بلا غسلٍ وبغير أكفانِ
أم خطبُ ما جرَّ القضاء لأولادهِ
لمَّا قضوا بالسمومِ واحداً يلي الثانِ
حتى انتهى في غريبٍ ولما تنتهي
فيهم فجائع الدهر مدى الأزمانِ
فكأنَّ النبي بالشرعِ الصحيح قد
أوصى بقتلهم وكذلك القرآنِ
ليتَ شعري أسفاً على النجوم
يعتم كدرها الدجى في الأكوانِ
قضى ابن موسى وقضى بقتلهِ
تاجاً تكلله المأمون متوجاً من الشيطانِ
لله ما أنصف الدهر بني المصطفى
إذ زينت لهم المنونَ بأحلك الألوانِ
حتى ألبستنا ثياب الحزن طول العمرِ
لا تحيز عنا خلعاً بحينٍ أو بآنٍ

مصيبة الرضا

لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
20 ذو القعدة 1432 هجرية