[خادم الزهراء المظلومة]

حي على الحزن حي على الشجن ... اليوم رفعت هاشم على أكتافها نعش الحسن
اليوم تسربل الإسلام ثوب الحداد ... ونشروا بطيبة رايات الأسى بالسواد
وراح كل ناعٍ مصاب السبط ينعى ... والكل إلى دار النبي تهارع يسعى
والحسين منهار قوى القلب متفجعُ ... وزينبٌ نعش أخاها الزكي همت تودعُ
وأم كلثوم راحت تنثـر دموعها ... في خدها وأطفأت نيرات شموعها
وهذا أنين أرامل السبط وأيتامه ... كلُّ انحنى والحزن غادي إحرامه
فيا لهفي أبَّان الحسين وقد نوى ... على حمل نعش المجتبى والقلب التوى
نادى يا زينب قومي لتوديع المجتبى ... و الزكي سبط النبي ثالث أصحاب العبا
فقامت تجر الذيول وحنت عليه مطوَّلا ... تناديه أخاه أي مصيبة في فقدك وأيُّ بلا
يا ليتني مت وكنت نسياً قبل أن أراك على ... نعشكَ خامد الأنفاس يا بن الميامين العلى
هذا عمري بعدكَ كيف أقضيه وقد تسربلا ... علي الحزن وما تخبي لي بعد الحسين كربلا
وداعا وداعا يا روح ريحان زهرة الزمان ... هاك أنت ارتحت من هم الحياة وخلفتني أعانِ
بلغ سلامي إلى أمي ووالدي وجدنا ... وقل لهم كل الخير عندكم وكل الحزن عندنا
هذه زينب لم يبقى لها غير الحسين سلوى ... تحوطها الخطوب من كل ناح تقرحها البلوى
يا خافض الجفن عن أهلهِ فلم يعد يرى ... أوجعت قلبي كيف تخلفني وتمضي إلى الثرى
يا ميتاً ترك الفؤاد يتلظى بجمر مماته ... ليت عافني عمري كيف أحيا بغير حياته
شوقي إليكَ هبَّ ولم تغب بعد عن ناظري ... ولا زلت بيني كيف والفراق الطويل مُناظري
يا عوسج الدهر كفاكَ بعد أخي لي غريم ... هاكَ أخي غاب عني كريما ليس كمثله كريم
يا حسرة تجرها النفس جزعاً من خلفكم ... غافلني زمن السعد ولا زلت في كنف حلفكم
يرديني ثوب الأسى عن بائت العمر والصغرِ ... من يوم جدي ليوم أمي ليوم أبي ثلة الأطيبين الغررِ
قم يا والدي وانظرني ببلواي هلعة مروعة ... من فرط شجني بكائة العين نواحة جزوعة
أين أمي ترى نجلها والريحانة الأولى ... يا لهفي نفسي لو كنت تحضريه أيتها البتولةْ
لأسلتي مدمعاً أحمرا على كبدٍ ممزقٍ بالسمومِ ... قومي يا فاطمة الزهرا وانعي نجلكِ الزكي قومي

أرجوزة الحزن
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
4 صفر الأحزان 1433