نقلت لي السيدة عن الدكتورة مهناز انها حينما كانت صغيرة توفي عنها ابوها فتكفل حياتهم اختها المتزوجة
وبدأت بالدرس الى ان وصلت الى كلية الطب وتخصصت كجراحة نسائية وعندها تزوجت بطبيب اسنان ؛ وكانت الدكتورة مهناز صديقة لاخت السيدة التي كانت تدرس معها في كلية الطب وهي كما سبق وذكرتها لكم "الدكتورة راضية السادات" حفظها الله تعالى .
وحيث ان الدكتورة مهناز اصبحت بعد تخرجها مشغولة جدا بين المطب والمستشفى والتدريس رجع اطفال مهناز في احضان اختها التي احتضنت مهناز حينما كانت صغيرة .
وانشغلت مهناز بالعمل الدائب بلا استراحة الا القليل من الزمن
تقول السيدة قيل لها:
لو تفرغتي لاطفالك لانهم ان كبروا فسيشعرون انك ضحيتي بهم من اجل اعمالك ؛ حيث كانت الدكتورة مفرطة في كثرة انشغالها في المستشفيات.
قالت الدكتورة مهناز في جوابهم : ان اطفالي حينما يكبروا فساعطي لكل واحد منهم سيارة مارسيدس وحينها فسيعفوا عني ويقدروا تضحياتي.
فقلت للعلوية : انها مخطأة جدا لان الانسان كما في الشرع المبين لا ينبغي ان يكون شمعة يحترق ليضيئ للاخرين كما ورد :
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : مَثَلُ مَنْ يَعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَ لَا يَعْمَلُ بِهِ كَالسِّرَاجِ يُحْرِقُ نَفْسَهُ وَ يُضِيءُ غَيْرَهُ
وفي مواعظ عيسى

:
ْ يَا عَبِيدَ الدُّنْيَا إِنَّمَا مَثَلُكُمْ مَثَلُ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ وَ يُحْرِقُ نَفْسَه .
فان الاطفال ان كبروا لا ينظرون لهذه السيارة ؛ لانها اصبحت بيدهم وبسهولة وبدون عناء ؛ وانما يفكروا بما ضيعتِ من حقهم وهو الحنان الذي لا يعوضه مجموعة من حديد باسم سيارة بل حنان الام واحتضانها لايمكن ان يملئ فراغه احتضان كرسي السيارة الصامت ؛ ثم ومن يضمن بقاءها الى ان يكبروا وان كبروا وفرحوا بهذه السيارة فان هذه الفرحة اول ضوء احمر وصفارة انذار للمستقبل الرهيب لان فرحتهم هذه تعني انهم يفضلون السيارة على الحنان ؛ والماديات على المعنويات وسوف يطالبوها بان تعوضهم عن كل امر معنوي يفتقدوها منها لغيابها عنهم.
قد قال امير المؤمنين

:
شرحنهجالبلاغة 20 316 الحكم المنسوبة ...
قال امير المومنين

:يا ابن عوف كيف رأيت صنيعك مع عثمان رب واثق خجل و من لم يتوخ بعمله وجه الله عاد مادحه من الناس له ذاما .
فان الانسان يا سيدة يتوقع السعادة فيما يخططه بنفسه والله سبحانه يقول : قولوا لا اله الا الله تفلحوا لان الفلاح باطاعة القرآن الكريم والعترة الطاهرة

ولذلك حينما نزور الاموات نقول لهم : كيف وجدتم قول لا اله الا الله لان البرزخيين هم من وجدوا الحق هو فيما قاله القرآن الكريم بانه هو من يهدي للتي هي اقوم لا ما خططه اليهود لنسائنا واخرج الكثير منهن سلعة رخيصة تعرض ليل نهار على سراق النواميس .
على اي حال فان كلمتها الطيبة التي قالتها للعلوية اثر في نفسي كثيرا وقلت في نفسي مناجيا لها
سماحة الدكتورة فهمت منك ما قمت به؛ حقا قال اهل البيت

: الكلمه الطيبه صدقة
واي صدقة !!!!!
انها صدقة زرعتِ بها آمال الازدهار في حياتنا والاعتماد بالنفس في انفسنا فجزاك الله خيرا
وعزمت على ان اجازي احسانها هذا باحسن ما يمكن وكنت افكر انها لاتحتاج لشيئ دنيوي لاعوضها به فكيف لي ان اجازي احسانها باحسان افضل منه؟! .
كنت في البيت وانا مشغول بالدعاء في ايام شهر الله المبارك شهر رمضان واذا بصرخات خلف التلفون واسمع السيدة تنادي
مهناز .......... مهناز....كيف .....لماذا ؟!!!
الفصل 65
(انا لله وانا اليه راجعون)
في شهر رمضان المبارك صرخت العلوية وهي تكلم اهلها بالهاتف
مهناز ---لا – لا- مهناز ---
سألتها ما الخبر ؟؟
قالت: ان الدكتورة مهناز كانت في المستشفى
قيل لها: ان حاملا جيء بها لصالة العمليات وينتطرونك لأجراء العملية لاخراج الطفل باذن الله تعالى
وحينما سمعت مهناز جاءت بنشاط كامل ولبست الملابس الخضراء الخاصة بصالة العمليات ثم ذهبت لتغسل يديها وتبدأ بالعملية والجميع منتظرون والحاملة على سرير العملية طال رجوع مهناز --- وطال --- وطال – فلما طرقوا باب الحمام
لم يسمعوا اي جواب الا المقدر المحتوم ناداهم
((مَا يَنظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تأخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ))(يس)
نعم وخمد صوتها وذهبت الآمال كلها وبقي الاطفال ولا ام لهم ولا السيارة الراقية في البين
فقلت في نفسي
يارب ما كنت احب ان اجازيها بعد مماتها لكلمتها الطيبة التي كانت عليّ اعذب صدقة واحلى كلمة ولكن
انا لله وانا اليه راجعون
ثم حولت وجهي صوب القبلة وقلت :
يارب :
انا لست اثق بعمل يؤهلني لاستجابة دعائي في حق نفسي ولكن وعدتنا ووعدك الحق ان تستجيب لمن دعا لاخيه في ظهر الغيب
وهذه الدكتورة لها حق في ذمتي :
كلمتها الطيبة
والان اريد ان اجازيها بادعية لا اظنك تخيب رجائي 0وشرعت بتلاوة الادعية بعد ان انتقيت اكثرها ثوابا فقراتها لها منها :
دعاء جوشن صغير المذهله آثارها وزيارة عاشوراء ودعاء يستشير وغيرها
وزرت عنها العتبات النورانية عليهم افضل الصلاة والسلام في العراق
وتصدقت عنها وكذلك زرت عنها سيدتي المعصومة وسيدي الذي غربته تفتت الصخر عليهم صلوات الله والحمد لله ان اراني في المنام
الفصل 66
(اثر الدعاء للاموات)
والحمد لله الذي لم يخيبني بعد ان قمت بتلك الاعمال للمرحومة مهناز في احدى الليالي رأيت في المنام عددا من الرجال سالوني اتريد ان ترى مهناز ؟؟
قلت :نعم.
فاخذوني الى خارج المدينة واذا بها ملقات هناك
وكانها جيئ بها الآن الى هناك ؛ وهي بثوب ازرق سماوي اللون وكانت نائمة بهدوء ولكن فهمت من الرؤيا- لاسباب ولا احب ذكرها - انها لازالت بحاجة الى الدعاء فذهبت للعراق وزرت هناك نيابة عنها واسال الله تعالى ولا زال ادعوه الى ان يريحها ويرفعها الله تعالى لاعلى مقام ممكن لها .
فشكرت الله سبحانه حيث لم يخيب املى في ادعيتي لها وقلت في نفسي عساني اكون قد جازيت احسان كلمتها الطيبة.
فرحمة الله عليها وعلى كل من تكلم بكلمة طيبة ؛ فادخل السرور بها على قلب انسان ورفع عنه عناء اتعاب الحياة0
(متابعة الذكريات)
نرجع لمتابعة جهادي المستمر لجعل كل مقطع من حياتي وفق وصية رسول الله صلى الله عليه واله وان لم استطع فهذه نيتي اسال الله تعالى ان يتقبلها مني .
بعد ان اشتريت دكاني الصغير وارجعت دين خالي رحمة الله عليه ؛ اصر عدد من التجار بان يرسلوا لي البضاعة وانا ابيع ما رزقني الله سبحانه واُرجع اموال التجار ويبقى الربح الصافي لي ؛ وكلما اردت ان اسافر الى مكان ٍ معين سألت التجار ان ياذنوا لي
فسالوني ولماذا تاخذ الاجازه
قلت لهم قرات عن اهل البيت

( ونقلت لهم ما قلته لخالي رحمة الله عليه ورواية اخرى وهي )
ان صاحب الدين لابد ان يستجيز في سفره من صاحب المال
فتعجبوا من هذه الاحكام وبدؤا يتحسرون ؛ اشد الحسرة لهجرة مثل هذه الانوار ؛ التي لو عُمل بها لسعد الناس جميعا ؛ قلت لهم لقد ورد في ان اول ما استلم الحكم امير المؤمنين

قال لشريح القاضي
* وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ

:
لِشُرَيْحٍ يَا شُرَيْحُ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ الْمَعْكِ وَ الْمَطْلِ وَ الاضْطِهَادِ وَ مَنْ يَدْفَعُ حُقُوقَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمَقْدُرَةِ وَ الْيَسَارِ وَ مَنْ يُدْلِي بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْحُكَّامِ فَخُذ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ وَ بِعِ الْعَقَارَ وَ الدِّيَارَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله يَقُولُ:
مَطْلُ الْمُسْلِمِ المُوسِرِ ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ وَ لا عَقَارٌ وَ لا دَارٌ فَلا سَبِيلَ عَلَيْهِ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لا يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ إِلا مَنْ وَزَعَهُمْ عَنِ البَاطِلِ .
فلما ذكرت هذا لاحد التجار تنفس الصعدا عاليا وقال اين انت يا امير المؤمنين روحي فداك؟؟