منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - جمال يا جميل الخصال
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.43 يوميا
النقاط : 300
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Feb-2012 الساعة : 04:50 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


وعندما بدؤا باعلان الدرجات بعد ان انتهى الامتحان بيوم او اكثر لا اتذكر الان بالدقة لذلك اترك تعيين الوقت احتياطا للصدق في نقلي ؛ والجميع - وكنا 45 فتاة و40 شاب – مجتمعون حولها ففكرت هل اخرج من جمعهم فاستحييت لانهم سيشاهدون سماحة السيد وقد فر فرار المخذول في الحرب منتكسا ؛ او اقف؛ فان جمال واقف جنبي ليرقب النتيجة لانه كان يعلم بعدم حضوري في الامتحان وهذا ما جعلني افكر انه كان يرقب درجته ليعلن تفوقه لعله يسبب هجرتي عنهم ؛ وانا افكر واذا بالاستاذة شذى نادت باسمي؛ بدات ارتعش خجلا امام الجميع ولكن قلت في نفسي انني لم اكن قد ناولتها ورقة امتحان ولا كنت من الحاضرين فكيف نادت اسمي ؟!!؛ واذا بها قد اعلنت درجه تفوق درجة جمال باربع درجات الله اكبر صرخ جمال:
(ست ؛ ست ؛ هذا ماكن حاضر بالامتحان من اين جاء بهذه الدرجة ؟؟ )
هنا بقيت متحيرا مدهوشا للدرجة هذه وانا لم احضر للامتحان ؛ فمن اين جاءت هذه الدرجة ؛ - الله والامام موسى بن جعفر شاهدان على ما اقول و هو الحق - ونادى جمال مرة اخرى:
ست شذى والله ماكان حاضر جلال.
في البداية تالمت من جمال لماذا هذا الاصرار على الست وخوف ان تلتفت الاستاذة لعدم حضوري لكن في لحظةٍ هجس في قلبي فاطمئن ؛ لاني قلت انها ان كانت هدية من امامي موسى بن جعفر ببركة توسلات العجائز والشيبة الكرام فسوف لم ولن ينهدم لا بالتفاتة الست شذى ولا بصريخ جمال وبالفعل تالمت الست شذى من جمال وقالت: (وهي غضبانه) ليش جمال تقول هكذا ؛ اسكت هذه ورقته بيدى وهنا سكت جمال وعيونه غرقان بالدموع ؛ نظرت اليه فرأيت مقلتاه كانهما جمرتين ملتهبتين عجبا .
سبحان الله

وهنا بدأ جمال بحياته الجديدة معي فاصبحت اقرب اليه من ثوبه ؛وان لطف امامي الذي حدث معي أثار فيه الشيمة الايمانية فاخذ يلف حولي ويدور معي حيثما درت وجلت وكان معنا اخ مؤمن في نفس القاعة من مدينة الثورة وسميت الان بمدينة الصدر واسمه حسين ولا اعلم اين صار مصيره بعد هذه الانفجارات الاخيرة بالعراق ؛ فاصبحنا ثلاث في نفس القاعه ولا نجتمع باحد من الفتيات ولا الطلاب لأن اكثرهم كانوا في الاتحاد الوطني وهي مؤسسة بعثية لطلاب المدارس والجامعات .
رياض يا حبة الخير والبركة ؛ رياض يا برعم الولاء ؛
اما رياض فإنه كان قد عشق اللحظات التي نجتمع في بيتهم ويغتنم الفرصة حينما يدخل جمال للبيت ويعود لكي يسالني ما يحتاج اليه من معلومات وكنت اما ان اعرف فاجيب او لا اعرف فاسكت وان والدته من اول لقاء لي مع جمال حسب ما عرفت من تصرفها فَهَمَت اني هادف بهذه المسرحية التي عملتها في بيتهم وسمعت نكاتي وطريقة القائي لها ؛ ففرحت بعثورهم على من يريد ان ينجي ابناءها من بين الاذرع الاختبوطية لحزب البعث المتعسف الجائر ومن مستنقع الفساد .
فكانت تشجع جمال لزيارتي الى بيتهم وعند زيارتي لهم تحاول بما تنعم علينا من الخير بان اطيل جلساتي في بيتهم ؛ فكنت عندما ارى جمال وهو يصلي اغفل عما يدور حولي لجمال صلاته لخالق الجمال ؛ خشوع بهدوء وهدوء بخشوع وكان جميلا فاصبح مليحا ذو جمال لان الجمال ان اصبح مصونا وعفيفا تتذوق طعم الجمال فيه ؛ كم من فتاة لا تدنس وجهها بما يعمله الغرب والشرق من هذه الدهونات التي لا يعلم اصلها ولا فصلها وهي تسحر الشرفاء عندما يسمعون من حيائها ؛
عدو يهدي الي فتياتنا ما يدنس جمال عفتها وعذوبة حياءها فياخذ باهض الاثمان منا ليزرع الشيخوخة المبكرة في محياها فتراها ما تجاوزت الاربعين وهو العمر الذي يشرق وجه المراة بجمال عذري مليح واذا بها قد انطوى جلدها وانكمش خدها كلها بما لوثت بيدها وجهها الحسن الذي قد زرع الله تعالى فيه
سحرا يجذب الرجل الشريف الى وجهها ليتخذها كريمة مهيبة ويكون طول العمر خادما لها ؛ واما جمال صديقنا فاصبح مؤمنا يفر من كل امراة تريد ان تندس عفته ويلبد خلفي ليهرب منها .
والحمد لله فان جميع عائلتهم اصبحوا عائلة متدينة وكان رياض يجرهم جرا نحوي ليسمعوا ما ابث لهم من مواعظ عن اهل البيت وبدء اقرباءهم يرون التغيير
في سلوكيات العائلة ويرغبون بالايمان .
ففي يوم من الايام كنت جالسا انا و الاخ جمال وحسين في مكتبة الكلية وكنا نتحدث مع بعض ؛ وكان يوم الخميس؛ وانا كنت افكر محاولا ان يكون جمال من زوار الامام الحسين في ليالي الجمعة ولكنني كنت اخاف ان اضغط عليه فيفر مني ؛

واليوم في المكتبة حيث كان يوم الخميس فوجدتها فرصة فقلت : جمال تعال لنذهب هذه الليلة الى كربلاء لان فيها اجر عظيم والامام الحسين يعيننا في امتحاناتنا ؛فرضي جمال وهم ّ بالمجيئ لكن حسين صديقنا غفر الله له قال :
جمال لا تسمع للسيد كلامه فانها خرافات لابد ان تحضر الامتحان لكي تحصل على الدرجة. فقلت له: وانا لا اخالفك في اعتقادك ابدا لكن ذهابنا ومجيئنا الى كربلاء لا يؤثر على زمان المطالعة ؛ ثم ليس كل من قرأ وفق للامتحان والدرجة ؛ كم من طالب درس جيدا ويوم الامتحان مرض او حدث له حادث منعه من الجواب بمقدار ما تعب وكد في المطالعة ؛ فالامر هو هكذا علينا ان لا نقصر في المطالعة والتحصيل وفي النتيجة نتوكل على الله تعالى لحصول نتاج درسنا كالمزارع الذي يضع البذرة في الارض ويتوكل على الله الذي هو فالق الحب والنوى ؛ فقلت لهما تعالوا لنتعاهد على امر وهو اني ساذهب الى كربلاء لزيارة جدي الامام الحسين وابا الفضل والشهداء وارجع اُحضر للامتحان فان كانت درجتي اعلى من درجتكم ففي كل ليلة جمعة نذهب معا الى كربلاء هل ترضون بهذا الاتفاق ؟
قال صديقي حسين - احسست وكأن ضميره انَّبه حينما منع جمال من الزيارة فاسرع قائلا- اتفقنا والحسين يشهد علينا باننا سناتي معك في كل ليلة جمعة .
تركتهم وذهبت للزيارة فلما وقفت امام الضريح المبارك قلت لامامي :
سيدى لا اعلم هل اخطات ام اصبت في هذا العهد معهم لكن ماكان لي اي معرفة او اسلوب اخر بكيفية اثبات ضرورة زيارتك فارجو ان لا تخيبني فيما عاهدت اصدقائي وكنت اتحدث وانا على يقين بانهم:
يَرَوْنَ مَكَانِي فِي وَقْتِي هَذَا وَ زَمَانِي وَ يَسْمَعُونَ كَلَامِي فِي وَقْتِي هَذَا وَ يَرُدُّونَ عَلَيَّ سَلَامِي وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِم‏.
ورجعت من الزيارة وبدات ادرس للامتحان وحضرت في قاعة الامتحان كما حضروا هم؛ وبعد ان خرجت النتائج كنت قد حصلت على خمسة درجات اعلى من درجة حسين والحمد لله حيث وفا صديقي حسين بعهده وكنا كل ليلة جمعة نذهب الى كربلاء ؛ وعشنا سعداء الى ان صممت الخروج من الكلية كما هو مشروح في كتابي انتظار الخطوبة اذاب قلبي فلما خرجت من الكلية ذاهبا الى النجف الاشرف فلم التقي بجمال الى ان عممني سماحة السيد الشهيد رحمة الله عليه .
كنت في احدى ليالي الجمعة وانا بباب الحرم المبارك اقرء اذن الدخول واذا بجمال وحسين وهما يزوران الامام الحسين ؛ فسلمت عليهم فبكى جمال واحرق قلبي بكائه وقال:
ليش سيدنا تتركنا موصحيح؟
قلت له : ظروفي اجبرتني وودعته وشغلت بالزيارة وكان هذا آخر لقائي به.
اللهم ارحمه وارحم حسين حيا كانا أوميتين فلا علم لي بهم ابدا .
السلام عليك يا موسى بن جعفر السلام عليك يا محمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته .