جائني احدهم ناصحا؛ بعد ان فتحت دكاني متوكلا على الله تعالى وقال لي:
انصحك ثلاث نصائح؛ بها تفوز في دنياك وتتفوق في تجارتك ؛ وان لم تستعمل نصائحي لابد ان تخسر وتتاخر في تقدمك مع أقرانك ؛ ففرحت من قوله ؛ وقلت له كلي آذان صاغية وانا بشكرك سباقا لحرصك على تفوقي ؛ فلما اتم نصائحه كلها ؛ وانا بين يديه كالميت بلا حراك ؛ بل كنت كالخارج من قبره يبحث عن مصيره ؛ حائر في عالمه المهيب المرتبك الجديد؛ وقد رأى الجن بعينه ؛ وابليس واعوانه ماثلين امامه ؛ أحق ما أسمع من هذا ؟!! ام انني نائم وساستيقظ من نومي واراه كابوسا من الاحلام كان ؛ فمر وولى عند ترك رقدتي.
كانت الدمعة كالصعبة تصارعني للخروج من عيني وانا احبسها بحبال الحياء والخجل واقول في نفسي لقد قضيت عمري في الدراسة من اول يوم فتحت عيني وعرفت نفسي ؛ والآن عندما اريد ان امسك بزمامها لتسير كمطية مطيعة لراكبها؛ واذا بهذا الناصح يلقيني ودابتي في مهوى حفرته ؛ بئر عميق وقعت فيه واذا انا بين لهوات افاعيه وعقاربه .
ماذا يقول ؟!
فتحت عيني وكاد من فتحها تخرج حدقتاي؛ ثم فركتها بيدي لأنظر اليه ؛ أهو انسان ام قوم من النسناس ام مارد هرب من أبالسته ؛ وجاء ليرضي ابليسه الاكبر في غوايته لي عندما رءاني صاغيا لوسوسته ..
ثم قلت في نفسي آه .... مسكين انا ؟! وكيف وقعت في فخه؟! ولماذا جئت للسوق لأسمع من هذا ما سطره باساطيره فيما قال لي ؟
وانا افكر بكل هذا !! والناصح ينظر لي ؛ وهو مُعجب باصغائي ومن نفسي التي تصورها قد وقعت في فخه ؛ و ظن اني ساطيعه بما امرني من خططه وحيلته ولكني تذكرت وتدبرت ورجعت لعقلي وقلت في نفسي يا جلال يجب ان لا تهرب امام هؤلاء بل الجهاد في السوق امام الوسواس الخناس هو نعم الجهاد يا جلال الم يقل الامام الصادق

في كتاب الكافي :ج 5: ص 88 ِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ

قَالَ الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّه .
فوقفت كالأسد الجائع امام فريسته وقلت له :انك نصحتي قائلا: